المسرح الأسود وتطوير عروض الطفل في رسالة دكتوراه

المسرح الأسود وتطوير عروض الطفل  في رسالة دكتوراه

العدد 726 صدر بتاريخ 26يوليو2021

تم مناقشة رسالة الدكتوراه بعنوان «توظيف المسرح الأسود في تطوير عروض مسرح الطفل في مصر في الفترة من 2000 إلى 2020» مقدمة من الباحث شريف حمدي محمد، وتضم لجنة المناقشة الدكتورة نبيلة حسن محمود، أستاذ التمثيل والإخراج بأكاديمية الفنون وعميد المعهد العالي للفنون المسرحية بالإسكندرية (رئيسًا)، والدكتورة رانيا فتح الله، أستاذ التمثيل والإخراج بكلية الآداب جامعة الإسكندرية (مشرفًا)، والدكتور محمد عبد المنعم، أستاذ مساعد التمثيل والإخراج بكلية الآداب جامعة الإسكندرية (مناقشًا). والتي منحت الباحث من بعد حوارات نقاشية انتظمت وفق شروط ومعايير أكاديمية درجة الدكتوراه.
وجاءت رسالة الدكتوراه الخاصة بالباحث كالتالي:
جاءت فكرة هذا البحث من خلال مشاهداتي لما يقدمه المسرح المدرسي ومسرح الثقافة الجماهيرية ومسرح الدولة للطفل من عروض خلال الفترة الماضية، والتي اعتمدت علي مسرح العرائس، أو مسرح الطفل ويقدمه الطفل أحيانًا وأحيانًا يستعاض عنه تمامًا بالكبار .
وقد شاهدت قليلًا من التجارب باستخدام تقنية المسرح الأسود لبعض المخرجين، وقد اجتذبت الجمهور من الأطفال والكبار معًا، مع عدم وجود أشكال كافية في عروض مسرح الطفل في مصر، وقد كان «المسرح الأسود« بالنسبة لي مجرد مسمي لنوع من المسرح يقدم للطفل قبل مشاهدة هذه العروض، والتي أعتبرها نماذج هامة خلال العشرون عامًا الماضية، ومن هنا قررت أن أقوم بالبحث في تقنيات هذا النوع من المسرح الذي قد يراه البعض بأنه نموذج ثابت لا توجد به تقنيات إخراج باعتباره يعتمد علي تقنية واحدة «الألترا« والملابس السوداء والوحدات الفوسفورية !
أما إذا بحثنا عن تاريخ ظهوره، فلقد نشأت بوادر المسرح الأسود في الصين، واستخدموا من ضمن تقنياته أضواء الشموع ليحققوا عروض الظل، وفي القرن الثامن عشر انتقلت تقنية عروض الظل إلي اليابان واستخدمت في عروض الدّمى، وفي أوائل أيام السينما استخدم جورج ميلييس George Méliès (1861 - 1938) وغيره تقنية الأضواء السوداء وخداعها ليشكل الصور التي يبغيها.
 أما المسرح الأسود الحديث فقد نشأ في الخمسينات علي يد الفرنسي جورج لافيلي George Lafaye الذي عرف بأبي المسرح الأسود . وفي ذلك الوقت تم أختراع المصباح فوق البنفسجي، وخلال الستينات والسبعينات تطور في براغ عاصمة تشيكوسلوفاكيا وتم استخدام الإضاءة فوق البنفسجية، وكانت تدعي أيضًا «الإضاءة السوداء« والمسرح كله دعي بالمسرح الأسود . وقد انتقل لأنحاء أوروبا ووصل للعالم العربي ومصر خلال السنوات الماضية من خلال الترجمة والزيارات والمهرجانات المسرحية المتعددة .
