العدد 836 صدر بتاريخ 4سبتمبر2023
وسط كوكبه من نجوم المسرح في مصر والدول العربية وبعض الدول الأوربية افتتحت السيدة نيفين الكيلاني وزيرة الثقافة المصرية الدورة رقم 30 من مهرجان القاهرة الدولي للمسرح التجريبي برئاسة الفنان سامح مهران وذلك يوم الجمعة الماضي علي خشبة المسرح الكبير بدار الأوبرا المصرية شهدت مراسم الافتتاح عدد من الفقرات بدأت بالسلام الوطني لجمهورية مصر العربية ثم مشهد استعراضي باستخدام أحدث الوسائل التقنية الحديثة التي ساهمت في تقديم لوحه استعراضية مبهرة خطفت قلوب الحضور واختتم برنامج الحفل بالعرض المسرحي «تشارلي» من إخراج أحمد البوهي مخرج حفل الافتتاح والعرض يستعرض قصة حياة وكفاح ومغامرات مثيرة مرت بحياة الفنان تشارلي شابلن وكيف تم الهجوم عليه من الإعلام الأمريكي وبعض رجال الدولة في ذلك الوقت لمنعه من تقديم عروضه التي تدعوا الى الإنسانية والحرية للمواطن بشكل عام وكيف استطاع شابلن أن يتخطى كل هذه العقبات المفتعلة من أجل اسقاطه وتدميره بدعم من والدته وأخوه الذي لا يتخلى عنه لحظة طيلة حياته
قدم الحفل الفنان مدحت العدل الذي أعرب عن سعادته بتقديم حفل الافتتاح وسط هذه الكوكبة من نجوم المسرح وتحدث عن علاقته بالمسرح التجريبي واصفاً إياه إنه أحد أهم مهرجانات العالم وأن التجريب هو سر بقاء الإنسانية لولاه ما اكتشف العلماء الجاذبية علي سبيل المثال والفن في حد ذاته مغامرة وهو القدرة علي إثارة الدهشة، وفن التجريب هو الخيال الجامح حتي نصل إلى الأفضل، أضاف العدل أن المهرجان التجريبي يترك له ذكري عزيزه عليه فإن شقيقه الأكبر الراحل الفنان سامي العدل هو أول فنان مصري وعربي يفوز بجائزة أفضل ممثل بينما كان آخر ممثل مصري حصل علي هذه الجائزة الفنان الشاب محمد فهيم بطل عرض تشارلي المشارك في حفل الافتتاح
وأثناء إعلانها افتتاح الدورة الثلاثين من مهرجان القاهرة الدولي للمسرح التجريبي وجهت نيفين الكيلاني وزيرة الثقافة الشكر للفنان مدحت العدل علي تقديمه حفل الافتتاح كما واصلت الشكر للدكتور سامح مهران علي قبوله رئاسة المهرجان واعلنت افتتاح الدورة الثلاثين وكرمت خلالها عددًا من الشخصيات العربية والإفريقية والدُولية، لما قدموا من إسهامات إبداعية في مجالات العمل المسرحي، وجاءت قائمة المكرمين كالتالي «تكريم الدكتور جلال حافظ «مصر»، تكريم السلطان البازعي «السعودية»، تكريم الكاتب عواد علي «العراق» تكريم الكاتبة Asiimwe Debora «أوغندا»، تكريم المخرج ناصر عبد المنعم «مصر»، تكريم المهندس حازم شبل «مصر»، تكريم الممثل Giles Foreman «إنجلترا»، تكريم الدكتور محمد العامري «الإمارات»، تكريم المخرج خالد جلال «مصر» وفي لافته إنسانية تقوم إدارة المهرجان التجريبي برئاسة الدكتور سامح مهران وبرعاية وزيرة الثقافة نيفين الكيلاني بتكريم خاص لاسم الناقدة الراحلة الزميلة رنا أبو العلا التي رحلت عن عالمنا منذ أيام وتسلم التكريم والدتها وشقيقتها تمت عملية التكريم علي خشبة المسرح بشكل جديد غير التقليدي والمتعارف عليه بصورة فنية رائعة استخدم فيها مخرج الحفل اجزاء من ديكورات المسرح
وفي النهاية اكدت وزيرة الثقافة أن التجريب هو فن يحاكي قضايا المجتمعات بشكل حي وفعال وأن مصر لها دوراً راسخ ومؤكد في الفعل الثقافي الإقليمي والدولي
وفي ختام برنامج الحفل شاهدت الكيلاني العرض المسرحي «تشارلي»، الذي تم تقديمه على خشبة المسرح الكبير بدار الأوبرا المصرية، بطولة محمد فهيم فى دور «تشارلي شابلن»، نور قدري، أيمن الشيوي، داليا الجندي، عماد إسماعيل، بالإضافة إلى خمسين فنانًا من الممثلين الشباب والراقصين والمطربين، ألحان إيهاب عبد الواحد، وتوزيع نادر حمدي، وتصميم الاستعراضات لعمرو باتريك، وملابس ريم العدل، وديكور حازم شبل، وإكسسوارات الدكتور محمد سعد.
