عمرو دوارة: الهواة يحتاجون إلى مسئولين يهتمون بهم ويتبنون نشاطهم

عمرو دوارة: الهواة يحتاجون إلى مسئولين يهتمون بهم ويتبنون نشاطهم

العدد 790 صدر بتاريخ 17أكتوبر2022

ضمن فعاليات الدورة الثانية من مهرجان «مستقبل المسرح» والذي انطلق في 9 سبتمبر واستمر حتى السبت 17 سبتمبر على مسرح مركز شباب الزاوية الحمراء بالقاهرة، والذي شارك في دورته الثانية 14 عرضًا مسرحيًا من مختلف الفرق المسرحية المستقلة والحرة من العديد من محافظات مصر،  من بينها القليوبية، القاهرة،الغربية، الجيزة، السويس، بورسعيد، كفر الشيخ، الإسماعيلية، ومن محافظات الجنوب قنا، المنيا، والأقصر.
وكرم مهرجان «مستقبل المسرح»، في دورته الثانية، عددا من رموز الفن فى مجال التلفزيون والسينما والمسرح المصري، والفنانين الذين أثروا الحياة الفنية في رحلة مسرح الهواة المصري بأيام وليال المهرجان المتتالية، من بينهم المخرج والمؤرخ الدكتور عمرو دوارة .

الرهان على الهواة
وفي بداية كلمته أعرب الدكتور عمرو دوارة عن سعادته بالمهرجان وأشاد به وبالقائمين عليه وبمركز الشباب الذي استطاع أن يستقبل هذا العدد من الشباب والفرق، كما أشاد بالنظام والدقة والمجهود المبذول من رئيس المهرجان المخرج (وليد شحاتة)،
ثم تحدث عن السياق الذي تم فيه تأسيس الجمعية المصرية لهواة المسرح، حيث إنه لاحظ - ومنذ الثمانينيات - أن المشكلة الحقيقية التي كان يواجهها شباب الجامعة، وطلاب المدارس، حين  يمارسون نشاطهم المسرحي، وينفذون العروض، كان المجهود كبيرا في البروفات، التي تتم لفترات طويلة، وتنتهي بتقديم العرض المسرحي لمدة يوم واحد فقط، لكي تراه لجنة التحكيم، وذلك بسبب عدم وجود التزامات تفرض عليهم امتداد العرض لأكثر من يوم، بالإضافة إلى أن المسرح يكون غير متاح، فجاءت فكرة التأسيس وانضم إليها هواة المسرح من الجامعات ( القاهرة – عين شمس- حلوان ) وكان الرهان هو الهواة أنفسهم هؤلاء الذين سيقدمون أعمالهم من خلال الجمعية التي تحمل اسمهم.

الهواة يحتاجون إلى مسئولين يهتمون بهم ويتبنون نشاطهم
  ولذلك أعرب عن سعادته لأن  الهواة - الآن - هم الذين ينظمون المهرجانات، ومنهم رموز جيدة  وأوضح أن ( وليد شحاتة وأحمد إبراهيم)  ممن شاركوا معه في تأسيس مهرجان المسرح العربي. كما أعرب عن سعادته بجميع المهرجانات المُقامة في الساحة المسرحية بأنحاء مصر، والتي كان بعض مؤسسيها من أبناء الجمعية المصرية، كمهرجان شرم الشيخ والأقصر والجامعي...وغيرها، كما تحدث (دوارة ) عن المحترفين الذين يرفضون الدخول في المسابقات بسبب حصول الهواة على المراكز الأولى، ونتيجة لذلك أشار إلى أن الهواة يحتاجون إلى مسئولين يهتمون بهم ويتبنون نشاطهم، وهذا هو الدور الحقيقي لبعض مراكز الشباب التي تهتم بدور المسرح وتعمل على تفعيله، وتقيم المهرجانات المسرحية، وهو ما يُعد دورا صعبا.

