«أولى المهارات التى يتلقاها المتدربون بالورشة هى عدم المبالغة للدرجة التى تصل للسخرية»

«أولى المهارات التى يتلقاها المتدربون بالورشة هى عدم المبالغة للدرجة التى تصل للسخرية»

العدد 720 صدر بتاريخ 14يونيو2021

استأنفت مدرسة ناس للمسرح الاجتماعي الدراسة بمجمعية النهضة العلمية والثقافية «جزويت القاهرة « بعد اجازة عيد الفطر المبارك لطلاب الدفعة الرابعة ، ويستكمل طلاب الدفعة الرابعة دراستهم بورشة متخصصة وجديدة وهى ورشة «الميلودراما « مع المدرب الإيطالي   « برونو ريجابيلو ، ومن المقرر انتهاء الورشة الأسبوع المقبل ، برونو ريجابيلو فنان مسرح ومخرج إيطالى – برازيلى تلقى تعليمه فى مدرسة الكوميديا بالدنمارك وعمل كمدرس مقيم بمدرسة الكوميديا بكوبنهاجن ومدرسة السيرك فى بولونيا بإيطاليا خلال عامى 2018 و2020 والتى يقوم فيها بتدريس أساليب مسرحية عديدة من ضمنها الكلاون والحكى والمليودراما والكوميديا دى لارتى ، وفى البرازيل حصل على تعليم فى الدراما على منهجية ستانسلافسكى فى مدرسة المسرح بساو باولو وهو فى فرقة المسرح الدولية «ماش ماش « ومقرها فى كوبنهاغن ، والتي تستمر في القيام بجولة في جميع أنحاء العالم من خلال عروضها المختلفة بأسلوب الحكي الجسدي                                                                                                      
وذكر برونو ريجابيلو قائلا  عن ورشة الميلودراما  « ميلودراما كلمة يونانية بمعنى أغنية الدراما ولها أصول أوبراليه ومثل إى اغنية تعزف على مشاعر وأحاسيس المستعمين والمشاهدين وهى لا تفشل فى تسلية الجماهير ، وإمتاعهم مثل الحلم  وهى شىء طبيعى لنا جميعا نحن البشر على الرغم من وقوعنا تحت تأثير الاشياء الغير طبيعية، والتى تتعدى الواقع كما أن الميلودراما مثل لعبه الطفل الذى دائما يحتاج الى البطل والمخلص فى حياته ففى هوليوود يلعبون على فكرة البطل والمخلص وفى الميلودراما دائما يتحدث البطل عن أفكاره الداخليه بصوت عالى للجمهور وفى مدرسة ناس نستخدم الجسد للإرتفاع بمستوى المبالغة، ولكن ليس بشكل كبير ونتعامل بشكل مختلف مع « العنصر الجسدى “ .
وتابع قائلا « هناك شخصيات تتكرر دائما فى الميلودراما مثل البطل والشرير والضحية والشاهد على الواقع كما أن هناك مشاهد أساسية فى الميلودراما ،ومنها مشهد قهر الضحية ،والمشهد الذى تنقلب فيه الأحداث عندما تتحرر الضحية كما أن السينوغرافيا تتناسب تناسبا عكسيا مع الشخصية وفى الميلودراما لا نبحث عن تاريخ الشخصية ودوافعها فالشرير شرير بالسليقة والدوافع النفسية أو الاجتماعية ليست أسباب للشر ، كما أن هناك عناصر آخرى وهى الصدف المبالغ فيها والغير متوقعة .
وعن أهم المهارات التى يتلقاها المتدربون بالورشة استطرد قائلا : « أولى المهارات التى يتلقها المتدربون بالورشة هى عدم المبالغة للدرجة التى تصل للسخرية من الشخصية، أو بمعنى آخر المبالغة مع تصديق الشخصية وتقديمها ولكن ليس بشكل كاركاتيرى ومن المتوقع فى مسرحيات المليودراما ان يضحك الجمهور، ولكن فى هذه اللحظة لايضحكون لأن الشخصية أو الأحداث مضحكة، ولكنهم يضحكون لأنهم يتعرفون على ذواتهم والهدف من الميلودراما  هو السيطرة على الجمهور عن طريق المشاعر مختلفة الاهداف أو بمعنى آخر « اللعب على مشاعر المتفرجين « ، الشىء الثانى والنقطة الهامة بالورشة هى كيفية إستخدام الجسد لتوضيح الميلودراما ، مثل التحرك فى خطوط مائلة للإيحاء بعنصر الزمن الذى يصبح معلقا فى لحظة الادارك التى يتأثر بها الجسد، وهذا لاينطبق فقط على الجسد ولكن أيضا على حركة اليد وتعبير العينين فتصبح جميع المساحات بزواية 45 درجة . 
وعن إستجابه المتدربين للمهارات المختلفة بالورشة قال « سعيد للغاية بتجاوب الطلاب  مع الورشة وفى البداية كانوا مترددين من هذا التكنيك الجديد ولكنهم بمرور الوقت قاموا بتطبيق جميع المهارات بتميز .
