دينا أمين: أحد الأهداف الرئيسية للمؤتمر هو ربط طلاب المسرح بالصناعة والمهنيين في المجال المسرحي

دينا أمين: أحد الأهداف الرئيسية للمؤتمر هو ربط طلاب المسرح بالصناعة والمهنيين في المجال المسرحي

العدد 814 صدر بتاريخ 3أبريل2023

المؤتمر يجمع بين بعض الفنانات العربيات في مختلف الدول العربية لمناقشة التحديات التي يواجهنها على الصعيد المهني والاجتماعي.
أقيم الأسبوع الماضي بمسرح الفلكي بالجامعة الأمريكية النسخة الثالثة من مؤتمر المسرح المصري والعربي الأن ومستقبلاً والذي تحمل دورته هذا العام عنوان «الكاتبات والمخرجات العربيات بين الأرشفة والذاكرة» حضر افتتاح المؤتمر مجموعة بارزة وهامة من الكاتبات والمخرجات العربيات ومنهم الكاتبة نسمة إدريس،  الكاتبة السعودية ملحة عبد الله،  والمخرجة والفنانة ومديرة مسرح عشتار إيمان العون،  والفنانة والمخرجة أسماء مصطفى  بدأت كلمة المؤتمر د. دينا أمين مديرة برنامج المسرح والتي رحبت بالحضور معبرة عن سعادتها بهذا الجمع من الفنانات والكتابات والمخرجات بعد عاماً متواصلاً من التجهيز .                  
وقالت في كلمتها : أهلاً بكم جميعاً في النسخة الثالثة من مؤتمر المسرح المصري والعربي الأن ومستقبلاً في دورة الكاتبات والمخرجات العربيات بين الأرشفة والذاكرة لقد أسست هذا المؤتمر؛ ليكون حدثاً سنوياً لبناء من صناع المسرح والعلماء الذين يفكرون بشكل جماعي ونقدي حول حالة المسرح المصري والعربي المعاصر،  ويمثل أحد الأهداف الرئيسية للمؤتمر هو ربط طلاب المسرح بالصناعة والمهنيين في المجال المسرحي على أمل التعاون في المستقبل.
وتابعت : لقد تلقيت تمويلاً من خلال منح دعم من أعضاء هيئة التدريس بالجامعة الأمريكية أود أن أشكر القائمين على نظام المنح بالجامعة لحسن التعاون وكانت النسخة الأولى بعنوان «كاتبات ومخرجات المسرح المصري» وكانت الأولى من نوعها فقد جمعت بين جيل الشباب من النساء مع صاحبات الخبرة وركزنا بها على زيادة ظهور المرأة ومشاركتها بالمسرح كما ناقشنا المعضلات التي يتعرضن لها على الصعيد المهني والفني،  والنسخة الثانية في العام الماضي كانت بعنوان “تمكين الأصوات الناشئة والمستقلة “ والمهمة في المسرح المصري وكان الهدف من هذه النسخة توفير منصة للأصوات الهامة والممثلة تمثيلاً غير كاملاً والمهمشة في المسرح المصري اليوم،  وها نحن نقدم اليوم النسخة الثالثة التي تجمع فنانات مصريات وعربيات للمشاركة في حلقات نقاش، وتقديم عروض فريدة وهذا المؤتمر يجمع بين بعض الفنانات العربيات في مختلف الدول العربية لمناقشة التحديات التي يواجهنها على الصعيد المهني والاجتماعي، ونجاحهن في كسر السقف الزجاجي،  وأخيراً بعد إزالة نون، واختتمت كلمتها بتحية فريق العمل وهم مجموعة من الشابات المجتهدات، ثم قدمت د. دينا أمين الفنانة المخرجة إيمان عون واستعرضت سيرتها الذاتية فقالت:
هي شخصية عربية ملهمة ولها غاية الاحترام لفنها وتفانيها رغم كل الصعاب تشغل منصب المديرة التنفيذية لمسرح عشتار، وهي ممثلة حائزة على العديد من الجوائز والتكريمات من دول مختلفة، وحاصلة على بكالوريوس في العلوم الاجتماعية من جامعة بيت لحم ودبلوم في السيكودراما، وبدأت مشوارها المسرحي مع فريق الحكواتي عام 1984م، ثم شاركت في تأسيس مسرح عشتار في عام 1991م، وأخرجت العديد من المسرحيات والمسلسلات التلفزيوينة والأفلام الفلسطينية والعالمية أعدت واخرجت مجموعة كبيرة من المسرحيات الشبابية والحرفية كتبت ونشرت مقالات حول المسرح الفلسطيني ساهمت في كتابة كتابان عن التدريب المسرحي، ومقدمات لعدد من الكتب المسرحية، وهي مدرية دولية معتمدة لتقنيات مسرح المقهورين شاركت في العديد من المؤتمرات الدولية والمحافل العالمية،  ومثلت فلسطين  في مهرجانات مسرحية عربية وعالمية، وبادرت بمشاريع دولية ومنها مونولوجات غزة  عام 2010، ومشروع المنولوجات السورية عام 2015 م .
