«فيرماخت» لفرقة القاهرة الكبرى المسرحية

«فيرماخت»  لفرقة القاهرة الكبرى المسرحية

العدد 727 صدر بتاريخ 2أغسطس2021

قدمت فرقة القاهرة الكبرى المسرحية العرض المسرحي»فيرماخت»(هتلر عاد ليبدأ جحيمكم) للمخرج محمد حمزة بمسرح مركز الجيزة الثقافي ضمن فعاليات الموسم المسرحي 2020-2021 للإدارة العامة للمسرح، بالهيئة العامة لقصور الثقافة بحضور لجنة التحكيم من قبل إدارة المسرح، ويستعد فريق العرض لتقديم لياليه للجمهور في شهر أغسطس الجاري من جديد.
وقد التقت «مسرحنا» بمخرج العرض، وأعضاء الفريق لنتعرف على ملامح وسمات تجربتهم الجديدة.
 

شاعر المقاومة والأرض
قال المخرج »محمد حمزة» أنه يُقدم مسرحية فيرماخت (هتلر عاد ليبدأ جحيمكم) عن الرواية لكاتبها الدكتور عمرو البدالي ،والتي تحمل نفس الاسم، وتحمل الكثير من الأفكار التي غرسها أصحابها في نفوس البشر وغيرت معالم الأرض وخريطة الحياة السياسية والاجتماعية والاقتصادية في مختلف دول العالم العربي والغربي، ويتساءل»حمزة»في عرضه وينشد أن يشاركه تلك التساؤلات جمهوره وكل المتفرجين على العرض المسرحي «ماذا فعلت أفكار فرديريش نيتشه، وهيمنة عائلة روتشيلد اليهودية صاحبة النفوذ المالي العالمي إلى الآن في مواجهة أفلاطونية شاعر المقاومة وشاعر الأرض أحد أيقونات الشعر العربي الحديث شاعر الأرض المقدسة »محمود درويش”
صور المقاومة
مذبحة دير ياسين
وأضاف »حمزة» موضحًا أن أحداث العرض المسرحي «فيرماخت» يقدم في الفترة الزمنية ما بعد الحرب العالمية الثانية بثلاثة أعوام، وذلك عندما بدأ اليهود في العودة إلى ألمانيا الغربية بعد أن عزموا الأمر واتخذوا القرار نحو ذلك وحدث ذلك رويدًا رويدًا، ومن ثم يُظهرون ويؤكدون للعالم أنه قد حدثت جرائم قتل متفرقة وعنف كبيرة في حق الكثير منهم، وتُوضح الأحداث أن ذاك القاتل الذي رأوا أنه ما كان يقصد غير إبادتهم ومحوهم من على كوكب الأرض ،كان يترك على الحوائط جملة أصبحت هي الأشهر في العالم( هتلر عاد ليبدأ جحيمكم )،وفي ذلك الوقت يُقدم لنا العرض أيضًا أحداث نكبة فلسطين بعام 1948م، وصور المقاومة لأهل الأرض المقدسة »فلسطين”وتتصاعد الأحداث بين صور المقاومة ونضال الفلسطينين ضد كل مغتصب لأرضهم، وحقد اليهود الدفين وهلهعهم نحو قاهرهم »أدولف هتلر»، وتأخذنا الرواية وكذلك العرض إلى بداية نشأة الحركة الصهيونية في فلسطين ومن ثم تظهر لنا المظاهر العديدة من الوحشية والهمجية في معاملتهم لأهل فلسطين أصحاب الأرض والتاريخ كما تقدم الرواية للقارئ توثيق في صور قوية وحية بالدراما عمّا حدث في مذبحة دير ياسين، ولتؤكد وحشية أعداء الإنسان الصهاينة، وهذا ما حاولنا أن نقدمه أيضًا لكل مشاهد بالعرض واختتم»حمزة»نقدم بالعرض من خلال فريق الكورال مختارات من قصائد شعر محمود درويش المتميزة من بينها» قصيدة عن إنسان، ومختارات من قصيدة الأرض، ونتمنى أن تصل رسالة العرض للجمهور وأن يسعد به كثيرًا.