(مسرح الهواة بين الشكل والمضمون)
    كما أشار إلى دور المسرح المدرسي وأهميته مؤكدا علي أن  معظم الفنانين الكبار كانت بداياتهم بالمسرح المدرسي وهو ما نفتقده الآن، حيث إن  المسرح المدرسي قد تحول إلى فصول ومخازن للكتب، كما كانت مراكز الشباب تشتمل على مسرح بكل منها، وكانت تعج بالمسابقات المسرحية، و في كل مركز شباب كان هناك  مسرح، وكانت هناك مسابقات،  وأكد على أهمية  رسالته التي حصل بها على الماجستير، وكان عنوانها (مسرح الهواة بين الشكل والمضمون) وهذا يعني أن هناك أشكالا متعددة وكثيرة  لمسرح الهواة، هناك المسرحي الجامعي، والمدرسي   بالإضافة إلى مسرح المراكز الثقافية الفرنسية، والاسبانية، التي تقدم أعمالا يشارك فيها هواة، وذلك التنوع  ليس معناه أن المسرح الجامعي يناقش قضايا تهم الجامعة أو تعبر عنها، لكنها كلها مسميات ،لكن مسرحها يناقش كل القضايا، ويحمل فقط المسمى ليبين الانتماء، تلك الأشكال المتعددة مضافا إليها المسرح الكنائسي، كلها تعمل بلا مضمون متعلق بها أو بمسماها  .
 وفي هذا الإطار أشاد بتجربة أسقفية الشباب، التي تقوم بمجهود كبير، لتنمية وعي الشباب وتقديم عروض مسرحية، وقدم الشكر للأنبا موسي رئيس أسقفية الشباب، لأنه في عهده قدم ومازال أكثر من 1200 عرضا في العام على الأقل على مستوى المحافظات، ونشاطه يشمل: مسرح العرائس، والأطفال، والصامت، والاجتماعي، والديني....وغيرها.                           
وذكر ( دوارة ) أن المراكز الأجنبية  تلتزم أيضا بتقديم عروض باللغة التي ينتمي اليها المركز، فالمراكز حققت المضمون نوعا ما. وأكد أنه صديق للمسرحيين كلهم، ويهتم بهم في أي مكان .
ثم تحدث عن الرسالة التي حصل بها على الدكتوراه، وكان موضوعها ( الإخراج المسرحي بين مسارح المحترفين والهواة )، وأشرف عليها كل من : المخرج الكبير : كرم مطاوع – د. سمير سرحان – د. نهاد صليحة – د. نبيل راغب ) وحصل  بها على امتياز مع مرتبة الشرف، وبعد الدكتوراه حصل  على النظم والمعلومات التي أفادته كثيرا في عمل الموسوعة التي قام بإعدادها  ويعتبرها مشروعا قوميا حصل به علي جائزة التفوق هذا العام..                                
فرق كبير بين المخرج المحترف ومخرج الهواة
 وفي حديثه فرق بين المخرج المحترف ومخرج الهواة، وذكر أن هناك فرقا كبيرا بينهما، وعلى الرغم من أنه لا يوجد ما يسمى بالمخرج الهاوي، إلا أنه يجب أن يكون مثقفا ولديه  معلومات عامه، ومعلومات مسرحيه وان يكون مدربا ويقوم بعمل ورش وأن يعرف أسس الإلقاء والغناء والديكور وكل عناصر المسرح،  فالمسرح لم يعد اسمه( فن المسرح )   بل أصبح علم، يطلق عليه عبارة ( علوم المسرح ) وكل أقسام التمثيل في العالم تدرس تلك العلوم .  وفي أقسام المسرح، خاصة  قسم الإخراج، نجده مرتبطا بالتمثيل،  حتى أنهم في معهد السينما  قسما للتمثيل، ولكنه لم بستمر لأن التمثيل أساسي في عمل وتكوين المخرج، فالمخرج يملك أدواته، لكن الممثل يعمل بتلقائية، اعتمادا على الموهبة والخبرة، لكن المخرج شيء آخر، لابد أن يملك وعيا، وعلما ومعرفة، ليستطيع  أن يدرب الممثلين، ومن هنا تأتي أهمية أن يعرف بل ويفهم  الموسيقي والفنون التشكيلية وعلم النفس، ليستطيع تحليل المسرحية، ومعرفه الشخصيات  ،وحتى يستطيع التعامل مع الممثلين . ولذلك فان المخرج الهاوي الذي يرغب في الإخراج، يقع عليه عبء كبيرا على العكس من المخرج المحترف،   فالاحتراف يحتاج ممثلين مدركين لكل خطواتهم وخبراتهم، وهي بالفعل موجودة، وبالتالي فإن معظم مشاكل المخرج المحترف تكون إداريه، وقليله ومشاكله اقل كثيرا من مخرج مسرح الهواة، الذي يعمل بأجور زهيدة ويقف وراء الكواليس، منتظرا فقط تقديم نفسه، وبالتالي ينبغي علينا أن نتحدث عن كيفيه اكتشاف الموهبة، وكيفيه صقلها، بمعنى ( أعرف نفسك ) الممثل المتميز هو من يستطيع أن يخفي عيوبه، والمخرج المميز يساعده على ذلك، ولكن هناك فرق بين الموهوب والموهوم، فليس كل من قام بالتمثيل  على المسرح موهوب.
المتاجرة بأحلام الشباب الهواة
 وواصل ( دوارة ) حديثه قائلا : إن الجمعية التي قمت بتأسيسها كانت تقوم بعمل دورات تدريبيه للهواة  مجانا، بينما الآن يتم كل شيء بمبالغ كبيرة، وكأنهم يتاجرون بأحلام الشباب” الهواة”  .. وتساءل ما هو معني الهاوي، أو تعريفه ؟ واجاب  لكي نستطيع تعريفه جيدا،  علينا أولا أن نعرف من هو الموهوب ؟  قيل انه لا مقياس للموهبة لذلك لا نستطيع قياسها، وعدم وجود تعريف للموهبة أدى إلى  الاختلاف، فالموهبة قد تشمل الحضور، والتكنيك جزء من الموهبة، والقدرة على الفهم وتحليل الشخصيات، والحفظ والاستيعاب جزء من الموهبة والثقة في الذات والإصرار أيضا وحيث يصقل الهاوي موهبته، بالخبرة والدراسة، هنا يتحقق الاكتمال، والهاوي الحقيقي من هوى الشيء، أي أحبه، وعليه أن يدفع ثمن هذا الحب، والثمن هنا :  التعلم والدراسة ومشاهده العروض، ومناقشتها، والاستماع إلى الأساتذة المتخصصين .
 


سامية سيد