العدد 816 صدر بتاريخ 17أبريل2023
أقيمت الأسبوع الماضي ندوة لمناقشة مسرحية «الزرافة والعصفور» تأليف الكاتبة فريدة سمير الحاصلة على جائزة الدولة للمبدع الصغير، التي ترعاها السيدة انتصار السيسي حرم السيد رئيس الجمهورية، لرعاية الأطفال الصغار والموهوبين في مجالات الشعر والمسرح والقصة القصيرة والرسم وفي مجالات الفنون كافة، وأدار الندوة الباحث والكاتب حسن الحلوجى، وتحدث بها الشاعر والناقد أحمد زيدان، وذلك ضمن فعاليات «ليالي رمضان» التي ينظمها المركز القومي لثقافة الطفل بالحديقة الثقافية برئاسة الكاتب المسرحي محمد عبد الحافظ ناصف. استهل الندوة الكاتب حسن الحلوجي مشيرا إلى أن المسرحية «الزرافة والعصفور» شاركت فيها بالرسم الفنانة ياسمين سعيد صابر من الفائزات بفرع الرسم، وسأل الحلوجي الكاتبة عن سبب اتجاهها للتأليف المسرحي، فأوضحت أن مواهبها متعددة، وهي كتابة القصص والمسرح والإلقاء والتقديم الإعلامي والتلفزيوني والتمثيل ، وأشارت إلى أنها بدأت الكتابة منذ كان عمرها ثمانية أعوام، تراودها بعض الأفكار فتبدأ في تهيئة الأجواء لتخيل الفكرة وتقوم بكتابتها وتحويلها إلى قصة، وأضافت أنها التحقت بورشة مسرحية للكتابة وبدأت التعرف على فنون الكتابة المسرحية فيها. أضافت: كنت أكتب قصصاً وكانت أولى القصص التي كتبتها بعنوان «الحذاء السحري» وقمت بتحويلها إلي مسرح، وأول مسرحية كتبتها هي التي شاركت بها في جائزة الدولة للمبدع الصغير.
تقنيات خاصة
الناقد أحمد زيدان أوضح أن الكتابة المسرحية تختلف عن الشعر والقصة القصيرة؛ لأنها تحتاج لتقنيات خاصة بجانب الموهبة، ففي المسرح حكاية وشخصيات وأحداث وصراع وتصور لخشبة المسرح، والمسرحية من الممكن أن تكون ثلاثة فصول أو فصل واحد به عدة مشاهد متتابعة والأحداث التي تحدث فيها تجعلنا نصل لذروة هذا العرض، ثم بعد ذلك تأتي الخاتمة أو النهاية
تابع: « عندما نشاهد أحد الموهوبين يحاول أن يكتب مسرحاً نشعر بحالة من الاحتفاء الكبيرة، خاصة أن كتابة المسرح ليست سهلة، وتحتاج لوقت واليوم نحتفي بالكاتبة المبدعة فريدة ونناقش مسرحيتها «الزرافة والعصفور « ، وهي من فصل واحد ومكونة من ثلاثة مشاهد تحكي عن الزرافة والعصفور، وهم صديقان يتقابلان في مكان مليء بالأشجار بالغابة، ويقرران أن يذهبا للنهر لشرب الماء، وكانت الزرافة تتمني عدم وجود حيوانات مفترسة، فيطير العصفور ليتأكد أنه ليس هناك حيوانات ومفترسة به؛ وبالتالي يتحرك الزرافة والعصفور تجاه النهر الصغير. المشهد الثاني يدور عند النهر، حيث توجد مجموعة من الغزلان والفيلة وبعض الطيور والبجع، وتسأل الزرافة الغزالة عما إذا كانت هناك وحوش مفترسة؟ فتسألها عن سبب قلقها؟ فتجاوبها بأنها رأت صيادا يحوم حول النهر الصغير، تتلفت الزرافة فلا تجد العصفور وتسأل عنه الغزالة وكذلك الفيل فيعرفان منه أن العصفور كان يطير في المكان. فيبحثان عنه ويجدانه ملقى على الأرض مصابا في قدميه بسبب طلقة أصابته من الصياد.
في المشهد الثالث الزرافة تحمل العصفور إلي عشه،وترعاه حتى يشفى تماماً ثم بعد يذهبان مرة أخرى إلي النهر الصغير دون خوف.
تابع زيدان: « المسرحية جيدة، وتعد من المسرحيات التي يطلق عليها «الميكرو تياترو» وزمنها الفعلي لا يتخطي العشر أو الخمسة عشر دقيقة ، وأشار إلى أن هناك بعض الأمور التي يجب أن نحرص عليها خاصة إذا كنا في بداية مشوارنا في الكتابة المسرحية، مشيرا إلى أن هناك مجموعة من الصور التي يجب تطويرها في النص، حيث أن حضور الصورة داخل النص أو الفعل المسرحي يحدث حالة من حالات التتبع يجعل النص أقوى، وكلما كان هناك تصور لخشبة المسرح وحركته ومن يتحرك عليها ؛ كلما كان لدينا مشهداً أقوى وأكثر وضوحا وبه خيال.
ووجه زيدان الشكر للكاتبة مشيرا إلى أنه تابع بعض كتاباتها ومن ذلك قصة «المحامي والعصفور» التي حصلت أيضا على جائزة ، وعن هذه القصة التي حولتها أيضا إلى مسرحية. قال إنها» تحكي عن طفلين ووالديهما: الأب الذي يعمل محاميا والأم التي تعمل طبيبة، يجلس الجميع على المائدة، يحلم الابن أن يكون محامياً مثل أبيه وتحلم الفتاة أن تصبح طبيبة مثل والدتها، وينصح الوالدان ابنيهما بالعمل والاجتهاد في الدراسة؛ حتي يحققان أحلامهما. وفي المشهد الثاني يظهر علاء صديق أحمد لديه عصفور يحبسه في القفص ويتولي أحمد مهمة الدفاع عن العصفور وإقناع علاء بإطلاق سراحه وأنه لم يخلق ليعيش في القفص وتنتهي المسرحية.
وتابع زيدان : كذلك ضمن ما كتبته فريدة قصة « أبي مهرج في السيرك « وهي تحكي عن صبي يخشى أن يعرف زملاءه في المدرسة أن والده يعمل مهرجا،ً ثم يعرف أن والده سيقدم عدداً من الفقرات في السيرك فينزعج ويرفض ذلك الأمر، ولكن عندما يأتي الأب ويقدم فقراته ويسعد زملاؤه وأساتذته به يشعر الصبي بأنه أخطأ، ويعرف حينها أنه يجب أن يفتخر بمهنة والده.
ختم زيدان حديثه بأن مسرحية « الزرافة والعصفور « تعرفنا على معنى الصداقة وقيمتها الكبيرة، وأنها تحمل أكثر من فكرة تريد أن توصلها للقارئ، وفي النهاية نحن سعداء بالكاتبة فريدة سمير وبما قدمته من مسرحيات وقصص ونتمنى لها التوفيق والمداومة على الكتابة.