«مشروع أبو العلا السلاموني - التنوير مسرحيا»

«مشروع أبو العلا السلاموني - التنوير مسرحيا»

العدد 768 صدر بتاريخ 16مايو2022

صدر حديثًا للكاتب أحمد عبد الرازق أبو العلا، كتاب جديد بعنوان «مشروع أبو العلا السلاموني التنوير مسرحيا» عن الهيئة المصرية  العامة للكتاب 2022.
يتناول هذا الكتاب بالنقد والتحليل سبعة عشر نصا مسرحيا، ناقشهم مؤلفه الناقد أحمد عبد الرازق أبو العلا، من خلال محورين أعتبرهما جزءًا من مشروع الكاتب المسرحي الكبير «محمد أبو العلا السلاموني»، وهما محور توظيف عناصر التراث الشعبي في المسرح، والآخر محور معالجة قضية الإرهاب والتطرف باسم الدين.  
في نصوص المحور الأول (توظيف عناصر التراث في المسرح) وصولا لصيغة يمكن أن نُطلق عليها اسم ( المسرح الشعبي) حاول مؤلف الكتاب الإجابة على مجموعة من التساؤلات النقدية والفنية التي تعكس الإشكاليات التي تواجه الكاتب المسرحي حين يحاول الكتابة في هذا النوع من المسرح.
الأول: هل سيستطيع إضفاء صفة الشعبي علي مسرحه، أم لن يستطيع ؟
الثاني: هل سيستطيع الكاتب أن يجعل هذا المسرح، قادرا علي عرض قصة من قصص الحياة، وليس الحياة نفسها ؟
الثالث: هل استطاع الكاتب استغلال منهج الأداء في السير الشعبية - الذي لجأ إليه في بعض النصوص - ليُضفي به الطابع الشعبي علي قالب مسرحياته ؟وهل الاتجاه إلي توظيف العناصر الشعبية في المسرح - مادة وأداة- يعني غياب المصادر التراثية غير الشعبية عن دائرة التوظيف نهائيا ؟ كل هذا الأسئلة - وغيرها – كانت منطلقا أثناء قراءة النصوص، وتحليلها، وتحديد العنصر الشعبي الذي استعان به الكاتب، ومعرفة كيف وظفه، وكيف طوعه دراميا ليؤدي وظيفته بدون الإخلال بطبيعته التراثية.
وفي نصوص المحور الثاني الخاص بمعالجة قضية الإرهاب والتطرف باسم الدين مسرحيا، تساءل مؤلف الكتاب: كيف تعامل الكاتب مع تلك القضية الشائكة، وهل سيعالج الفكر أو يقدم الوقائع، وكيف سيتعامل مع المادة التسجيلية، حين استعانت بعض النصوص بها؟، وهل ستغفل المعالجة الدرامية الجوانب الفنية المتعلقة بالحدث وطبيعته وتطوره والفعل الدرامي، والشخصية بمكوناتها الإنسانية والفكرية والنفسية وكيف ستكون الرسالة، وما هي طبيعتها ؟.
وحدد أن مرجعية أبو العلا السلاموني المعرفية حول هذا الموضوع كبيرة جدا، ومصادره متعددة، الأمر تطلب من الناقد أحمد عبد الرازق أبو العلا – كما يذكر في مقدمة الكتاب- العودة إلى تلك المصادر، ليقف على الأرضية نفسها التي وقف عليها الكاتب، ليعرف كيف استفاد من الوقائع، وكيف وظف الوثائق، وكيف تعامل مع الشخوص التي استحضرها من الواقع في بعض النصوص، وكيف تعامل أيضا مع التاريخ الذي يمثل مرجعية هامة أثناء المعالجة.
  والكتاب يؤكد على أن ما يميز تجربة (أبو العلا السلاموني) أن لديه مشروعا مسرحيا متكاملا وكاملا تعامل مع التراث التاريخي لضرورة حين استخدمه كوسيلة إسقاط على الواقع بقضاياه السياسية والاجتماعية، وتعامل مع التراث الشعبي مُستلهما منه العناصر التي بها يستطيع تقديم مسرح له ملامح وهوية، ومعياره في كل الحالات هو صدق التناول، وبراعة المعالجة، ووضوح الرسالة.
 وانحاز مشروعه المسرحي لفعل التنوير في زمن معاداته، هذا الانحياز لفعل التنوير، أضاف بُعدًا آخر إلى أبعاد تجربته الإبداعية المسرحية حين تفاعل، وعالج متغيرا كبيرا فرض نفسه في مصر منذ السبعينيات، ومازال فارضا نفسه حتى الآن - ليس في مصر فقط، ولكن في المنطقة العربية كلها وأعني به متغير (الإرهاب باسم الدين)، وقضية خلط الأوراق بين الدين والسياسة.
 


ياسمين عباس