مسرح الطفل وقضاياه حول المائدة المستديرة بالمجلس الأعلي للثقافة

مسرح الطفل وقضاياه حول المائدة المستديرة بالمجلس الأعلي للثقافة

العدد 809 صدر بتاريخ 27فبراير2023

شهد المجلس الاعلي للثقافة بدار الاوبرا المصرية ندوة  للمناقشة حول مسرح الطفل وما يجب مراعاته عند تقديمة للاطفال من خلال المسرح  وذلك يوم الاربعاء الماضي علي المائدة المستديرة التي دعت لها الكاتبة فاطمة المعدول الرئيس الأسبق للمركز القومي لثقافة الطفل ولها العديد من الاعمال الفنية والادبية سواء علي مستوي الكتابة أو الإخراج لمسرح الطفل تحدث في هذه الندوة الاستاذ الدكتور احمد نبيل احمد استاذ علوم المسرح بكلية الدراسات النوعية بجامعة عين شمس والمخرج محمد نور الدين مدير عام مسرح القاهرة للعرائس والمخرج عادل الكومي مدير عام المسرح القومي للطفل التف حول المائدة المستديرة مجموعة من الكتاب والاساتذة في مجال مسرح الطفل ومنهم الشاعر احمد زيدان والكاتب المسرحي سعيد حجاج ورئيس الإدراة المركزية للمركز القومي لثقافة للطفل الكاتب محمد ناصف ودعاء احمد عبد الحميد استشاري قضايا الطفل والمرأة وسمية سعيد طه الالفي رئيس الادارة المركزية للتخطيط والمتابعة بالمجلس القومي للطفولة والامومة وهجره الصاوي والفنان التشكيلي شعبان أبو الفضل والدكتوره شهيرة صلاح الدين رئيس تحرير مجلة سمير

فاطمه المعدول: المسرح مسرح للفن لا هو جامع ولا هو مدرسة!
في البداية تحدثت الكاتبة فاطمه المعدول عن مسرح الطفل بصفة عامه وطرحت العديد من الاسئلة حول الانماط المختلفة للمسرح ك المسرح المدرسي والمسرح المحترف وغيرهم وقالت ان المسرح بالنسبة لها هو فن فقط ولا تتبع اي مدرسة اخري في هذا السياق فهو ليس مدرسة ولا مسجد ولا كنيسة فقط هو فن للمتعة واوضحت خلال حديثها ان كل شئ يصلح ان يقدم للاطفال ولكن شرط المعالجة الكتابية والبصرية وفقا للزمان والمكان الذي يقدم فيه العرض وأشارت إلي عرض «حمار شهاب الدين» للراحل صلاح جاهين والذي قدم علي خشبة مسرح القاهرة للعرائس حيث بساطة الطرح ومشهد الفينال الذي اختصر المضمون في جمله بسيطة استطاع المتلقي استيعابها وهي «يا حلاوتك يا بني ادم يا جمالك يا إنسان» وعن مسرح القاهرة للعرائس أكدت أنه المسرح الوحيد الذي انشأ بطريقة علمية ويحقق أعلي ايرادات منذ ظهورة حتي اليوم بجانب السيرك القومي أما عن المسرح القومي للاطفال فتحدثت عن علاقتها ببداياته وقالت عندما ذهبت الي مسرح متروبول لأشاهد عروضه (بكيت) ولم يعجبني اي عرض سوى العرض المأخوذ من عروض ديزني واوضحت انها طالبت مرارا وتكرارا في كتابتها سفر اعضاء المسرح الي الخارج للاستفادة بما يقدم للاطفال أو الاستعانة بمخرج اجنبي واكدت المعدول ان بدايات القومي للطفل كانت علي عكس بدايات مسرح العرائس من حيث الموقع الجغرافي والعروض المقدمة ف قد انشأ في موقع لا يصلح لمسرح طفل الي ان تم تطويرة في عهد الفنان اشرف زكي  .

