فنان الأراجوز ناصر عبد التواب يكشف تاريخ مسرح العرائس في مصر

 فنان الأراجوز ناصر عبد التواب يكشف تاريخ مسرح العرائس في مصر

العدد 677 صدر بتاريخ 17أغسطس2020

شارك الفنان ناصر عبد التواب، في جلسات مسرح الدمى الذي يقدم عبر موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك”، وعقب الفنان المصري على مشاركته قائلًا: “مؤسسة الصفحة (مسرح الدمى نيوز) دكتورة زينب عبد الأمير فنانة عرائسية من العراق صديقة ، أقامت عددا من الجلسات مع متخصصين في فن الدمي والعرائس أوين لاين في ظل أزمة كورونا، وذلك للتعارف بين المتخصصين والمهتمين وتبادل الخبرات بينهم وأيضا  لإلقاء الضوء على تجربتهم العرائسية وتقديمها لشباب المهتمين”.
 ناصر عبد التواب، فنان مصري مهتم وممارس للعبة الأراجوز المصري، قال خلال اللقاء إن الأراجوز من أهم العرائس الموجودة في مصر، لافتًا إلى أن فن العرائس موجود منذ الحضارة الفرعونية القديمة ، مشيرا إلى  أنه كانت  هناك أسطورة تقول بأنه كان يتم رمي عروسة في النيل تقربًا له، و لم يثبت علميًا بأنه كان يتم رمي عروسة حقيقية، وإنما كان يتم رمي عروسة أو تمثال.
وأوضح الفنان ناصر عبد التواب، أن الحقول أيضا مع الزراع والمزارعين كانت هناك عروسة تسمى بـ خيال المآتة أو خيال الحقل، وكانت تصنع من ثمرة القلقاس، أو من القش، وهناك أيضًا في العمارة القبطية القديمة كنار نسميه عروسة، وفي العمارة الإسلامية على الكنار من الخارج نجد شكل عروسة، بالإضافة إلى أن آلة التعذيب في المعتقل تسمى عروسة، وأيضًا عروسة الحسد التي يتم تخريمها بالأبرة، مشيرًا إلى أن أنواع العرائس كثيرة جدًا، لدرجة أننا كنا من أهم الدول التي تزرع القطن وتستخدمه في حشو العرائس.
وأشار إلى أنه وفقًا لفكرة العرائس التي تستخدم للتعبير عن الذات، أتى  شمس الدين بن دانيال عندما هرب من التتار، ومعه خيال الظل وكان ذلك في القرن الثالث عشر، حيث كان يعمل طبيب عيون نهارًا، وفي المساء يقوم بعمل عرائس خيال الظل، منها “غريب وعجيب، وطيف الخيال”، وفي ذلك قال مختار السويسي، أحد الباحثين في فن العرائس :  سليم الأول عندما احتل مصر في القرن الخامس عشر لم يكن يعرف خيال الظل، وكان أول رواية لخيال الظل يراها هي شنق طومان باي على باب زويلة، وقد أعجبته جدًا وأعطى للمخايل 80 قطعة ذهبية ووعده بأنه سوف يأخذه معه الإستانة لتقديم عروض خيال الظل هناك.
وأكد عبد التواب  أن الأرجواز حاول من خلال مجموعة العروض التي يقدمها وتسمى “نمرة”، تعديل  وإصلاح ما أفسده الإنسان، وأن كل ما هو فاسد في المجتمع فإن الأراجوز في “نمره” يصلحها بعصايته، ومن خلال سخريته، ونوه إلى أن هناك جملة اشتهر بها الأراجوز وهي “أطلع بره”، وتعني أخرج بره الصورة الجيدة للمجتمع، وهي تقال  للشخصيات الكسولة أو التي تأكل حق الأخرين وغيرها  من أنماط الشخصيات الفاسدة، فهو يحاول أن يقصيها إلى خارج المشهد بعد تقديمها للجمهور، وقد استطاع الأراجوز أن يكون  لسان حال الناس، وتعتمد “نمره” على كل ما هي عادات فاسدة داخل الشكل الإجتماعي، وهذا هو الجميل في فن الأراجوز، كما أن أي عروسة نضع على رأسها طرطورا وترتدي جلبابا أحمر تصبح أراجوزا مهما كان شكلها.
ولفت فنان الأراجوز  إلى أن هناك شيء مهم في الفرق بين العروسة المصرية وغيرها وهي أنها بدون قدمين، أما العروسة الأوروبية فلها قدمين، مشيرًا إلى أن الخيال لدينا أوسع أكثر، حيث تسير العروسة  من خلال قفاز، والمشاهد لا  يتوقع من أين تأتي العروسة ، من اليمين أم من الشمال، بذلك يكون هناك اعتماد على المفاجأة والحيلة بين المتفرج وصانع الأراجوز. واشار عبد التواب إلى أنه   تم توثيق 19 نمرة عن الأراجوز، في حين أن “ نمره” الحقيقية كانت أكثر من 24 نمرة، وأن أول من كتب عن الأراجوز هو الدكتور عصام الدين أبو العلا  في مجلة المسرح، حيث قدم دراسة مهمة عن خصائص دراما الأراجوز وبنية الحكاية عند الأراجوز.
واشار أيضا إلى أن الدكتور نبيل بهجت قدم كتابا مهما عن الأراجوز المصري، تحدث خلاله عن 19 نمرة للأراجوز  تم تجميعها من حوالي 5 أشخاص من صانعي الأراجوز، أبرزهم الراحل صابر المصري،  أحد الكنوز البشرية في الوطن العربي. أضاف: تعلمت منه كثيرًا ولا أنكر أن له الكثير من الأفضال عليّ وعلى غيري من فناني الأراجوز، منها أنه لم يبخل على أحد بمعلومة عن فن الاراجوز  ، وكذلك عم صابر شيكو، وصلاح المصري، وعم جمعة، وسيد السويسي، وعمرو الجيزاوي، وهؤلاء فنانين شعبيين، شكلوا جسرا بيننا وبين هذا الفن الشعبي، واستفدنا منهم كثيرا  .
ختم عبد التواب بالقول : إن هناك مجموعة من الممثلين الجيدين في هذا الفن  منهم عادل ماضي، ومحمد عبد الفتاح، ومحمد كمال، ورمضان الشرقاوي، وقد تعلمنا سويًا . أضاف : “إحنا بنكمل بعض، ومهم قوي نبقى عارفين إن ربنا لما خلق الكون خلقه على الاختلاف عشان نكمل بعض، والفن جمال وحق ووجهات نظر وماحدش يملك ناصيته، وبذلك  يجعلنا نتبادل مع بعضنا المعرفة والحوار”.
 


ياسمين عباس