العدد 783 صدر بتاريخ 29أغسطس2022

تمت مناقشة رسالة الماجستير بعنوان: «التوظيف الإجتماعي لتقنيات الكوميديا الساخرة فى مسرح يوسف عوف» للباحثة حنان طلال محمد لملوم، وذلك بكلية التربية النوعية جامعة طنطا، وتضم لجنة المناقشة الدكتورة عزة حسن الملط، أستاذ المسرح المساعد  ورئيس قسم الإعلام التربوي سابقاً بكلية التربية النوعية-جامعة طنطا (مناقشًا ورئيسًا)، والدكتور فرج عمر فرج، أستاذ الدراما والمسرح المساعد ورئيس قسم المسرح والدراما بكلية الآداب-جامعة بني سويف (مناقشًا خارجيًا)، والدكتورة شرين جلال محمد، أستاذ المسرح المساعد بكلية التربية النوعية جامعة طنطا (مشرفًا رئيسيًا ومناقشًا)، والدكتورة هالة فوزي عبد الخالق، أستاذ المسرح المساعد بكلية التربية النوعية-جامعة طنطا (مشرفًا داخليًا ومناقشًا). والتي منحت الباحثة بعد حوارات نقاشية انتظمت وفق شروط ومعايير أكاديمية درجة الماجستير.
وجاءت رسالة الماجستير الخاصة بالباحثة كالتالي:
مما لا شك فيه، أن المسرح من أقدم الوسائل الاتصالية التى ارتبطت بقضايا المجتمع ومشكلاته، فالمسرح يعرف بأنه أبو الفنون؛ ذلك لأنه ملتقى لشتى أنواع الفنون الأخرى، ومن بين هذه الفنون فن الكوميديا ، وقد ارتبطت الكوميديا منذ القدم بالمجتمع ومشكلاته والسخرية من الأوضاع الاجتماعية والسياسة والاقتصادية، ومعالجة القضايا التي يغلفها الكاتب بطابع كوميدي ساخر قائم علي الضحك والهزل والتهكم من سلبيات المجتمع بغرض تحفيز المتلقي كي يتابع بعقله ويحلل ويقارن ويفسر الدوافع الكامنة وراء هذه الأوضاع السلبية ومن ثم تغييرها ومجابهتها.
وهذا  ماحاول أن يظهره «يوسف عوف « في كتاباتهالتي تندرج تحت هذا النوع من الكوميديا الساخرة الذي يسخر فيها منالأوضاع السلبية في المجتمع ، يقدمها بشكل فني صادق تمتزج فيه المأساة بالملهاة، ومن ثم تسعى الدراسة الحالية إلي دراسة مسرح «يوسف عوف « بالدراسة والتحليل ، وذلك للتعرف علي كيفية توظيف «يوسف عوف» تقنيات الكوميديا الساخرة ليعكس بها عورات المجتمع المسكوت عنها.
مشكلة الدراسة:
يمكن تحديد مشكلة الدراسة فى التساؤل الرئيسي التالي وهو « كيفية تزظيف يوسف عوف تقنيات الكوميديا الساخرة للكشف عن قضايا المجتمع؟ .
ويتفرع من هذا التساؤل الرئيسى عدد من التساؤلات الفرعية على النحو التالي : 
ما أهم تقنيات الكوميديا الساخرة التي ركز عليها «يوسف عوف» في نصوصه المسرحية ليعكس قضايا مجتمعه؟ 
2- ما أهم القضايا التي تناولها «يوسف عوف» في أعماله المسرحية في ظل التغيرات الاجتماعية  التى مر بها المجتمع  ؟ 
3- ما أهم التغيرات الاجتماعية التى مر بها المجتمع المصري وعكسها مسرح “يوسف عوف”؟.
أهداف الدراسة : 
يتمثل الهدف الرئيسى للدراسة في التعرف علي كيفية توظيف «يوسف عوف» تقنيات الكوميديا الساخرة للكشف عن قضايا المجتمع.
وينبثق من هذا الهدف الرئيسى عدد من الأهداف الفرعية على النحو التالي:
1-التعرف على أهم تقنيات الكوميديا الساخرة التي ركز عليها «يوسف عوف» في نصوصه المسرحية ليعكس قضايا مجتمعه.
2- رصد أهم القضايا التي تناولها «يوسف عوف» في أعماله المسرحية في ظل التغيرات الاجتماعية  التى مر بها المجتمع .
3- رصد أهم التغيرات الاجتماعية التى مر بها المجتمع المصري وعكسها مسرح يوسف عوف.