أحمد نبيل: دراسة الخصائص النفسية والاجتماعية للطفل تضمن نجاح الرسالة
بينما تحدث الدكتور احمد نبيل عن إشكالية الكتابة المسرحية للطفل في ظل مستحدثات الوسائط الاعلامية الحديثة قائلا نعلم تماما ان الكاتب عندما يتصدي للكتابة المسرحية للطفل من الضروري ان يتبع مجموعة من المعايير والمرتكزات الاساسية ومن اهم هذه المعايير التي تأتي في المقدمة هي طبيعة الطفل والخصائص النفسية والاجتماعية له وهذه الخطوة تضمن نجاح الرسالة مضيفا في حقبة زمنية مضت كان يوجد الاعلام التقليدي والمتمثل في القنوات الفضائية المنتشرة هذه القنوات تقدم مواد فيلمية ذات محتوى غربي قد يتنافي تماما مع العادات والتقاليد وهوية المجتمع العربي والمصري بصفة خاصة واوضح ان الفتره الراهنه نواجهه تحديات اكثر من الماضي في ظل وجود السوشيال ميديا سواء الفيس بوك او اليوتيوب او ماشابه وللحفاظ على الهوية الثقافية لابد ان نؤكد على الجانب القيمي لكن مع هذا الجانب من المفترض ان نستلهم التاريخ ونحن لدينا تاريخ زاخر بالموضوعات المتعددة حتى وان كانت المسرحية ليست تاريخيه لابد من استلهام الموروثات الشعبية والقدرة على التطوير وتحوير الحكاية على سبيل المثال مجموعه من المخرجين قاموا بتقديم عرض سندريلا وعلاء الدين وغيرهم ولكن برؤيه ومعالجه مختلفة تناسب كل عصر ويفضل كتابتها وتقديمها باللغة العربية الفصحى حتي نقدم لأطفالنا لغة صحيحة لأن مسرح الطفل يعد مسرح تربوي في المقام الأول  ثم انتقل الي جزئية هامه أخري أساسية بجانب تقديم محتوي ذات قيمة وهي إثارة الخيال لدي الأطفال مؤكداً أن هذان العنصران لا يمكن الاستغناء عنهم عند تقديم عمل مسرحي للأطفال حذر نبيل في نهاية حديثه عن الاستخدام الخاطئ للشخصيات الخالية التي تقوم بخلق الأزمة وحلها   دون تدخل الطفل ذاته وهذا ينشأ طفل متواكل اذاً لابد من الانتباه لهذه النقطة لان الهدف الأساسي تنمية مهارات الطفل.

مدير فرقة مسرح القاهرة للعرائس: يشيد بدور الرئيس الراحل جمال عبد الناصر حول نشأة الفرقة
اما المخرج محمد نور الدين مدير عام مسرح القاهرة للعرائس تحدث عن بدايات مسرح العرائس في مصر عام والتي بدأت 1960 وقال ان مصر لا تعرف مسرح العرائس الحقيقي قبل هذا التاريخ حتي وان كان يوجد ذاك الوقت بعض الفنون التراثية مثل خيال الظل والاراجوز وصندوق الدنيا تعد شكل من اشكال الفنون شعبية ولكنها ليست مسرح عرائس بالمفهوم الحقيقي الي ان قامت فرقة (الاصابع الخمسة) الرومانية بزيارة مصر وتم تقديم عرض عرائسي للجماهير المصرية ابهر الجميع وتنبأت مصر بهذا الفن الجديد الجاذب واصبح لدي المسؤلين اهتمام كبير بفن العرائس مما دفعهم لفتح نافذة للتدريب علي فن مسرح العرائس تقدم اكثر من 900 شخص للتدريب والعمل في مجال مسرح العرائس وتم اختيار 9 فقط مؤكدا ان هذا العدد يدل علي ان ماتم اختيارهم هم علي قدر عالي من المسؤلية وتم اختيارهم بعناية شديدة
وتأسست اول فرقة لمسرح العرائس في مصر وكان علي رأس هؤلاء المؤسسين الفنان الراحل صلاح جاهين ودكتور ناجي شاكر الذي سبق عصرة في هذا المجال من خلال مشروع تخرجة حول مسرح العرائس وذلك في 1957 قبل ان يتواجد فن العرائس بمصر وعقب تأسيس الفرقة بحوالي اصدر الرئيس الراحل جمال عبد الناصر قرار بتكوين فرقة مسرح القاهرة للعرائس وانضمام اعضاء الفرقة الي اعضاء عاملين بمسرح القاهرة للعرائس اتخد عبد الناصر هذا القرار بعد ان شاهد عروض الفرقة في زيارة للمتحف الزراعي الصناعي بصحبة ملك المغرب ثم زيارة اخري مع عائلة الرئيس وكبار المسؤليين في الدولة وحظي هذا الفن في هذا التوقيت بأهتمام كبير من الدولة والمسؤلين وفي نهاية حديثة قدم الشكر للكاتبة فاطمة المعدول علي دعوتها لهذه الندوة متمنيا ان تحقق الهدف منها ويستطيع الجيل الجديد استكمال وتطوير هذا الفن الممتع بجانب خبراء المجال كتفا بكتف والوقوف علي اهم نقاط نجاح مسرح الطفل بمصر