أهمية البحث:
لازال المسرح الأسود حتي الاّن غير معروف بالصورة الكافية في عالمنا العربي وكذلك مسرحنا المصري فلم يلقي روجًا كافيًا، ولم يتعرف عليه كثير من المسرحيين ليتمكنوا من الاستفادة منه، وهو نوع من المسرح يتناسب بشدة مع عروض مسرحيات الأطفال لما يتمتع به من خيال وإمكانيات وحلول خلاقة وهو يتخذ بعدًا جماليًا وتعبيرًا مختلفًا ويحقق إبهارًا بصري من خلال إمكانيات وتقنيات مختلفة تسمح للمخرج المبدع بتوظيف خياله بصورة غير عادية اعتمادًا على الممثلين والعرائس والموتيفات وقطع الديكور..إلخ التي تبدو في فراغ تام، وتتحرك بحرية تامة وهو جذاب للصغار والكبار أيضًا ومن الممكن أن يتغلب المسرح الأسود على مشكلة قلة العدد في عروض الأطفال أو المدارس، والعرض قد لا يتعدي 30 دقيقة لكنه يحقق مغزي ومتعة فنية وبصرية كافية.
لذا فمن خلال إلقاء الضوء علي تقنيات المسرح الأسود الذي رأينا بعض تجاربه في السنوات الأخيرة، ومن خلال إلقاء الضوء علي كيفية توظيف تلك التقنيات في العروض المسرحية يمكن لشباب المخرجين الاستفادة من تلك التقنيات وتوظيفها لتقديم عروض إبداعية للطفل، ومع تطور المسرح في القرن العشرين بفضل التكنولوجيا التي أصبحت تهيمن على معرفيات العصر من خلال تقنيات المسرح الرقمي وال video mapping أري أنه يمكن أيضًا الدمج بين المسرح الأسود والمسرح الرقمي ليكمل كل منهما الآخر.
إشكالية البحث:
عدم وجود أشكال مسرحية جديدة للطفل بالرغم من استخدامها بكثافة في الغرب، وأري أن مسرح الطفل في مصر بحاجة للتطور من خلال استخدام تقنيات وحلول إبداعية، خاصة أن عروض الأطفال تحتاج إلي خيال وإبهار في الصورة.
ومع انتشار العروض التي تستخدم الوسائل التقليدية في الإخراج مثل تقنية البلاي باك، وتوظيف الكبار للأدوار الرئيسية في عروض الأطفال وتهميش أدوار الأطفال، والديكورات التقليدية المكلفة لمجرد تحقيق صورة فنية وكذلك عروض مسرح العرائس التي قد يفتقد بعضها للمضمون وتقدم بصورة تقليدية، ونحن نواكب الحداثة وما بعد الحداثة، لذا أري أن «المسرح الأسود» من الممكن أن يتم الاستفادة من تقنياته لتقديم عروض فنية تتمتع برؤي جمالية مختلفة وبقدرة هائلة علي نقل أوتغير المناظر والزمان والمكان وتقديم المشاهد الخيالية والفنتازيا، وأن يتم كذلك مسرحة الأعمال الروائية أو القصصية التي تصور عدة أماكن وأزمان بكل سهولة.
أهداف البحث:
1-التعريف بالمسرح الأسود وتقنياته الفنية.
2- التركيز على دور المخرج (قائد العمل) بدءًا من أختيار النص، وعمله مع المحركين والمصممين في مثل هذا المسرح الذي يعتمد علي الإبهار.
3- حصر العروض التي قدمت في مصرفي الفترة من 2000 إلى 2020 موضوع
الدراسة، وحركة المسرح الأسود في مصر قبل الفترة المشار إليها.
4- الدراسة التطبيقية علي نماذج من العروض لنري كيف ساهمت هذه العروض في تطوير مسرح الطفل في مصر برغم ندرتها حتي يتمكن شباب المخرجين والباحثين الإستفادة من هذه الدراسة.
