العدد 788 صدر بتاريخ 3أكتوبر2022
تم مناقشة رسالة ماجستير بعنوان «المعطيات الإخراجية وتنوع لغة الفضاء في عروض مسرح الشارع - نماذج مختارة» مقدمة من الباحث سجاد حمزة عبد الحسين الجوذري، وتضم لجنة المناقشة الدكتور أحمد إبراهيم محمد (رئيسًا)، والدكتور محمد كريم خلف (عضوًا)، والدكتورة هالة حسن سبتي (عضوًا)، والدكتور عبد الكريم عبود عودة (عضوًا ومشرفًا). والتي منحت الباحث من بعد حوارات نقاشية انتظمت وفق شروط ومعايير أكاديمية درجة الماجستير.
وجاءت رسالة الماجستير الخاصة بالباحث كالتالي:
مسرح الشارع شكل من العروض المسرحية ذات الخصوصية المميزة وهو يبحث دائما عن مغادرة البيئات التقليدية المغلقة، لينفتح في تصوراته إلى بيئات معمارية منفتحة، حيث أن عرض مسرح الشارع لا يعتمد على نص أدبي مكتوب إنما يقوم على أساس قضية آنية مثارة في المجتمع يصاغ لها سيناريو في ضوء فكرة المخرج أو الدراماتورج أو طاقم العمل مجتمعين متخذين من الجمهور المتواجدين بشكل عشوائي جمهورًا متلقيًا لتجربة العرض، مشاركا في الحدث لخلق التفاعل وفق مبدأ التلقي الأفقي، وهو مبدأ يسمح به العرض لتدخل الجمهور لخلق ممارسة تمثل دور الفاعل كمنجز للعرض، وهذا يؤكد هدف مسرح الشارع لأنه مسرح لإبراز التفاعل وتأكيد التواصل وممارسة الحلول لمجمل القضايا والمشاكل السياسية والاجتماعية والاقتصادية والدينية بهدف التغيير أو التوعية.
وعليه فأن عروض مسرح الشارع تمتلك خصوصية في الإعداد والإنتاج وتؤسس فضاءاتها المسرحية من معطيات إخراجية تتنوع في التوظيف والاستخدام والتأثير والتواصل، ومن أجل معرفة دور هذه المعطيات في صياغة خصوصية الفضاء المسرحي في مسرح الشارع وتنوعه عبر آليات الإرسال والاستقبال، حيث جاء البحث الموسوم بـ «المعطيات الإخراجية وتنوع لغة الفضاء في عروض مسرح الشارع العراقي».
وعليه جاءت هيكلية البحث مكونة من أربعة فصول وهي:
الفصل الأول: يمثل الإطار المنهجي الذي اشتمل على مشكلة البحث وصاغها الباحث عبر السؤال التالي: كيف تم توظيف المعطيات الإخراجية في إنشاء لغة فضاء متنوعة في عروض مسرح الشارع لتحقيق فعل التواصل المبني على المشاركة والتأثير بين العرض والمتلقي؟، ثم انتقل الباحث إلى الأهمية والحاجة مثبتًا هدف البحث وهو «التعرف على اهم المعطيات الإخراجية لمسرح الشارع والتي وظفها المخرج المسرح باتجاه استنطاق لغة الفضاء وتنوعها في صياغة العرض»، بعدها انتقل الباحث إلى تحديد حدود البحث وكما يلي: الحدود الزمانية من 2009 حتى 2019، والحدود المكانية التي تمثلت بالعروض المسرحية المقدمة في شوارع ومدن العراق، أما حدود الموضوع فقد ركزت على دراسة فضاء مسرح الشارع ومعطياته الإخراجية.
ولقد اختار الباحث أربع مصطلحات حدد لها تعاريف إجرائية في متن بحثه وهي: المعطيات الإخراجية، التنوع، الفضاء المسرحي، مسرح الشارع.
الفصل الثاني: يمثل الإطار النظري من البحث فقد اشتمل على ثلاث مباحث أساسية، هما المبحث الأول مفهوم المعطيات الإخراجية في مسرح الشارع، والمبحث الثاني الفضاء المسرحي وتنوع التوظيف المكاني، أما المبحث الثالث تنوع لغة الفضاء في مسرح الشارع.
