«الإلهيات وما بعدها» كتاب جديد للمسرحي علي عبد النبي الزيدي

«الإلهيات وما بعدها»  كتاب جديد للمسرحي علي عبد النبي الزيدي

العدد 746 صدر بتاريخ 13ديسمبر2021

صدر عن دار الفنون والآدب للطباعة والنشر والتوزيع، كتاب «الإلهيات وما بعدها» للكاتب المسرحي علي عبد النبي الزيدي، ويضم الكتاب في جزأين (13) نصاً مسرحياً كتبت للمدة من 2009 الى عام 2021. 
وقال الكاتب المسرحي علي الزيدي: في هذه النصوص ما أسميه أنا بـ استدعاء المقدس بشتى صفاته وتسمياته وبناء علاقة جديدة معه لفهم الواقع الآن وما يحدث فيه، فهذه النصوص تطرح العديد من الأسئلة الكبرى عن الحياة والسلطة، عن الإنسان المقموع والمستلب وعلاقة المقدس معه، أسئلة لا حدود لتصوراتها، وهي لا تبحث عن أجوبة محددة على الإطلاق بل تذهب للفلسفة التي كما أراها تُثير النقاش المُحتدم حول مفاهيم الصراعات التي أوصلت الإنسان أن يكون مأزوماً في وجوده مع الآخر منذ لحظة البدء الأولى.
وأضاف الكاتب علي الزيدي: هنا أجد منطلقات النصوص المسرحية التي أحلم بها وأضعها على الورق تؤكد على هذا الصراع غير المتكافئ بين (المهيمن) القبيح والإنسان الجميل بروحه، وكيف يمكن لهذا المهيمن أن يحدد شكل الحياة التي تعيشها رغماً عنك، أو يحدد زمن الموت وفق توقيت يريده لهذا الكائن وطريقة قتله أو إلغائه من الوجود، حيث تدخل الفلسفة هنا لتؤكد أن حقيقة هذا المهيمن هو ضمن نظام الطبيعة والسلطة منذ لحظة التكوين الأولى، واستمرار هذا النظام ليتحوّل الى سياق في الحياة بوصفه قانوناً، أي أن الحب لابدّ ان يحايثه فعل الكراهية، أو الحياة يسير بجانبها فعل القتل أو الموت.
وتابع: هذا السياق تشير له الفلسفة بسؤال على قدر كبير من الأهمية في نصوصي مفاده: لماذا تكوّن هذا العالم من النقائض التي جعلت الإنسان يعيش خائفاً وقلقاً ومرتبكاً في حياته؟ تلك الحياة التي يتحكم فيها الآخر أي السلطة بكل تفاصيلك اليومية، ويجعلك محكوماً ومقموعاً بتعاليمه وآرائه وتصوراته. 
وأوضح أنه قد انتبه منذ أولى النصوص التي كتبها في مطلع التسعينيات إلى هذا السؤال الجوهري الذي يشير إلى مفهوم (النقائض) الذي بنيت عليه الحياة بعمومها، وصار الإنسان مفردة صغيرة جداً من مفرداتها، مدركاً في تلك النصوص أهمية التفكير بعيداً عن المحددات والاطارات والقولبة، بمعنى الذهاب الى طرح الأسئلة دون حدود تفرضها السلطات بشتى تسمياتها، ومواجهة التحديات التي خلقها الآخر القوي. 
وأردف: ومن هنا أجدني في تجربة الكتابة ميّال لإعادة صياغة السؤال الوجودي الجوهري حول وجودنا وحياتنا والقوى التي تحيط بنا وتحدد كينونتنا ومصائرنا وسط عالم من الزيف والانحلال القيمي وتردي الأخلاق منتبهاً الى أن الكاتب المسرحي الذي في داخلي ليس بصفة (الحكيم) بقدر ما هو يميل للبحث والتمرد من أجل أن يصل الى جزء من الحقيقة. 
وأشار إلى أن تجربة نصوص (الإلهيات وما بعدها) تأتي لتؤكد مقولة هذا الرأي من خلال استدعاء (المقدس) بمفهومه الشامل بدء من تجربة نص (يا رب) الذي ارتكز بدلالته المعرفية عن طريق إعادة صياغة شكل العلاقة مع الخالق العظيم أو المقدس والاقتراب أكثر من المعرفة في هذه العلاقة بين الخالق والمخلوق، وطرح سؤال أساسي في هذا النص يخرج من عمق الفلسفة وهو: لماذا يحدد المخلوق القوي مصائر الانسان الضعيف؟ وهو مفهوم ترفضه الطبيعة الانسانية التي جُبل عليها أساساً، ويتصاعد فعل السؤال في هذا النص إلى: ما الغاية من حكمة الخالق عن طريق الصمت ربما أو خلق هذه الثنائيات المعادية لبعض مثل الحب والكراهية؟ والقوي والضعيف تلك التي احدثت انتهاكاً لكينونة الانسان وجعلته قزماً لا يملك القدرة على الدفاع عن نفسه أمام قوى جبارة؟ هذا السؤال الفلسفي هو جوهر تجربتي بعمومها في نصوص (الإلهيات)، وربما أجد هذا السؤال كان موجوداً منذ مطلع التسعينيات ولكن بحدود معينة، برز مع أسئلة الحرب والسلطة والقتل وسواها آنذاك.
 


ياسمين عباس