فى حفل تأبين المخرج الراحل فهمى الخولى مسرحيون: فهمى الخولى عاشق الفن والحياة

فى حفل تأبين المخرج الراحل فهمى الخولى   مسرحيون: فهمى الخولى عاشق الفن والحياة

العدد 754 صدر بتاريخ 7فبراير2022

نظم المركز القومى للمسرح والموسيقى والفنون الشعبية برئاسة الفنان ياسر صادق الأسبوع الماضى حفل لتأبين المخرج الراحل فهمى الخولى، وذلك بقاعة صلاح جاهين بمسرح البالون بحضور كوكبة من الفنانين والمسرحيين ومنهم الفنان دكتور عادل عبده، الموسيقار منير الوسيمي الفنان كريم الحسيني، الفنانة لقاء سويدان، المخرج ناصر عبد المنعم، الكاتب شاذلي فرح،، المخرج عصام السيد، المخرج مازن الغرباوي، الناقد محمد الروبى، الفنان سامح الصريطى ولفيف من المسرحين والإعلاميين. بحضور كل من حيث قدم لبناته الثلاثة شهادات تقدير 
بدأ حفل التأبين بكلمة رئيس المركز القومى للمسرح والموسيقى والفنون الشعبية الفنان ياسر صادق والذى قال: نحتفى اليوم بالأستاذ والمعلم والقدوة المخرج الكبير والأخ العزيز الذى تعلمنا منه على جميع المستويات وله أيادى بيضاء على أجيال عديدة وأنا واحد منهم وأود أن أوجه شكرى لأخى وصديقى د. عادل عبده رئيس قطاع الفنون الشعبية والاستعراضية، لاستضافته الكريمة لهذا اللقاء وهو يعد شريكا فى هذا التكريم وهو شىء يحمد عليه وله جزيل الشكر، فهو بالفعل شريك معى فى العديد من الإنجازات وفى حب الراحل العظيم الأستاذ فهمى الخولى، واليوم يشرفنا كريمات المخرج فهمى الخولى، وهم خير خلف لخير سلف ونتمنى أن تمر هذه الذكرى بغير بحزن، ولكن بحب وانتماء ونحن دائما وأبدا نقول أن العظماء لا ينتهون بموتهم فأعمالهم وآثرهم تضل فى نفوس المبدعين تظل ممتدة لمئات السنين وذلك لأنهم يتناقلون ما تعلموه، فالمخرج العظيم فهمى الخولى فهو مدرسة تؤتى ثمارها ولا تنضب أبدا، ودائما وابدأ سنظل نذكر الراحل العظيم بفنه وإبداعاته وبأخلاقياته وإنسانيته، ونقيم هذا التأبين لنعرف العالم كله أن الأستاذ فهمى الخولى رحل بجسده فقط ولكن ظلت روحه باقية معنا، وستظل وهى التى نستلهم منها كل العطاء والإخلاص والوفاء كما كان يعلمنا، فكل الحضور تلاميذ وزملاء ومحبين للراحل فهمى الخولى، وكان بداية تعرفى على المخرج فهمى الخولى عندما شرع فى إخراج عرض “باب الفتوح” للطلبة بالجامعة ولكن تم إلغاء المهرجان المسرحى بالجامعة آنذاك، ومن هذا التوقيت تعرفت على المخرج المبدع فهمى الخولى، وكانت أول علاقة عشق للعظيم فهمى الخولى والمفارقة الغريبة فى الأمر كان المبدع فهمى الخولى يخرج أحد الروايات لفرقة الفنان فايز حلاوة والفنانة تحية كاريوكا وطلب مجموعة من الشباب لتقديم بعض الأدوار فى الرواية، وكنت فى ذلك الوقت بالجامعة فذهبت لأشارك فى العرض، واثناء وقوفى على خشبة المسرح مع باقى الممثلين فوجئت به يقول لى ماذا اتى بك إلي هنا؟ أنت ممثل عظيم، هذا الأدوار «للكومبارس» فقط، ومن هذا الموقف أحببت هذا الرجل العظيم فكان يعلم قدرى وقيمتى وكان دائما له وجه نظر ورؤية وقدمنا سويا العديد من الأعمال الدرامية والمسرحية وفى مسلسل «طرح البشر « جسد دور والدى، وكان بيننا العديد من المشاجرات ولكن سرعان ما كنا نتصالح مرة آخر مثل أي أب وابنه، وعندما بدأ فى بروفات عرض «باب الفتوح» وحدثت له عدة مضايقات وكان رئيس البيت الفنى للمسرح آنذاك الفنان فتوح أحمد أوضحت له رغبتى فى أن يقدم العرض بالمسرح الحديث الذى كنت مديره فى هذا التوقيت، وخاصة أن فهمى الخولى هو أبو المسرح الحديث وأثناء استقبالي له عندما جاء للمسرح قلت له «أهلا بأبو المسرح الحديث» ونظر نظرة سريعة إلى التطورات التى حدثت بالمسرح، وأشاد بها كثيرا وأثنى عليه وأخيرا نرجو وضع لافته بجانب قاعة يوسف إدريس تفيد بأن من إنشائها المخرج العظيم فهمى الخولى فهو شىء هام للغاية 
بدء الحفل بفيلم تسجيلي عن الراحل فهمي الخولي ومسيرته الفنية والإنسانية التي أثرت في حياة الكثيرون، بالإضافة لشهادات العديد من الفنانين والنقاد منهم المؤرخ والناقد د. عمرو دوارة المخرج المسرحي الكبير ناصر عبد المنعم، والمخرج همام تمام، والمخرج خالد جلال، وابنة المخرج فهمي الخولي أمل الخولي، التي حكت عن حياته الشخصية وكيف كان يتعامل مع أحفاده الـ11، وحفيدته يارا التي كشفت كيف كان يشجعها في مشاريعها الفنية ويدلي لها بالنصائح واختتم الفيلم بشهادة ابنته الصغري شيماء الخولي، ثم ألقى مجموعة من الفنانين شهادتهم عن الراحل فهمى الخولى. 
تلى الفيلم التسجيلى شهادة دكتور عادل عبده الذى قال عن الراحل: المخرج فهمى الخولى هو أستاذي ومعلمى وقد استفدت منه الكثير فى بداية مشوارى الفنى فقد كنت مصمم للاستعراضات وقد قدمته معه مسرحية «سالومى»، وقد كنت منبهرا بإبداعه وتشكيلاته الحركية على مستوى الإخراج والممثلين والديكور وبالأخص فى مسرحية «سالومى» وتعلمت منه الكثير من خلال حضورى لمعظم أعماله المسرحية، فكنت انبهر واستفدت من أعماله فهو قدوة بالنسبة لى وبمثابة الأخ الأكبر ولن أنساه فقد كان حريصا على حضور العروض التى أقدمها، وكان يوجهنى وينصحنى وقد استفدت منه على المستوى الإنساني فقد كان إنسان محب لكل من يعرفونه. 
بينما أوضح الموسيقار الكبير منير الوسيمى عن المخرج فهمى الخولى قائلا: فهمى الخولى لم يكن فنانا فقط بالنسبة لى كان أخ وزميل كفاح منذ أن كنا صغار فى دمنهور وكنا من هواة الفن انا فى الموسيقى وهو فى التمثيل وكانت الإسكندرية منفذنا فى ممارسة هواياتنا فقد كنا نمارس نشاطنا بشكل مستمر، وفى الإسكندرية عينت أنا وفهمى الخولى فى الإذاعة فقد عينت كخبير موسيقى بالإذاعة وعضو لجنة استماع وكان الراحل فهمى الخولى له جوانب فنية عديدة قد لا يعلمها البعض فقد كان يحب الغناء وحاول قبل عمله بالتمثيل أن يغنى ويؤسس فرقة غنائية وكان زميلنا الموسيقار الكبير الراحل محمد نوح الذى كون فرقة موسيقية وكانت لها شهرة واسعه، ولكن فهمى الخولى اجتذبه التمثيل بشكل كبير وكان شغوفا به وظلت علاقتى بفهمى الخولى مستمرة. 