الفصل الأول: تقنيات الإخراج في المسرح الأسود
ويتناول فيه الباحث المسرح الأسود مفهومه ويتطرق له تاريخيًا لنعرف بدايته وتطوره وصولًا للعالم العربي ومصر، وتقنياته الإبداعية، ودور المخرج في التعامل مع جميع عناصر العمل الفني.
فجاء تقسيم الفصل إلى مبحثين :
المبحث الأول: مفهوم المسرح الأسود وتاريخ المسرح الأسود
المبحث الثاني: تقنيات المسرح الأسود
الفصل الثاني: تطبيقات على فاعلية عروض مسرحية مصرية باستخدام تقنية الصندوق الأسود.
وهذا الفصل تطبيقات على عروض مسرحية مصرية في الفترة المشار إليها باعتبارها الفترة الأخيرة التي برزت فيها بعض تجارب المسرح الأسود القليلة.
وقد قسم الفصل إلي مبحثين :
المبحث الأول: عرض تسي تسي إخراج الراحل محمد عبد القادر نموذجًا
المبحث الثاني: عرض سمكمكينو إخراج رانا بركات نموذجًا
الفصل الثالث: تطبيقات علي فاعلية عروض مسرحية مصرية باستخدام تقنية (الستائر الضوئية).
وهذا الفصل تطبيقات علي نموذج آخر لهذا النوع من المسرح في الفترة المشار إليها، وقد قسم الفصل إلى مبحثين:
المبحث الأول: عرض أحنا بنحب الحياة إخراج عاطف أبو شهبه نموذجًا
المبحث الثاني: عرض خيالات إخراج محمد فوزي نموذجًا
مسرح الطفل
جاء في المعجم المسرحي مفهوم مسرح الطفل بأنه: «تسمية تطلق على العروض التي توجه لجمهور من الأطفال يقدمها ممثلون من الأطفال أو من الكبار وتتراوح في غايتها بين التعليم والإمتاع».
ويعد مسرح الأطفال واحدًا من الوسائل التربوية والتعليمية التي تسهم في تنمية الطفل تنمية عقلية وفكرية واجتماعية ونفسية وعلمية ولغوية وجسمية، وهو فن درامي تمثيلي موجه للأطفال يحمل منظومة من القيم التربوية والأخلاقية والتعليمية والنفسية على نحو نابض بالحياة من خلال شخصيات متحركة على المسرح مما يجعله وسيلة هامة من وسائل تربية الطفل وتنمية شخصيته لا سيما وأن الطفل يرتبط ارتباطًا جوهريًا بالتمثيل منذ سنوات عمره الأولى عندما كان يُحول خياله الإيهامي إلى لعب فهو مسرح إيهامي يؤلفه ويخرجه ويمثله الطفل ذاته لذلك تكون علاقة الطفل بالمسرح علاقة اندماجية وهنا تكمن أهمية هذا المسرح وخطورته.
المسرح المدرسي
يعتبر فرقة أو مسرح من الهواة تشرف عليه المدرسة أو مؤسسة تربوية هدفها التسلية للطلبة وتثقيفهم وتدريبهم على فنون المسرح بأنفسهم وقد تتعدى أهداف الترويح والتسلية إلى آبائهم ومعارفهم.
فالمسرح المدرسي هو نموذج أدبي فني يحدث تأثيرًا تربويًا في المتلقي معتمدًا على عدة عناصر أدبية منها الحبكة الدرامية والشخصيات والحوار والجو العام والصراع وتقنيات مساعدة منها الأزياء والأكسسوارات والإضاءة والمؤثرات الموسيقية والديكور ومناظر المسرحية.
يقول أحمد صقر: «إذا كان المسرح المدرسى يقترب كثيرًا من المسرح باعتباره فنًا من الفنون الأساسية التى عرفها الإنسان ومارسها منذ العهود القديمة فإن المسرح المدرسى يحتفظ بفلسفة وأهداف خاصة تتناسب مع طبيعته ووظيفته الأساسية».
