العدد 700 صدر بتاريخ 25يناير2021
استضاف برنامج “وقفات” الذي يقدمه الفنان والإعلامي والمخرج مهدي البابلي، فى حلقته الثانية من موسمه الثالث، التي أذيعت مؤخرا على قناته على اليوتيوب الناقد ورئيس تحرير جريدة مسرحنا محمد الروبى والكاتب والمخرج الفلسطيني المقيم بالإمارات غنام غنام، وفى بداية الحلقة أوضح البابلي أن البرنامج يفتح ذراعيه لكل شخصية عربية فى أي مكان فى العالم، مشيرا إلى أن موضوع الحلقة يدور حول الهيئة العربية للمسرح و جوائزها القيمة، واليوم العربي للمسرح: الغاية والأهداف، موضحا أن الهيئة فرضت نفسها على الساحة العربية المسرحية بقوة وبنجاح متلاحق ومدروس، وأن البرنامج سيلقى الضوء على أنشطة الهيئة والجوائز التي منحتها فى اليوم العربي الذي تم تحديد موعده في اليوم العاشر من الشهر الأول من كل عام.
وفي تعريف ضيفه الأول قال مقدم البرنامج: هو الناقد محمد الروبى، أحد الشخصيات المسرحية المهمة التي أضاءت منطقة المسرح والسينما، وعمل فى مجالات عديدة فى الصحافة، كما ترأس منابر مهمة فى العديد من الفضاءات والمهرجانات العربية والدولي، وهو أستاذ الدراما والتمثيل فى المعهد العالي للفنون الشعبية وعضو مجلس إدارة المركز القومي للمسرح والموسيقى والفنون الشعبية، وحكم فى مهرجانات محلية وعربية وله دراسات نقدية فى العديد من المجلات
وفي حديثه قال الناقد محمد الروبى: اخترت ان أكون ناقدا، وأنا من المؤمنين ان النقد يحتاج قدرا كبيرا من الموهبة إلى جانب الدراسة، وعلى الرغم من أنى أمتلك موهبة التمثيل فإن إختيارى الاساسى كان هو النقد، حيث تفوق موهبتي فيه موهبتي فى التمثيل .
وقال إن اختيار اسم جريدة “مسرحنا “ كان مقصودا، مفاده أنه مسرحنا جميعا، فى محاولة لأن نقول إن هذا مسرحنا العربي، علاوة على أننا نقوم بعمل إطلالات كثيرة ومهمة على المسرح العالمي الذي لا يمكن تجاهله. وعن هوية المسرح العربي تساءل: “ هل نستطيع أن نقول أن المسرح الإنجليزي له خصوصية لا يطالها المسرح الفرنسي على سبيل المثال؟ أجاب: أعتقد أن هناك ملامح تخص المسرح العربي بدءا من اللغة ومرورا بعدة أشياء فى الحركة وفى التقنية ... الخ
وفى النهاية بالطبع هناك مسرح له ملامح عربية ،
وأوضح الروبى أن جريدة مسرحنا منبر جاء بعد غياب طويل وأتاح الفرصة لاكتشاف عدد كبير من المسرحيين المصريين فى الستينيات والسبعينيات من القرن الماضي، مشيرا إلى أن مصر كان بها أكثر من مطبوعة ثقافية متخصصة في الفنون المختلفة، لكنها توقفت على مدار سنوات وصفها بالقحط ، حتى كان تأسيس جريدة مسرحنا من قبل وزارة الثقافة والتي اعتبرها بارقة أمل انتظرها نقاد مصر بشغف، مؤكدا أنها منحت الفرصة لاكتشاف عدد كبير من النقاد الذين تجاوزوا أساتذتهم، معتبرا ذلك شيئا طبيعيا، لأنهم وقفوا على أكتاف من سبقوهم، وأكد الروبي أن الجريدة تحاول عمل توافق بين جميع المسرحيين والنقاد وأنها تشكل فرصة نحاول استغلالها جميعا .
