«مهاجر» فرقة مكتبة إمبابة.. يؤكد ثنائية الخير والشر ويكشف دوائر الشك والاتهام

«مهاجر» فرقة مكتبة إمبابة.. يؤكد ثنائية الخير والشر ويكشف دوائر الشك والاتهام

العدد 860 صدر بتاريخ 19فبراير2024

تستعد فرقة مكتبة إمبابة المسرحية بفرع ثقافة الجيزة بإقليم القاهرة الكبرى الصعيد الثقافي لتقديم عرض المهاجر بالموسم المسرحي 2023ــ 2024 وتجري الآن الفرقة البروفات الأخيرة.
 والتقت مسرحنا بفريق العرض لتتعرف على ملامح وسمات تجربتهم الجديدة.

سلاح اللغة العربية
وقال مخرج العرض نور عفيفي: أقدّم «مهاجر» رائعة جورج شحادة «مهاجر بريسبان»، لأنه مناسب تمامًا لمسرح الثقافة الجماهيرية، فهو يتناول أفكارا وقضايا شائكة تقترب من مجتمعنا المصري، فالمؤلف قدّم نصا مسرحيًا يسهل على جمهورنا فهمه والوعي بأفكاره، ونقدمه باللغة العربية انتماءً لها وارتقاء بها، ومكانتها المهمة في حياتنا وكونها سلاحنا الأول والأخير للحفاظ على هويتنا مع الأجيال المقبلة والاعتزاز بلغتنا مع المتلقي.

دوائر الاتهام
وأوضح «عفيفي»: ويرتكز العرض على طرح قضية الاعتقاد الخاطئ، وسوء الظن بالآخرين، وانتشار الفتن، واخترت النص لأنه يقدّم بوضوح «ثنائية الخير والشر»، والصراع بينهما والطمع والخير معا المتمثل في شخصية العمدة، والحدث الرئيسي يكون مع ذاك المهاجر الغريب الذي توفي بمدخل إحدى القرى وهو يبحث عن ابنه، فيترك رسالة له مخلفا بها ثروة كبيرة، ومن هنا تبدأ اللعبة المسرحية، وهذا الحدث الجديد في حياة تلك القرية فزوجات القرية جميعهن لهن أبناء فنتساءل مع العرض من هي أم هذا الابن، ويتحاصر الجميع في دوائر الاتهام والشك فتتحول حياتهم وتتبدل أيامهم، ونواجه شخصيات مختلفة، ونتساءل كيف يقبل الزوج أن توصف زوجته بالخيانة ويقتلها من أجل الحصول على المال، فيطرح العرض بعضًا من الأفكار النبيلة في مقابلة السلوكيات غير الشريفة ومطامع الإنسان التي تحاصر ما بداخله من أخلاقيات.
وعن الرؤية التشكيلية أوضح «عفيفي» ترتكز على تقديم الأحداث بأكثر من مكان درامي، وفي إطار مقاربة لغة السينما 
واختتم «عفيفي»: ونؤكد من خلال العرض يجب أن نتريث في نظرتنا لكل الأحداث حتى لا نصدر أحكاما قد تؤدي بحياة الآخرين ورسالتنا «لو آمن الإنسان بذاته لأتى في الأرض كبرى معجزاته، واحذر ولا تخدعك عيناك في هذا الزمان فكل ما تراه أمامك له وجهان»  

دليل البراءة والشرف
وقال عمرو أمين: أقدم دور «بيكالوجا»، أحد الأزواج القرية التي تحدث بها المسرحية، وهو يحب زوجته «روزا» كثيرًا، فهي تجربته الأولى ويعيش معها في سعادة كبيرة، غير أن حياتهما فجأة تنقلب رأسًا على عقب، مع ظهور زائر القرية  «المهاجر» ووفاته على أبوابها وتركه رسالته الخاصة لابنه؛ فيشك «بيكالوجا» في زوجته ويغضب كثيرًا وانفعاله يسبق تفكيره، لكنه يقف دائمًا في مواجهة الجميع وخاصة العمدة في محاولات التحقيق والبحث عن أم هذا الابن لذلك المهاجر، حتى يصل إلى الحقيقة ويتأكد من براءة زوجته بعلامة ورثها ابنه منه في جسده ويسعد بذلك كثيرًا.