وفي كلمتها وجهت الفنانة والمخرجة إيمان عون الشكر للدكتورة دينا أمين، وفريق عملها ووصفتهن بالرائعات موجة الشكر للقائمين بالعمل في الجامعة الأمريكية لهذه الفرصة الرائعة التي سنحت لها بمقابلة مجموعة من الكاتبات والمخرجات المتميزات، ومشاركتهن جزءاً من علمها ومعرفتها وهمومها وأفكارها، وذكرت في حديثها أن الزيارة الأخيرة لها في مصر كانت عام 2009 م،  موضحة أن القاهرة تمثل لها اليوم عالماً آخر ومختلف، وبه شىء جميل مشيره إلى أنها وكل الشعب الفلسطيني تابع الثورة المصرية والحراك الشبابي، وهذا يمثل شيئاً رائعاً ويعطي دفعه للفلسطينيين أن هناك خيراً قادماً في المستقبل القريب،  ودائما البلاد العربية ولادة وهو ما يعني أن هناك أمل،  وطالما هناك شباب وفتيات يقدمون مسرحاً هذا يعني أن مسرحنا العربي بخير.
وتابعت قائلة: عندما يكون المسرح مساحة الأمان الداخلي، ومنصة التعبير الأصدق والأعمق عن أفكارنا ووجدننا ومبادئنا نكون قد شكلنا البوصلة التي نتهدي بها نحو مسرحنا الخاص والعام المسرح بالنسبة لي الخطاب الفلسفي الذي أنطلق منه للتواصل مع العالم، وهذا الخطاب ليس بالضرورة خطاباً محكياً فقط ؛ وعليه فإن خطابي متعدداً متفرعاً متشعب الطرق والتكوين يحمل في طياته مسار حياتي الفكرية، وحياتي العملية وتجاربي العملية وطموحاتي المستقبلية وابني مسرحي علي نبضي الفردي المتناغم أحياناً مع نبض الشارع والمغاير، والمشتبك مراراً معه لا أهاب الاختلاف، ولا أؤمن بالتبعية لا امتدح ذاتي بل تعلمت أن أنقض ذاتي أولاً في سبيل تغير ما لا أتوافق معه مع الحفاظ على التساؤل إن كنت على صواب .