وتابع قائلا: كنت مايسترو بمسرح سيد درويش بالإسكندرية قدمت عدة أعمال مع الدكتور حسين جمعه الذى كان مدير عام المسرح بالإسكندرية آنذاك وقدمت معه مسرحية آرستوفان وذلك بافتتاح المسرح الرومانى وقد شاهد فهمى الخولى المسرحية وكان العرض غير مسبوق، واستمرت أعمالي وسافرت للخارج وعندما ذهبت إلى القاهرة قابلت بالصدفة المخرج فهمى الخولى أمام مسرح الطليعة وكان مدير مسرح الطليعة فى هذا التوقيت المخرج سمير العصفورى، ووقعت عقد مسرحية شكسبير فى العتبة لرأفت الدويرى، وحينها كان من الصعب اقتحام قلعة مسرح الطليعة ولكن بفضل فهمي الخولي قدمت العرض وكان عملاً رائعًا واستنعت بكورال الأوبرا علي المستوي الإنساني يحمل قلب نقي وطيب وجميل ولا أحمل له إلا كل ذكريات جميلة، فيما أشارت الفنانة لقاء سويدان عن الراحل قائلة: منذ أن كنت طالبة بالمعهد العالى للفنون المسرحية اكتشفني المخرج الراحل فهمى الخولى وأعطانى فرص عديدة ومهمة وبطولات عروض مسرحية وكان يحب غنائى وصوتى وقد ساندنى ودعمنى وكان أكثر المخرجين الذين يؤمنون بموهبتى ولم يكن مخرجا عظيما فقط فقد كان بمثابة الأب لى وكان ينصحنى ويرشدنى وكان حنون للغاية ومخلص فى عمله ومحب للجميع ولم أنسى فضله فى وقوفى على خشبة المسرح القومى لأول مرة والذى أتشرف أني عضوه به منذ عشرين عاما فقد كان سببا فى حبى للمسرح. 
الناقد محمد الروبى رئيس تحرير جريدة مسرحنا تحدت عن المخرج فهمى الخولى فقال: أتخيل لو كان المخرج الراحل فهمى الخولى بيننا فهو غير محب للمرثيات ولهذه سأتذكر الذكريات المفرحة وكان ما يبعث على البهجة وسأتحدث عن فهمى الخولى الإنسان أجمل ما يميز هذا الرجل انه عشاق للحياة حتى وهو على سرير المرض ومن الأشياء التى أتذكرها له هو انه يفعل كل شىء بحب وشغف وكان فهمى الخولى له بعض المواقف الطريفة معنا فكان يهاتفنى أنا وبعض الأصدقاء لأنه اكتشف أحد مطاعم الأسماك التى تقدم أجود الأنواع وبالفعل نذهب إليه ونستمتع بتناول الطعام معه. 
وتابع قائلا: عندما علمت أنه أصيب «بالفشل الكلوى» انزعجت كثيرا وعلى الرغم من مرضه إلا أنه كان متفائلا ومؤمنا ورغم معاناته وقيامه بالغسيل الكلوى ثلاثة أيام فى الأسبوع لكنه كان يمارس فنه ويسافر لجميع المحافظات للتحكيم وأضاف قائلا: تعلمت الكثير من المخرج العظيم فهمى الخولى على المستوى الفنى والإنسانى. 
المؤلف الكبير إبراهيم محمد على ذكر قائلا عنه: لا أتذكر كيف تعرفت على فهمى الخولى ومن ومنا سعى لهذه الصداقة الوطيدة ولكننا وجدنا أنفسنا أصدقاء، هذا الرجل رغم قيمته الفنية العالية وسعادة أي نجم بالتعامل معه فى عمل فنى إلا أنه كان يسعى لاكتشاف الوجوه الجديدة التى تخطو خطواتها الأولى وأتذكر نصيحته لى عندما شاهد أحد السهرات التلفزيونية لى والتى نصحنى أن أقدمها كمسرحية وبالفعل قدمتها كمسرحية وكانت تحت رعايته.