مدير فرقة القومي للطفل: لابد ان تقدم الفكرة دون تعقيدات تشتت ذهن الطفل
بينما اعرب المخرج عادل الكومي مدير عام مسرح عبد المنعم مدبولي (متروبول) عن سعادته بتوسطة اساتذة هذا المجال وعلي رأسهم الكاتبة فاطمه المعدول واستعار في بداية حديثة كلمتها عن المسرح انه لا جامع ولا كنيسة ولا مدرسة هو فقط مسرح للفن والمتعه واكد ان الفكرة والمضمون من القواعد الاساسية لمسرح الطفل شرطا ان يقدم العمل المسرحي دون تعقيدات تشتت انتباه الطفل فينتهي العرض حتي يستمتع و يستوعب الهدف من العرض وتطرق في الحديث الي تجاربه مع مسرح الطفل خارج مصر واساليب الطرح المختلفة التي تجعل الطفل مستمتعا بالعرض مستوعبا للهدف مشيرا الي عرض «قصاقيص» للكاتب كامل الكيلاني وكانت تدور فكرتها حول «الطمع» وقدمت دون (كلكعه) ف استمتع الطفل بجماليات العرض وادرك الهدف بشكل بسيط . 

مداخلات الندوة
  اختتمت الندوة بمجموعة من المداخلات وهى قالت دعاء احمد عبد الحميد استشاري قضايا الطفل والمرأه: اشكر السادة اعضاء المنصة على ما طرحته عن مسرح الطفل ومدى أهمية لأطفال الجيل الحالى، حيث كان العديد من التجارب المسرحية تتعاون من تجارب وزارة الثقافة وحققت نجاحاً باهراً، واخر لم تحقق النجاح المتوقع، لكن لم تكن هذه هى المشكلة، فتكمن المشكلة فى المسرح المدرسي، البعض يضع مفهوم المسرح فى دور المسرح المدرسى فقط دون أى نوع مسرح آخر، وهذا يظلم مسرح الطفل، لأنه إن كان هناك مسرح فى المدرسة لا يعنى أن المدرسة هى المسؤلة الوحيدة عن المسرح عند الطفل ونجنب الدور التربوي التي تحمله المدرسة جنباً، لكن هناك مؤسسات خاصة تعمل عن تقوية دور الفن عند الطفل، حيث تعمل على تشكيل الوجدان والذوق الفني لدى الطفل.
قدمت سمية سعيد طه الألفي رئيس الادارة المركزية للتخطيط والمتابعة بالمجلس القومي للطفولة والامومة : الشكر للمنصة على ما طرحته معلومات متنوعة ربما تحتاج الى وقتا اخر للنقاش، حيث لدى ملاحظة هام عن علاقة المجتمع بين الفن والطفل، بمعنى ان الفن والمسرح غير منفصلين عن المجتمع ككل فهم نسيج، ف الطفل كلما احب شيئا  تعلق به دون حدود، حيث ان الطفل يكن لديه بروفات وعرض اليوم التالى امام كبار لجان المشاهدة، ويلتزمون هؤلاء الأطفال ويحبو ما يفعله، كما لدى سؤال عن مستقبل مسرح الطفل فى ظل وجود السوشيال ميديا، وكيف سيتم التعامل مع التفاقم التكنولوجي، وذهابهم الى المسرح مرة آخري، وأخيراً هناك ازمة كبيرة عن انفصال الاطفال مؤسسات الاجتماعية وجذيهم نحو الالعاب والفيديوهات، وترك التفاعل المجتمعي بكل صورة.
تحدثت هجرة الصاوي عن تفاقم اللغة واختلافها بين كلاً من المسرح والطفل و المجتمع السوشيال ميديا ، هل هذا التفاقم سوف يلحق بالطفل أضرار ام سيفتح اعينه على العالم، كيف التعامل معه، وهل سيرك الفن الامر لالغاء هواية هؤلاء الاطفال ام سيواجهه....، لقد كان لمسرح العرائس راى آخر واستطاع الدمج بين شاشات السوشيال ميديا وعرائسه ، ولكن هذا اثار عن الكثير من المخاوف ، وهو تقلص المسرح فى الشاشات فقط.
بينما اوضح الفنان التشكيلي شعبان ابو الفضل انة يعمل وفق تقنيات حديثة ونوعية مختلفة عن المسرح التقليدي وهو المسرح الاسود  ولدية فريق عمل من الاطفال لانه يري انهم اكثر تأثيرا علي  علي الجمهور المستهدف (الاطفال) 
اضاف ابو الفضل ان الالعاب  التكنولوجية الحديثة   مثل ببجي وغيرهم من الالعاب  اصبح امرا هام لابد الانتباه  له، ثم تحدث عن تجربته مع هذه النوعية من الاطفال، والعمل على دمجها مرة آخري مع الحياة والفن مرة آخري  مؤكدا أن هؤلاء الاطفال لديهم قدرة إبداعيه كبيرة علي الإلقاء وتقديم الفن دون الخوف او القلق، فتفاقم التكنولوجية ليس الوحش الكاسر الذى سيؤدى بحياة اطفالنا الى الهلاك، لكن إذا عملنا على ترويض هذا الوحش سوف نلقى انساناً واعى ومثقف يعطى بوعى.
 


محمود عبدالعزيز- شيماءسعيد