وأضافت : أحاول النظر إلي الأمام باستمرار؛ رغم ثقل الماضي الذي يشدني إلى التاريخ في الجغرافيا المضطربة التي تأن تحت وطأة احتلال بغيض،  وواقعاً منفصماً لسياسية تائه ومجتمع مشتت، ومنقسم على ذاته لكنه متشبث بأمل يحمل شعار الحرية دون فحوى واضحة لها في كثير من الأحيان،  الحرية هي نقطة التماس في عملي الجوهر الذي ابني عليه منطلقي والمسار الذي أنطلق نحوه فأنا أنطلق من أهمية تحرير الإنسان من أجل تحرير الأوطان إذ أن الإنسان الغير الحر؛ لا يمكن أن يبني وطناً حراً فالحرية بالنسبة لي فعلاً متكاملاً يخضع لعملية معقدة من التفكيك والتركيب والبناء، هي ليست نهاية المطاف بل بدايته والوسط والخاتمة كيف للحرية أن تكون دون طاقة سيارة تحملها وتدافعها عنها وتشدها وتقدمها للعلن، الحرية المنشودة في عمل المسرح تبدأ بالإنسان المواطن العقل المفكر الجسد المتحرك المشاعر الجياشة، الحرية شرط داخل كل شخص مسئول عن تصرفاته الواعي لدوره المشارك في أمره،  الباني للمجتمع الحافظ لإنسانيته، والمحافظ على وطنه وبيئته، المبدع صاحب الرؤية المستقبلية والخطة الإستراتجية لغداً أفضل .
واستطرد قائلة: عندما نتخذ المسرح سيرة حياة ونهج عمل وأسلوب تواصل مع الأخرين؛ يصبح الاهتمام في المحيط الخاص، والعام مرتكزاً على ما نراه على مسرح الحياة، ونعكسه على حياة المسرح، ونبدأ باختيار أعمالنا،  وتركيبها من ذلك المنطلق فكل عمل جديد يحمل معه حيثياته ومتطلباته لا انحسر في شكلاً أو لهجه أو لغه استخدمت لغات عدة في نفس العرض، وطوعت أشكالاً فنية مختلفة في عروض متعددة بالنسبة لي عالم مفتوح كما هي  الحياة حاجتنا له ملحة إذا اتبعنا مبدأ تشكيل الوعي المرتبط بالمحاكاة عند الأطفال،  والمحاكاة عند أرسطو «هي مبدأ النظر الأساسي في خلق الفن»،  وكما يقول إيجست بول «نحن نلعب لنتعلم» ؛عليه أنا اعتمد اللعب في عملي المسرحي مع الطلبة والممثلين،  أحاول في كل مرة أن اكتشف سراً جديداً، ومع كل لعبه جديدة مغامرة جديدة ومسرحية جديدة،  وأنا لست كاتبة مسرحية بالمعني الكلاسيكي للكلمة، وأنما اعرف نفسي بأني دراماتورج أقود الارتجال ابني على الألعاب الجماعية، والفردية المطروحة داخل فضاء الخلق،  وأساهم في تكوين المعني والمسار الدرامي لها كما أني أنطلق من فكرة ورؤية محددة أغوص فيها أو أعوم حولها أحافظ عليها أطورها أو اهدمها وابنيها من جديد،  فأنا المراوغة المخادعة الصادقة الشفافة، والمدعية الكاذبة العارفة والمتناقضة المتناغمة أنا كل هؤلاء ؛ لأني أنا الممثلة أولاً واخيراً من هنا أنطلق عندما أعمل على إى عملاً مسرحياً جديد،  فكل حجر في بلادي حكاية وكل شخص شخصية،  وكل موقف قد يتحول إلي فعل درامي اتكأ على قصص الماضي والمسرحيات العربية والأبحاث الاجتماعية، واستمر في التفكير إلى ما كان وما يجب أن يكون على الصعيد الفردي والمجتمعي والعالمي ؛ لذا عملت على مسرحيات أبعد من الجغرافيا المحلية وأوسع من الرؤية القومية، ووصلت إلى منابر دولية ببعض أعمالي مثل الأمم المتحدة،  وعرضت في فضاءات غير تقليدية عروضي كمتاحف، والمؤسسات الدولية والشوارع والمتاحف وغيرها.