وتابع: بالصدفة كنت أقدم مسرح للأطفال ولكنه يعرض عروضه للكبار وكانت نجمة هذا المسرح الفنانة مديحة حنفى التى تزوجها الأستاذ فهمى الخولى، واقترح عليه تقديم رواية «الأرض» لعبد الرحمن الشرقاوى، وفوجئت بعد ذلك بأنه قدمها فى مسقط رأسه محافظة دمنهور وقد عرضنا هذا المشروع على الدكتور عادل عبده رئيس قطاع الفنون الشعبية والاستعراضية وتحمس بشدة ولشغفه الشديد لتقديم مواهب جديدة ظل لمدة 11 شهر يقيم تدريبات للممثلين جدد، رغم أن كبار النجوم يسعدهم التعاون معه فى أعمال مسرحية وقد زاملته أنا والفنان همام تمام فى مرحلة مرضه ولم يكن مهموم بالمرض، فلم يشتكى من المرض وان يتألم منه وكان محب للحياة بشكل كبير كان رائع وعظيم رحمه الله. 
وصفه الفنان الشاب كريم الحسينى بأنه معطاء وكريم وتذكر أحد المواقف الهامة مع الراحل فقال: أتذكر عندما كنت اقدم مسلسل من إنتاج صوت القاهرة فى عام 2007 بعنوان «أغلي الناس» للمخرجة عليه ياسين ولم تجمعنى مشاهد بالمخرج الراحل فهمى الخولى بالمسلسل لأنه كان يجسد شخصية والدى الذى يتوفى فى بداية الحلقات، وعندما انتهي من تصوير مشاهده وفى أحد الأيام عندما كان فريق العمل مجتمع وجلسنا أنا والمخرج الراحل فهمى الخولى وتناولنا الطعام وتعرف عليه وعلم أن الأجر الذى أتقاضاه ضئيل فاتجه إلى إدارة الإنتاج وقدم طلب رفع أجر لى وبالفعل تم رفع أجري وفى نفس العام كنت اقدم مسرحية هامة للكاتب الكبير يسرى الجندى بعنوان «القضية 2007» على مسرح الهناجر إخراج حسن الوزير وشاهد البروفات العمل ولم اكن على مستوى الأداء المطلوب فى البروفات، وتحدث معى الكاتب الكبير يسرى الجندى كثيرا فى الأداء وكان يرغب فى تغيرى بممثل آخر يجيد الشخصية ولكن المخرج فهمى الخولى أقنعه بأنى ممثل جيد وأحتاج إلى وقت لكى اجسد الشخصية بشكل جيد وحضر يوم افتتاح العرض وبعد انتهاء العرض وجدت المخرج فهمى الخولى بصحبة الكاتب يسرى الجندى فى غرفتى وأشاد الكاتب يسرى الجندى بأدائى للشخصية على الرغم من أنه كان فى بداية البروفات يرغب فى تغيرى بممثل آخر ولكنه بفضل نصيحة المخرج العظيم فهمى الخولى اقتنع بى كممثل جيد ومنذ هذا التوقيت أصبحنا أصدقاء، والحقيقة أن المخرج فهمى الخولى كان فنان وكان يحب الغناء، وجمعتنا جلسات فنية غنائية وكان ينصحنى بتقديم مسرح استعراضي وغنائى . 
بينما شدد المخرج عصام السيد على أهمية إعادة تقديم أعمال المخرج فهمى الخولى التى تمثل علامات فارقة فى المسرح المصرى حتى تشاهدها الأجيال الجديدة وهذا ما يحدث فى أوروبا، موضحا علاقة الصداقة الوطيدة التى جمعته بالمخرج الراحل فهمى الخولى ومعاناته فى أعماله الأخيرة بسبب مرضه كما شدد على أهمية وضرورة احترام المبدعين بتخليد أعمالهم. 
فيما ارتكز المخرج ناصر عبد المنعم فى حديثه على عدة نقاط هامة فقال: كنا محظوظين كجيل من الشباب بجامعة القاهرة وبالتحديد فى أواخر السبعينات أن نعمل مع المخرج الكبير فهمى الخولى وذلك لأن سنوات الدراسة الأولى هى سنوات تكوين وتكون هناك قابلية للتعلم والأستاذ الكبير فهمى الخولى دون قصد قدم لنا مجموعة من المفاهيم الهامة أهمها فكرة الالتزام 
وتابع قائلا: قدمنا عرضين بالجامعة مع الأستاذ فهمى الخولى تظهر بهما فكرة التزامه بالقضايا المطروحة بالساحة حتى وإن قدم عرض قديم فقد قدمنا عرض «تجار البندقية» وقت ذهاب الرئيس الراحل أنور السادات وتوقيعه معاهدة كامب ديفيد وقدم المخرج فهمى الخولى المسرحية برؤية معاصرة، فقدم المحكمة بشكل مختلف يبرز فكرة التجريب على مادة كلاسيكية فقد استطاع ربط مسرحية «تاجر البندقية» بالواقع المعاش وكان حدث كامب ديفيد يشعل الأجواء بالجامعة وكان العرض مبهر وترك آثر كبير وذلك لأنها المسرحية تواكب الأحداث السياسية فى ذلك التوقيت .
