العدد 892 صدر بتاريخ 30سبتمبر2024
أقيم ضمن فعاليات مهرجان القاهرة الدولي للمسرح التجريبي في دورته الحادية والثلاثين (دورة د. علاء عبد العزيز) برئاسة الدكتور سامح مهران، ماستر كلاس “من المعبد إلى المسرح.. تتبع في أصول المسرح المصري القديم” للدكتور عمر المعتز بالله.
وقال الدكتور عمر المعتز بالله، إن المسرح المصري بدأ في المعابد، العالم القديم عرف أشكال من المسرح قبل اليونانين انفسهم، وذلك خلال الاحتفالات والأعياد التي تتضمن مجموعة من الطقوس والرقصات والأناشيد التي كانت تُنشد خلال الاحتفالات التي تقام في حياة البشر الأوائل ومنهم المصريين القدماء الذين قدموا احتفالات تشبه العناصر المسرحية الكلاسيكية في المعابد وأشار المعتز بالله أن هناك أشكال ما قبل المسرح فعلى سبيل المثال كان الإنسان يحتمي في الكهف من الأمطار والسيول وكان البعض يقوم برسم بعض الرسومات داخل الكهف ومنها مهاجمة الدب ويقوم بوضع خطط للهجوم على الدب ثم تقوم الجماعة بسحل الدب ثم بعد ذلك يشعلون النار ويقوم أحدهم بإرتداء فروة الدب ويقوم المحاربين بالرقص وهي رقصة الإنتصار وهنا هناك رقصة ، إنتصار ، جمهور ، إكسسوارات .... إلخ.
كذلك قام القدماء المصريين بعمل مشاهد شخص يصطاد فرس النهر وهو بالنسبة للمصريين القدماء مصدر الشر فقد اختاره المصريين ليكون شكل للخطر والشر إذن عند المصريين شكل من أشكال المسرح.
وأشار “المعتز بالله”، أن بالتوثيق نجد أصل المسرح في اليونان القديمة بالفعل، وكانت لهم السبق في فكرة أقنعة المسرح “الضاحك والباكي”، لكنه عاد وأكد أن فكرة الأقنعة نفسها كانت موجودة في مصر القديمة حتى قبل ميلاد أرسطو نفسه بحوالي ألفي عام، مثل قناع الملك “دن” أحد فراعنة الأسرة الأولى الفرعونية، وكذلك قناع الإله “أنوبيس”، كذلك لفت إلى أن الكثير من علماء وفلاسفة الإغريق مثل “طاليس- انيكسامندر- اكزينوفان- بارمينديس- فيثاغورس- هيراقليطس” جاءوا إلى مصر القديمة وتعلموا فيها وتأثروا بحضاراتها واوضح المعتز بالله فكرة المسكات في الحضارة المصرية واللاتينية فكان يعبر عن الواقع فهو لا يتم تزيف الواقع به ولكن كان يفرض به الواقع بعكس الحضارة المصرية التي كانت المسكات والأقنعة تعبر عن فقدان الهوية وكان لليونان السبق في عمل مسكات تظهر الملامح ومتعددة الأشكال فهم أول من إخترعوا المسك المفتوح وقد أوضح ذلك المصري القديم من خلال نقوشات معبد دندره وهو يدل أننا سبقنا اليونان في عمل المسكات وكذلك ضرب مثالاً بتوت عنخ آمون وهو ماسك جنائزي للموياء ليرى الإبدية .
ويري صاحب كتاب “المسرح المصري القديم”، أن هناك طقوس مصرية قديمة، تضم عروض تمثيلية قصيرة ابدعها المصري القديم لتأكيد معتقده الديني و وذلك لما تتضمنه تلك الطقس من مفردات مسرحية أساسية كالحوار والأزياء الخاصة والاقنعة ويؤدى أمام باقي المحنطين وفي حضور بعض من اهل المتوفى يكونوا مشاهدين لهذا العرض الدرامي المهم وفي الوقت نفسه يبكي اثنان من المعزين أو أحيانا واحد فقط بالقرب من المتوفى بينما تبقى ممثلتين تقومان بدور إيزيس ونفتيس في طرفي المشهد حيث يتخذ المتوفي دور أوزيريس المنتقل إلى العالم الآخر. وتطرق إلى أن معبد أدفو يحتوي على العديد من الجداريات التي تتضمن مناظر درامية، منها مناظر المعبد قصة إيزيس وأوزوريس والصراع بين حورس وست، وكيف أن حورس، الذي كان يمثل قرص الشمس المجنحة، قد تغلب على ست وأعوانه، وقد عاون حورس ابن إيزيس حسب أسطورة أوزوريس عدداً من الرجال الذين عرفوا فن صناعة المعادن، وقد تغنى بانتصاره كهنة إدفو ونساء أبو صير في الدلتا، مشيرا إلى أن أول مسرحية موثقة في التاريخ هى مسرحية “مصرع أوزوريس” وكانت يتم تقديمها في المعابد القديمة وكانت من نوع مسرحي خاص جداً وهو مسرح تفاعلي فكان يتم التحرك من مكان إلى مكان وتدور أحداث المسرحية حول أول فكرة ثأر وهي إنتقام حورس من “ست “ والذي شن عليه حرب لمدة سبعين عاماً ونفاه وسيطر على عرش مصر والمسرحية موجودة في معبد “إدفو “ وهو نص درامي مصري منذ مئتان ثلاثة وسبعين قبل الميلاد وقد مثل المصريين «ست» بشكل فرس النهر «الذكر» وهو ثاني اضخم حيوان بعد الفيل يمشي على الأرض ويغطس تحت الماء وهو ما اعطاهم فرضية بتوصيف «ست» الشرير.
واستشهد بمسرحية «النائحتان» فهي ىأول نص مسرحي في التاريخ، وهي مسرحية من فصل واحد، وهو نص درامي ثنائي محفوظ في المتحف البريطاني باسم بردية (برمنر رند) والتي وجب أن نسميها بردية (نس. مين) وهو اسم الكاهن الذي تم العثور عليها ضمن أثاثه الجنائزي عام 305 قبل الميلاد.
وأكد عمر المعتز بالله، أن المسرحيات المصرية القديمة هي نواة المسرح الإغريقي، وأن البردية أثبتت أن المصريين كتبوا أول “سكربت” أو ما يعرف بالسيناريو، وذكرت تلك النصوص، ذكر لشخصيات العرض ومن يقوم بتشخيصها من الممثلين، والكاتب يقول «نريد بنتين فى سن كذا وباروكات كإكسسوار»، ثم يدخل مجموعة من الرجال يجملون رجلًا لونه أخضر، ثم تذهب الفتاة لتقول لأختها كذا.. هذا عرض مسرحى متكامل، به أزياء ومكياج وحركة ومواصفات ممثلون، ووجدت تحديدًا الأماكن ومواعيد العروض، ما يثبت أن مصر القديمة كانت لديها ما يمكن تسميته بالمواسم المسرحية.