بعدها تناول الباحث أهم الدراسات السابقة وحقق من خلال عرضها أهم نقاط التشابه والاختلاف بين دراسته البحثية والدراسات السابقة ليثبت من خلالها المقارنة والمقاربة، وما سوف يطرحه من جديد البحث الذي يحقق تواصل واستمرارية للجانب المعرفي والعلمي عبر الإضافة والتأصيل، وقد توصل الباحث في نهاية الفصل إلى مجموعة من المؤشرات نذكر منها أن مسرح الشارع لا يعتمد على نص أدبي مكتوب سابقا، إنما ينطلق من فكره لقضية ما مثارة آنيا بسيناريو يعد من اجل هذه الفكرة ومسلطا عليه الرؤية الإخراجية ويبنى العرض على الارتجال والتفاعل في الحوار والحركة والإيماءة مع الجمهور المتلقي.
وتمثل المعطيات الإخراجية الظروف المعطاة التي يوظفها المخرج في صياغة وبناء الفضاء اللعبي الذي يشترك فيه الممثل الحاضر والجمهور الحاضر أيضًا، والتي يجمعهم الفضاء الحاوي من أجل خلق عرض متفاعل يمتلك خصوصية هذا المسرح.
ثم انتقل إلى الفصل الثالث إجراءات البحث: والذي تضمن مجتمع البحث، عينة البحث، منهج البحث، أداة البحث، ولعدم توفر معيار يؤسس على ضوءه الباحث تحليل العينة، فقد عمل على بناء معيار وقدمه إلى مجموعة من الأساتذة الخبراء لغرض الوصول إلى معيار يعتمد عليه كأداة في تحليل العينة، تشكل الموضوعية فيه عنصرًا مهما في الحكم والتحليل، ولقد جاء هذا المعيار بعد الاتفاق على نسبة صلاحية نقاط أسئلته التي سجلت نسبة (85%) بعد تأكيد صدقها وثباتها من خلال إجابة الخبراء.
وحدد الباحث على وفق ذلك ثلاث مستويات لمناقشة وتحليل العينة ونماذجها وهي: بنية النص في مسرح الشارع، والإخراج وتوظيف المعطيات لتوع الفضاء في مسرح الشارع، والتلقي المسرحي والفضاء الحاوي.
وقد اختار الباحث ثلاث نماذج من مجتمع البحث اختيارا قصديا لتمثل عينة البحث وذكر أهم الأسباب التي جعلته يختار النماذج وهي: مسرحية الماء يعتذر يا حسين- تأليف وإخراج علي محمد عبيد 2013، ومسرحية كمات فلتر- تأليف وإخراج على نجاح 2019، ومسرحية تايم أوت- تأليف وإخراج سيف الدين علاء الدين 2019.
وحقق الباحث في الفصل الرابع الذي تضمن النتائج ومناقشتها، والاستنتاجات، والتوصيات، والمقترحات، وقد توصل إلى اهم النتائج ونذكر منها اعتماد فكرة العرض المسرحي (مسرح الشارع) على تناول قضايا آنية مثارة في المجتمع، وهي القضايا التي يعاني منها سكان المجتمع والمتذمرين منها على اختلاف أنواعها سياسية اقتصادية دينية اجتماعية .عرض مسرح الشارع هو لسان حال الشارع العام ممن متذمر وما هي القضايا التي يعاني منها.
ولم يعتمد على نص أدبي مكتوب سابقا في العرض، إنما اعتمد على سيناريو وهذا السيناريو هو بمثابة صياغة إلى حوارات متشظية كل حوار يمثل فكرة تنطوي على قضية أو حدث واقعي، رجمت بداخله الخطة الاستراتيجية لتقديم العرض.
وجعل العرض المسرحي من فضاء المتلقي فضاءًا واحدًا اجتمع فيه المؤدين والمتلقين من دون فاصل أو حاجز فيما بينهم، فكان الكل داخل فضاء العرض من أول انطلاقته وحتى نهايته على وفق مبدأ التشارك والتفاعل.