ساندرا هون
آلام الفقد
فيما قالت »نانسي نبيل” أنها تقدم بالعرض المسرحي شخصية «ساندرا هون» طبيبة الأمراض النفسية الألمانية اليهودية التي تتعرض للاضطهاد من قبل هتلر أثناء حكمه وتهرب من محارقه لليهود الألمان، وتحكي ما تجرعته من آلام الفقد حيث فقدت الكثير من أفراد عائلتها وفي مقدمتهم أمها وأبيها بجرائم مليشيات هتلر، وعندما تعلم “ساندرا هون” بخبر انتحار هتلر تُسرع عائدة إلى بلدها ألمانيا وأوضحت”نانسي”أنها برحلتها المريرة بالحياة تحكيها من خلال شخصيتها بالعرض، وتوضح كيف فقدت والديها ومن بعد ذلك تفقد زوجها وابنها والعديد من أسرتها وأحبائها، ويستمر فقدانها لأهلها وأحبائها في الفترة ما بعد انتحار”هتلر»أيضًا، مع وجود ”ألبرت هيرمان” بفعل تتابع عمليات الاغتيال المستمرة التي استهدفت يهود ألمانيا، ومن ثم تتصاعد الأحداث لتعيش ”ساندرا هون” في ألم وعذاب وبتصاعد أحداث العرض تقابل»ياسين” الفلسطيني الذي لا يحمل لها أي شر أوأذى غير أنها أصبحت لا تثق في أحد بعد ما حدث لها ،وتصبح مريضة بالوسواس والشك في الجميع من حولها وفي كل ما سيحدث بعد ذلك، لكنها رغمًا عنها تتعاطف مع” ياسين”، ويجذبها له إيمانه وصدقه وإخلاصه في دفاعه عن قضيته ووطنه وأهله،
وتابعت »نانسي» تتسم الطبيبة أنها تحمل عقلًا ناضجًا مفكرًا وهي أيضًا فنانة تعزف البيانو، وتحمل إعجابًا تجاه «ياسين” وتشعر أنها أحبته غير أن ذاك الحب وهذه المشاعر يُحكم عليها بالفشل، وبالأحداث تنشُد “ساندرا هون” فقط أن تصل إلى مكان “إيفا براون” عشيقة هتلر وزوجته وتحاول”ساندرا”بكل حيلها العديدة أن تصل إليها هيّ قبل أي أحد آخر وتُنقل”ساندرا”هذه المعلومة لليهود ومن هنا يُدرك “ياسين”أنها لا يهُم «ساندرا” غير الانتقام ثأرًا لنفسها وأسرتها وأهلها من اليهود.
الشخصية الدرامية
وأضافت ”نانسي نبيل”: في رحلتي مع تقديم الشخصية الدرامية ”ساندرا هون” بالعرض بذلت جهدًا كبيرًا وصاحبني العناء فهي شخصية درامية صعبة ومركبة غير بسيطة تتنوع فيها وتزدحم الأحاسيس، وتمر بأحداث متعددة ومختلفة،وتعيش حالات شعورية مختلفة ومتنوعة عديدة في زمن درامي قصير وزمن للمسرحية لا يتخطى الساعة والنصف فتنتقل الطبيبة من حالة شعورية إلى أخرى في وقت قصير جدًا وكنت كممثلة أسعى وأحاول بكل جهد أن أصل إلى سمات الشخصية الدرامية المختلفة في كل الحالات بقوتها وصدقها وخوفها وذكائها أتنقل بوضوح واختلاف في الأداء من حالة للأخرى وأثرت الشخصية بي كثيرًا ومجهود كبير، وعشت معها حالات شعورية أنهكتني نفسيًا ،وقدمت بها العديد من مهارات الأداء من التمثيل والرقص والغناء فهي شخصية مشبعة فنيًا و تلك المهارات أسعدتني والشخصية الدرامية أضافت لي الكثير.
الشغف والحب الكبير
وأكدت”نانسي نبيل”مسرحية”فيرماخت”تجربة مختلفة، وأشارك فيها بكل جد وإخلاص وصدق فمع كل عرض مسرحي نقدمه يجب أن يملأنا الاحترام والإخلاص للمسرح وهدفنا إسعاد جمهوره واستمتعت كثيرًا بمشاركتي بهذا العرض الممتع، والمسرحية هي أول مشاركة لي بعروض الثقافة الجماهيرية ومع المخرج المجتهد محمد حمزة ومع هذا الفريق، وهذه التجربة أعادت إلى ذاكرتي و مخيلتي مشاركاتي بعروض مسرح الجامعة حيث تتشابه مع مسرحيات الجامعة التي يغمرها التفاني والحب الكبير والإخلاص المتميز لكل تجربة من كل مشارك في العرض رغم الميزانية المحدودة لكنّا نقدم العرض بشغف الفريق والحب الكبير للمسرح وشهدت معهم استمرار بروفات العرض باليوم الواحد لأكثر من 12 ساعة من بروفات التمثيل والرقص والغناء، وكان هذا دافعًا كبيرا لي إلى استكمال التجربة وحبي لها، وفي انتظار تقديم ليالي العرض للجمهور لأننا سنتدراك منها كل تفاصيل العرض ونسعى بكل ليلة وراء الأخرى لنقدم للجمهور الأفضل وننشد فقط أن يسعده العرض ويسعد بنا جميعًا وبتجربتنا الجديدة.
