«الغيرية وتمثلاتها الفكرية في مسرح نوال السعداوي» أطروحة الدكتوراه للباحثة التفات محمد جاسم

«الغيرية وتمثلاتها الفكرية في مسرح نوال السعداوي» أطروحة الدكتوراه للباحثة التفات محمد جاسم

العدد 831 صدر بتاريخ 31يوليو2023

تم الأسبوع الماضي مناقشة رسالة الدكتوراه للباحثة المسرحية العراقية التفات محمد جاسم، بكلية الفنون الجميلة في جامعة البصرة، وجاءت الرسالة والبحث العلمي بعنوان «الغيرية وتمثلاتها الفكرية في الأدب المسرحي - نوال السعداوي اختيارًا»
 لجنة المناقشة
وتشكلت لجنة المناقشة برئاسة الأستاذ الدكتور عبد الله عبد عبد البصري، من جامعة البصرة، وأعضاء اللجنة: الأستاذ الدكتور. سافرة ناجي من جامعة بغداد، الأستاذ المساعد في كلية الفنون الجميلة جامعة بغداد، تخصص نقد مسرحي، الأستاذ الدكتور. عامر صباح المرزوك، عميد كلية الفنون الجميلة بجامعة بابل، والأستاذ المساعد الدكتور. حسن عبد المنعم الخاقاني، بقسم الفنون المسرحية، كلية الفنون الجميلة، جامعة البصرة، الأستاذ المساعد الدكتور. صبار شبوط طلاع، من جامعة البصرة، الأستاذ المساعد الدكتور. حسن عبود النخيلة بكلية الفنون الجميلة جامعة البصرة/عضوًا باللجنة ومشرفًا لرسالة الدكتوراه.
ومنحت اللجنة الباحثة التفات محمد جاسم، بعد حوارات نقاشية انتظمت وفق شروط ومعايير أكاديمية درجة الدكتوراه، وتم إجازة الأطروحة بدرجة «امتياز»
مفهوم الغيرية
وأوضحت الباحثة في ملخص بحثها العلمي، لأطروحة الدكتوراه: أن البحث المقدم بعنوان «الغيرية وتمثلاتها الفكرية في الأدب المسرحي – نوال السعداوي – اختيارًا»  يهتم بتسليط النظر على مفهوم الغيرية والذي يُعد من الموضوعات البارزة والمهيمنة لصلته الوثيقة بمتحركات الوضع الرهن على المستوى الإنساني والفكري والثقافي والأدبي والاجتماعي والأخلاقي والسياسي والديني والعرقي، التي تضاعف بريقها بعد انفتاح آفاق جديدة لمسارات وسياسات  الفكر المعاصر بتركيزه على الغير ليس بوصفه مادة فلسفية قد خضعت للدرس فقط، وإنما لغرض بناء سلوك أخلاقي حاضر عبر الممارسة الفعلية للأشخاص من خلال كشف طبيعة النفس البشرية والتحقق من تلك الطبيعة والبحث في اختلافاتها وتفكيك الأنا المركزية الكامنة  في النفس البشرية، مما جعلها تمثل أكثر التساؤلات إلحاحا في مناقشة مفهوم الغيرية الذي يحاول فتح آفاقٍ للتواصل والتداول وتبادل الحوار، ومد جسور التفاعل والتفاهم من خلال مواجهة الذات بلغة إيتيقية فترتكز على الراديكالية التي تنبع من التذاوت عبر مسح وإذابة المسافات والنظر إلى الذوات على أنّها كيان واحد لا يتجزأ.
أهمية البحث
وأوضحت الباحثة أهمية البحث حيث قالت: وبالنظر إلى تلك الأهمية التي يُشكلها مفهوم الغيرية، كونه محصلة مهمة لمواقف ومسارات «ما بعد البنيوية والخطاب النسوي وما بعد الكولونيالية.. إلخ» مما أنتج أفكارًا جديدة تتحدى الأفكار القديمة، فكان ذلك داعيًا لاختيار عنوان البحث الحالي «الغيرية وتمثلاتها الفكرية في الأدب المسرحي – نوال السعداوي – اختيارًا».
مشكلة وسؤال البحث
وبالبحث العلمي، يتم عرض مشكلة البحث في الفصل الأول «الإطار المنهجي» مُلخّصةً بالسؤال الآتي: «هل قدمت الكاتبة نوال السعداوي في طروحاتها الفكرية ما يتوافق مع المفهوم الغيري، أم ما يناقضه على مستوى المفهوم وتطبيقه في نصوصها المسرحية؟»
وضم الفصل الأول، بأطروحة الدكتوراه أيضًا، أهمية البحث والحاجة إليه التي تقوم على دراسة عمق المفهوم الغيري وتحليله للنصوص المسرحية، وهدف البحث الذي تلخص في الكشف عن مسارات الأنظمة الفكرية المنتجة للغيرية.
الفصل الثاني يقدم أربعة مباحث
أمّا الفصل الثاني «الإطار النظري» فقد ضمّ أربعة مباحث: الفصل الأول بعنوان الغيرية في الطروحات الفلسفية»، وفيه تطرقت الباحثة إلى دراسة مفهوم الغيرية من خلال البحث والتقصي في الطروحات الفلسفية والفكرية للكشف عن مفهوم الغيرية بوصفه علامة بارزة في الثقافة الغربية بصورة عامة، والعربية بصورة خاصة، وما يرتبطُ ببناء الهوية الغيرية عبر مسمياتها المختلفة والمتعددة. 
