رفقاء الرحلة: عزت زين..«عاشق المسرح»

رفقاء الرحلة:  عزت زين..«عاشق المسرح»

العدد 890 صدر بتاريخ 16سبتمبر2024

أقام المهرجان القومي للمسرح المصري، في دورته السابعة عشرة، ندوة  خاصة للمخرج والفنان عزت زين، وذلك لمناقشة وتوقيع كتابه الذي قدمه رفيق محطات عديدة من رحلته وواحد من مريديه الكاتب الصحفي والمخرج والفنان عادل حسان بعنوان «عاشق بيضحك للمسرح» وأدارت الندوة دكتور.داليا همام، وجاء ذلك بحضور كوكبة من المسرحيين والأساتذة في مقدمتهم رئيس المهرجان الفنان محمد رياض، والناقد الدكتور محمد سمير الخطيب، الفنان والمخرج والفنان يوسف إسماعيل، المخرج أحمد إسماعيل، الفنان حمادة شوشة، المؤلفة والكاتبة رشا عبد المنعم، المخرج حمدي حسين، الفنان ميدو عادل، والمخرج عمرو حسان وآخرين من المسرحيين والنقاد والإعلامين.

قدوة حقيقية
في البداية، رحبت دكتور داليا همام بالحضور الكرام وقالت: «إننا على موعد مع لقاء متميز لقامة مسرحية كبيرة، أثرت المسرح المصري لعقود طويلة في مختلف الاتجاهات والمؤسسات بدءًا من المسرح المدرسي ومسرح الثقافة الجماهيرية العريق، وكذلك عروض البيت الفني إنه المخرج والفنان عزت زين، والذي أصبح مبدعًا في الدراما التليفزيونية في السنوات الأخيرة، ويمثل قدوة حقيقية لكل الشباب المسرحي وخاصة بالأقاليم.
وعقب ذلك قال المخرج عادل حسان في كلمته: «أن تكتب عن أستاذك المعلم، فهذه كتابة بطعم الحب الذي عرفناه من خلاله حب المسرح، حب الحياة بكل تفاصيلها؛ لأن الحياة - هنا هي المسرح أيضًا.. هكذا عرفنا منه، وهكذا رددنا لكل من كان لقاؤه معنا في حضور المسرح، وعلى خشبته

عادل حسان: عاشق المسرح ونحن مريديه 
وتابع «حسان»: «إن عزت زين، عاشق المسرح الذى عرفته صغيرًا «ممثلا»، يعتلي خشبات مسارح الفيوم بكل ثقة؛ رجل مسرح استثناء، لا تجد له من الشبه 40 شاهدته في عروض مسرحية عدة، قبل أن أعرف عزت زين «الإنسان»، الذي يتأخر علينا في حضوره المعتاد إلى مقهي «القللي»، ولكننا ننتظره بإلحاح؛ حتى تستمع إلي، وفي حضوره نصمت لنستمع في كلامه «علام» لا ينتهي الموسوعة التي عرفنا منها أن للمسرح بهاء علينا أن نقدره تفاصيل ممتدة عبر سنوات علاقتي به في عروضه المسرحية التي قدمها مخرجًا، والتي كانت بوابتنا جميعًا إلى المسرح نحن «التلاميذ في المدارس ممن فازوا بفرصة العمل معه وقت أن كان موجهًا للمسرح بمديرية تعليم الفيوم، ونحن «الجمهور» الساكن علي مقاعد مسارح الفيوم «المدينة» والقرى تعلقنا به، وتعلمنا منه، حتى تحولنا إلى مجموعة من المريدين.
وممتنًا وسعيدًا قال «حسان»: «إنه عزت زين الذي عشق المسرح وضحك له، وكان المسرح سبيله قبل أن تحبه الشاشات ليصبح واحدًا من نجومها، دون ابتعاد حتى اللحظة خشبات مسارحنا، ليصبح أهلا لتكريم هذه الدورة من المهرجان للمسرح المصري 2024».