ياسين الزيداني
وطن محتل وأمل قادم
وقال »محمد رزق» الذي يقدم شخصية »ياسين الزيداني» من أهل دير ياسين: أن ياسين يُعبر عن حالة كاملة لجيلٍ عربي كان يعيش قبل إعلان إسرائيل كدولة، وهذا الجيل كان سلاحُه المقاومة يتسم بالنبل والشرف والدفاع القوي عن قضيته غير أنه أيضًا كان يتسم بالسذاجة والتخبط، وتابع »رزق»: ياسين شاب عربي فلسطيني الهوية نشأ في قرية دير ياسين، متعلم ويشارك مع المقاومة ضد عصابات الهجانة الصهاينة في الخفاء، ويُقتل والده من قبل أحد المستوطنين اليهود فيثأر ياسين لوالده ويَقتل ذاك المستوطن ومن ثم تجتاح ميليشات اليهود بلدته وتُقتّل وتُذبح أهل قرية دير ياسين جميعهم وينجو هو من المذبحة وتتصاعد الأحداث بالعرض ويكتشف ياسين بعد ذلك أن زوجته التي تحمل ابنه جنينًا في رحمها والتي وجدها قبل عام علي باب قريته ممزقة الملابس ومجهولة الهوية هي »إيفا براون» عشيقة »أدولف هتلر» في زمن سابق، وأن اليهود اجتاحوا «ديرياسين»من أجل البحث عنها وليس انتقامًا منه فقط وتهرب «براون»إلى ألمانيا عندما يتضح لها من الإشارات والمعلومات أن «هتلر» قد عاد فيقرر »ياسين» أن يسافر إلى ألمانيا متخفيًا يحمل أملًا أن يجد زوجته وأن يصل من خلالها إلى «هتلر» مصدقًا ذاك الخبر الذي أشيع بين الجميع أن هتلر مازال على قيد الحياة وهو من سيساعده على خلاصه وخلاص أهله من ظلم اليهود
واختتم »محمد رزق» هناك العديد من المفاجآت والأحداث الصعبة التي تحدث في رحلة ياسين بالعرض المسرحي، والشخصية الدرامية »ياسين الزيداني» تعبر عن الشاب العربي بأحلامه وبغيرته علي بلده وبقوميته وبطولاته ضد المحتل وكذلك أيضًا ما يحمل من السذاجة وقلة الحيلة في بعض الأحيان تجاه ما يواجه من أحداث صعبة وعظيمة في حياته.
فطين الصديق الحميم
فيما أوضح ”أسامة القزاز” أنه يقدم: شخصية ”فطين” صديق ياسين الزيداني كأخ له وهو من أهل دير ياسين وصديقه الحميم والمخلص له برحلة حياتهما معًا، وعمره 30 عامًا، ويتسم بأنه مناضل وثوري وكل ما يشغله هو حرية وطنه والدفاع عن قضيته حيث الحفاظ على الأرض المقدسة «فلسطين» من كل مغتصب ومن الصهاينة كما يتسم «فطين» بالفطنة والذكاء والرزانة هو لا يهاب أحد ويظهر العرض أنه أكثر ذكاءً من ياسين الزيداني الشخصية الدرامية الرئيسية بالعرض، وتابع »أسامة القزاز” ويربط ”فطين” بين الكثير من خيوط دراما العرض وتَتَابع الأحداث وتصاعدها،حيث يقوم”فطين» بتوجيه “ياسين الزيداني” في كثير من الأمور ،وهو أول من يعرف أن زوجة ياسين ”عانوت» الخرساء هي «إيفا بروان» عشيقة “هتلر” وزوجته من قبل ويعرف »فطين» ذلك من خلال حبيبته اليهودية التي تتعرف على »براون» من خلال صورتها مع هتلر والبحث عن حقيقتها، ومن ثم يقنع فطين ياسين بأن يسافر إلى ألمانيا ليبحث عن زوجته التي هربت من قريتهم »دير ياسين» وقت هجوم الصهاينة على القرية، وعندما يتأكد فطين أن »أدولف هتلر» مازال على قيد الحياة يُقنع ياسين بذلك ويرشده لأن يسافر ليصل إلى زوجته لتساعده في الوصول إلى هتلر ظنًا منهم أنه قادر إنقاذ فلسطين بتخلص هتلر من جديد من اليهود
سير الأحداث الدرامية
وأكد”القزاز»يسعى الصديق “فطين» إلى كل السبل لإقناع ياسين» بالسفر ويحجز له على سفينة ستسافر إلى ألمانيا ليبحث عن “إيفابراوان” “عانوت” والتي تحمل جنينًا من “ياسين” فيعرف بذلك هتلر ويحمي الطفل الجديد من اليهود وأهله الفلسطينيين من مذابح اليهود، كما يساعد “فطين” ياسين بأن يعطيه أوراقًا خاصة ليصل بمساعدتها إلى الطبيبة النفسية الألمانية اليهودية ”ساندرا هون” التي كانت تقوم بعلاج”إحدى الصحفيات التي تمتلك أدلة قاطعة تثبت أن «هتلر» مازال حيًا، وكذلك كانت تُعالج بهذه المستشفى “إيفا بروان” باسم آخر «ريتا بورمن» لإخفاء هويتها ،ومن هذا يتضح أن فطين يساعد ياسين بكل المعلومات التي توجهه وترشده ،والتي تساعد على تتابع وسير الأحداث الدرامية بالعرض، واختتم أسامة القرزاز ”بنص الرواية” تموت شخصية «فطين بينما في نص العرض المسرحي “فيرماخت” بعد إعداداه من قبل المخرج يستكمل رحلته مع شخصيات العرض ولا يموت، ودوره ينتهي بعد أن يساعد “ياسين» في الوصول إلى ألمانيا ليحقق هدفه.