أهمية الدراسة:
تنبع أهمية الدراسة من أهمية الموضوع الذى تتناوله، فقد وجدت الباحثة  في حدود علمها ندرة في الدراسات والأبحاث المنشورة التى تعرضت بالنقد والتحليل للأعمال الإبداعية للكاتب «يوسف عوف»،لذلك سوفتلقي الدراسة الحالية الضوء علي أعماله المسرحية وتكون نواة لمزيد من الأبحاث والدراسات العلمية حول أعماله.
منهج الدراسة:
تتبع هذه الدراسة المنهج الوصفي التحليلي في تحليل النصوص المسرحيةباعتباره أنسب المناهج للتحقق من هدف الدراسة.
عينة الدراسة :
تشمل عينة الدراسة عدد من النصوص المسرحية التى كتبها «يوسف عوف» ويمكن عرضها فيما يلي :
م    اسم المسرحية     سنة الكتابة 
1    مولد سيدي المرعب    1997
2     اللى ضحك على الحكومة    1996
3    مين يشترى مصر     1996
4    كنت فين ياعلى    1992
5    راقصة قطاع    1985
6    شارع أفراح الأحزان    1983
7    حضرت صاحب السوابق    فترة الثمانينات
8    كسبان لكن خسران    فترة الثمانينات
وفى إطار الإجابة عن تساؤلات الدراسة والوصول إلى أهدافه، قسمت الباحثة الدراسة إلى ثلاث فصول:تعرض فى الفصل الأول التغيرات الإجتماعية المعاصرة وآثرها في المسرح  المصري فى الفترة من 1967-1997، فقد تناولت الباحثة ثورة يوليو والتغيرات الإجتماعية والسياسية في مصر وآثرها على المسرح المصرى، كما تناولت فترة الستينات والتغيرات الإجتماعية والسياسية في مصر، ومن ثم مسرح الستينات وأبرز قضاياه، وتناولت أيضاً فترة السبعينات والتغيرات الإجتماعية والسياسية في مصر ومسرح السبعينات والكتابة المسرحية، كما عرضت مرحلة الثمانينات والتسعينات والتغيرات الإجتماعية والسياسية فى مصر، ومن ثم مرحلة الثمانينات والتسعينات والكتابة المسرحية.
وتناولت الباحثة فى الفصل الثاني القضايا المسرحية التى تناولها «يوسف عوف» فى نصوصه المسرحية فى ظل التغيرات التى مر بها المجتمع، ومن ثم أخذ عوف يدين ظاهرةالبيروقراطية التى تؤدي إلى انتشار ظاهرة الفساد، ومن ثم تناول ظاهرة الفقر، وأخيراً تناول ظاهرة القهر.
 كما تناولت الباحثة في الفصل الثالث مفهوم الكوميديا الساخرة، ومن ثم ألوان الكوميديا الساخرة، وتناولت أيضاً الكوميديا الساخرة وعلاقتها بالأشكال المسرحية الآخرى «الضحك-الفكاهة – التهكم- الهجاء»، كما عرضت أبرز تقنيات الكوميديا الساخرة التى اعتمد عليها «يوسف عوف» لتسليط الضوء على الأوضاع السلبية في مجتمعه. 
 ومن خلال ماسبق من فصول الدراسة، توصلت الباحثة إلى مجموعة من النتائج أهمها:
وظف»عوف» تقنيات الكوميديا الساخرة فاعتمد علي أساليب اللعب بالمعاني والتي تتضمن « التورية والكناية والتعريض»، وأساليب قلب الموقف وفن  الكاريكاتير والمفارقة، وعمل على التنويع في استخدام الأساليب البلاغية والتي تشمل « أسلوب الاستفهام والأمر والنفي والمدح بما يشبه الذم» لكشف السلبيات التي عانى منها المجتمع نتيجة التغيرات الاجتماعية التي طرأت عليه من خلال مواقف كوميدية الأمر الذى ظهر من خلال مسرحية مين يشتري مصر، مولد سيدي المرعب، اللى ضحك على الحكومة، راقصة قطاع عام، كنت فين يا علي، وحضرت صاحب السوابق، وكسبان لكن خسران.
يسخر «عوف» بشكل كوميدي من الواقع المعاش ومن الظروف التي يعانيها الفرد في مجتمع يسوده الفساد، والبيروقراطية، والاستغلالية، والانتهازية، والفقر، والقهر من خلال مسرحية مين يشتري مصر، مولد سيدي المرعب، اللى ضحك على الحكومة، راقصة قطاع عام، كنت فين يا علي، وحضرت صاحب السوابق، وكسبان لكن خسران.