رجل المسرح الثائر
وأنني لم أكتب عن الفنان عزت زين بمفردي، ولكني حرصت على تقديم العديد من الشهادات المكتوبة عنه من الفنانين والمبدعين: أحمد إسماعيل، عصام السيد، باسم صادق، مايسة زكي، زياد عزت، حسام عبدالعظيم، وقدّم كلا منهم شهادة قوية في حق رجل المسرح الفنان عزت زين، والذى رغم هدوئه وحكمته، ولكنه رجل ثائر ويرفض كل ما يقلل من المسرح.
واختتم: حاولت فقط من خلال الكتاب أن أقدم ناتجًا يليق بسجل الرجل الذي كيف نحب المسرح ندين له بالكثير، وكان يملأني الأمل أن تكون السطور التي كتبها أساتذة وزملاء نعتز بهم جميعًا، هديتنا جميعًا للعاشق مولانا عزت زين.
عزت زين: أبي ملهمي ورحلته كان بدء لرحلتي مع المسرح
واستهل الفنان عزت زين حديثه بترحيبه بالجميع معربًا عن سعادته الكبيرة وقال: إن هذا اللقاء أعتقد انه لن يتكرر مرة ثانية، وممتنًا للجميع من الحضور، وعن مرحلة الطفولة والنشأة روى: كان الأب حاضرًا بقوة منذ الطفولة وعندما ولدت ومن بعدها أدركت الأشياء من حولي فوجدت أبي مخرجًا بالمسرح يشارك في رحابه وعلى خشبته كمؤلف ومخرج ومختلف عناصر العرض المسرحي الأخرى، فنشأت بوعي أنه رجل مسرح ومعه فرقته المسرحية التي يقدم من خلالها مسرحياته.
واستكمل «زين» ممتنا وفخورًا بأبيه معلنًا: هو الرافد الأول والرئيس في رحلته الفنية وخاصة مع المسرح وقال: ورغم رحيل أبي في صباي وأنا عمري 12 عامًا، غير أنني كنت أتذكر كثيرًا من تجربته المسرحية حينذاك وأدواره، وخاصة دور «الملك» في مسرحية «شمس النهار» للكاتب الكبير توفيق الحكيم وحينذاك شعرت بأنني سأقوم باستكمال رحلة هذا الرجل العظيم المخلص للمسرح فحلمت وتمنيت وكان.

فرصة الخروج
وأكد «زين»: إن غالبية الفنانين عندما تأتي لهم فرصة للخروج من الأقاليم، يرحبون ويسعدون بذلك كثيرًا، ولكني كنت على العكس من ذلك، وتمسكت بالعمل في مسرح الأقاليم وخاصة في الفيوم، و ممثلي الأقاليم لن يتكرروا أبدًا، وعلاقتي بالمخرج عادل حسان، بدأت عندما تعرفت عليه وكان حينذاك بالمرحلة الإعدادية، وعمل معي مساعد مخرج في المسرح المدرسي.

دور المؤسسات الثقافية
ولافتا قال «زين» عملت في شركة مصر للشرق الأوسط، ووجدت أن العمل بها حمل كبير والعمل في القطاع الخاص يأخذ كل طاقتي، ودائمًا كان قراري على الأسس التي تقربني أو تبعدني عن المسرح من عدمه، وأشار إلى أهمية ودور المؤسسات الثقافية في رحلة الفن المصري وكذلك المسرح، وأكد أن غالبيتها يوجد بها استعلاء على المسرح المدرسي، وهناك أشخاص يدعون أنهم حريصون عليه، و يهتمون به، ولكن في الحقيقة هم يحتقرونه، كما أن جمهور القاهرة، يتعالى على جمهور الأقاليم.
وناصحًا «زين» قال: علينا أن نهتم بجمهور الأقاليم، لكون جمهور القاهرة لديهم منافذ ثقافية كثيرة مثل المسرح القومي ومسارح  البيت الفني وأخرى عديدة، بينما شباب وجماهير الأقاليم ليس أمامهم أماكن ثقافية مثل الموجودة بالقاهرة، وأعرب «زين» عن استئيائه لغلق قصر الثقافة في الفيوم منذ سنتين، وهو الذي شهد معه كثيرًا من محطات وملامح المسرح بالثقافة الجماهيرية في عقود سابقة.