النفس البشرية
وأكد عمرو أمين: مع كل دور أشارك به في المسرح، أكتشف مساحات جديدة وتفاصيل وسمات مختلفة للنفس الإنسانية، والسلوك الإنساني أسعى لفهمها جيدا من خلال دراسة الشخصية لأقدمها للجمهور بسعادة ووعي، حتى يحظى أي عرض المسرحي بمتعة كبيرة من قبل الجمهوروخاصة جمهور الثقافة الجماهرية. 

الغاية تبرر الوسيلة
قال محمد ديفيد: أقدم شخصية «باربي» في العرض، ممتعة وجاذبة لأي ممثل أن يقدمها، وهي شخصية لها تفاصيل خاصة، توضح ملامح وسمات التوحش في الإنسان المعاصر، والذي يؤمن بأن الغاية تبرر الوسيلة، و«باربي» نموذجًا للطمع والانتهازية واستغلال الفرص، فهو الذي يضحي بسمعة زوجته وشرفها من أجل الحصول على المال، ليفر بعيدًا عن مجتمعه وقريته التي عاش بها طيلة حياته لينعم فقط بالمال.
وأوضح «ديفيد» مؤكدًا: أن ما يحرك هذه الشخصية مع تصاعد الأحداث الأطماع البشرية والوصول لهدفه الخاص فقط، ومبتغاه، فرغم يقينه بأن زوجته لم تخنه، لكنه يتهمها ويعترف بخيانتها له من أجل الحصول على المال.

الزوجة روزا
وقالت فاطمة منصور: أنا ابنة الفرقة منذ أكثر من اثني عشر عامًا، وأسعد دومًا بجميع مشاركاتي بها، ودائما أقوم بقراءة النص مرات عديدة، وكذلك الشخصية، وأشارك كممثلة ومدققة لغة.
وأوضحت: وأقدم شخصية «روزا»، إحدى الزوجات المتهمات بأنها أم لابن غير شرعي من رجل غريب، وفد للقرية التي يعيشون بها، ويتلفظ هذا الوافد أنفاسه الأخيرة على مدخل القرية تاركًا رسالة خاصة، ومع هذا الحدث يولد الشك برأس كل زوج بالقرية، ويحاصر زوجته بشكه، متهمًا إياها بالخيانة، وتتوالى المشكلات، ويقوم العمدة بالتحقيق والبحث في الأمر، وتتفاقم الأزمات بين الأزواج والزوجات ويحتدم الصراع، للوصول للحقيقة.
واختتمت: وأتمنى أن نُقدم عرضًا ممتعًا ويسعد جمهور مسرحنا بالثقافة الجماهيرية. 

فريق العرض
«مهاجر» من تمثيل: عمرو أمين، هاني ماهر، محمد ديفيد، إمام الطائي، فاطمة منصور، دعاء الخولي، محمد مرسي، ماريو أمجد، محمد زهران، إسماعيل شعراوي، سارة علي، الطفل إبراهيم تامر، حنين، نهى، هبة إسماعيل، ياسين «جريندو».

خلف الستار
ديكور وملابس شاهندة صلاح، استعراضات نشوى راشد ويني، إضاءة أبو بكر الشريف، موسيقى أحمد السيد شعبان، غناء سالي، مخرج منفذ أحمد العزوني، تأليف جورج شحادة، ترجمة أدونيس، دراماتورج وأشعار محمد عبد المولى، وإخراج نور عفيفي. 
 


همت مصطفى