تقنيات الإخراج المعاصر للعروض المسرحية المقدمة للتلفزيون «أمين وشركاه نموذجا»

تقنيات الإخراج المعاصر للعروض المسرحية المقدمة للتلفزيون «أمين وشركاه نموذجا»

العدد 792 صدر بتاريخ 31أكتوبر2022

تمت مناقشة رسالة ماجستير بعنوان تقنيات الإخراج المعاصر للعروض المسرحية المقدمة للتلفزيون «أمين وشركاه نموذجاً» للباحثة ضحى محمد راشد محمد،  بقسم العلوم الاجتماعية والإعلام بكلية التربية النوعية جامعة الزقايق، حصلت من خلالها على درجة الماجستير بتقديرممتاز مع التوصية بطبع الرسالة وتداولها بين الجامعات.
 وتكونت لجنة المناقشة والحكم علي الرسالة من كل من أ.د/ محمد عبد الله حسين (أستاذ النقد الحديث ووكيل كلية دار العلوم السابق وعضو اللجنة العليا لترقيات الأساتذة والأساتذة المساعدين، الدكتور فرج عمر علي أستاذ الدراما والنقد المساعد ورئيس قسم الدراما والمسرح بكلية الآداب جامعة بني سويف، أ.د/شيماء عبد الصادق (أستاذ الإعلام والفنون المسرحية بجامعة وأ.د/منى عبد المقصود أستاذ الإعلام والفنون المسرحية المساعد بكلية التربية النوعية جامعة المنوفية، ودكتورة أمينة عامر بيومي مدرس التربية النوعية – جامعة الزقازيق.
وتناولت الدراسة فكرة تعدد مناهج الإخراج الحديثة والتي تعددت بتعدد المخرجين ومدى ثقافتهم منذ أصبح الإخراج المسرحي ومناهجه جانبًا مهمًا من جوانب المسرح، وحددت فيه الباحثة مشكلة الدراسة في التساؤل الرئيسِ التالي ما أثر تقنيات الإخراج المعاصر للعروض المسرحية المقدمة للتلفزيون؟، والذي تفرعت منه تساؤلات أخرى منها ما أسس اختيار المخرجين للمناهج الحديثة في الإخراج لتكون في خدمة العرض التلفزيوني؟، و ما أهم قضايا عروض المسرح التلفزيوني في المسرحيات (عينة الدراسة)؟، وما اتجاه المخرج المصري في عروض مسرح التلفزيون؟، وما الأسلوب الذي اتبعه المخرج في العروض المسرحية (عينة الدراسة)؟ 
أهمية الدراسة :-
فيما ذكرت الباحثة أهميه الدراسة والتي تنبع من أهمية مجال الإخراج المسرحي ذاته، وتعدد مناهجه التي تجذب العديد من المخرجين ليستمدوا أفكار جديدة، ويوظفوها في عروضهم مما يثري الحركة المسرحية، ويجعل منها منبعًا متجددًا، تتطلب من الباحثين متابعتها ورصد معالمها. وتمثلت أهمية الدراسة في بيان تأثير دور المخرجين الأوائل في المسرح علي المخرجين المعاصرين من خلال العروض المختارة في البحث «عينة الدراسة»، ودراسة أهم مناهج الإخراج الحديثة وأثرها علي عروض التليفزيون، وتعدد القضايا المجتمعية والمشكلات التي تتناولها العروض المسرحية التليفزيونية، وذكرت الباحثة أن الدراسة الحالية تعد استكمالا لجهود الباحثين في مجال الإخراج المسرحي والعروض التليفزيونية، أيضا القدرة على مخاطبة الجمهور وجها لوجه وتوصيل المعلومة بأسلوب خاص لجميع الفئات العمرية، بالإضافة إلى توصيل الفكرة الرئيسية التي تعرضها المسرحية بشكل جيد ومتميز .
أهداف الدراسة 
وذكرت الباحثة أن الدراسة تهدف إلي التعرف علي عروض مسرح التليفزيون «مسرح أمين وشركاه» (عينة  الدراسة) دراسة تحليلية،حيث يتم من خلالها توضيح توظيف مناهج الإخراج الحديثة وأثرها على العروض المسرحية (عينة الدراسة )، فتمثلت الأهداف في التعرف علي دور المخرج المسرحي في التعامل مع عروض مسرح التليفزيوني، والتعرف علي مضمون عروض مسرح التليفزيون، والتعرف علي طبيعة كل من الإخراج المسرحي والإخراج التليفزيوني المسرحي،والتعرف علي اتجاهات وميول وأفكار المخرجين،  نوع العروض المسرحية (عينة الدراسة)، والكشف عن القوالب الدرامية في الأعمال والعروض المسرحية، بالإضافة إلى الكشف عن منهج الإخراج التي تدور حولها العروض المسرحية (عينة الدراسة).
منهج الدراسة :-
تتبع الباحثة في هذه الدراسة (المنهج الوصفي) والذي يقوم علي أساس تحديد خصائص الفكرة ووصف طبيعتها» حيث يستهدف المنهج الوصفي وصف الأحداث، والاتجاهات، والأنماط والأساليب والتقنيات الحديثة، ويتسم أيضًا بوصف طبيعة الأعمال المسرحية وأسلوب معالجتها، فلم يقف على الوصف الظاهر فقط بل يمتد ليشمل وصف العلاقات والتأثيرات المتبادلة» ( خليل، ص11، 1995). لذا يعد هذا المنهج وسيلة لجمع بيانات وصفية حول الظاهرة وتحليلها وتفسير هذه البيانات ؛ لذلك تعتمد الدراسة علي هذا المنهج  في تحليل العروض المسرحية،وسيتم تحليل هذه العروض المسرحية (عينة الدراسة )، ومعرفة تقنيات الإخراج المعاصر التي استند إليها المخرجين  للعروض المسرحية المقدمة للتلفزيون.