المسرح أكثر متعة وصعوبة
وأكد«زين» أن عدم الاعتناء بالمسرح الإقليمى كارثة، كما أن المواهب لا تولد في القاهرة فقط، ولكن المواهب تحظى بها كل المحافظات من حلايب وشلاتين إلى كل مدن وقرى وكفور وجه بحري، وأوضح أن أكثر أعماله التي يعتز بها هي«قواعد العشق الأربعين» لكون شخصيته كانت ثرية وعاش مع الشخصية لمدة طويلة، و أكد أن «المسرح» هو أكثر متعة ومحبة له عن غيره من الوسائط الفنية الأخرى، مثل مشاركاته في الدراما التليفزيونية.
وأشار «زين» إلى العديد من تجارب أصدقائه في رحلته مع المسرح المصري انطلاقًا من الفيوم، منها تجربة الفنان الراحل صالح سعد الذي قدّم إنجازًا كبيرًا منه تجربتين، على بحيرة قارون وأكد: كنا نحظى باهتمام كبير من قبل القائمين على مسرح الهيئة العامة لقصور الثقافة وخاصة رئيس الهيئة سمير سرحان الذي كان يرعى باهتمام ما نقدمه ولاقتا التجربتين تغطية نقدية حينذاك، ولكنا كنا نأمل أن تحظى أيضًا بتغطية إعلامية لتوثق هذا الإبداع وغيره من تجارب الثقافة الجماهيرية.

أشرف أبو جليل: الفنان النبيل عزت زين«الأستاذ» رحلة من العطاء للمسرح تتجاوز 50 عامًا
وقال الشاعر أشرف أبو جليل: هو وحده قامة فنية متحركة ومحرك ثقافي وفني داخل محافظة الفيوم وخارجها عن مسرح الثقافة الجماهيرية وكذلك مختلف الجهات المنتجة للمسرح المصري، بالتربية والتعليم والجامعة المصرية
واستطرد «أبو جليل»: الفنان النبيل عزت زين أو «الأستاذ» كما يحلو لكل من يعرفه أن يناديه رحلة من العطاء للمسرح تتجاوز الخمسين عامًا بل تمتد إلى العمر كله فقد كان والده مخرجًا مسرحيًا متحققًا في فرقة الفيوم المسرحية «كرمت اسمه وإنجازاته في مؤتمر الفيوم الأدبي الأول، مارس 1995م، وكان أخوه الأكبر، المهندس عادل زين العابدين، سبقه إلى المجال المسرحي، لكنه توقف بعد ذلك، فلا نبالغ إن قلنا إن عزت زين ارتبط بالمسرح منذ أن بدأ يرى ويسمع وينطق، وإذا كانت الأسرة أول مكوّن فني وثقافي لدى أي مبدع، فهي بالطبع لن تكون المكون الوحيد؛ فلا بد من عوامل أخرى تشحن طاقات الإبداع تحفزها؛ أي لا بد من تراكم عدة عوامل تصنع من الهاوي فنانًا ملتزمًا بفنه وتطوره، وقضايا عصره.
واستطرد«أبو جليل» موضحًا مقومات بناء شخصية الفنان عزت زين، والتي تمثلت في الأسرة والأصدقاء والمناخ الفني بالفيوم كما أوضح «أبو جليل» أن «زين» هو قائد لحملة التجديد في المسرح الفيومي منه خلال جمعية المسرح المصري ونادي مسرح قصر ثقافة الفيوم مواجها بقوة فقر الإمكانيات. واستكمل طريقه دون إنهاك روحه في أي معارك جانبية فلم يتأخر عن الفرقة القومية ولم يترك أبدًا حلمه في التطوير من خلال الكيانات الجديدة 
وعمل «زين» موجهًا للمسرح المدرسي انتهاءً بوظيفة موجه عام المسرح بمديرية تعليم الفيوم فأحدث تطويرًا عظيمًا في مبنى ومعنى المسرح المدرسي.