وقد أعرب الناقد محمد الروبى عن سعادته بحصول كل من الناقد عبد الناصر حنفي و الناقد أحمد خميس الحكيم على جائزة أفضل مقال نقدى فى الدورتين السابقتين من دورات المهرجان القومي للمسرح المصري، كما أعرب عن سعادته أيضا بعرض المخرج غنام غنام “سأموت فى المنفى “ مؤكدا أنه آثار لديه العديد من المشاعر، وأنه كان منجذبا للعرض، لدرجة أنه فى بعض الأحيان كان يردد بعض عباراته.
وعن تعامله مع الهيئة العربية للمسرح أوضح الروبي : تعاملت مع الهيئة كناقد يتابع العروض ويبدى وجهة نظره ويقترح مجموعة من المقترحات خلال مقالاته، وأشار إلى أن القائمين على العمل بالهيئة يستمعون لهذه الآراء بإنصات. أضاف: سعدت بتأسيس الهيئة العربية للمسرح التي تذكرني بهيئة أخرى وهى “الهيئة العربية للتصنيع”، التي شيدت فى ستينيات القرن الماضي، وكان هدفها الصناعات الثقيلة، ولكنها تفككت، للأسف الشديد. وعن إمكانية وجود نظرية متكاملة تخص المسرح العربي قال الناقد محمد الروبى: إن وجود نظرية متكاملة تخص المسرح العربي أمر مستحيل معللا رأيه بالقول: إننا نحيا فى عصر منفتح على جميع الأفق، حيث الأسس معروفة فى المسرح، ونحن ننتقل من هذه الأسس إلى آفاق أرحب، وهذا أمر ينطبق على كل الفنون، وتساءل: ما هى النظرية النقدية فى الرواية العربية؟
وفى مداخلته تحدث المخرج والكاتب غنام غنام عن بدايته فى المسرح فقال “ أعشق المسرح وأعتز كثيرا بأني غير أكاديمي وبدراستي بمعهد اللاجئين الفلسطينيين، وقدري دائما يترصدنى بالمسرح، فعندما كنت طالبا كنت بارزا فى الأنشطة وفى مراكز الشباب والأندية وكنت أحلم ويحلم معي الجميع بأن أكون مخرجا، ولكن كانت الظروف السياسية والفقر يقفان عائقا أمام هذا الحلم، وعندما التحقت بمعهد أبناء اللاجئين الفلسطينيين قيد لي القدر أستاذا ومعلما وقامة كبيرة في المسرح والتلفزيون آنذاك وهو الأستاذ محمود أبو غريب وهو من فناني يافا وغزة والأردن وقد علمني وهذبني وجعلني أقرا وزاد شغفي بالمسرح إلى أن احترفت بعد ذلك بسنوات .
أضاف غنام: ثقفت نفسي بنفسي وأعمل بالهيئة العربية للمسرح، وقد تسلمت أولى مهامي في النشر والأعلام وأنا الآن مسئول التدريب والتأهيل فى المسرح المدرسي ومسرح العرائس وفنون الفرجة، فضلا عن عضويتي فى جميعه المسرحيين الأمارتين، ولم أكن عضوا فى احد الفرق لأسباب تخصني، ولكن كل الفرق أصدقائي، قدمت عملا واحدا أثناء فترة وجودي بالأمارات وهو عرض “ليلك ضحى” لفرقة المسرح الحديث بالإمارات، وكتبت عملين مونودراما، وأعكف على عملي الثالث.
تابع المخرج الفلسطيني: “ المسرح عملية متكاملة وعلى المسرحي أن يكون مخلصا لمشروعه، ودائما أجرب فى المسرح لإغناء تجربتي الذاتية، لا أسعى للاستئناف على تجارب الآخرين بقدر سعى للاستئناف على تجربتي الذاتية.
