عبده الزراع وحسام عطا يناقشون «يعقوب الشاروني كاتبا مسرحيا»

 عبده الزراع وحسام عطا يناقشون «يعقوب الشاروني كاتبا مسرحيا»

العدد 858 صدر بتاريخ 5فبراير2024

استضافت القاعة الرئيسية، ببلازا 1 في سادس أيام معرض القاهرة الدولي للكتاب، في دورته الخامسة والخمسين 30 يناير  الماضي، ندوة بعنوان «يعقوب الشارونى كاتبًا مسرحيًا»، بحضور كلٍ من المخرج المسرحي الدكتور حسام عطا، أستاذ الدراما والنقد بالمعهد العالي للفنون المسرحية والدكتورة شيرين جلاب أستاذ المسرح بجامعة الإسكندرية، والشاعر وكاتب الأطفال الدكتور عبده الزراع، رئيس تحرير سلسلة سنابل بالهيئة المصرية العامة للكتاب  وأدار اللقاء المؤلف والكاتب وليد كمال .
 وأكد المشاركون في ندوة أن الرائد يعقوب الشاروني آمن بدور المسرح في حياة الطفل، وكانت ثقافته رفيعة المستوى وهو قامة كبيرة، وشخصية ذات عطاء مُتدفق، قدم نصوصًا في المسرح أثرت في الوجدان، كما أثرى كتاباته بالخيال لينمي قاموس الطفل المعرفي.
بالبداية قال الدكتور حسام عطا: «إن الرائد يعقوب الشاروني كانت ثقافته رفيعة المستوى، وكان يكتب الدراما ويحولها من سرد إلى تجسيد بمعنى معاصر جدا.
وعلاقة «الشاروني» بمسرح الطفل تعد حالة خاصة، هذه العلاقة هي قدرته على العمل كدراماتورج بالمعنى العلمي للمصطلح قبل أن يأخذ في الانكسار منذ التسعينيات في العمل المسرحي، وهو يقوم بنوع من أنواع الكتابة غير النهائية تبدأ منذ التفكير فى الأمر كفكرة وتظل ممتدة إلى لحظة افتتاح العرض المسرحي .

أول تجربة إخراجية
وأضاف: «لا شك أننى استمتعت بهذه الطريقة فى العمل المدعومة بثقافته رفيعة المستوى، ودعمه بمكتبته العامرة بتفاصيل ذات صلة بالعرض المسرحي، فعندما نتطرق إلى نقطة معينة للعمل كان يدعمني بدراسات في علم النفس والإدراك في قائمة الألفاظ، لكي نكون مفهومين في المرحلة العمرية التي نخاطبها، وحظيت بتدريب إبداعي رفيع المستوى من يعقوب الشارونى، وحظيت معه بتدريب إبداعي، وكان من حسن حظي أن قد  شاهد على أول تجربة إخراجية لى وكانت لمسرحية «أسد وأرنب»، فكان فى العام التالي رئيس المركز القومى للأطفال، واتصل بى وأسندني بتكليف أتشرف به حتى الآن وهو إخراج عرض مسرحي من إنتاجه».

الإنتاج الثقافي الداعم
 وأضاف «عطا»: تشبثت إبداعيا بطريقة تفكير «الشاروني» وكتابته بصيغة شيقة، مشيرا إلى أنه من أبرز أعماله «أجمل الحكايات الشعبية» الذي مثّل اعتناء بالتراث الثقافي الشعبي المصري.
قال «عطا» عن كواليس مسرحية «البئر العجيب»: «أذكر ذلك الاعتناء والهدوء والثقة وتوفير المناخ، والإنتاج الثقافي الداعم، حيث كل شيء كان منضبطًا، نعلم موعد الافتتاح على أعظم مسرح آنذاك وهو « مسرح الجمهورية»، وكانت الدعاية تقدم قبل العرض بشهر وكانت هناك متابعة دقيقة للتدريبات مشهد بمشهد».
 وأكد «عطا» أن من أهم سمات «الشاروني»، الانضباط المهني الصارم، والدعم، والمتابعة الدقيقة للتدريبات، فضلًا عن أنه كان يتمتع بإنسانية فريدة، وهو بالطبع مثقف مصري رفيع المستوى.