مصطفى وافى المنسق الفنى لمدرسة ذكر عن بداية تأسيس مدرسة ناس فقال « كان لدينا فرقة لمسرح الشارع تحت مسمى « الخيال الشعبى” وتم تأسيسها عام 2001 وكانت تحت رعاية جمعية النهضة العلمية والثقافية وكان العمل فى الفرقة منطلق بنفس منهج مدرسة ناس فالفن ليس كهنوات فكانت أعمال الفرقة قائمة على البحث والتقصى، فعلى سبيل المثال عندما قررنا تقديم مسرح غنائى بدأنا فى النزول للقرى وتجميع الاغانى، وكذلك ذهبنا للمركز القومى للطفل وقمنا بتجميع مجموعة من الأغانى للطفل، واعدنا إنتاجها والذهاب إلى أماكن مختلفة وشراء الملابس بتصميمات مختلفة، وهو ما أعطى بعض الافكار الخاصة بفكرة الإنتاج والتدرج وكلهما غير منفصلان ،على سبيل المثال نحن كفرقة نود العمل على مشكلة العنف ضد المرأة، فقررنا  تقديم هذا الموضوع بتكنيك « الكلاون « فنقوم بإستقطاب مدرب خاص بفن « الكلاون “ وقمنا بالعمل على هذا التكنيك لمدة تصل إلى شهرين او ثلاثة أشهر، ثم بعد فترة التدريب بدأنا فى تجميع القصص التى تناقش مشكلة العنف ضد المرأة وقمنا بعمل إرتجالات وكان تأسيسى لمدرسة ناس مع الفنانة ريهام رمزى المدير التنفيذى للمدرسة للإجابة على تساؤل مهم وهو « ماذا بعد الفرق المسرحية « فهناك فرق كثيرة وبعد فترة من  تكوينها تتفكك وتنحل، وهناك أمثلة كثيرة لفرق تكونت ثم تفككت وإنتهت، ومن هنا جاء تفكيرنا فى كيفية مساعدة الأجيال الجديدة فى التعرف على المسرح الاجتماعى وذلك لأننا لدينا رؤية إجتماعية للمسرح .
وإستطرد قائلا « كان تفكيرنا قائم على الوصول للشارع فيكف يتسنى لنا الوصول للجمهور فى الشارع هل نقدم الحكى الشعبى وخيال الظل والعرائس أم نبحث عن وسائل آخرى للوصول للشارع ومن خلال تجربتى فى مسرح العرائس وجدت أن هناك صعوبة أن تصل للجمهور فى الشارع نظرا لما تحتاجه من سينوغرافيا وإضاءة وعناصر مبهرة، وكان تفكيرنا الأول فى تقديم مسرح المقهورين وذلك لفتح حوار بين الجمهور والطلبة ، فقدمنا  اول نموذج للمدرسة بهذا الطريقة وبمرور الوقت بدأنا فى تحسين هذا النموذج 
فعلى سبيل المثال قمنا بعمل منتدى ديمقراطى فى الدفعة الأولى للمدرسة فكان هناك مزج بين التنمية والتربية وهو ما تسبب فى بعض الإرتباك فى عملية التعلم ،وقمنا بعمل نموذج خاص بالتصميم أيضا على سبيل المثال قمنا بعمل ورشة رقص ثم سيرك فأصبح الطلبه يفضلون ورش عن ورش آخرى فأصبح الامر إنتقائى حتى وصلنا للتصميم الإندماجى وهو عبارة عن تحديد ساعات لكل ورشة متخصصة ،وذلك حتى يقوم الطالب بحضور جميع الورش وهو مثال لتحسن النموذج التعليمى علاوة على تحسن النموذج التفاعلى فقد قامت الدفعة الأولى بعمل عرضين والدفعة الثالثة قامت بعمل خمسين عرضا خلال عامين أثناء دراستهم 
وهدفنا فى مدرسة ناس إقامة لغه مشتركة مع الجمهور ونهدف من خلال مدرسة ناس  تخريج عارضين وليس ممثلين، فالعارض يمتلك خبرات أشمل واوسع من الممثل فهو يرقص ويمثل ويؤدى إستعراضات وهكذا.. كما أننا نعمل على عدة مهارات من بينها «الخلق الجماعى « وهو يعنى عدم وجود مخرج ولكن خلق مجموعة من الارتجالات وتطويرها مع وجود من يقيم هذه الارتجالات من الخارج وهو ما يؤدى إلى ما يعرف “بالقائد والتابع” وهو احد التدريبات والميكانزيمات الهامة التى يتعلمها الطالب، كيفية أن تكون قائد وتابع فى نفس الوقت فكيف تكون قائد غير عنيف وتابع ليس مقاوم والغرض من هذا المكيانزيم أن يكون الممثل حى وليس خارج إطار العملية الفنية .
ومن جانبه  أوضحت ريهام رمزى المدير التنفيذى للمدرسة قائلة « بدأنا فى وضع تيمة كل عامين لطلاب المدرسة وكان من بين هذه التيمات الهجرة ، إحترام الآخر والتنوع وهناك خيط أساسى ورئيسى نعمل عليه لكل الدفعات ويربط الدفعات ببعضها البعض وفى الدفعة الثالثة عملنا على تيمة «الهجرة « ومجتمعات الهجرة ،مثل النوبة واللاجئين السوريين فقمنا بالبحث فيما يتعلق بهذا المجتمعات ونحن لا نعمل على نص ولكننا نعمل على مجموعة من الإرتجالات التى تتطور فيخلق الطلاب مسرحياتهم بأنفسهم وهو ما يعرف « بالخلق الجماعى « لذلك أضفنا مادتين هما « الثقافة والمجتمع « « والخلق الجماعى « بالإضافة الى مواد خاصة بالحركة تهدف إلى تطوير مهارات الحركة والرقص وطريقة التعلم فى المدرسة مبنية على الإكتشاف « ألعب وإكتشف “ فجزء من الدراسة هى تقديم العروض وهو بمثابة تعلم لجميع القائمين على المدرسة سواء المدربين او المتدربين أو القائمين على مدرسة ناس وإستطعنا إستقطاب وبناء جمهور فى مجتمعات مختلفة وأصبحوا ينتظرون ما نقدمه من عروض .
 


رنا رأفت