رئيس مهرجان القاهرة للمسرح التجريبى يكشف عن تفاصيل دورته الجديدة

رئيس مهرجان القاهرة للمسرح التجريبى  يكشف عن تفاصيل دورته الجديدة

العدد 673 صدر بتاريخ 20يوليو2020

أعلن دكتور علاء عبد العزيز سليمان رئيس رئيس مهرجان القاهرة الدولى للمسرح التجريبى عن أهم ملامح الدورة الجديدة للمهرجان والذى من المقرر إنعقادها فى الفترة من 1 إلى 11 سبتمبر وذلك عبر بث مباشر على صفحة المهرجان الرسمية على الفيس بوك قدم خلاله وعلى مدار 35 دقيقة طرفا من ملامح الدورة القادمة، كما  تحدث عن تطور عملية بحث إدارة المهرجان عن شكل لتقديمه مع تفشى وباء كورونا.
وقال: “الظروف التى مر بها العالم منذ بداية ظهور فيروس كورونا المعروف بأسم “كوفيد 19 “ الذى تسبب فى إجراءات صحية وإحترازية فى العالم وكان ضمنها المسرح وتحديدا المسرح الحى وفكرة الالتقاء المباشر بين الجمهور والعروض المسرحية والمؤدين المسرحيين فى وقت أصبح شبه مستحيل وبالتالى أصبح علينا التريث فى إعلان تفاصيل الدورة الجديدة فكان من الصعب الإعلان عن تفاصيل الدورة ومسابقات المهرجان فى الوقت الذى  كانت فى أوروبا جثث ملقاه فى الشارع فكان من قبيل العبث أن نعلن عن تفاصيل المهرجان فى هذا الوقت وإنتظرنا حتى تتحسن الظروف وكان مجلس إدارة المهرجان طوال الوقت فى حالة بحث وتفكير فى هذا المشكلة وكيف نستطيع التعامل معها.
وتابع قائلا: “كان لدينا فكرة فى حالة إقامة المهرجان بشكل طبيعى وهو مقترح تحت مسمى “ذاكرة المهرجان “وهو إختيار عرض واحد من العروض التى تم تقديمها فى السنوات الأولى للمهرجان وذلك لأن هناك عدد كبير من ممارسى المسرح لاسيما من الشباب لم يشاهدوا هذة العروض وذلك لأنها كانت فى بدايات المهرجان التجريبى وقد تناقشنا عن العروض التى سيتم إختيارها وقد وقع إختيارنا ثلاثة عروض رئيسية ليشاهدها الشباب وذلك لأنه جزء أساسى من دور المهرجان التجريبى عرض التجارب المسرحية سواء عالمية او عربية أو عروض مصرية على أن يقدم  ما يشبه الندوة “ اون لاين “ ، فكانت فكرة تقديم عرض أون لاين متواجدة ولكن بشكل هامشى أو مختصر وكان مقترحى يقع على ثلاثة عروض هامة فى ذاكرة المهرجان وهم عرض “حلم ليلة صيف “ وهو عرض أسبانى وعرض “فاميلى” من تونس إخراج فاضل الجعيبى وبطولة الممثلة جليلة بن بكار وعرض “عنبر رقم 6 “ للمخرج جواد الأسدى وكان هذا إقتراحى الشخصى وكان الامر مطروحا للنقاش مع إدارة المهرجان كما كان الحصول على نسخة من هذة العروض أمر به صعوبات كبيرة ولكننا إستطعنا حل هذة المشكلة.
وإستطرد قائلا “عندما تيقنا أنه لايوجد وقت كافى على الإطلاق لعمل دعوة للمهرجان ولايوجد أشياء مؤكد لإنتهاء الجائحة على الرغم من الإتجاه لتخفيف حدة الإجراءات الإحترازية ولكن الإنباء التى تأتى لنا من الغرب غير مطمئنة وذلك فى عدة مدن فى عواصم أوروبا التى رفع الحظر منها ولكنه عاد مرة آخرى ومنها مدينة “ملبورن” بإستراليا وبالتالى لايوجد يقين فيما يمكن أن يحدث ومن هنا قمنا بتطوير الفكرة فبدلا من أن يقدم عرضا واحدا من ذاكرة المهرجان قررنا أن نستغل هذا الامر بعرض 9 عروض من ذاكرة المهرجان ويصاحبها نشر مجموعة من  الإصدارات الهامة للمهرجان فى دوراته الأولى وبالتالى نكون قد حققنا هدف هاما وهو أن  تتطلع العديد من الأجيال التى لم يسبق لها مشاهدة العروض المسرحية فى الدورات الأولى من المهرجان التجريبى  وتابع قائلا “ فوجئنا بما يحدث فى الغرب ففى يوم 23 مايو الماضى عرض فى أمريكا مسرحية “ أنتيجون الأن “ المسرحية إخراج أستاذ مساعد فى جامعة كاليفورنيا  سان ديفيد وهو فنان أكاديمى وممارس للمسرح والمسرحية عبارة أثنى عشر ممثل وممثلة من أماكن مختلفة فى قارات مختلفة من والولايات المتحدة وسينغافورة واليابان قدموا تصور لأنتيجون فى زمن إجتياح وباء الكورونا وهى فكرة ربطت بين الإحداث التى تدور ومسرحية أنتيجون
