«تبدو كالهمس».. رصد حكايات التهجير والغربة

«تبدو كالهمس».. رصد حكايات التهجير والغربة

العدد 670 صدر بتاريخ 29يونيو2020

“تبدو كالهمس” مشروع تدريبي وإنتاجي للدراما الصوتية النسخة الأولى منه تم إطلاقها أثناء ملتقى مهرجان (لازم مسرح ) وهو مهرجان مستقل من تنظيم شركة حوار للمسرح المستقل والفنون الادائية وبدعم من الموسسة الثقافية السويسرية في القاهرة  (بروهيلفتسيا ) والمشروع يعد من أول المشاريع التدريبية التي تهتم بالدراما الصوتية \ الإذاعية  في مصر بالمفهوم الحديث للدراما الصوتية.
وانطلقت أولى فاعلياته وهو الورشة التدريبية الأولى على كتابة و صناعة محتوى درامي صوتي \ إذاعي في 27 مارس 2019 ضمن فعاليات مهرجان لازم مسرح. وقام بالتدريب في الورشة وأشرف على عملية الإنتاج لمقطوعات الدرامية الصوتية المخرج المسرحي والدرامتورج السويسري إريك التوفير بالتعاون مع فريق ملتقى لازم مسرح من المترجمين ومهندسي الصوت تم تدريب 7 من الكتاب والكتاب المسرحين على تقنيات الدراما الصوتية وتمكن من إنتاج 9 مقطوعات تناقش قضايا الهجرة والحرب والنزوح والاغتراب.
وقال المخرج المسرحي عادل عبد الوهاب، والذي يعمل مديرا فنيا لمهرجان “لازم مسرح”، إن  فريق عمل لازم مسرح يعمل حاليا على النسخة الثانية من مشروع الدراما الصوتية “تبدو كالهمس” بتطوير عدة ورش جديدة وإنتاج جديد يتزامن مع أهمية الدراما الصوتية كوسيط فني بعد فترة التباعد الإجتماعي وتوقف أنشطة المسارح في مصر والعالم بسبب تفشي فيرس كورونا.
قالت الكاتبة والصحفية همت مصطفى، أحد المتدربين في ورشة مهرجان “لازم مسرح”، إن تجربة  المشاركة في مهرجان “موجات” ملتقى القاهرة الدولي للدراما الصوتية كانت بتوجيه وإرشاد من المخرج والدراماتورج والمدرب السويسري المتميز Erik Altorfer لي وللآخرين من الزملاء والأصدقاء الكتاب والمؤلفين لأنماط الدراما المختلفة من النص المسرحي والنص الدرامي المؤلف خصيصًا للدراما الإذاعية ممن تشاركت معهم ورشة “تبدو كالهمس” بالعام الماضي ضمن فعاليات ملتقى “لازم مسرح” بمدينة الإسكندرية، حيث تضمن برنامج الورشة تقديم نماذج من النصوص لنا ومتابعتها خلال أيام الورشة ومبادلة الآراء والمناقشة الحرة حول ما قمنا بكتابته خلال أيام الورشة، وقد جنيت ثمار هذا البرنامج بالتطور في تجاربي   للكتابة والإعداد للدراما بعد ذلك.
