فى ندوة العرض المسرحى «علاقات خطرة» بمسرح نهاد صليحة

فى ندوة العرض المسرحى «علاقات خطرة» بمسرح نهاد صليحة

العدد 832 صدر بتاريخ 7أغسطس2023

على خشبة مسرح نهاد صليحة بأكاديمية الفنون بالهرم، أقيمت ندوة نقدية للعرض المسرحي «علاقات خطرة» عقب انتهاء ليلة العرض الأخيرة له بالقاهرة قبل انطلاقه فى جولة بالمحافظات وذلك وفى إطار تفعيل الخطة الاستراتيجية للأكاديمية، تحت رعاية  أ. د. غادة جبارة رئيس أكاديمية الفنون والعرض مأخوذ عن الكتاب الأكثر مبيعًا، والذي يحمل نفس الاسم، للطبيب النفسي د. محمد طه، تأليف وإخراج مايكل مجدي، مدة العرض 90 دقيقة يتناول المخرج خلالها العلاقات الخطرة، بين الآباء والأبناء وبعض التصرفات الخاطئة في مرحلة الطفولة ومدي تأثيرها سلباً في الكبر، أبطال العرض فريق منتخب كنائس القاهرة وقد أقيم العرض على مدار ليلتى 13،14 يوليو الجارى، وشهد اقبالاً كبيراً، والندوة من تنظيم المخرجة والكاتبة إيمان سمير، تحت إشراف المخرج ومصمم الديكور محمود فؤاد صدقى المشرف العام على مسرح نهاد صليحة . 
أدارت الندوة الكاتبة الصحفية شيماء منصور، التى رحبت بالحضور وقدمت ضيفا الندوة وهما أ. د. مختار يونس أستاذ الفن السينمائي بمعهد فنون الطفل بأكاديمية الفنون، والناقدة الفنية د. أميرة الشوادفي، ثم بدأت بالحديث عن رحلة العرض المسرحى والجوائز التى حصل عليها والإشادات النقدية والإقبال الجماهيرى اللذان حققهما العرض، ثم انتقل الحديث إلى الدكتور مختار يونس الذى أشاد بالمستوى المتميز لكافة عناصر العرض، وأكد أن جميع العناصر بالعرض قد تكاملت لخدمة القضايا الشائكة التى تناولها العرض، وأضاف لن أتحدث عن جودة الإخراج والاضاءة والتمثيل والصورة الجميلة التى خرج بها العمل، ولكننى أحب أن أتحدث عن الموضوعات التى تناولها العرض وهل نجح المخرج فى عرض كافة الجوانب التى يعانى منها المرء منذ طفولته أم أن هناك أشياء تم إغفالها، واستطرد قائلاً: المسرحية دعوة إلى إعادة تنظيم حياتنا، ومراجعة الأخطاء التى نمارسها فى علاقاتنا ببعضنا البعض، ويمنحنا العرض الفرصة لإعادة رؤية أنفسنا بشكل صحيح .
واستطرد قائلا: المخرج بدأ عرضه بلحظة ميلاد الطفل، وكنت اتمنى أن يبدأ بمرحلة ماقبل ولادة الطفل وكيف يمكننا معالجة الكثير من المشكلات والجنين داخل بطن أمه، وأضاف - موجها حديثه للمخرج – هناك الكثير من المشاكل التى تعرضت لها كان من الممكن اصلاحها أثناء الحمل مرحلة مدرسة الرحم كان هناك جزء كبير يمكن مناقشته خلال هذه الفترة، وهذا الأمر هو الشيئ الذى يجب أن تلعب عليه جميع الأعمال الدرامية حالياً فنحن محاطون بشبكة من الأعداء الذين يريدون إفساد أجيالنا الحالية والقادمة، وأكرر أن مرحلة ماقبل الولادة فترة مهمة فى حياة كل إنسان يليها مرحلة الرضاعة ثم الفطام ثم مرحلة الطفولة المبكرة ثم الطفولة المتأخرة ثم المراهقة المبكرة ثم المراهقة المتوسطة وهذه آخر مراحل الطفولة ثم تأتى المراهقة المتأخرة عند 18 سنة، وقد ثبت علمياً أننا نربى الجزء الأيسر فقط من المخ وهو الجزء القائم على التلقين والحفظ ولا نهتم بالجزء الأيمن وهو الجزء القائم على الإبداع وهذا الأمر تم اكتشافه مؤخراً، واختتم حديثه بأن المخرج قد نجح فى توصيل رسائل العرض للجمهور بشكل كبير وجميع الممثلون لعبوا ادوارهم بمنتهى البراعة وأشاد بالإضاءة والملابس والنص .