وفى يوم 19 يونيو تمت دعوتى فى برستون ببريطانيا لمجموعة مسرحيات جديدة لخريجى قسم الدراما والمسرح بجامعة “بريستول “ ، وهذة المسرحيات  يتم تقديمها أون لاين  ويستمر عرضها لمدة أسبوع وفى نفس التوقيت كان فى نيويورك قراءة لمسرحية هارولد بنتر “الخادم الأخرس” وجميعها تجارب لفتت انظارنا بأن المسرح يصر على التواجد حتى وإن كان مستعينا أو متفاعل مع الكاميرا بالإضافة توظيف لبرامج التواصل على الانترنت ومثال على ذلك تجربة تحمل مسمى “عرض حى تفاعلى فى زمن الحظر “ وكان ذلك فى مدينة نوتينغام بريطانيا فقد قدموا مسرحية للأطفال بعنوان “نوح والطاووس” وكانت المسرحية بتذاكر حيث تسابق الجماهير لمشاهدة العرض بواسطة برنامج “زووم” فى نسخته الأحداث التى تتيح المشاهد إلى ما يقرب من 1000 متفرج والطريف هذة المسرحية أن القائمين على العرض طلبوا من الأطفال وآباءهم أن يكون معهم أثناء مشاهدة العرض زجاجة مياة وكيس من المقرمشات حتى يقومون بعمل المؤثرات الصوتية فى لحظة الطوفان بالمسرحية وطلب منهم أن يرتدون  أزياء معينة “فانتازيا” تناسب المسرحية التى يقدمونها.
وأضاف على المستوى الأكاديمى هناك مجموعة من المؤتمرات واللقاءات والتى تدور حول هذة المشكلة هل سيظل المسرح كما هو بعد كورونا جميعنا بالتأكيد نؤمن كمسرحيين وممارسى المسرح ونعى انه لاشىء يعادل المسرح الحى وقد قمت يوم 13 الماضى بكتابة ذلك بشكل واضح وصريح وذكرت أنه تكرر يكاد أن يصبح مضجرا فلا شىء يعادل عمل الممثلين فى بروفات حية ولا شىء يعادل الصمت الذى نسمعه ونتأمله فى لحظات الترقب ولحظات العاطفة وإنفعالنا وبالتأكيد هذة حقيقة مؤكدة وقد تزامن ما قدم من تجارب لطلاب المسرح والدراما والمحترفين فى اوروبا وامريكا والدراسات التى ناقشت هذة القضية فقد قام أحد علماء الأجتماع بتقديم محاضرة لمناقشة هل سيختفى المسرح الحى وكما  نعلم بالتأكيد لن يختفى المسرح الحى وعندما إستمع لمخاوف البعض فى أن يقوم المسرح “أون لاين” بالقضاء على المسرح الحى من يقول ذلك لايعرف المسرح الحى ولا يعرف قيمته فلن يختفى المسرح الحى فسيظل المسرح الحى ولكن من المؤكد أن العالم سيختلف بعد كورونا فلا يستطيع الممثلون ولا الجمهور أن يلتقيا فى المسرح الحى وبالتالى كان لابد من البحث عن وسيلة أفضل من الصمت وأفضل من عدم الفعل.
 وأشار د. علاء عبد العزيز، إلى أن هناك نقاشات ودراسات وعروض تدمج بين المسرح والكاميرا، ولابد أن نسأل أنفسنا أي الطفلين أسعد، من وجب عليه أن يبقى في المنزل لأنه ليس هناك مسرح أم الطفل الذي شاهد مسرحية “نوح والطاووس” من خلال الأونلاين، لأنه استمتع وشارك، هذا هو الفرق بين أن نلغي المهرجان هذا العام، وبين أن نقدمه في حدود ما هو متاح، مؤكدًا أن المهرجان يكون به مسابقة لمسرح الحظر تتجاوز أن هذا متاح بفعل الضرورة، وتصل إلى أن المهرجان التجريبي في الأساس هو التعرف على الخبرات والتجارب ولا شيء أفضل من تلك المسابقة لتأكيد هذا الموضوع، متابعًا: أن كان هناك انتقادات كثيرة جدًا في الدورات الأولى للمهرجان بأنه كان هناك شيوع لما يعرف بمسرح الصورة أو الحركة، ووصل الأمر باتهام للمسرح التجريبي بالقضاء على المسرح، إذا كان هذا الأمر يتكرر الآن فهذا شيء يدعو للتفاؤل.
وأكد أن هذا العام يعد إحتفالية خاصة لمناسبة ذكري يوم المسرح المصري، وهو الحدث الذي تراجع الإهتمام به مؤخرا، ليأتي إحياء بريقه مرة أخري كجزء من دور المهرجان التجريبي، لافتًا إلى أن الاحتفالية ستكون بعيدة عن البكائية واستدعاء جراح الحدث في هذا اليوم الذي يتوافق وذكري حادث قصر ثقافة بني سويف الشهير، بل جاءت الفكرة لإدارة المهرجان من باب الاحتفاء بالمسرح المصري وسط ضيوفه ،لكن الإجراءات الاحترازية التي غيرت شكل المهرجان أدت لتغير ملامح الاحتفالية التي تم اسنادها إلى المخرج ناصر عبد المنعم، مستطردًا: “لا زلنا نعمل علي قائمة المكرمين في هذا اليوم والتي ستضم أسماء بعض شهداء محرقة بني سويف إضافة إلي عدد من الناجين”.
وتمني رئيس المهرجان التجريبي، ممن سيلونه في إدارة المهرجان أن يحافظوا على الاحتفالية كسنة وقاعدة من ثوابت المهرجان، ورحب في ختام كلمته بكافة الآراء والاقتراحات من شباب المسرحيين المصريين والعرب، من أجل الخروج بمهرجان يليق بإسم مصر و باسم مسرحها وتاريخه، وأحلام شبابه وكباره.


ياسمين عباس – رنا رأفت