وتابعت: هوية مسرحي لها سمة المسرح المجتمعي تارة والمسرح السياسي تارة أخرى، وأنا أرى أن الدور السياسي ليس بنطاقه الضيق، وإنما علي سعة كلمة سياسي له دوراً مهم، وفعلاً مستمر من النضال وليس فقط النضال الفلسطيني، وإنما النضال العربي والإنساني في تحرير الإنسان؛ لأن كينونتنا واستمراريتنا معتمدة على إيصال رسالتنا إلى العالم، وضحل الإدعاءات الصهيونية، وفضح الممارسات الاحتلالية فيما يتعلق بقضيتنا، وخلق حالة من التضامن الدولي مع قضيتنا الفلسطينية وإن ضاقت عليه العبارة ولم اجد نصاً مناسباً؛ ألجأ إلى الأعمال الصامتة، وفي بعض الأحيان اتكأ على تصميم مشاريع جديدة تشحذ فكري، وتستفز طاقتي وقدرتي على الخلق والإبداع.
واختتمت كلمتها باستعراض بعض أعمالها وشرحها ومنها تأسس مسرح «عشتار» عام 1991 م ولديه ثلاث برامج أساسية مسرح الشباب وبدايته عام 1991 م، عام 1995 م بداية المسرح المحترف وعام  1997 بداية المسرح المجتمعي، ومنذ هذا التاريخ ويعمل مسرح عشتار على الثلاث برامج بشكل متوازي ومستمر حتي الأن، وقدم مسرح عشتار العديد من الأعمال المسرحية منها «الشهداء يعودون» عام 1995م وكان يناقش العمل القضية النسوية وقضية المرأة في المجتمع وفي السياسية وفي العمل وهو أول مسرحية يتم بها إعلان الموقف الذكوري الفلسطيني لمحاربه المسرح ورفض الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات رحمه الله وضع رقابة الثقافة والمسرح بعد شكوي من مجموعة من رجالات السياسية حول ما يقدمه مسرح «عشتار»،  عرض «كان ياما الكراسي» أول عرض إحترافي يناقش قضية التحرش الجنسي للفتيات في المدراس والجامعات وكان عمل مسرحي منبري بأسلوب مسرح المقهورين، «حكاية مني» عام 2005م ، وقدم بأسلوب مسرح المقهورين ويناقش قضية الزواج المبكر وقتل الشرف، وبعد العرض تم رفع توصية من الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات برفع سن الزواج إلى 18 عاماً،  عام 2008م مسرحية «نساء تحت الضوء» كتابة وإخراج إيمان عون وهو عمل مسرحي به نظرة عالمية المسرحية قدمت بثلات لغات الفرنسية والعربية والإنجليزية، وتقدمه ثلاث ممثلات،  والعرض محاولة لفهم وطرح قضية ماذا يعني الجمال،  وما هو الجمال المقولب وكيفية قراءة الجمال وكيفية قراءة الثقافة،  مسرحية «حتي في بيتي» يتناول العرض قضية الالتباس بين سفاح القربى واغتصاب المحارم، وتم تغير هذا القوانين بشأن هاتان الجريمتان،  مسرحية «محكمة»، والتي تناقش قضية التعليم والدور الذي يلعبه المجتمع في الحد رغبات النساء وطموحاتهم كيفية تعامل المستعمرات في منطقة «الأغوار» وهي منطقة بعيدة ومتروكة وجفاف وتصحر أراضي الفلسطينين بسبب سرقة الإسرائيليين المياه من تحت الأرض،  «حركة بمحالها» وتناقش دور المرأة في العمل والمشاكل التي تواجهها والمفاضلة بينها وبين الرجل في توفير فرص عمل،  مسرحية «إنهدوانا» عام 2019 وهي مسرحية قائمة على فنون السرك والرقص و «إنهدوانا» هي أول شاعرة في التاريخ 2500 قبل الميلاد تناول العمل انحدار مستوى المرأة من كونها آلهه إلى كونها عبده تباع وتشترى وخصوصاً  في ظل الحروب، وعرض في جامعة النجاح من خلال احتفالية ستة عشر يوماً لمناهضة المرأة،  مونودراما «فنتولين العودة»  هي قصة حقيقة وهي بانوراما لحياة الممثلة بشكل موازي بين رحلتها السيكولوجية ورحلتها السياسية مقاربة سيكوسياسية والعرض قام بالعديد من الجولات للدول العربية .
 


رنا رأفت