«صورة القرية المصرية في مسرح سعد الدين وهبة ومحمود دياب»

«صورة القرية المصرية في مسرح سعد الدين وهبة ومحمود دياب»

العدد 789 صدر بتاريخ 10أكتوبر2022

تمت مناقشة رسالة ماجستير بعنوان «صورة القرية المصرية في مسرح سعد الدين وهبة ومحمود دياب» «دراسة في سوسيولوجيا النص المسرحي» مقدمة من الباحثة آية الله أحمد محمد خليف 
المعيدة بقسم الإعلام التربوي بكلية التربية النوعية- جامعة المنوفية، وذلك يوم الخميس الموافق 8/9/2022م، بقاعة المناقشات بكلية التربية النوعية جامعة المنوفية .
وتكونت لجنة المناقشة والحكم من :
الأستاذ الدكتور/ محمد عبدالله حسين أستاذ الأدب والنقد العربي الحديث بكلية دار العلوم -جامعة المنيا، الأستاذ الدكتور/ فرج عمر فرج  أستاذ الدراما والنقد المساعد ورئيس قسم المسرح والدراما كلية الآداب- جامعة بني سويف، والأستاذ الدكتور/ مني عبدالمقصود شنب أستاذ المسرح المساعد بقسم الإعلام التربوي كلية التربية النوعية -جامعة المنوفية، والأستاذ الدكتور/ مروه عبدالعليم زلابية أستاذ المسرح المساعد بقسم الإعلام التربوي كلية التربية النوعية -جامعة المنوفية. والتي منحت الباحثة بعد حوارات نقاشية انتظمت وفق شروط ومعايير أكاديمية درجة الماجستير.

 وفي الدراسة أوضحت الباحثة نوع الدراسة ومنهجها  
حيث تعد  الدراسة من الدراسات السوسيولوجية ذات الطابع الوصفي التحليلي والتي استندتْ إليها الباحثة لتتمكن من رصد ظاهرة تكرار عرض «صورة القرية المصرية في مسرح وهبة ودياب» من خلال القيام بتحليل النصوص المسرحية عينة الدراسة، وتوضيح ملامح القرية في كلٍ منها والإحاطة بكل جوانب هذا ؛ لتوضيح إبداعات رواد المسرح في الستينيات وهما «سعدالدين وهبة، ومحمود دياب».

أهمية الدراسة: 
وترجع أهمية الدراسة إلى إلقاء الضوء على أهم السمات التي تتميز بها القرية المصرية في فترة الستينيات، وإلى أن مجتمع القرية المصرية يمثل حوالى 56% من المجتمع المصري ككل لذا يجب دراسته وإلقاء الضوء على مشاكله وقضاياه، كما تفيد الدراسة كلا من العاملين بالحقل الأدبي بشكل عام والمسرحي بشكل خاص، وأيضا ترجع أهمية الدراسة إلى قلة الدراسات التي تهتم بإظهار صورة القرية المصرية في النصوص المسرحية، على حد علم الباحثة. 

أهداف الدراسة:  
وأهم أهداف الدراسة التعرف على كيفية تصوير كلٍّ من سعد الدين وهبة ومحمود دياب للقرية المصرية في نصوصهما المسرحية، والتعرف على الأسباب التي أدتْ إلى تناول كلٍّ من الكاتبين للقرية المصرية في فترة الستينيات، والتعرف على القضايا التي تناولها الكاتبان في النصوص المسرحية عينة الدراسة، والتعرف إلى أي مدي استطاع الكاتبان التعبير عن الواقع الاجتماعي للقرية المصرية، والتعرف على العادات والتقاليد الراسخة في القرية المصرية عند الكاتبين، بالإضافة إلى الكشف عن التقنيات التي استخدمها كلٌ من الكاتبين في تصوير القرية المصرية.   

محتوى الدراسة
احتوت الرسالة على أربعة فصول تناول فيها الفصل الأول:  (مقدمة الدراسة_ مشكلة الدراسة وتساؤلاتها_ أهمية الدراسة _ نوع الدراسة ومنهجها_ حدود الدراسة_ عينة الدراسة_ مصطلحات الدراسة_ الدراسات السابقة والتعليق عليها وأوجه الاستفادة منها)،  وتناولت الباحثة في الفصل الثاني التعريف بالقرية المصرية، ووصف القرية المصرية، وملامح القرية المصرية في الفترة من 1951:1970، وكبار الملاك في الحياة السياسية بالقرية المصرية، وعلاقة سعد الدين وهبة ومحمود دياب بالقرية المصرية، وقضايا القرية المصرية، كما تعرضت الباحثة في الفصل الرابع صورة القرية المصرية في مسرح سعد الدين وهبة، وقد تم تقسيمه إلى ثلاث مباحث: 
تناول الأول منها : صورة القرية المصرية في النص المسرحي “كوبري الناموس”، وضم المبحث الثاني: صورة القرية المصرية في النص المسرحي “السبنسة”.
بينما تناول المبحث الثالث: صورة القرية المصرية في النص المسرحي “كفر البطيخ”. 
فيما تعرض الفصل الرابع لصورة القرية المصرية في مسرح محمود دياب، والذي تم تقسيمه إلى ثلاث مباحث: 
تناول الأول منها صورة القرية المصرية في النص المسرحي “الزوبعة”، بينما تناول المبحث الثاني: صورة القرية المصرية في النص المسرحي “ليالي الحصاد”، انا الثالث فتناول صورة القرية المصرية في النص المسرحي “الهلافيت”.  

