«أساليب تصميم المناظر في عروض المسرح المصري في الفترة من 1960 إلى 2010»

«أساليب تصميم المناظر في عروض المسرح المصري في الفترة من 1960 إلى 2010»

العدد 733 صدر بتاريخ 13سبتمبر2021

تم مناقشة رسالة الماجستير بعنوان «أساليب تصميم المناظر في عروض المسرح المصري في الفترة من 1960 إلى 2010 - دراسة تحليلية تطبيقية» مقدمة من الباحث مصطفى حامد عبد العزيز حامد، وذلك بقسم الديكور المسرحي بالمعهد العالي للفنون المسرحية، وتضم لجنة المناقشة الدكتور عبد ربه حسن عبد ربه، الأستاذ المتفرغ بقسم الديكور المسرحي (مشرفًا ومناقشًا ومقررًا)، والدكتور عبد الناصر محمد الجميل، الأستاذ المتفرغ بقسم الديكور المسرحي والعميد السابق للمعهد العالي للفنون المسرحية (مناقشًا من الداخل)، والدكتور محمد السيد زعيمة، الأستاذ المساعد بالمعهد العالي للنقد الفني بأكاديمية الفنون (مناقشًا من الخارج). والتي منحت الباحث من بعد حوارات نقاشية انتظمت وفق شروط ومعايير أكاديمية درجة الماجستير.
وجاءت رسالة الماجستير الخاصة بالباحث كالتالي:
يتميز المسرح المصري بتعدد روافده، فمنها المسرح الرسمي، وهو مسرح تحت رعاية الدولة، مثل مسارح البيت الفني للمسرح، والتي تتكون من عدة فرق، «المسرح القومي وفرقته تتكون من عروض ذات طابع خاص لفلسفة المسرح القومي كالعروض الكلاسيكية، التي تعكس التراث الخاص بها لمضمون الكلمة، وهي عروض تعتمد علي الإبهار والدقة والدراسة المستفيضة لعناصر الصورة المرئية، والمسرح الحديث وتتميز عروض فرقته بطابع آخر أكثر جراءة في معالجة المناظر عن المسرح الكلاسيكي، ومسرح الطليعة ويقدم عروض تجريبية ذات أفكار مبتكرة لمبدعين حديثي الخبرة، وايضاً فرقة المسرح الكوميدي، وتقدم لون آخر ذات طابع كوميدي له مقومات خاصة به في معالجة المنظر المسرحي». 
وأيضاً هناك مسرح الثقافة الجماهيرية، وبه عدة فرق مسرحية منها، الفرقة المركزية «السامر»، وعدد من الفرق المسرحية في كل محافظة من محافظات الجمهورية، إذ يوجد في كل محافظة فرقة مسرحية قومية وأخري لقصر ثقافة المحافظة، علاوة على عدد فرق آخري تسمي فرق البيوت، بالإضافة إلى عدد من عروض نوادي المسرح والتجارب النوعية، وكل تلك الفرق تحت إشراف فروع الثقافة في جميع المحافظات. 
هناك ايضاً إنتاج لعروض المسرح في جهات اخري مثل الجامعات، والشباب والرياضة، وهذا النوع الأخير لا يحتاج إلى دعم الدولة. هذا التنوع في الألوان وصيغ العروض جعل المنظر المسرحي متنوع بتنوع مبدعيه، بمعني أن اختلاف الفضاءات المسرحية له دور كبير في التأثير على أسلوب المصمم، إضافة إلى ما ورد إلينا من عروض مسرحية في السابق «المسرح التجريبي»، بأفكار مغايرة للواقع المصري، ولكنها أدلت بدورها في الصورة المرئية الآن، ونظراً لتعدد هذه الألوان المسرحية لزم المنظر المسرحي الدراسة والبحث.
فاتجه الباحث إلى تقديم أكثر من (125) تصميم لمناظر مسرحية مختلفة من خلال فترة البحث من فرق مسرح الدولة وفرق المسرح التجاري حيث نتج عن ذلك معرفة أساليب تصميم المناظر لسياسة كل فرقة مسرحية سواء من فرق مسرح الدولة أو من فرق المسرح التجاري.         