وتابعت همت مصطفى: وعبر نماذج مختلفة نتاج تدريبات الورشة من قبل “إيريك”  قرأت مع المدرب والزملاء العديد من المشاهد المسرحية أو التي كتبتها حينذاك من بينها النص المشارك بمهرجان “موجات” بعنوان “بيننا لقاءات كثيرة” وهو نص يحاكي قصة امرأة من العالم العربي تسرد عبر خطاب منها تأمل أن ترسله لمن صادقت وأحبت وعشقت، ذاك الرجل الذي وفد إلى مجتمعها منذ سنوات للدراسة وللعلم والتقيا عبر هذه السنوات، تعارفا واقتربا وجمعتهما لقاءات متعددة يحاولان فيها معًا أن يزيلا غبار آثار الأحداث القاسية ببلده وبلدها من روحيهما ويفوزا  بأوقات تبتهج فيها النفس، ويرتاح بها العقل، وتكررت وامتدت هذه اللقاءات كثيرًا  بعيدًا عن عوالهما الأخرى بالحياة المزذحمة من عمل ودراسة، وتحكي هذه المرأة عن ما كانت تشعر به  نحوه أدركه أو لم يدركه، وعن ذاك الحب بينهم والمستمر بداخلها حتى بعد رحيله، رغم أنها كانت تعلم أنه سيرحل يومًا ما، وتسرد هذه العاشقة ما يحمله قلبها وعقلها،  وتسعد بأمنيتها المختبأة بين سطورها بأن يعود لتستكمل هذه اللقاءات نحو تواصل مقدس، وتعترف عن حبها له بصوت عالٍ، وتوضح كم كانت تدرك هويته وثقافته المختلفة والخاصة بمجتمعه وتكمل معه في مواجهة كل ذلك.
وأوضحت أن المرحلة التالية بعد المراجعة مع الزملاء وإشراف المدرب للنصوص، أن يختار كل زميل بالورشة نصًا له ليقوم بتسجيله بصوته أو يُرشح من يؤديه بــاستديو للتسجيلات والبرامج الإذاعية مع إشراف بعض من فريق ملتقى “لازم مسرح” وتوجيهات المخرج Erik Altorfer، واخترت أن أقوم بآداء النص بصوتي لأني أشارك بالتمثيل في العديد من العروض المسرحية ومحاولة لخوض تجربة جديدة وتم الإعداد والتسجيل ضمن برنامج الورشة، وكان يتابعها “إيريك” حتى الانتهاء منها وإرسال لكل زميل التسجيل الخاص به وقمنا بتقديمها بمدونه خاصة للورشة “تبدو كالهمس”، وعلى بعض برامج الإنترنت المختلفة ولم يكتفِ “إلتورفر” بذلك وكان يسعى دائمًا بمتابعتنا في أنشطتنا الفنية المختلفة، وتجارب  كل الزملاء في رحلته مع الكتابة منذ انتهاء برنامج الورشة في إبريل بالعام الماضي 2019، حتى كانت مبادرة المهرجان والتشجيع نحو المشاركة من  قبل الزملاء، وعادل عبد الوهاب، واقترح علينا “إيريك” أن نشارك  بحصاد الورشة من تسجيلاتنا الإذاعية.
وقال الكاتب عمر توفيق، أحد المشاركين في ورشة “تبدو كالهمس”، إن المقاطع نتاج ورشة دراما فى مهرجان “لازم مسرح” بالإسكندرية خلال عام 2019، وتحت إشراف المخرج السويسري اريك التورفير الذي تعرف عليه ضمن احدى الورش بالمهرجان التجريبي خلال عام 2018.
وأشار عمر توفيق، إلى أن المخرج السويسري هو من طلب مشاركته في الورشة بشكل خاص، مؤكدًا أن المهرجان مميز جدًا على مستوى العروض المسرحية والورش، كما أنها تعتمد على كتابة نصوص مسرحية للإذاعة بشكل أساسي، وتتحدث عن خطوط رئيسية مثل الوحدة والاغتراب.
وأكد أن الورشة والمهرجان كانوا مفيدين جدًا، خاصة باعتبار مستر اريك التورفير رجل دراما حقيقى استفدت منه كثيرًا سواء خلال ورشة المهرجان التجريبي، أو ورشة مهرجان “لازم مسرح”، متمنيًا أن يكون المدرب السويسري بأن يكون ضيف مهرجان قادمة لأنه معلم حقيقي للدراما والكتابة المسرحية.
