العدد 861 صدر بتاريخ 26فبراير2024
شهد قصر ثقافة الفيوم، الأيام الأخيرة الماضية ميلاد أول عرض مسرحي لفرق الأقاليم بالإدارة العامة للمسرح في 2024، وذلك من خلال حدوتة جديدة يستمر فيها الصراع الأزلي بين الخير والشر، وتطرح ثنائية الإنسان والشيطان، قدّم المخرج أحمد السلاموني «مركب بلا صياد» مع الفرقة القومية بالفيوم بمسرح الثقافة الجماهيرية.
والتقت «مسرحنا» بصناع العرض، لنتعرف على ملامح تجربتهم الجديدة.
الإنسان والموت والحب
قال المخرج أحمد السلاموني: مسرحية «مركب بلا صياد»، تُقدم واحدة من أبرز القضايا الأخلاقية التي تواجه الإنسان المعاصر في كل مكان وآن، فهي تطرح تساؤلات عديدة منها: هل تقبل أن تقتل شخصًا بلا ذنب جناه، مقابل أن تعيش سعادتك وتستمتع بعطاياها، ثم هل ترضى بأن تبني سعادتك على تعاسة آخرين، أو أن تستعيد قوتك الغائبة بعد أن فقدتها، أو كدت مهددًا بالإفلاس مقابل تنازلك عن كل قيمة إنسانية وأخلاقية.
وتابع مؤكدًا: ويحمل العرض عددًا من الرسائل والقضايا الكثيرة منها علاقة الإنسان بالموت، والحب وتأثيره على التغيير في النفس الإنسانية داخل علاقات مترابطة.
إهداءً إلى روح محمد بطاوي
وأضاف «السلاموني»: أقدّم العرض إهداءً إلى روح أخي وصديقي الفنان الراحل محمد بطاوي، ابن محافظة الفيوم وأول مخرج شاركت معه في بالمسرح المدرسي بمرحلة الثانوية العامة ومن بعدها مسرح التربية والتعليم، وهو من رشحني للأستاذ صلاح حامد في مسرح الطلائع في الشباب والرياضة والثقافة الجماهيرية أيضًا، أدعو له دومًا بالرحمة صديقي الغالي».
فريدا ورسالة العرض
وقالت علياء بدوي: وأشارك مع الفرقة القومية بالفيوم، للمرة الأولى، وذلك بعد مشاركات عديدة في المسرح الجامعي وحصولي على الكثير من الجوائز.
وأوضحت: قمت بتقديم شخصية «فريدا»، والتي تتشابه مع أختها في التسامح، ولكنها أكثر ثراءً منها، وتحمل طابعًا كوميديًا، وسعدت كثيرًا في ليالي العرض بعد أن أعجب الجمهور بتفاصيل الشخصية، وكان يتفاعل معنا جميعًا، ويدرك جيدًا رسائل العرض والتي حملت معنى واضحًا لتأكيد الترابط الأسري في المجتمع، ويؤكد العرض في أحداثه على ثنائية الخير والشر، وقدرة الشيطان في الإغواء الدائم للإنسان.
الشيطان.. وغواية الإنسان
فيما قال محمد وربي، الطالب بالسنة النهائية بكلية الصيدلة: شاركت من قبل في العديد من العروض بالمسرح الجامعي، وهذه أول تجربة مع الفرقة القومية، وأقدم بها شخصية (الرجل «الشيطان») الذي يظهر بعد أن حاصر الغضب واليأس لبطل العرض «ريكاردو» ومع تصاعد الأحداث، نشهد تفاقم الصراع الأزلي بين الخير والشر.
وتابع «وربي» موضحًا: ويقدم هذا الشيطان عرضًا للإنسان «ريكاردو» بعد خسارته الفادحة وهو أن يقتل بالنية مقابل أن يعيد له الشيطان كل ما خسره، فيمتثل «ريكاردو» لغواية وعرض الشيطان، الذي أجسده دوره بالعرض في صورة البشري، ومن خلاله نوضح للجمهور، جانبي الصواب والخطأ بالحياة، وهل نملك القدرة على الاختيار، أم ندفع مجبرين للغواية وفعل الشر، غير أننا قد لا ندرك كيف دفع بنا إلى طريق اقتراف الجرائم ونهلك الآخرين، وفي تقديمي للشخصية كنت قد ارتكزت على تقديم الشيطان بصورة تناسب عصرنا الذي نعيشه، من خلال صفاته وتأثيره الكبير على الإنسان، وليس فقط بهيئة أو ملامحه الجسمانية التي تتكرر في الأعمال الدرامية المتعددة، مؤكدا على قدرته على الإغواء وغيرته من الإنسان، منذ خلقه الله تعالى وبعد أن فضله عليه، فصار يحمل حقدا لن يزول للإنسان.
العجوز الكوميدية
وقالت هدية السواح: مشاركتي مع الفرقة هي الثانية، وأقدم شخصية «الجدة» وهي في السبعين من عمرها، وتعيش مع حفيدتها الأرملة، ومصدر رزقهم الوحيد من خلال مركب الصيد.
وأوضحت «هدية»: وتحمل «الجدة» تفاصيل كثيرة في الحركة والأداء الكوميدي الذي كان يغلب على الشخصية، وكنت في أيام البروفات الأولى أهتم كثيرًا بمراجعة الحوار مع مصحح اللغة العربية حازم مصطفى، حتى نُقدم عرضًا متقنًا نطقًا وأداءً، وأستمع لتوجيهات المخرج أحمد السلاموني، المتعاون دومًا معنا جميعا، حيث كنا نتناقش حول سمات الشخصية، وتفاصيلها ومن بعدها كنت أتدرب مع نفسي بالمنزل كثيرًا لأحظى على إعجاب الجهمور بالشخصية والعرض.
فريق المسرحية
«مركب بلا صياد» تمثيل فناني فرقة الفيوم القومية المسرحية بطولة: إبراهيم الديب، جيهان رجب، ضياء الجدوى، هدية السواح، محمد وربي، علياء بدوي، ديانا أمين، شنودة ملاك، بمشاركة عدد من الوجوه الشابة وهم: يوسف حسن، زياد أشرف، طارق كمال، محمد شريف، ماريا يسي، كارين نعيم، ندى أحمد، يوسف ميسي، ياسمين مصطفى، يارا أحمد.
خلف الستار
ديكور وملابس مروان إيهاب، ملابس شهد سيد، إعداد موسيقي محمود صلاح حامد، كيروجراف علاء لؤي، تنفيذ ديكور عادل ربيع وشروق محمد، تنفيذ ملابس: شهد سيد، تصميم وتنفيذ إضاءة أحمد صلاح حامد، مساعد مخرج ميرنا عماد وضياء الجدوي، مخرج منفذ حسين محمود.
مصحح لغة عربية: حازم مصطفى، إدارة مسرحية: كريم عبد الباقي، عبد الرحمن خالد، والنص للمؤلف والكاتب الإسباني أليخاندرو كاسونا، ترجمة محمد الأمين محمد، وإخراج أحمد السلاموني.
وإنتاج الإدارة العامة للمسرح لموسم 2023/ 2024، برئاسة سمر الوزير، والتابعة للإدارة المركزية للشئون الفنية برئاسة الفنان تامر عبد المنعم، وإشراف مدير إدراة الفرق المخرج السعيد منسي، وذلك ضمن خطة الهيئة العامة لقصور الثقافة برئاسة عمرو البسيوني، بإشراف إقليم القاهرة الكبري وشمال الصعيد الثقافي برئاسة لاميس الشرنوبي، وفرع ثقافة الفيوم برئاسة سماح كامل.