وقام بحصر كل فترة زمنية وتوجهاتها السياسية والاجتماعية التي ساهمت بالتابعية في توجه كتاب ومؤلفي المسرح الي تقديم نصوصاً مسرحية تحمل مواضيع معينة. حيث ربط الباحث كل حقبة زمنية بالتطور السياسي والمجتمعي لهذه الحقبة وانعكاسه على المسرح المصري.  فأصبح هناك أساليب أدبية معينة فرضت على المسرح المصري فمثلا عندما سيطرت الرقابة على الأعمال الأدبية اتجه المؤلفون إلى استخدام أسلوب الرمز والابتعاد عن الواقع باستخدام أزمنة من الزمن الماضي لسرد الأحداث. فقدم الباحث أساليب التصميم في المدارس التشكيلية والفرق بين المنهج والمذهب والتيار، وتعريف الأسلوب والفرق بين الأسلوب والطراز، وما هي العوامل الخارجية المحددة لأسلوب مصمم المناظر. 
وسرد الباحث في الفصل الأول تأريخ بعض العروض في فترة الستينيات والسبعينيات من خلال تطرقه لعلاقة السياسة بالعمل المسرحي في تلك الفترة، وما هي المتغيرات السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي حدثت في مصر وكان لها تأثير في المسرح المصري وما المتغيرات التي حدثت في المسرح المصري في تلك الفترة عن سابقيها. 
وأعطى الباحث نبذة تاريخية عن المسرح المصري في فترة الستينيات والسبعينات ودور الدولة في إنشاء الفرق ودعم العملية المسرحية وإنشاء دور العرض. وتزعم مسرح الدولة للساحة المسرحية ثم تراجعها وانتشار وظهور المسرح التجاري على الساحة المسرحية في فترة السبعينيات. حيث قدم الباحث بياناً لحصر فرق المسرح المصري لإنتاج عروضهم في مواسم الإنتاج المسرحية في تلك الفترة. وقدم اتجاهات مؤلفي ومخرجي تلك الفترة ليحدد من خلالها أساليب تقديم العروض المسرحية، والتي فرضت علي مصمم المناظر المسرحية أسلوباً خاصة لينقل من خلاله رؤيته التشكيلية المعبرة والملائمة لتلك الاتجاهات.
ثم أخذ نماذج من تلك الفترات وتحليلها حيث قدم من خلالها الأساليب الشائعة في تلك الفترات في تقديم الرؤي التشكيلية لتصميم المناظر المسرحية والحلول التقنية لتغييرات المناظر المسرحية. مع أخذ نموذج من مصممي مناظر تلك الفترات ووصف وتحليل أسلوبهم الفني، وقدم الباحث بعض تصميمات وصور من عروض تلك الفترات التي نتج من عرضها استنتاجات ونتائج البحث.
وجاء الفصل الثاني علي نفس شاكلة الفصل الأول حيث قدم الباحث نبذة عن فترة الثمانينيات والتسعينيات والالفينيات وما حدث من متغيرات على المسرح المصري من خلال سياسة كلاً من مسارح الدولة وفرق المسرح التجاري، حيث تطرق الباحث لمجموعة من عروض تلك الفترات حيث استنتج من خلالها أساليب مصممي المناظر وشكل المناظر المسرحية وأكثر المذاهب المتبعة من قبل مصممي المناظر المسرحية في تقديم رؤيهم التشكيلية لتلائم طبيعة النص ورؤية المخرج في تقديم العرض المسرحي.
كما تحتوي الرسالة على تصميمات لمصممي المناظر المسرح المصري من فترة الستينيات وصولا إلى عام 2010، حيث بها تصميمات المصممين الأصلية لـ 125 مسرحية، وتأريخ لهذه العروض وأماكن عرضها وفريق العمل.
 


ياسمين عباس