قامة مسرحية مهمة
وأضاف «أبو جليل» عمل عزت زين دائمًا على ربط الحركة الثقافية بالقاهرة بالمسرح الفيومي، فتمت دعوة رموز الحركة النقدية إلى عروض المسرح الفيومي، فقرأنا أول مقالات نقدية في الدوريات عن عروض فنية فيومية بدأها الروائي خيرى شلبي بمجلة الإذاعة والتليفزيون، وكتبت نهاد صليحة ومايسة زكي، وتوالت زيارات النقاد، وتوالت أضواء النقد تضيء جوانب الإبداع الفيومي رحلة عزت زين تدرس؛ لتعليم الشباب قيم البناء المتين الصاعد بهدوء، رحلة تمتد من قيامه بالتمثيل منذ طفولته ونضجه وتصاعد دوره حتى صار نجمًا تلفزيونيًا ومسرحيًا يشارك علي خشبة المسرح القومي والكوميدي والهناجر، ويشارك في المهرجانات الدولية مثل التجريبي وغيره، ويكرمه أهم مهرجان مسرحي مصري هو المهرجان القومي للمسرح المصري 2024 م بحضور كل القامات المسرحية في يوم فريد.

فنان الثقافة الوطنية
قال المخرج أحمد إسماعيل: حظيت بصداقة عزت زين الإنسان منذ أكثر من ثلاثين عامًا مخرج مسرحيًا متميزًا بمحافظة الفيوم وعاصمتها، وزميلًا في مشروع «التنمية الثقافية في الريف المصري وبناء المسارح المفتوحة المعروف إعلاميًا باسم «مسرح الجرن»، وممثلًا في المسرح القومي ومسارح أخرى بالقاهرة، فضلًا عن الدراما التليفزيونية عزت زين المخرج المتمكن من أدواته الفنية والمقدم الرؤى طليعية في مسرح الثقافة الجماهيرية، لم تخل أعماله من الأبعاد الاجتماعية والسياسية الحادثة في الوطن، معبرة عن رؤيته لدور الفنان واختياراته الداعمة لقضايا وهموم مواطنيه، إضافة إلى رعايته للأجيال المسرحية التالية؛ فلم يقتصر عمله علي حرفة الإخراج المسرحي، لكنه هو بمثابة مدرسة مسرحية في محافظته، تخرج علي يديه العديد من المخرجين والفنانين النابهين الذين أصبحوا نجومًا في مجالاتهم.

مدرسة  فنية متفردة
وتابع «إسماعيل» مؤكدًا: قلت إنه بمثابة مدرسة؛ فلا غرو وهو الذى شغل التوجيه المسرحي والعام بمديرية التربية والتعليم بالفيوم في الثلث الأخير من حياته الوظيفية فأصبح الدور التعليمي والتربوي تلقائيًا في تكوينه، ولم يكن إيمانه بتعاقب الأجيال ورعايته لها إلا جزءًا أصيلًا من اهتمامه بمستقبل الوطن.

مسيرة مشتركة بـ « مسرح الجرن»
وأوضح «إسماعيل» وفي مسيرتنا المشتركة بمشروع «مسرح الجرن»، كان عزت زين من أوائل المتحمسين المشروع، سواء بإشرافه الفني على فعالياته في إقليم قاهرة الكبرى وشمال الصعيد، أو كعضو فاعل بالمكتب الفني المختص، بتطوير مناهج وآليات العمل، أو مشرفًا مركزيًا لنشاط المسرح بالمشروع وإذ أقف برهة عند مهمة واحدة، وهي الإشراف الفني على فعاليات المشروع في الإقليم، لأنقل ما شاهدته في إدارته للعمل، التي اعتمد فيها على التوجيه من خلال المناقشة محفزًا عظيمًا لمدرسي المدارس والطلاب وبعيدًا عن التلقين وإصدار التعليمات؛ إنه الحث علي إعمال الفكر والخيال والمبادرة والمشاركة.

