ضمن برنامج الورش الذي اقيم بفعاليات الدورة ال 30 لمهرجان القاهرة الدولي للمسرح التجريبي برئاسة د. سامح مهران عقدت على مدار يومين 4 ،5 وسبتمبر ورشة عن ورشة تنمية مصادر التمويل مع المدرب أحمد العطار، وفي بداية الورشة قام المدرب أحمد العطار بالتعريف بسيرته الذاتية، فهو مخرج وكاتب مسرحي أسس مجموعة من المؤسسات الثقافية، وتولى إدارة مسرح روابط بوسط البلد، الذي تم إفتتاحه عام 2021 م وفي 2018 اسس مشروع مكتبي في شارع عبد الخالق ثروث ومحمد فريد وهو عبارة عن مكاتب للمؤسسات الثقافية «مشروع ترجمة للمسرح الأوروبي المعاصر بلغة عربية، ونتج عنه إعداد 6 مسرحيات وسيتم عرضهم في مهرجان دى كاف في نوفمبر القادم والهدف ترجمة 24 نص عالمي من دول مختلفة .تعريف التمويلثم قام المخرج أحمد العطار بتعريف المتدربين بمصطلح « التمويل « والذي يعرف بأنه مفهوم انساني قائم في جميع انحاء العالم ومبني على مبدأ الإحسان، أو على الأشخاص أو المؤسسات المحبين لعمل الخير، وتختلف عملية المساهمة من شخص الي آخر أو من مؤسسة الي اخرى، وهذا المفهوم يختلف عن المفهوم المعاملات التجارية القائمة على الربح وإنتظار المقابل، فمثلا بيع وشراء تذاكر العروض المسرحية قائمة على الربح، وذلك مفهوماً عربياً اساسياً كما أشار إلى أن فكرة الوسطة في مجال التمويل ليس لها أي أساس من الصحة .وأضاف قائلاً عن مصطلح التمويل : التمويل اشبه بفكرة الوقف أن يهدى شخص جميع املاكه قبل مماته للمجتمع أو لدولة او لأى مؤسسة خيرية، والوقف هو مفهوم لا يقتصر فقط على الإسلام بل المسيحية ايضا، وكما نرى في مصر حاليا فكرة التمويل قائمة ومستمرة، فمثلا نجد من يتبرع لمستشفى أو بمال أو بقطعة ارض، ويكون الهدف منه هو احساس تلك الأشخاص بالعطاء والمساعدة والمساهمة في بناء المجتمع. معوقات التمويلوطرح المدرب أحمد العطار تساؤلاً هاماً عن أبرز معوقات التمويل ومن خلال إجابات الحاضرين بالورشة تم الإجابة على سؤال « ماهي معوقات أو عقبات البحث عن التمويل؟» وكانت الأجابات تتمحور حول تحديد خط سير الفكرة التي سيتم تقديمها، وكيف يمكن تنمية مهارات الحاضرين، وكيفية اختيار أهداف تتناسب مع قوانين المؤسسة، وكيفية البحث عن المعلومة بشكل سليم ومناسب، بالإضافة الي المسائل القانونية التي كانت ومازالت عقبة امام الأشخاص المساهمين في مؤسسات معينةثلاث قواعد ثابتة للبحث عن التمويل “الثقة“، “الإستعداد“، “التواصل”إنتقل المدرب أحمد العطار إلى جزء هام في الورشة وهو عن الثلاث قواعد رئيسية للبحث عن التمويل أولي هذه القواعد هي الإستعداد «كن مستعداً « والتجهيز لاي فرصة عمل ، ثانيا “ الثقة “والمقصود هنا بالثقة هي الثقة بالنفس والقدرة على تقديم نفسك، والتعريف بمهام مؤسستك أو المشروع الخاص بك في أقل فترة ممكن، ثالثا “ التواصل “وهو أن تكون متواصل مع المؤسسات.اشهر ثلاث كتب للتمويلثم قام المدرب أحمد العطار بإعطار المتدربين أسماء أشهر ثلاثة كتب عن التمويل وهم «who’s who guinness book of records الكتب السماوية ولذلك تدل على الإيمان والقناعة بأشياء معينة، منها الإيمان بأهمية ومساعدة الحيوان أو الإيمان بأهمية الطفل، وذلك يعكس مفهوم “التمويل” الذي هدفه الأساسي مساعدة ومساندة اي فرد من أفراد المجتمع .