مسرح خيال الظل
اصطلاحيًا «خيال الظل لون من الفن التمثيلى الشعبى، وهو لغة: الخيال ما تشبه لك فى اليقظة و الحلم فى صورة، ويعرف هذا الفن بعدة أسماء من أهمها خيال الظل، ظل المسرح،طيف الخيال، شخوص الخيال، خيال الستار، ذى الخيال».
وهو لون من الفن التمثيلي الشعبي، ينشأ من تحريك شخوص جلدية كاريكاتورية بين مصدر ضوئي وشاشة بيضاء تسقط عليها ظلال هذه الشخوص التي صممت على الشاشة بحيث تظهر نقوشها وألوانها، وهو فن مسرحي متكامل - لا سبيل إلى إنكاره - يقوم على إخراج قصة ذات حبكة وشخصيات، فيقدمها بالتمثيل من خلال الشخوص والحوار والفعل، بدلاً من سردها سردًا، وما يختلف به خيال الظل عن المسرح هو اعتماده على الدمى بدلاً من البشر، أساسًا في التمثيل.
مسرح الدّمى (العرائس)
في مسرح العرائس تتجسد الحياة في الدمى، فتتحرك، وتتكلم، وتفكر، وحياتها تلك تبدو للناظرين شيئًا باهرًا يجعلهم كبارًا وصغارًا يتعاطفون معها، ويقبلون عليها، ويفتحون لها قلوبهم وعقولهم.
هذا الإقبال على مسرح العرائس، جعله من أقدر الوسائل التعليمية على إبراز الأهداف التربوية، وتأكيدها وترسيخها.
إن القصة التي تقدمها تلك العرائس، مع ما يرافقها من حركات مثيرة ومؤثرات صوتية وموسيقية وأجواء موحية، تشكل عاملًا فعالًا في تثبيت المعارف والخبرات واكتساب المهارات، وترسيخ القيم والعادات والأخلاق وتعميق المشاعر القومية والوطنية والإنسانية.
الأراجوز
أراجوز أو القراقوز وهناك من يسميها دّمى متحركة هي كلمة ذات أصل تركي لكلمة «قره قوز»، والتي تتكون من مقطعين هما «قره» بمعنى سوداء و»قوز» بمعنى عين، وبذلك يصبح المعنى العام لكلمة «قره قوز» هو ذو العين السوداء، وذلك دلالة على سوداوية النظر على الحياة.
الأراجوز هو أحد الأشكال التي تنتمي لما يعرف باسم (مسرح العرائس) وهو علي وجه الدقة عبارة عن دّمية قفاز.
أما عن شكل المسرح، ينقسم مسرح الأراجوز إلى مساحتين «داخلية وخارجية»، فمن الخارج هو عبارة عن عربة علي هيئة متوازي مستطيلات، رُسم وكُتب عليها من المساحتين الكبيرتين وأحد الأوجه الصغيرة صور للأراجوز وبعض الشخصيات التي تشاركه في تمثيلياته، أما واجهة العربي فتحتوى علي باب تحجب ما بداخله ستارة سوداء، ويرتفع عن الأرض مسافة 60 سم، ويصل ما بين المستويين سلم خشبي ذو ثلاث درجات.
وتقف العربة علي أربع عجلات وهي متنقلة بين الأحياء الشعبية حسب الموالد والأعياد، أما إذا نظرنا إلي العربة من الداخل فهي عبارة عن مسرح بكل معايير البناء المسرحي في أبسط أشكاله، فهي عبارة عن منطقتين أساسيتين تفصلهما مسافة خالية. المنطقة الأولى هي منطقة اللعب أو التمثيل وهي مقسمة بدورها إلى جزئين تفصلهما مسافة أيضا، الجزء الأيمن وهو المكان الذي يجلس به المساعد وطبلته، والجزء الثاني «الأيسر» خاص بالأراجوز ولاعبه، وهذا الجزء عبارة عن جانب من الخشب مواجه للمتفرج على ارتفاع حوالي مترًا، والجانب الآخر مفتوح يواجه المساعد ولا يرى ما بداخله المتفرج، أما الجانبان الآخران فأولهما الجانب الأيسر للعربة، وآخرهما خلفية العربة، أما عن منطقة الفرجة فهي عبارة عن صفوف من الأرائك بينهما مسافة تسع رجل أو صبي، وهناك مسافة فاصلة بين المنطقتين تساعد الحضور علي رؤية الأراجوز.