نتائج الدراسة: 
وكانت النتائج عن الصورة السائدة والمشتركة للقرية المصرية عند كلٍ من سعد الدين وهبة ومحمود دياب من خلال دراسة صورة القرية المصرية في مسرح سعد الدين وهبة ومحمود دياب تبين مدى نجاح الكاتبين في التعبير عن الأحداث التي مرت بها القرية المصرية في فترة ما قبل الثورة وما بعدها بموضوعية شديدة، والقرية المصرية في معظم النصوص ثائرة ترفض الاستغلال من السلطة في نصوص وهبة؛ والجماعة في نصوص دياب؛ ليؤكد الكاتبان أن القرية المقصود منها تصوير حال مصر قبل وبعد الثورة، والتقى الكاتبان في توضيح موقف أهل القرية من السلطة الحاكمة وهو الكره مقابل الاستغلال، والتجبر، والتفاوت المبالغ فيه في الطبقات الاجتماعية بينهم، والبعد المكاني حيث تقطن السلطة المدينة التي يحلم الفلاح بالعيش فيها، كما أجاد الكاتبان استخدام اللهجة العامية المناسبة للمستوى البيئي والثقافي للشخصيات في نصوصهما لإيصال صورة القرية بشكل صادق وقريب ومحبب للمتلقي مما ساعد في الكشف عن الفكرة الرئيسة للنصوص عينة الدراسة، واتضح من خلال الحوار براعة رسم الكاتبين للشخصيات بمستويات مختلفة، ففي مقابل التوازن الدقيق الذى يمتاز به وهبة في رسم شخصياته وتوزيعها وفقا لأغراض خطابه؛ تظهر مهارة أخرى لدى دياب وهى التعمق داخل النفس البشرية وجودة التعبير عما تعانيه من صراع داخلي، ورسم الكاتبان صورة واقعية للقرية المصرية من خلال الوصول للعلاقات الاجتماعية المترابطة بين أهل القرية في الحقيقة، كما سادت قضيتا الجهل والخوف في القرية المصرية عند كلٍ من وهبة ودياب مما كان له أثره على شخصية الفلاح،  وقناعاته، وأظهر الكاتبان عادات راسخة في القرية المصرية مثل،  جلسات السمر ليلًا، وعدم استشارة  الطبيب في الحالات المرضية واللجوء إلى الأعشاب للاستشفاء ويصفها لهم المزين «مثل شخصية محروس في كفر البطيخ»، وكثرة تبادل الأمثلة الشعبية،  واللجوء إلى السحر لحل المشكلات، وكثرة النميمة والتدخل في حياة الغير، برغم توقيرهم لشيخ القرية إلا أنهم لا يلقون بالًا لما يقدمه لهم من نصائح، أيضا صور الكاتبان الطبقة الوسطى المتملقة للسلطة وكبار الملاك وأنها تنتسب أساسًا لطبقة الفلاحين ولكنها تحصل على بعض الامتيازات التي تجعلهم يستغلون ضعف الفلاح، ويرجع ذلك لخدمتهم للسلطة ومحاولتهم الكثيرة للتقرب عن طريق النفاق، مثل «شخصية درويش في السبنسة، ومحمود أبو عامر في الهلافيت». 

السمات المتفردة والمختلفة للقرية المصرية عند كلٍ من سعد الدين وهبة ومحمود دياب
  تبين أن الثورة داخل القرية المصرية أخذت شكلًا فرديًا عند وهبة حيث بدأت بتأنيب الضمير ومحاولة بث روح العصيان في الجماعة المستسلمة للأمر الواقع، في حين أن الثورة عند دياب أخذت صورة جماعية من البداية عن طريق العصيان الجماعي والاتفاق على رأى موحد، كما قدم وهبة الظروف المحيطة بالفلاح وصور الجو العام للقرية المصرية باحثًا عن حلول لقضاياها، لكن دياب غاص داخل نفس الفلاح ليصور القضايا التي تؤرقه وتؤثر على علاقاته ونشاطه اليومي؛ ليواجه الفلاح بعيوبه في محاوله للتخلص منها، والقرية عند دياب قرية مصرية حقيقية منعزلة ومشكلاتها واقعية بالفعل، لكنها عند وهبة مزيج من عالم القرية وعالم المدينة ودائما هناك رابط يربطها بالمدينة وهو الكوبري.  
 


سامية سيد