ثم أشار العطار إلى نقطة هامة في حديثه عن التمويل، وهى عن عملية البحث عن التمويل التي تقوم على الشخص المعطاء ولا يُهم أين يعطي ولا كيف يعطي، بل المهم أنه قادر على العطاء بشكل عام، مضيفاً إلى أن الفن هو أكثر الأشياء، واسهلها في التواصل مع الناس وتؤثر عليهم بشكل مستمر .ثم انتقل المدرب أحمد العطار إلى الجانب التطبيقي للورشة، وهو عبارة عن مجموعة من التدريبات أول تمرين يُجيب على سؤال ذاتي وهو «من أنا»، وإظهار الذات والمساعدة في أن يترسخ لدي المتدرب في اذهان الحاضرين من أدائه في الحديث، ومن اسلوبه في الكتابة الخاطف للأنظار، كما ركزت الورشة على تدريب المتدربين من الناحية الجسدية والأدائية، وتم التعقيب على أداء المتدربين من قبل المدرب، كما أضيف تمرين رسم “صندق خيالي” في أذهان المتدربين، بالإضافة الي تمرين حركة يهدف الي العثور على مبلغ نقدي كبير في الشارع وهنا يسأل المدرب من يستحق ذلك المبلغ الضخم؟ليرد عليه احد المتدربين بنعم “انا الحق بالحصول على هذا المبلغ”، وهنا يتنقل المدرب الي تمرين اخر وهو كيفية التعريف بالمؤسسة العامل بها في أقل وقت ممكن، وذلك التمرين ساعد وساهم المتدربين بشكل كبير في ايجاز المعلومة، ونقلها بالشكل الأمثل والصحيح، ومن خلال تلك التمارين الذي عقب عليه المدرب استطاع المتدربين كيف يمكن طلب الدعم المادي، وكيف يمكن التعريف بأنفسهم بشكل فيه نوعاً من الإثبات الانفعالي والثقة بالنفس، وتعريف مؤسساتهم وأهدافها بالأسلوب السليم حتى تستطيع اي مؤسسة من قبوله والتحمس له، كما قام المدربين بعمل تمرين يهدف الي تقديم إعلان عن بعض السلع منها معجون أسنان، والهدف من هذا التمرين معرفة من المتدربين سيقدم إعلان ملفت للانتباه بشرط تقديم معجون فيه خواص جديدة ،وترك العطار كامل الحرية للمتدربين في تقديم فكرة الإعلان.وأضاف العطار قائلاً : أن هناك أكثر من عشرين معجون للأسنان، ولكل معجون إعلانه الخاص، ما الذي يميز معجون اسنان عن أخر وعن ذاك؛ إلا أن يكون اعلاناً مميز يلفت انتباه المتفرج؟ ثم بدأت كل مجموعة في تقدم إعلان لمعجون أسنان مختلف عن الأخر وكل اعلان يمكن له أن يجذب الجمهور.ثم اختتم اليوم اليوم الأول للورشة بمناقشة مرحلة هامة للغاية في تقديم المشروع، وهى مراحل اختيار أفضل “ابلكيشن” أو «ملف تعريفي « فقد شدد العطار على المتدربين أن يحرصوا على تقديم “ملف تعريفي” الخاص بهم بطريقة مختلفة وتلفت النظر،موضحا ضرورة تقديم الملف التعريفي بطريقة صحيحة من الكتابة وبالأخص في مقدمته ، فمقدمته هنا هي الفيصل في قبوله في مؤسسة معينة ، فتجتمع لجان المؤسسة لتحديد أفضل “ الملفات التعريفية “، وشرط قبول ذلك الملف هو الصفحة الأولى منه فهي التي تحدد الإنطباع الأول لبرنامج المتقدم للمؤسسة، فالكثير من المتقدمين يتم رفضهم بسبب الصفحة الأولى للملف التي تكون مهلهلة وباهته وهشة وليست ملفته للانتباه.