وعن تجربته فى مسرح العرائس قال : لم أكتب أي مسرحية للعرائس، و لكني فصلت صندوقا مختلفا عن كل صناديق العرائس وخلقت فيه فتحات و إضاءات وقدمت أربع أعمال فى فن العرائس بمختلف أطيافه و كان أول أعمالي عرض “ الأمير السعيد” لأوسكار وايلد، وبعد نجاحي وتثبتي فى أمري وإمكانية تقديمي لتجارب شتى فى مسرح العرائس سلمت هذا الصندوق لأبنائي. تابع غنام : الهيئة العربية للمسرح، تعمل على إستراتجية توصي بالاهتمام بفنون العرائس والفرجة الشعبية كفنون مؤسسة، وفى كلمة الأمين العام التي ألقاها فى اليوم العربي للمسرح أشار إلى هذه الفنون إشارة واضحة بأنها الفنون المؤسسة وبالتالى تعمل الهيئة على هذه الفنون، وقد بدأت مشروعي منذ عام 2013 مع أحد الفنانين المتحمسين للعرائس فى الوطن العربي وهو الفنان عدنان سلوم المقيم بالشارقة ونظمنا الملتقى العربي لفنون العرائس والفرجة الشعبية فى الشارقة وفى تونس بالتعاون مع معهد الفنون المسرحية، و وكذلك فى مصر بالتعاون مع قطاع الإنتاج الثقافي ومسرح العرائس، وفى طنجة أيضا بالتعاون مع إحدى الجمعيات ، كما نظمنا السوق العربية وأسهمنا فى تقطير العرائسيين، وكان ضمن مشاريع الهيئة العربية للمسرح مشروع “ صندوق العجب “ وكنت مكلفا به وتم عمل هذا المشروع فى أكثر من دولة منها مصر وتونس والسودان.
استطرد غنام: “ كان المسرح المدرسى أيضا ضمن اهتماماتي، وقد حصلت على عدة جوائز فى مجال المسرح المدرسي قبل أن أعمل بالهيئة ،عام 2011 حصلت على جوائز عديدة فى المسرح المدرسي، وفى دورة 2014 كانت هناك كلمة لأمين عام الهيئة العربية للمسرح سمو الشيخ سلطان بن محمد القاسمي أوضح خلالها أهمية البدء بالمسرح المدرسي إذا أردنا ان نبنى المسرح العربي خلال السنوات المقبلة، ووضعت الهيئة العربية الإستراتجية العربية لتنمية المسرح المدرسي دربنا خلالها ثمانين ألف مدرسا وكنت مسئولا عن هذا الملف، وأشار غنام إلى أن مشاريع ستتم فى القريب العاجل، ستحدث نقلات نوعية واسعة فى هذا المضمار، ليس فقط على صعيد الهيئة العربية فقط، إنما على المستوى العربي.
مؤكدا على أنه ستكون هناك خطوات خلاقة فيما يتعلق بالمسرح المدرسي. وهنأ المخرج والكاتب غنام غنام الفائزين بجوائز الهيئة العربية للمسرح مؤكدا استحالة المجاملة فى الجوائز التي تمنحها الهيئة العربية للمسرح لأن المحكمين يعملون وفق مسطرة محددة، ويتم انتقاؤهم بنزاهة وموضوعية.
وعن النظريات النقدية قال: “ فى رسالة اليوم العربي للمسرح قال الأستاذ إسماعيل عبد الله علينا أن نشاغب المستتب من المعارف و أن نتوقف عن استهلاك ذات النظريات و أن نساهم فى مسائلة العلوم و أن ننقد نقدنا وأن نضع مناهج جديد لأكاديمياتنا. وعلق غنام : فهل توقفنا عن إستنساخ النظريات والمضامين هل صرنا شركاء فى تفكيكها وإعادة إنتاجها؟ هذا هو الأساس فالاشتباك مع النظريات وتفكيكها وتطويرها هو الأساس، عندما طور ماييرهولد المسرح وتجاوز ستنسلافسكى جاء بعده بريخت وتجاوزه، وفى ثقافتنا هناك أسس لنظريات نقدية، فهناك نظريات نقدية فى الشعر والرواية، وختم متعجبا : من قال أن الأعمال التي تمتلك هويتها لا تؤسس لنسيج نقدي خاص!