ثم انتقل الحديث إلى د. أميرة الشوادفى التى قالت: كانت فرصة سعيدة بالنسبة لى عندما تمت دعوتى لحضور العرض الأول للمسرحية خلال العام الماضى، وفوجئت بالمستوى المتميز له وحرصت على حضوره أكثر من مرة بعد ذلك، وأيقنت أن المخرج مايكل مجدى يمتلك فكراً جيداً ومختلفاً، خاصة بعد أن شهدت له عرضاً آخر وهو «ثلاثة مقاعد فى القطار الأخير»، وهو من خلال عروضه يعيد للمسرح مذاق فترة ازدهاره فى الستينات والسبعينات، لأنه عاد للأسرة المصرية وتحدث عن العلاقات بين الأسرة من الجانب الاجتماعى بعيداً عن الثالوث الممنوع التعرض له فى المسرح «الدين، السياسة، الجنس» لم يقترب منه بعد، فهو يقدم لنا مسرح اجتماعى، واقعى، نفسى، والمخرج فى هذا العرض يُحاسب مرتين كمؤلف وكمخرج فقد قدم لنا موضوعاً يمس جميع المشاهدين للعرض، وقد رأيت بنفسى مدى الإقبال الجماهيرى على العرض، وهذا الاقبال دليل على جودة العرض، وقد رأيت التفاعل الكبير من جانب الجمهور مما يعنى أن المخرج قد نجح فى عمل تماس مع مشاكلهم الحقيقية، وهذا هو التطهير كما ذكر أرسطو الذى كان يعيد الموضوع دائماً إلى فلسفة الأخلاق، وهذا هو أساس المشكلات سواء نفسية أو اجتماعية النابعة من الواقع الذى أساسه الأخلاق والجمال أيضا .
وأضافت: الاتزان المجتمعى يجئ للطفل من خلال الأسرة ثم ينتقل إلى الدائرة الأكبر وهى المجتمع، ولو تحدثنا عن عرض علاقات خطرة فإن لدينا مجموعة من الممثلين الذين علمت أن تلك كانت تجربتهم الأولى لكننى رأيت ممثلون أقوياء جداً مثل الممثلة التى جسدت دور «فريدة» التى تطور أدائها فى كل مرة رأيت فيها العرض، وكذلك الممثلة التى جسدت دور الزوجة المريضة وهو أمر واقعى لا يخلو منه أى بيت واعتب على المخرج أنه جعل زوجها بعد كل هذا الوفاء والاخلاص والحب ينهى حياتها بيديه وهو أمر لم استوعبه، كذلك مشهد الجلسة النفسية الذى حافظت خلاله على الحوار الراقى وعدم الانزلاق وراء الايفيهات اللفظية أو الايحاءات رغم أن المشهد يغرى بذلك، فتلك النوعية من المشاهد يحدث فيها الكثير من الايفيهات وأحياناً التجاوزات سعياً وراء افيه يعلق فى ذهن المشاهد مثلما كنا نرى فى عروض مسرحيات الفضائيات التى صنعت نجومية للبعض من خلال الخروج عن النص والألفاظ  وما إلى ذلك، لكنك حرصت على احترام عقلية المشاهد .
الجدير بالذكر أن «علاقات خطرة» قد حصد العديد من الجوائز منها جائزة لجنة التحكيم الخاصة لأفضل عرض جماعي من المهرجان القومي للمسرح المصري في دورته الخامسة عشرة، كما حصل أيضًا على جائزة أفضل عرض متكامل في مهرجان «آفاق مسرحية» في دورته الثامنة، وحصد العرض أيضًا جائزة أفضل عرض أول لمسابقة العروض الطويلة، وأفضل تميز في التمثيل كيرلس ناجي ونادية نبيل، كما حصل مخرج العرض مايكل مجدي على جائزة أفضل إخراج، وقد شهد عرض «علاقات خطرة» إقبالا شديدا ورفع لافتة «كامل العدد» على مدار 33 ليلة عرض مسرحية داخل القاهرة، وليلتين في محافظة الإسكندرية .
العرض المسرحي «علاقات خطرة» بطولة باخوم عماد وجورج اشرف وكيرلس ناجي ويوسف جرجس وغبريال رأفت وجوزيف مجدي ويوسف سليم ومينا مجدي ومايكل ميخائيل وجوزيف مجدي ومينا خليل وكيرلس عاطف وريمون منير ودميانه جمال ويوستينا رفعت ويوستينا هاني وماري روماني وماري صموئيل ونادية نبيل وجورجيت عزت وجونير كرم ومينا جرجس، وإضاءة ابو بكر الشريف وتنفيذ إضاءة بيبو فيكتور وتصميم ديكور مصطفى التهامي ومساعد ديكور مارينا اكرم ودعاية كريستين ميشيل وسمير عطية، المسؤول الإعلامي إيناس العيسوي  ومكياج ماري روماني ومساعدي الإخراج جورج صبحي وفادي طارق وشريف صفوت ومخرج منفذ مينا مجدي ورئيس الفريق بيتر وليم .
 


كمال سلطان