مسرح الماريونت
تختلف دّمى المسرح عن دّمى الماريونيت التي يُحركها الفنان من الفوق بخيوط متصلة بأعضائها المختلفة، كما تختلف عن دّمى خيال الظل المسطحة، وإن كانت دّمي الماريونت تعتبر نوع من فنون العرائس يحركها اللاعب بخيوط مثبتة في الأجزاء المراد تحريكها في العروسة وفق دورها، ويتراوح عدد هذه الخيوط إلي حوالي أربعين وذلك وفق الحجم والدور الذي تؤديه العروسة، حيث تتطلب مهارة عالية في الصنع، وتمتاز باتساع مجال الحركة والليونة.
ويغلب على العرائس ذات الخيوط أنها تلعب الأدوار التي يغلب عليها طابع التسلق والحركة والقفز والحركات البهلوانية، والحركات غير العادية، كما يكون محرك العرائس ماهرًا فيستطيع تحريكها بشكل يعبر عن سلوكيات وتصرفات بسيطة بتصرفات الشخصية الحقيقية.
مسرح الأشياء
يقول محمد حسين حبيب: هو المسرح الذي شاع حديثًا في عدد من المنصات المسرحية العالمية والعربية. وكان هذا المسرح قد ظهر أولًا في فرنسا عام 1970 على أيدي جاك تمبليرو وشارلو لومان وتانيا كاستان.
وقد عرفته الناقدة الجزائرية جميلة مصطفى الزقاني، بأنه ذلك المسرح الذي يعتمد على تكريس مبدأ الابتكار والإبداع لدى الطفل حيث يعمد المخرج إلى تسخير بعض الأشياء التي يرميها الأطفال ومن ثم توظيفها مسرحيًا لأهداف تربوية وأخلاقية وجمالية، إلا أن مسرح الأشياء ليس مقتصرًا على الأطفال فحسب فيمكن أن يكون لمسرح الكبار أيضًا لأنه يحلق أحيانًا في نسج وصياغة معاني ودلالات بليغة خارجة عن وعي الطفل.
وعليه يمكن القول هنا: إن مسرح الأشياء هو المسرح الذي يعتمد على الخامات المادية طبيعية كانت أم مصنعة ومسرحتها بوصفها ملحقات مسرحية من شأنها الخروج بمعان عميقة صادمة تثير دهشة التلقي.
وفي مسرح الأشياء يقوم المحرك بتحريك الأشياء في النور و أمام الجمهور بحيادية تامة فالمهم هو حركة الأشياء التي تحقق معني المشهد.
المسرح الرقمي
نستطيع أن نتوصل إلي تحديد إجرائي بضوء الإطار الجمالي للفن ومفهوم الإطار الإنساني للإبداع أن (المسرح الرقمي) هو ليس مسرحًا رقميًا بمعني الخلق بالمعادلة الصفرية ولكنه المسرح الذي يعتمد علي معطيات التقنية الرقمية في بناء وسائط معالجته الفنية للإضاءة والمنظر والمؤثرات الصوتية بما يثري رؤية الإخراج جماليًا وفنيًا وذلك يمكن تسميته (مسرح التقنيات الرقمية) تجنبًا لخلط المفهوم والتماسًا للتحديد المفهومي الأدق.
 


ياسمين عباس