بابا نويل..  يوزع الهدايا
وفي بداية كلمته قال عبده الزراع «إن معرض القاهرة الدولي للكتاب هو أكبر عرس ثقافي في مصر.
وعن «الشاروني» قال «الزراع»: إنه كان معطاء بدرجة كبيرة ويملك شخصية ذات عطاء متدفق وله أياد بيضاء على كل الأجيال ويؤثر على نفسه ويقدم الشباب بإخلاص وحب، ولم يتوقف لحظة عن مساعدة الآخرين وعندما كان سكرتيرًا فى قطر الندى كان يفتح لنا بابًا ثابتا، وأول درس تعلمته منه كان الالتزام والانضباط، وهي من سماته وكذلك التواضع الجم، فكان يقدم لنا 4 حلقات مقدمًا لكي ننشرها في المجلة».
وأضاف:«كان كل ما يقابلني يسألني عن جديدي، وكان يحمل حقيبة زاخرة بالكتب دائمًا ويمنحني منها ما يشاء وكأنه بابا نويل الذى يوزع الهدايا»، و«كان لا يتخلف عن فاعلية تخص الأطفال، ومرة سألته على السر وراء هذا الحرص، أجابني أحضر كي أتعلم!. فالتواضع سمة الكبار، وهذه هي قيمة أخرى تعلمتها منه وهى التواضع.

الموروث الشعبي
وأوضح «الرزاع» :«أن يعقوب الشاروني كان واعيًا بقدرة المسرح على التأثير في شخصية الأطفال، ولديه وعي كبير بقيمة الموروث الشعبي وكان يهتم بالتراث العربي الثري وجسده في أعماله الأدبية، وله 24 مسرحية، وكلها أعمال أثرت في وجداننا».
وكان «الشاروني ينقب في تراثنا الثري ليستخلص الجواهر، وهو عبقري في كتابة نصوصه المسرحية، فقد عمد إلى كتابة التفاصيل الدقيقة ما يسهل الأمر على المخرجين، وتقنية الحوار كانت محورًا في كل أعماله، وكان متمكنا من الكتابة بالعامية، مشيرًا إلى أن العامية توصل الطفل إلى الكتابة بالفصحى.
وروى: «عندما عرضت مسرحية «الأرنب المغرور» دعيته لحضور العرض وكان أول من دخل خشبة المسرح، وظل إلى أن انصرف الناس، وكان يعقب العرض ندوة وأشاد فيها بالنص».

أبطال بلدنا
وتابع: كانت بدايته كاتبًا للمسرح وقدم «أبطال بلدنا» وكانت نصًا للكبار، وقدمه فى إحدى المسابقات وكان مهتم بها رئيس الجمهورية جمال عبد الناصر وقد فاز بالمركز الأول، ولكنها كانت نقطة تحول في حياته، لأن من قدم له الجائزة كان عبد الناصر وهذه دفعة قوية لهذا الشاب الصغير وقتها  .

إنشاء مسرح
واستكمل «جعلته يفكر في هذه اللحظة أن يتفرغ للكتابة للأطفال، وكان منصبه ما يعادل  رئيس محكمة الآن، وعمل مديرا للثقافة ثم رئيس المركز القومي لثقافة  الطفل، وكان العهد الذهبي للمركز لأنه أستطاع تحقيق العديد من الإنجازات أهمها السعي وراء إنشاء مسرح بالمركز لأنه يعلم أهمية تأثير  المسرح في عقول الأطفال.
وأشار «الزراع» إلى اهتمام «الشاروني» باستلهام نصوصه من التراث الشعبي العربي الثري الموجود في ألف ليلة وليلة وكليلة ودمنة وغيره، واستطاع أن يستخرج منها الدرر والعبر التي قدمها لنا فى مسرحياته وقصصه.
وفي الختام قالت د. شيرين الجلاب، إن يعقوب الشاروني كان مهمومًا بقضايا الطفل، واهتم بسمات كل مرحلة عمرية، وأثرى كتاباته بالخيال لينمي قاموس الطفل المعرفي.
وأضافت: أنه كان يؤمن بأن المسرح هو وسيلة قوية ومهمة في نقل المعلومة للطفل، وقد كان أسلوبه مسرحيا وهو يكتب أعماله، وقصصه عاشت في وجداننا، وحتى ذوي الهمم قد أثر في وجدانهم لأنهم يرون الشخصيات ذهنيا ويعيشون بالخيال، تزخر قصصه وأعماله بالقيم، ونجد دائما في أعماله تناغما بين الكلمة والصورة.
 


همت مصطفى