وقسمت الباحثة الدراسة إلى عدة فصول تناول فيها الفصل الأول «الإطار المنهجي للدراسة»، من خلال عرض تمهد للدراسة،ثم عرض مشكلة الدراسة، وأهميتها، وأهدافها،ونوع الدراسة، وعينة الدراسة، وأخيرًا عرض الدراسات السابقة والاستفادة منها، وتناول الفصل الثاني «الاتجاهات الإخراجية في المسرح العالمي» وفيه تم التطرق إلى أهم الاتجاهات المسرحية ودراسة أفكار واتجاهات المخرجين الغرب، وبعض المخرجين المصريين، وكيفية إبداعهم، وتعاملهم مع النص المسرحي،ومكملات العرض المسرحي، كما تطرق الفصل الثالث إلى «الإخراج المسرحي والإخراج التلفزيوني» وتناول في هذا الفصل العناصر الأساسية التي تسهم في بنية العرض المسرحي، وتناول فيها عدد من العناصر مثل : الممثل، والمخرج، والإضاءة المسرحية، والديكور، والملابس والمكياج والأكسسوار، وأخيرا تناول الفصل الرابع “الدراسة التحليلية «وهي عرض مسرحيات أمين وشركاه، وما هو الأسلوب الذي اتبعه المخرج في هذه المسرحيات . 
نتائج الدراسة
ومن خلال معرفة مناهج الإخراج المختلفة، والفرق بين الإخراج المسرحي والإخراج التلفزيوني، ومعرفة التقنيات الحديثة في الإخراج، توصلت الدراسة إلى أهم النتائج تذكرها الباحثة في النقاط التالية: تتعدد أساليب ومناهج الإخراج حسب المنهج الذي يتبعه المخرج، يتأثر المخرج بالبيئة التي يعيش فيها والعصر الذي يواكبه من الثقافة الاجتماعية والاقتصاد وغيرها من الأساليب التي تؤثر على طبيعة اختيار المنهج، لكل من الإخراج المسرحي والإخراج التلفزيوني أساليب مختلفة يحددها المخرج، تتشابه أدوات المخرج المسرحي مع أدوات المخرج التلفزيوني ولكن الاختلاف في معرفة رد فعل الجمهور، ففي المسرح يعرف الممثل شعور الجمهور من خلال التصفيق أو الضحك، فالمشاهدة في المسرح ديمقراطية، أما في التلفزيون فالممثل لا يرى المتلقي، فالمشاهدة في التلفزيون ديكتاتورية تحدد للمتلقي ما ينقله المخرج، كما أكدت الدراسة أن المخرج التلفزيوني مسئول عن ما يشاهده المتلقي وأن الكاميرا عين المشاهد، أن الإخراج في المسرح يعتمد على التلقي المباشر بين الجمهور والممثل، على عكس الرؤية التلفزيونية فهي مفروضة غلى المشاهد، ويتطلب من المخرج التلفزيوني والمخرج المسرحي القدرة والإبداع على تحويل النص المكتوب إلى عرض حي بأسلوب يناسب جميع المشاهدين .
  ومن خلال دراسة بعض التقنيات في العروض المسرحية (عينة الدراسة) توصلت الباحثة لبعض النتائج أهمها: أوضحت الدراسة أن المخرج أعتمد في العروض المسرحية على حركة الابتعاد أو الحركة القريبة (zoom out) و(zoom in) فقد وظف المخرج الحركة بطريقة تجعل المشاهد لا يغفل لحظة عن المسرحية، وأكدت الدراسة أن المخرج نوع في زوايا الكاميرا فقد استخدم كاميرا اليمين وكاميرا اليسار وكاميرا المنتصف بالتنوع مع استخدام اللقطات المتوسطة والبعيد وساعده ذلك على سرعة التنقل من لقطة إلى أخرى، وأثبت الدراسة نجاح المخرج في استخدام حجم اللقطة فكان عند بداية كل مشهد يستخدم اللقطة البعيدة جدا التي تأخذ عرض المسرح كله، ليعطي للمشاهد فكرة عن ما يدور في المسرح، ويبدأ بعدها المخرج بالقرب من الممثل الذي يتحدث ليبرز ملامحه وإيماءاته وتعبيرات وجه، أن أكثر العروض المسرحية توظيفًا لعناصر العرض المسرحي هي عرض 
(ضرب من غير سبب)، أكثر العناصر توظيفًا في عرض مسرحية (شيطانكو) كان من نصيب جماليات المكياج والأقنعة والملابس، أكثر العناصر توظيفًا في عرض مسرحية ( الزفر للإنتاج الفني)  كان من نصيب الإضاءة والمؤثرات الصوتية،أكثر العناصر توظيفًا في مسرحية (المرجيحة) كان من نصيب الموسيقى والمؤثرات الصوتية، أكثر العناصر توظيفًا في مسرحية (بدون فوايد) كان من نصيب جماليات النص الدرامي، أكثر العناصر توظيفًا في مسرحية (غلطة سايس) كان من نصيب الديكور مع النص الدرامي .
 


سامية سيد