يشارك في المهرجان هذا العام 19عرضًا محليا ودوليا، وتُقام العروض المسرحية للمهرجان، على 11 مسرحًا من مسارح الدولة، وهي: دار الأوبرا المصرية، المسرح القومي، الجمهورية، الطليعة، السلام، الهناجر، العرائس، الغد، البالون، السامر، الفلكي.
وفي كلمته وجه د. سامح مهران رئيس المهرجان التحية الي معالي وزير الثقافة الاستاذة الدكتورة نيفين الكيلاني، وضيوف حفل الافتتاح من مسارح العالم قائلا أهلاً وسهلاً بكم في مهرجانكم القاهرة الدولي للمسرح التجريبي. المسرح في تقدمه كان تعبيراً أوضح عن الخروج من تنظيم اجتماعي إلي تنظيم اجتماعي آخر ومن اتجاه معرفي إلي اتجاه معرفي مغاير. وبالتالي فالمسرح المنحاز إلي الماضي إنما هو مسرح يبدي لنا ك ميت يتكلم؛ فمن لم يغير ماضيه لا ماضي له.
فلا تغيير في المجتمعات من دون التجريب، فمن لا يجرب يغلق الدائرة من حوله، ليظل يدور ويلهث داخلها مقطوع الأنفاس، ويموت مختنقاً بالعزلة والصمت. صحيح أن كل فعل تجريبي سواء في الفن أو العلم، إنما يتم بالرجوع التمهيدي إلي الوراء لا بقصد تقمصه أو استنساخه؛ لكن بهدف القفز إلي الأمام بشكل أفضل وأكثر قوة وثقة.
ولا يتوجه المسرح التجريبي إلي الجمهور الكتلة المتوحد بفعل أيديولوجية ما، أو سردية كبري ما، بل هو المسرح الذي يتوجه للمتفرج الفرد الذي تتوافر لديه استعدادات ثقافية للتقويم المستقل. إذ لا يمكن في المسرح التجريبي مسألة توحيد الوعي فيما يعرف بسيكولوجيا الجمهرة التي تمثل طريقة واحدة وعامة من الأحاسيس والمعتقدات.
ثم أضاف إن تفكيك وهدم ما سبق يظل دائماً من الاختيارات الإرادية لدي الفنان المجرب ليحظى بهبة فقدان الاتجاه. وهذا ما يجبره إجباراً علي تحفيز كل طاقاته باتجاه اكتشاف ما لم يتم الكشف عنه. ففي كل نظام فني هناك مكون ذاتي عميق، أي الذات المجرّبة التي تمتلك شفرتها النوعية.
ومن ثم توجه بالشكر مرة أخرى لوزيرة الثقافة لدعمها المهرجان معنوياً ومادياً ليخرج في صورة مشرفة.