«الروافد الفنية والثقافية في مسرح ألفريد جاري».. كتاب جديد للدكتورة أميرة الوكيل

«الروافد الفنية والثقافية في مسرح ألفريد جاري».. كتاب جديد للدكتورة أميرة الوكيل

العدد 861 صدر بتاريخ 26فبراير2024

صدر مؤخرًا للدكتورة أميرة الوكيل، كتاب جديد بعنوان «الروافد الفنية والثقافية في مسرح ألفريد جاري»، حيث يتناول الكتاب دراسة سمات نصوص الكاتب المسرحي الفرنسي (ألفريد جاريAlfred Jarry 1873 –1907) الذي ترك أثرًا كبيرًا على مسار المسرح ككل.
وكانت تجربة (جاري) فريدة ومُكتنزة بالعديد من الخبرات، سواء على مستوى التمثيل والإخراج وتصميم الشخصيات وكذلك تأليف اسكتشات ونصوص مسرحية وروايات، ويحتوي كتاب (الروافد الفنية والثقافية في مسرح “ألفريد جاري”) على أربعة فصول.
الفصل الأول بعنوان “المؤثرات الفكرية والثقافية على مسرح ألفريد جاري” يتضمن مَبحثين، المبحث الأول بعنوان “الأسس الفكرية والفنية في مسرح ألفريد جاري” الذي يتناول ثلاثة محاور توضح المعالم الفكرية والثقافية التي ارتكز عليها مسرح (جاري)، سواء عوامل اجتماعية، عوامل نفسية، والعوامل الفكرية تسعى إلى رصد النظريات ودراسة الرؤى الجمالية والتيارات الفكرية التي أثرت في وعي (جاري) وامتد تأثيرها حتى مُنتصف القرن العشرين، إذ لا يمكن فَصل مُفردات مسرح (جاري) الفنية المليئة بالاحتجاج والتمرد عن حياته الشخصية، والتي أثرت في بلورة رؤيته الفنية الثرية.
أما المَبحث الثاني بِعنوان: الملامح الفنية والمؤثرات الثقافية في مسرح جاري، ويحتوي على محورين، الأول “المسرح في عصر “جاري” ويتناول تفنيد المعالم الفنية والدرامية في الفترة التي تسبق مسرح (جاري(، كما يرصد الاتجاهات الدرامية المواكبة لـ فترة )جاري(، بالإضافة إلى تحديد المعالم الدرامية والفنية التي مَيزت مسرح (جاري) عن غيره من المسارح السابقة أو المواكبة لعصره، والمحور الثاني التأثيرات الفنية والثقافية على مسرح “جاري” وتعرض فيه الكاتبة المصادر الفنية والثقافية التي استلهمها (جاري) من نصوص سابقة، بداية من الملامح الكارتونية التي استوحاها عبر توظيف إمكانات الأراجوز وفن العرائس وفنون الشرق وحكايات ألف ليلة وليلة، بالإضافة إلى تأثير طقوس المسرح اليوناني وحفلات الرقص الجماعية. وقد أسهمت هذه المحاور التأسيسية في بلورة الفصول التالية.
ففي الفصل الثاني بعنوان: البنية الدرامية المُفككة في نصوص جاري، ففي المبحث الأول تُسرد سمات الحبكة وملامحها تطبيقًا على نصوص (جاري) الأربعة {أوبو ملكاً ــ أوبو زوجاً مخدوعاً ــ أوبو عبداً ــ أوبو فوق التل}.
وعبر هذه المسرحيات تسعى الكاتبة إلى رصد معالم الحبكة والحدث الدرامي وأشكال المُحاكاة في الفترة التى تسبق نصوص (جاري) المسرحية، واستشفاف ملامح انهيار نظرية المُحاكاة فى البينة الدرامية في نصوص (جاري)، أما في المبحث الثاني فيتناول استلهام (جاري) تقنيات الحبكة الدرامية من نصوص المسرح الإغريقي والشكسبيري وسمات فن العرائس والأراجوز، وتأثير ملامح الزمن الاحتفالي على الحبكة الدرامية في نصوصه. وفي المبحث الثالث يكشف عن الحبكة الدائرية وأحداثها المُفكّكة في مسرح (جاري)، وتأثيرها على دراما القرن العشرين، واستعادة مسرح (جاري) مكانته بعد ظهور كلية الباتافيزيقاThe College of Pataphysics* على يد فناني القرن العشرين.
وفي الفصل الثالث “الشخصية الدرامية ما بين البطل والكاريكاتير” متناولاً الشخصية المسرحية ورصد معالم الشخصية التي تستقطب كل الاهتمام وتكون كالمركز في العالم، ثُم الصورة التي أصبحت عليها الشخصية الدرامية واتصافها بملامح فنية وثقافية خاصة في مسرح (جاري)، بالإضافة إلى تناول المصادر الفنية والروافد الثقافية التي استقى منها (جاري) معالم شخصياته المسرحية، مثل تأثره بفن العرائس والأراجوز مثلما ظهر في شخصية (أوبو)، وكذلك تأثير هذه المعالم المسرحية والفنية لشخصيات (جاري) على دراما القرن العشرين، حيثُ تأثر هذا المسرح بتصوير (جاري) الكاريكاتيري، الذي صور قبح الواقع وقسوته، عبر نموذج (الأب أوبو) وتجسيدَ الإنسان بِوصفه قوة خالية من المشاعر الإنسانية.
وفي الفصل الرابع “البناء اللغوي ما بين اللعب الحر والصور الخيالية” يحلل معالم اللغة الدرامية في نصوص (جاري)، عبر ثلاثة محاور، المبحث الأولي طرح البنية اللغوية بداية من نصوص المسرح اليوناني حتى طبيعة اللغة في القرن الثامن عشر، ويلقي الضوء على أهم ملامح اللغة والحوار في نصوص (جاري)، واستخدامه اللغة كوسيلة للتمرد، كما يأتي المبحث الثاني راصدًا الروافد الفنية والدرامية التي أثرت على البنية اللغوية في نصوص (جاري)، حينها يصبح النص مثل نقطة ائتلاف وتشابك لأصوات مُتعدّدة، حيث يسرد المبحث الثالث السمات الفنية والدرامية في اللغة والحوار المسرحي لدى (جاري)، التي تركت أثراً على اللغة الدرامية في القرن العشرين.
 


ياسمين عباس