رقم سومرية «حبل سري لن ينقطع» للكاتب علي عبد النبي الزيدي

رقم سومرية «حبل سري لن ينقطع»  للكاتب علي عبد النبي الزيدي

العدد 721 صدر بتاريخ 21يونيو2021

كتاب «رُقمٌ سومريَّة (حبلٌ سريٌّ لن ينقطع)» للكاتب المسرحي العراقي علي عبد النبي الزيدي هو نتاجُ ورشة التأليف المسرحي التي نظمها اتحاد الأدباء والكتاب في ذي قار- نادي المسرح مطلع عام 2021، وقد أعلن أن هذه الورشة ستستمر لثلاثة أيام فقط، ولكنها استمرت لأكثر من ثلاثة أشهر بالاتفاق والمساندة من الاتحاد والنادي.
وقال الكاتب علي عبد النبي الزيدي: كنتُ أتواصل مع شباب الورشة بشكل يومي تقريباً عن طريق كروب الوتساب وسواها من وسائل الاتصال الأخرى. ومنذ اليوم الأول من ورشة التأليف أشرتُ لهم: (بأنني أحلم أن نخرج بكتاب يحتفي بنصوصكم في داخله) كنتُ أرى السعادة بارزة في عيونهم أن يتحقق هذا الحلم الجميل، ليكون هناك كِتاباً مشتركاً يضمّ الجميع بنصوصهم المسرحية التي أردتها قصيرة كـ (بروفة) أولى لنصوص قادمة لهؤلاء الشباب الذين أرى فيهم كتاب مسرح قادم خرجوا من معطف مدينة الناصرية جنوب العراق.
وأضاف الكاتب علي عبد النبي الزيدي: أن تلك المدينة السومرية الموغل بالقدم والجمال والألق خرج منها عنوان الكتاب أيضاً بوصفه يضمّ رُقماً سومرية هي تلك النصوص، ذلك هو الحلم رُغم صعوبة تحقيقه والمتاعب والجهد اليومي بالنسبة لي، ولكن أصبح الآن حقيقة أشعر معها بسعادة لا تُوصف يستحق عشرات الساعات التي قضيتها برفقته، خاصة وأنني أطرح سؤالاً دائماً بمناسبة وغيرها: هل سيأتي بعدنا جيل كتابِ مسرحٍ في العراق؟ كيف يفكر؟ ما هي درجات وعيه وخياله؟ وقدرته الفائقة على استيعاب ما يحدث من مشكلات وقضايا كبرى داخل الوطن والعالم؟ وامكانية هذا الجيل أن يكون مختلفاً يواكب حركة الحياة الجديدة وتعقيداتها وأزماتها المتواصلة؟ كل تلك هي أسئلتي المستمرة والباحثة عن أجوبة.. ربما أجابت عنها هذه الورشة بشكل دقيق ليصعد عندي منسوب الأمل بجيل قادم مع تفاوت مستويات الوعي والخيال وهذا أمر طبيعي.. هو أصلاً عاشته الأجيال التي سبقتنا ونعيشه الآن.
وتابع: لم أكن أريدُ – كعادتي- لهذه الورشة أن تكون تقليدية صاخبة بمقولاتٍ وظيفية.. بمعنى تلك الشعارات والآليات المستهلكة التي لا يمكن لها أن تُنمِّي الوعي والخيال عند المشاركين، وتضيِّعهم في تفاصيلها وتفرِّعاتها المعقَّدة، لذلك لم أكن أرغب بالتحدِّث عن ما هو بديهي والذي يمكن ايجاده في مواقع الانترنيت وقراءته والاستفادة منه دون الحاجة لـ محاضر أو مؤطر لهم، كنت أريد لنفسي ككاتب مسرحي أن أكون على قدر كبير من الاستفزاز لهم، أن يسمعوا شيئاً جديداً فيما يتعلق بروح الكتابة للمسرح وسرِّيتها، منطلقاً من تجربتي الشخصية في هذا السياق، هكذا أفكر.. وأريدُ بذلك أن أجعل (الخيال) عندهم يستيقظ من سباته، وينمو بعد أن أضعهم على الطريق الذي أراها صحيحاً، ففي داخل كل انسان وعاء لا حدود له يمتلئ بالخيال ولكنه ساكن بحاجة الى من يحرِّكه ليس إلاّ.. هذا الخيال بوصفه أهم أداة لفعل الكتابة بشتى أجناسها ودونه لا يمكن أن تكون كاتباً مهماً ومختلفاً.
وأردف: وفي حالة أنك وصلت لتلك المرحلة التي ترحّل فيها كله تصورات للخيال.. لحظتها سيرى الكاتب الأحداث التي يعيشها بشكل مختلف تماماً، ويذهب لما هو أبعد لقراءة هذه القضايا، تلك كانت مهمة أولى لهذه الورشة باتجاه الاكتشاف والتعرِّف على أكثر من ثلاثين شاباً ربما أغلبهم ألتقي بهم للمرة الأولى، بعضهم يلتزم الصمت ويصغي والآخر كثير الأسئلة التي أحاول الإجابة عنها ووضع نماذج لنصوص كتبتها وأخرى عالمية أو عربية لتكون تطبيقية على الآراء والتصوِّرات التي أشير لها داخل الورشة، لم تكن بالمهمة السهلة محاولة أن تُخرج الكاتب المسرحي من أرواحهم بعملية قيصرية كما أظن وتجعله فاعلا ومتحركاً باتجاه انتاج نصوص قادمة. ومن هنا أقول بصوتٍ عال: إنها بروفتنا الأولى.
ووجه الكاتب المسرحي العراقي، الشكر لاتحاد الأدباء والكتاب في ذي قار، قائلًا: لا يسعني إلاّ أن أشكر بشكل كبير اتحاد الأدباء والكتاب في ذي قار متمثلاً برئيسه الشاعر علي الشيال والأصدقاء في نادي المسرح، والكاتب والمخرج المسرحي عباس منعثر رئيساً وعضوية الصديق عباس كاظم وعلي خضير، وهم رجالات مسرح على مستوى الإخراج والتمثيل، هؤلاء كلهم كانوا على قدر كبير من التعاون والروعة والجمال داخل الورشة.
وأشار الزيدي، إلى أن الكتاب يضم النصوص التالية، منها: (نعل ابراهيم) لـ محمد غالب تركي، (حارس القمامة) لـ علاء، (ترنيمه) لـ صمود كامل خلاوي، (مسرحية ردهة 1400) لـ علي السهر، (حياة جديدة) لـ بنين شعيبث، (أنا صورة) لـ محمد قاسم عطيه، (الجنة سجناً) لـ سحاب رزاق ماضي، (بين موت وموت) لـ مرتضى عوده، (حلقة عنق) لـ نغم عدنان ناجي، (حرب البطاقتين) لـ حسين أياد، (رماد وردي) لـ حسين حيدر شاكر، و(سكون بالأحمر فقط) لـ علي سمير جاسم.
 


ياسمين عباس