ثقافة تربوية كبيرة
وتابع: هذه المنهجية التربوية الواعية هي أساس العمل في مناهج التنمية الثقافية والإبداعية، يطبقها فناننا مشرفنا موجهنا.على كل المستويات لثقافته التربوية الكبيرة، وقناعاته الذاتية بأهمية الموضوع وكيفية تحقيق.؛ وإذا أضفنا إلى ذلك إشارة سريعة إلى مادة الأنشطة الثمانية للمشروع، فنجد أن الأرضية الأساسية هي الثقافة الشعبية وكيف تصبح ثقافتنا الوطنية بتنشيطها واستيعابها واستلهامها بذلك، فإن عزت زين في القلب من هذه الثقافة الوطنية.

صاحب بصمة عند الجمهور
واختتم «إسماعيل» ولأن الحظ يصادف اختيارات «أهله»، كانت معظم الأدوار التمثيلية لقناتنا، سواء بمسارح القاهرة أو بالدراما التليفزيونية، متسقة مع قناعاته الفكرية والفنية والجمالية، وليترك بصمة عند الجمهور في المجالين، وفي إشارة واضح انتبه.. هنا فنان كبير.. لأسمح لنفسي - بناء علي اللقطات السريعة السابقة – بإضافة تسميته: «فنان الثقافة الوطنية».

عزت زين.. المعلم ما بين الفصل والمسرح
وقالت الكاتبة والمؤلفة رشا عبد المنعم في شهادتها عن «رجل المسرح.. عزت زين» هو المعلم الذي امتد الخط الواصل بين وظيفته كمعلم وصل إلى درجة الموجه بوزارة التربية والتعليم، وبين شغفه بالمسرح كمخرج وفنان بالثقافة الجماهيرية، فصار مؤديًا في الفصل، ومعلمًا في المسرح. تتلمذ على يديه أجيال من فناني الثقافة الجماهيرية بفرع ثقافة الفيوم علي الأكثر؛ إلا أنه لم يبخل بخبرته أبدًا علي أي فنان كبر أم صغر.. مخلص النصح، حكيم دون ادعاء، ساخر دون تسخيف، غاضب في كل ما يتصل بحقوق المسرح والفنانين، مترفع عن المصالح الشخصية كل ما سبق وأكثر أقل من قيمة الفنان والمعلم عزت زين؛ «مولانا» كما يحلو للبعض تسميته. 
واستكملت «عبد المنعم» عزت زين هو ذلك المتمسك بحلمه وشغفه بالمسرح والفن، ظل ممسكا علي جمرته، لم يفلتها أبدًا، أدرك هذا الجمال الخفي للاحتراق من أجل ما شغفت به، والكفاح من أجل ما آمنت به، لم يتساءل يومًا - رغم خبرته الطويلة الممتدة - لماذا لم يحظ بما يليق به من شهرة، ولماذا لم ينل حظا من التكريم يليق بتجربته؟ لم ينشغل إلا بفنه، فجاءته الشهرة والتكريم طوعًا دون أن يطلبهما.وربما يكون هذا المجيء المتأخر لتكون تجربته بمساراتها أمثولة للمتعجلين من الشباب، أو المتوهمين عطاء لم يقدموه، أو الموشكين على الإحباط من الفنانين الحقيقيين الذين طال مقامهم دون أن تواتيهم الفرصة التي تشعرهم بشيء من التقدير.

