مهرجان «مسرح الصوامت الدولي» الحرية والثورة والتغيير وبناء الإنسان

مهرجان «مسرح الصوامت الدولي» الحرية والثورة والتغيير وبناء الإنسان

العدد 807 صدر بتاريخ 13فبراير2023

 أعلن الفنان «سالم الزيدي» مؤسس مهرجان الصوامت المسرحي الدولي والمدير التنفيذي ورئيس فرقة مسرح ديالي، عن موعد انطلاق النسخة الثانية من مهرجان الصوامت المسرحي الدولي في مارس «آذار» 2023 في مدينة بعقوبة من قبل ( فرقة مسرح ديالى ) تحت اسم دورة « محسن الشيخ»  وذلك بمشاركة كل من:
تونس والجزائر وسوريا والبحرين وإيران ومحافظات البصرة  والديوانية وبابل وبغداد وديالى، وحضور شخصيات من السويد  ومصر والأردن وفلسطين وفرنسا.
ويشتمل المهرجان على المحور الفكري والذي يتضمن محاضرات حول فن الصوامت (البانتومايم) مع  ورش عملية للممثل في الصوامت .
وخصصت الجوائز للفرق المشاركة وتكريم المبدعيين، وشكلت لجان لاختيار الأعمال المشاركة والتحكيم  ولجنة النقد. وتتضمن موضوعات الأعمال بالمهرجان الالتزام بالقيم الإنسانية والدفاع عن قضايا الإنسان المعاصرة والتحرر ومحاربة العنف والتطرف واحترام الآخر .
  وصرح الزيدي أنه سيتم إصدار فولدر عن المهرجان، واللجان المشرفة والتي سيتم الإعلان عنها خلال حفل افتتاح المهرجان.

الصوامت أحد روافد فن المحاكاة والمسرح والباليه
وذكر الزيدي أن الصوامت هو هذا الفن الذي يشكل أحد روافد فن المحاكاة والمسرح والباليه، الذي تمتد جذوره إلى عصور بعيدة منذ أيام الفراعنة واليونانيين، وأوضح أن هذا الفن شهد مراحل متنوعة تطور فيها وتراجع ثم عاد إلى الواجهة، وتواصل في العصور الحديثة التي جعلت منه فنا مستقلا بعد أن كان متضمنا في الألعاب والرقص والاحتفالات الشعبية، إذ تطورت تقنياته وتنوعت أساليبه، وأكد أن الفضل في ذلك يعود للمسرح الفرنسي الذي اهتم بهذا الفن، والذي يتميز باعتماده على إمكانات الممثل ورشاقة حركاته وقدرته على خلق الإيحاءات وتحويل الخيال إلى واقع يراه المتلقي وبدوره يتخيل ويحلل ويفهم ويساهم في انتاج المعنى.

شفرات حركية تعبر عن البوح الداخلي للإنسان
كما أوضح أن لهذا الفن دورا مهما في البوح الداخلي للإنسان كي يعبر عمّا يختلج في النفس من أفكار وأمنيات ومشاعر وهواجس، وبالتالي يجسد مواقف وحالات عبر شفرات حركية تنطلق من أعضاء الجسد، فتصور لنا مشاهد متخيلة عن الحياة وأسئلتها الفكرية الناقدة عبر أشكال تعبيرية وصور جمالية تعتمد المتعة وتثير الدهشة والغرابة والتفكير العميق لبناء تصور أجمل للواقع.
وعن المحافظات العراقية أشار الزيدي أن بها مواهب في ساحات الإبداع الانساني، وخرج منها مبدعون بمواقف والتزام المثقف الثوري المتمرد على كل أشكال الاستعباد الفكري والجسدي، وساروا في مسار التنوير والتجديد، ورافضين الأيديولوجيات الجاهزة التي تجعل الإنسان أسير موقف معين.
وأضاف: شهدت تلك المحافظات الولادة الحقيقة (المسرح الصوامت) بقدرات ذاتية وبإمكانات بسيطة وذات بصيرة وجدوا فكريا وأشكالا متطورة في العرض، واتخذوا من فن الصوامت الفضاء الذي جعلهم يحملون الريادة فيه وطنيا، وما حققه وانجزه المبدعون صباح الانباري ومنعم سعيد، وعدنان نعمة ،والراحل محسن الشيخ (الذي هو من أبناء المحافظات الجنوبية من المهاجرين الذي سكنوا مدينة الصدر في العاصمة بغداد) تؤكد مرجعية انطلاقة مسرح الصوامت (البانتومايم) للمحافظات وما شهدته مدن البصرة والعمارة والسماوة والديوانية وبابل والنجف، وبعقوبة  ،دليل على مساهمة تلك المدن في تقديم هذا الفن الذي يحمل الحقيقة والوعي ويساهم في بناء علاقات إنسانية تقرب المسافات بين البشر على اختلاف قومياتهم، وأوطانهم، وتوجت ذلك الموقف، بإقامة النسخة الأولى من المهرجان ونجاحه .
ويذكر أن من أهم شروط المهرجان:
أن تكون مدة عرض المسرحية المشاركة 30 دقيقة ، وعدد المشاركين في المسرحية 5 أشخاص، والفرقة التي يتم اختيار عملها تتحمل نفقات السفر إلى العراق والعودة ، كما تتحمل اللجنة المنفذة للمهرجان كافة نفقات الإقامة من سكن والطعام والنقل الداخلي ، وتمنح جوائز للفرقة الفائزة مع شهادات تقدير ومشاركة، فيما يستمر المهرجان لمدة ثلاثة أيام في نسخته الثانية.
الجدير بالذكر أن النسخة الأولى من مهرجان الصوامت الدولي، أقيمت تحت اسم (دورة الكاتب محيي الدين زنكنه) من قبل (فرقة مسرح ديالى)، بمشاركة جمعية الفنون الكردية في السليمانية والاتحاد العام الادباء والكتاب (بيت المسرح )وشاركت فيه كل من: تونس وليبيا والأردن وإيران والبصرة وبابل والنجف و ديالى. وحقق المهرجان الذي حمل شعار،
(المسرح وعي ..يقرب المسافات)  نجاحا كبيرا في عروضه المسرحية  ومحاوره الفكرية والورش العملية التي أقيمت خلال إقامة أيامه للفترة من 6 _9 تشرين ثاني 2021 في بغداد والسليمانية و ديالى.
والمهرجان مسجل في (شبكة المهرجانات العربية ) في القاهرة  ومسجل في وزارة الثقافة والسياحة والاثار في العراق  .  
 


سامية سيد