ومن خلال التطبيقات العملية للورشة تم التدريب على وضع جملة تعريفيا توضيحية للمؤسسة التي يعمل بها كل متدرب، ولا يمكن لاي شخص الحصول على هذا التعريف لوضعه في المؤسسة أخر فيجب وضع تعريف مميز جدا للمؤسسة يكون أشبه بشعار .جهات التمويل وأبرز عيوبها ومميزاتهاوفي اليوم الثاني من أيام ورشة تحدث المدرب أحمد العطارعن جهات التمويل والتي تنقسم إلى الجهات الحكومية مثل الوزارات والهيئات ومراكز الشباب والشركات الحكومية والمراكز الثقافية الأجنبية ، المؤسسات مثل “مصر الخير” و”نهضة المحروسة” وآفاق وإتجاهات ، أفراد مثل نجيب ساويرس وأبو العينين ثم قام بتحديد مميزات وعيوب كلاً من جهات التمويل فتتمثل مميزات المؤسسات الحكومية أنها مصدر موثوق فيه ، ولها مدلول إجتماعي مهم ومنتشرة، وبها دعم عيني ومادي وتسهيلات إجرائية، وعيوبها طول مدة الوصول أو الحصول على دعم والشكل القانوني، أما القطاع الخاص فمن مميزاته وضوح القواعد، وهو أسرع من الجهات الحكومية، وأكثر مرونه وكذلك يعطى دعم مادي وعينى، وهو أكثر تنوعاً أما بالنسبة للعيوب إرتباطه بمبادىء او قيم معينة منها دعم شركات السجائر والخمر؛ فبالتالي يصبح الدعم المالي أعلى والقيم الإجتماعية أقل ، أما المؤسسات تعد أهم مميزاتها سهولة الوصول، وسهولة التقديم فهو متاح للجميع، وكذلك متنوعة في كل المجالات وسهولة التواصل معها، والاستمرارية كما تتميز بدعمها المادي العالي لأن هذا هو الهدف الأساسي لأى مؤسسة ، والمؤسسات ليس هدفها عمل مشروع، ولكن أساسها توزيع الميزانية الموجودة أما عيوبها تتمثل في التنافسية الشديدة، واستمرارية محدودة وتغيير اتجاهات المؤسسة وطول مدة الإجراءات والشكل القانوني ، أما الأفراد فأهم مميزاتهم كجهة تمويل هي ليس له إطار للوقت ولايوجد لديهم تقارير أو ميزانية محددة العيوب تتمثل في صعوبة الوصول لهم ثم ناقش العطار نقطة هامة، وهى كيفية الإستعداد للتمويل، ويتمثل ذلك في البحث عن مؤسسة مناسبة، وتحديد نقط قوى وضعف الشخص ومحاولة علاجها كيفية تنظيم ميزانية المشروع “كيفية تتقسيم الميزانية بشكل صحيح على المشروع” كذلك يجب على الشخص الذي يحصل على تمويل أن يكون بينه وبين مصدر التمويل إستمرارية وتواصل طوال فترة المشروع، أيضا على الشخص الذي يحصل على تمويل أن يطرح تساؤلا ً هاماً محدداً دوره في المجتمع فيتسأل “لماذا انا؟” لماذا انا في هذا المجال(ماهى الميزه أو عناصر القوة التي يمتلكها عن غيره؟) كذلك تطرق العطار لفكرة الخوف أو التراجع عن طلب ميزانية عالية فعندما توافق المؤسسة على منح الميزانية التي تم تحديدها هذا يعنى أن صاحب المشروع طلب ميزانية قليلة.ثم تطرق العطار للحديث عن نقطة هامة تخص المنتج الثقافي الذي يجب أن يكون له قيمة مادية وثقافية؛ لأن هناك عقد بين الجمهور والمؤسسات الثقافية ثم تحدث عن كيفية كتابة ملف تعريفي فيجب أن يمتلك الأشخاص خبرة ومتابعة مع المؤسسات التي يعلمون بها كذلك يجب كتابة الملف التعريفي بشكل به إحترافية ويبذل به جهد كبير . وفي نهاية الورشة قام المتدربون بمجموعة من التدريبات المختلفة والمتنوعة في كيفية التعريف بمؤسساتهم.