فنان مؤمن بقضيته
وقال الفنان يوسف إسماعيل مثل لنا الفنان عزت زين بوصلتنا في الفيوم أننا كلما كنا في الفيوم نسأل عنه ولا نتحرك إلا من خلاله فكأنه مرشدنا في الفيوم وفي الرحلة المسرحية هناك هو معلم وفنان ومركز ثقافي وحده يشع مسرح ومعلم الأجيال ومؤسسًا للمسرح، وأنا من أوائل الأشخاص السعداء بتكريم عزت زين، ونحن أمام فنان مؤمن بقضيته وهي قضية المسرح، وبالتالي نحن أمام نموذج يعطي دروس عظيمة في حب المسرح لعموم المسرحيين، وأحلى شئ أراه فيه هو إيمانه بفنه ورسالته، لافتا إنه فنان لديه مسيرة مستديمة لم تتوقف عن الإبداع سواء في تأسيس فرق أو الإخراج أو التمثيل، نحن أمام عاشق للمسرح.

الملهم الاستثنائي
وفي كلمة من ابن لأبيه قال الفنان مهندس الصوت زياد: قام الفنان عزت زين بدور استثنائي كأب وفنان على مدار السنوات پرت والثلاثين الماضية تجلى تفانيه في دعمى وتوجيهي، وتقديم النصائح قيمة التي ساعدت في نموي وتكوينى على المستوى الشخصي والمهني. وارتبطت بوالدي ارتباطًا فريدًا منذ نعومة أظافري، ليس فقط داخل منزل بل قضيت الكثير من الوقت معه أثناء تحضيراته لمسرحيات الثقافة الجماهيرية في زيارات كانت ممتعة جدًا، تعرفت من خلالها على المسرح وانبهرت به وارتبطت به جدًا.

الابن الفنان: تجاربي وأوقاتي معه شكلت أساس تطوير شخصيتي ومهاراتي
وأضاف «زياد»: تفتح وعيي خلال ملازمتي لأبي، والتي كانت في بداية المرحلة الابتدائية، على أمل دنقل الشاعر العظيم أثناء إخراج أبي مسرحية «مقتل العمر الجنوبي»، التي حصدت جوائز عديدة في مهرجان نوادي المسرح، وكانت مصدر فخر الكبيرين بأبي المخرج العظيم حاصد الجوائز؛ إلى أن تطورت هذه الزيارات لتصبح مشاركات بسيطة في المسرحيات التي تحتاج الأطفال ممثلين، بعد أن شهدت علي مجهود أبى وضميره وحزمه حينما يطلب الأمر.
اختيار التكريم بالإجماع
وعن شهادة الفنان محمد رياض، رئيس المهرجان قال: كان أول لقاء لي مع الفنان عزت زين من خلال عرض «قواعد العشق والأربعين» وهو فنان كبير ومكانته كبيرة وعن اختيارنا للمكرمين كان اختياره بالإجماع من اللجنة العليا كافة.
وموضحًا «رياض» قال: أنا ضد التقسيمات التي تحدث سواء بين المسارح سواء لمسرح الجامعة، ومسرح الأقاليم، والثقافة الجماهيرية، وهي تقسيمات فيها شئ من عدم العدالة وكل الذي قدم مسرحًا فهو مسرحي.
وفي مداخلة للناقد باسم صادق تساءل عن دور المسرح المدرسي، فأجابه عزت زين: إن المسرح المدرسي قام في بداياته على أيدي رواد متخصصين كبار في الماضي، فاستكمل المسرح من بعدهم طريقه بقوة وتميز فهو الأساس للمسرح المصري وتنميته دائمًا.
وفي الختام قال الفنان ميدو عادل: «إن تكريم الفنان عزت زين، هو تكريم لوالده ووالدته وتكريم لكل المسرحيين، وشكرًا للمهرجان القومي، الذي قدم لنا نماذجًا مهمة من الثقافة الجماهيرية، لكون أن كل محافظات مصر، ترى أن الفنانين وتجاربهم لا يلقون انتشارًا غير بالقاهرة، وأتمنى أن يقوم عزت زين بالإخراج بمسرح الدولة.
 


همت مصطفى