وتابع قائلا: قدمنا أيضا مسرحية «العمر قضية» للكاتب الكبير طه حسين وهنا انتقل من فكرة الالتزام إلى الحالة الجماعية وكان يعطينا مساحة من الكتابة وإضافة مشاهد فعلى سبيل المثال كان يرغب فى تقديم مشاهد للجامعة فى هذا التوقيت ومقارنتها بالجامعة فى عصر طه حسين فأعطنا مساحه لكتابة المشاهد، كما تميز بأنه يكتشف المواهب الجديدة بطريقة غير مسبوقه ويعطى فرص كبيرة للمواهب الجديدة ونندهش من نظرته الصحيحة لهذه المواهب، وكان لديه رؤية استنباطية للممثل فكان لا يقوم بفرض شىء عليه فكان يتابع تفاعل الممثل مع دوره ويبدأ فى تطويره والعمل عليه 
وأضاف: يعد فهمى الخولى أول مخرج طليعى كما كان يتميز بفكرة توظيف السينوغرافيا وتوظيف جسد الممثل فكان سابقا فى رؤيته التجريبية ما يقرب من عشر سنوات وهو ما رأيناه بعد ذلك بالمهرجان التجريبى، وكان المخرج فهمى الخولى قمة الإنسانية والعطاء ولن ننساه فهو باقى بأعماله.
بينما أوضح المخرج سامح مجاهد مدير فرقة مسرح الغد عن المخرج فهمى الخولى فذكر قائلا: عملت تحت قيادة المخرج العظيم فهمى الخولى فكان مديرا لمسرح الغد لمدة 3 سنوات قبل خروجه إلى المعاش، وكنت فى هذا التوقيت اقدم ثانى تجاربى فى الأخراج وكان يجلس معى فى هذا التجربة داخل القاعة وننظم سينوغرافيا القاعة، فلم يكن مجرد مدير لفرقة يجلس فقط فى مكتبه وكان يجلس معنا وعندما افتتحنا العرض كان ذلك فى توقيت خروجه إلى المعاش، ثم تم دعوة العرض لأحد المهرجانات بالأمارات وبالصدفة كان الراحل فهمى الخولى عضو لجنة التحكيم فى هذا المهرجان ولم نكن على علم بأن الأستاذ فهمى الخولى يقيم فى نفس الفندق الذى نقيم فيه، وأثناء جلوسى فى قاعة الاستقبال وجدته ولم اكن اعلم بحضوره وأتذكر موقفه الداعم لى فى العرض ومن هذه اللحظة تعلمت عندما أصبحت مديرا كيف ادعم وأساند الجميع وحتى وإن لم يكن لى دور، فكل الاحترام والتقدير للفنان والمخرج العظيم فهمى الخولى.