طروحات ما بعد الكولونيالية.. بالمبحث الثاني
وأمّا المبحث الثاني، للدكتوراه جاء بعنوان: «الضد الغيري في طروحات ما بعد الكولونيالية»: وفيه درست الباحثة الغيرية كمصطلح وممارسة شكلت حضورًا مهمًا في الذهاب إلى تعددية المعنى عبر التوجهات المرتبطة بخطاب ما بعد الكولونيالية من خلال التركيز على الأساس لمفهوم الغيرية الذي يُساعد في تحرر الفكر للاندماج بالظاهرة الثقافية والمشاركة في تحديد مساراتها، وما أنتجه الفكر المضاد للمركزية والانغلاق الذاتي من مفكرين بارزين، أمثال: «أنطونيو غرامشي – فرانز فانون – إدوارد سعيد – سبيفاك – هومي بابا – وسيمون دي بوفوار».
المبحث الثالث.. الغيرية في فكر نوال السعداوي
والمبحث الثالث، بإطروحة الكتوراه، جاء بعنوان: «الغيرية في فكر نوال السعداوي»: وقامت فيه الباحثة التفات محمد جاسم، بدراسة الأطروحات الفكرية المتصلة بالغيرية كما وردت في المؤلفات الفكرية للكاتبة نوال السعداوي عبر مؤلفاتها المتنوعة لرصد طبيعة تعاطيها وتفاعلها مع مفهوم الغيرية.
الغيرية في نماذج عالمية وعربية
وجاء المبحث الرابع بعنوان: «الغيرية وتمثلاتها الفكرية في نماذج عالمية وعربية»: ليتم التركيز فيه على النماذج المسرحية التي يمكن تشخيص التوجه الفكري الغيري عالميًا وعربيًا، وقد تم الخوض بهذا المعطى المهم بالانطلاق عالميًا من «إسخيلوس»، وصولًا إلى الكاتبة العراقية والباحثة والناشطة الحقوقية لطفية الدليمي، على مستوى الكتابة المسرحية العربية.
إجراءات البحث.. تحليل النصوص المسرحية
أمّا الفصل الثالث فقد عني بإجراءات البحث وخاضت فيه الباحثة بتحليل النصوص المسرحية للكاتبة نوال السعداوي المستخلصة من مجتمع البحث، وكانت للمسرحيات الآتية: «إيزيس»، «الحاكم بأمر الله»، «الإنسان اثنتا عشر امرأة في زنزانة»، «الصورة الممزقة»، ونص مسرحية «الأطفال يغنون الحب».
من نتائج البحث: تهشيم وتهديم المركزية التي دعا إليها «نيتشه» وجعل الفكر الغيري هو المحرك الأساسي.
الغيرية الشاملة في نصوص نوال السعداوي ساهمت في بناء رؤى شاملة
نتائج البحث
وفي الفصل الرابع تطرقت الباحثة التفات محمد جاسم، إلى أبرز النتائج والاستنتاجات نتاج تحليلات النصوص الخمسة نصوص للكاتبة والمؤلفة نوال السعداوي، ومنها: 
شكلت الغيرية المتمردة عاملًا أساسيًا في نصوص نوال السعداوي لما ولدته من فعل ورد الفعل نتيجة التداخل الفكري الغيري للفعل الإنساني وانعكاسه الذي يكشف عن خطاب السلطة وآلياتها في إقصاء وتهميش وتغييب ممنهج في إظهار نقطة تمركز ضد الكيان الإنساني، وهذا يحيلنا إلى تهشيم وتهديم المركزية التي دعا إليها «نيتشه»، وجعل الفكر الغيري هو المحرك الأساسي. 
ساهمت الغيرية الشاملة بشكل واضح في نصوص نوال السعداوي، المسرحية في بناء رؤى شاملة، الغاية من وجودها هو إعطاء لحظة مغايرة تتفرد بالاستثناء الذي يمثل حضور الشخصيات التي تجود بنفسها لتعمق صورة الفكر الغيري.
       أما على مستوى الاستنتاجات فأوضحت الباحثة أنه يمكن لفت الانتباه إلى: 
الفكر الغيري
يرصّن الفكر الغيري حالة الاستثناء، التي هي تمثل صميم المغيب في خارطة الحياة الإنسانية الفاعلة؛ لذا يُعدّ الفكر الغيري، استثناء يكرسُ من خلاله قيمة الإنسان المهملة التي اصبحت مثار أزمة لابد من العمل على إظهارها.
يُراهن الفكر الغيري، على إطلاق الطاقة للإنسان الحيوي، بمقاييس الإنسان الفعلي مما يُولد مادة غنية لنظام الحركة الفاعل دراميًا.
وختم البحث لأطروحة الدكتوراه، للباحثة التفات محمد جاسم، بالتوصيات والمقترحات، وطرح قائمة المصادر والمراجع، وخلاصة للبحث باللغة الإنجليزية.
 


همت مصطفى