بينما قال شريف محمود، أحد المتدربين في ورشة “تبدو كالهمس”، إن الورشة ضمن فعاليات مهرجان “لازم مسرح” الذي يديره عادل عبد الوهاب، وتدريب المخرج السويسري إريك التوفير، لافتًا إلى أنه كان يتدرب في الورشة على الكتابة والمدونات وتعريف المدونة الصوتية، خاصة أن الأغلب لا يعرفها ويعرف فقط المدونة الكتابية.
وأوضح شريف محمود، أن فكرة التدوين الصوتي جديدة بالنسبة له، مشيرًا إلى أن تيمة المهرجان تتضمن عدة موضوعات أهمها الهجرة والحدود والتمييز العنصري، مؤكدًا أن الورشة جزء لا يتجزأ من المهرجان.
وأشار إلى أنه شارك في الورشة عن طريق كتابته لاستمارة التقديم، منوهًا بأنه مهتم بالكتابة والمدونات الصوتية، بالإضافة إلى أنه تعاون مع المدرب إريك التوفير من قبل في مهرجان آخر قام بتنظيمه المركز الثقافي السويسري، وكان مشارك فيه بعرض مسرحي بعنوان “الاتوبيس”.
وتحدث شريف محمود، عن اللقاءات والتدريبات خلال الورشة التي كانت تقام على مدار 8 ساعات يوميًا طوال فترة المهرجان، وكان يتم خلالها مناقشة العروض التي تم رؤيتها، وتحليلها، والتعرف على طبيعة وجنسيات الصانعين للعمل المسرحي وظروفهم وظروف العمل أيضًا كجزء من الورشة.
فيما قالت نسرين نور، أحد المشاركين في ورشة “تبدو كالهمس”، إنها شاركت بمقطع صوتي بعنوان “الهروب إلى كارثة”، ويتحدث عن فوتوغرافيه سورية تهرب من ويلات الحرب في ضيعتها الصغيره فتقع في يد قوات تحتجزها.
وأشارت نسرين، إلى أن المهرجان يقوم حاليًا بترجمة النصوص المشاركة لإذاعتها في سويسرا في إذاعات متخصصة، لافتة إلى أن المخرج اريك التوفير الذي تحمس للمشاركة في مهرجان موجات، حيث أن اللقاءات والتدريبات تمت بالفعل من خلال مهرجان “لازم مسرح” في دورته السابقة في أبريل الماضي وتم التسجيل في أحد الاستوديوهات بالإسكندرية. وأوضحت أنها كتبت هذه المونودراما منذ أعوام، وحاولت المشاركة بها، مؤكدة أنها حينما عرضت كتاباتها على المخرج السويسري رحب كثيرًا بهذه المشاركة.
وقالت أماني عادل، أحد المشاركين في ورشة “تبدو كالهمس”، إنها مهتمة بالثورة والهجرة لذلك قامت بالتقديم في المهرجان، مشيرة إلى أنها لم يكن لها علاقة بالمسرح، وكانت تفكر في تلك الفترة في مشروع عن التهجير وقامت بالتقديم في الورشة للتطوير من نفسها أكثر، وطريقة استخدامها للمسرح للتعبير عن فكرة مشروعها.
وأضافت أماني عادل، أن اللقاءات والنقاشات التي طرحت في الورشة كانت مفيدة جدًا، وتعطي مساحات لجميع الزملاء المشاركين فيها للتعبير عن ذاتهم، لافتة إلى أن المدرب السويسري اريك التورفير كان مهتم كثيرًا للاستماع إلى كل شخص فيهم.
وأوضحت أن نص “غربة الياسمين” يتناول التهجير الذي حدث في بورسعيد عام 1957، مشيرة إلى أنها تفكر في تقديم فيلم تستخدم خلاله المونولوج التي قدمته، بالإضافة إلى تقديم مونولوجات لأشخاص أخرين يكونوا عاشوا فترة التهجير والثورة لجنسيات مختلفة.


ياسمين عباس