فريق العرض
العرض المسرحي »فيرماخت» (هتلر عاد ليبدأ جحيمكم) من تمثيل في أدوار أهل دير ياسين: محمد رزق في دور »ياسين الزيداني»، آية أبو زيد في دور أم سعد، أسامة القزاز في دور فطين، محمد سعيد حجاج في دور»الشيخ منصور»، غدير سعيد في دور نادية الغيداني، ورفيدة في دور فادية الغيداني، ويقوم بأدوار الشعوب العديد من ممثلين الفرقة فأهل دير ياسين هم الممثلون محمد دماراني، كنزي عز الدين، إنجي عيد، ندى سمير، عبد الرحيم محمد، فهد إيهاب ،أدهم الجزار ،فتحي عاطف يوسف مصطفى، عبد الله إبراهيم، شيماء،
وفي أدوار اليهود تقدم دور الطبيبة النفسية»ساندرا هون»الممثلة نانسي نبيل، وسامح بدره يقدم دور»ألبرت هيرمان»، محمد جدو يقدم دور» ناحوم»، أحمد عادل(دولا)يقوم بدور بيتر هون ومشاركة الممثلين مارينا برزي، رامي حسام، ويقوم بدور جنود اليهود: هدير نبيل، محمد رأفت، محمد موسى، ندى سعيد ،إنجي عيد، بينما يؤدي دور الألمان عمر شعبان في دور »هتلر» عالية شلبي في دور »إيفا براون»، عزة حسن في دور »نيكول»، عمر محمد في دور المذيع، هاشم رجب في دور المحقق خالد سليمان في دور »رجل الكاميرا»، ويُقدم أدوار «جنود الألمان»كريم محمد، وكريم محمود،
ويؤدي أغنيات المقاومة فريق الكورال بالعرض وهم شروق جمال، إسراء الشريف، محمد صلاح، عبد الله بومدين، سارة شبل هدير أحمد، عبد الله محمد،
العرض المسرحي »فيرماخت» من تصميم إضاءة أبو بكر الشريف، وتصميم الديكور للدكتور حمدي عطية، منفذ ديكور خالد صالح، ملابس هاجر كمال، إكسسوارات مارينا برزي، مكياج روبي مهاب، وتصميم وتنفيذ قناع «ماسك»المقنع دكتور محمد سعد،
وتدريب التمثيل بالعرض لأحمد سعد، مدرب كورال ومطرب العرض محمد طارق،تأليف موسيقي وألحان رفيق يوسف، والعرض أشعار إبراهيم هيكل ،واستعراضات ودراما حركية هاني فاروق، ساعد في التصميم عبد الله يحيى، ومحمد يحيى، أحمد عبد الوارث، فايزة شامة، مخرجين مساعدين عادل عبد الباسط ،ومصطفى سليم، وخالد سليمان، وبيجاد هدايت ،مخرجين منفذين ماندو سعد صهيب امجد إيهاب تأليف د عمرو البدالي إعداد وإخراج محمد حمزة.
ويقدم العرض المسرحي»فيرماخت»(هتلر عاد ليبدأ جحيمكم ) لفرقة القاهرة الكبرى المسرحية بفرع ثقافة القاهرة بإقليم القاهرة الكبرى وشمال الصعيد من إنتاج الإدارة العامة للمسرح التابعة للإدارة المركزية للشئون الفنية بالهيئة العامة لقصور الثقافة، وبإشراف رئيس الإقليم جلال عثمان، و رئيس قسم المسرح بالفرع محمد سعد، رئيس الشئون الفنية هاني السيد، و مدير عام ثقافة القاهرة دكتورة جيهان حسن، مدير الإنتاج حنان محمد.
 


همت مصطفى