قال الشاعر والناقد المسرحي أحمد زيدان: أستاذ فهمي الخولي كان أب وصديق، وكان دائما يتصل بي ويسأل عني وعن كتاباتي المسرحية، وكان قامة مسرحية كبيرة وقد تحدث الزملاء وأساتذة عن إبداعه العظيم بشكل أكبر، لكن على المستوى الإنساني فقدت أبى للمرة الثانية، خاصة أنه لم يبخل علينا بمعلومة وكان يساعدني في أزماتي الشخصية ويوجهنى لحلها، وهو أب عزيز وفنان مخلص لفنه، كما قدم الكثير للمسرح، 
فيما قال الناقد المسرحي يسري حسان: كانت آخر اللجان التى شارك فيها الأستاذ فهمي الخولي كانت لجنة تحكيم المهرجان الختامي لفرق قصور الثقافة، وأسعدني الحظ إني كنت عضو في هذه اللجنة برئاسة الفنان الراحل، وشاركت معه كثيرا في لجان، وكنت دائما أقوله له «أنت بتضيعني»، لأنه كان متأنق بشكل يجعل كل الفتيات والسيدات يحتفوا به، وكنت اندهش من أناقته جدا ومن القمصان التى كان يرتديها 
وأضاف حسان: بعد انتهاءنا من العروض كنا نتناقش بها وكان يعود للقاهرة لأن فى الصباح الباكر لديه جلسة غسيل، كلوى وكان يقنعنا أن فكرة الغسيل الكلوى هى عبارة عن تنضيف الدم تماماً يعود بها الإنسان لحياته من جديد 
وتابع: أستاذ فهمي كان لديه محبة للحياة، وكان يذكرنى بشاعر المقاومة كابتن غزالي، كان يبلغ من العمر 80 عاما ويدخن بشراهة كبيرة ولا يهتم بمرضه وعمره ويراى أن العمر مجرد رقم، هذا هو الأستاذ فهمي الخولي المخرج العظيم والأب والإنسان خفيف الروح، الطيب جدا، الخير جداً، وأعتقد أننا فقدنا ركن إنساني،
بينما قال الفنان سامح الصريطي: سعدت جدا باستعادة الذكريات التى تحدث عنها الزملاء وبداية علاقتي بـ فهمي الخولي عندما كان طلبة في الجامعة فكان بمثابة نقطة تجمع لفناني الجامعة حوله، حيث كان يقوم بالإخراج لكلية الحقوق بجامعة عين شمس 
وأضاف الصريطي: نشأت بيننا علاقة عن بُعد، وعلمت انه يقدم عرض «باب الفتوح» وكان يتعامل مع الطلبة كما لو كان يتعامل مع فنانين محترفين، وأصحاب خبرة، وذلك لحبه الشديد لهم فكان يرغب فى نقلهم لمجال الاحتراف .
وتابع: في بداية عام 1974 كانت هناك مسرحية كتبها الكاتب الراحل رشاد رشدي بعنوان «محاكمة عم أحمد الفلاح» ولم تكن المسرحية جيدة، لكنه كان يرغب أن يشاركه العمل كل من اخرج لهم وعلى الرغم من انه لم يخرج لى عرض مسرحية لكنى كنت حريص أن أشارك في المسرحية، فكانت فرصة ذهبية لكل من يشارك فى العرض حتى وإن كان دوره صغير او يشارك بجملة واحدة ومن هنا بدأت علاقتي به، وكنت اجسد اكبر الأدوار في كل المجموعة، وكان هناك مشهد بيجمع بيني وبين سامي مغاوري وتحول المشهد لنقطة لأن سياقه كان مختلف تماما 
وتحولنا فيما بعد إلى أصدقاء حتى عين مدير لفرقة مسرح الغد، وكان يعرض مسرحية «ذات الهمة» وفوجئت أن المسرحية عرضت لفترة طويلة وكان واحد من جمهورها وكانت من اكثر المسرحيات التى قامت بجولات فى دول في العالم العربي وكان مصاحب لنا دائما، وبسبب دعمه حققت المسرحية نجاحاً كبيراً . 
وواصل: فهمي الخولي كان يملك الإبداع والخيال الخضب والجهد والمثابرة ولم ينال حقه وكان يفضل أن تكون الصورة على المسرح مختلفة، وكان دائما يتعاون مع زوسر مرزوق في هذه الفترة من أجل تقديم صورة مبهرة على المسرح. 
واختتم سامح الصريطي حديثه قائلا: فهمي الخولي مكانته الإنسانية في قلوب كل من تعامل معه، وكل من شارك فهمى الخولى في عمل أو سمع منه كلمة أو تعرف به أرجو أن يدعو له بالرحمة ويلهمنا القوة والصبر لتحمل فراقه، وفي نهاية حفل التأبين، كرم الفنان ياسر صادق والمخرج عادل عبده والمخرج سامح مجاهد، مدير فرقة مسرح الغد، بتكريم بنات الفنان الراحل فهمي الخولي، وهما السيدة آمال والسيدة حنان والسيدة شيماء، وتم التقاط عدد من الصور التذكارية معهم.
 


رنا رأفت- ياسمين عباس