تحت عنوان «مسرح الطفل والتنمية فى عالم متغير» مؤتمر مسرح الطفل باتحاد الكتاب

تحت عنوان «مسرح الطفل والتنمية فى عالم متغير» مؤتمر مسرح الطفل باتحاد الكتاب

العدد 645 صدر بتاريخ 6يناير2020

أقامت شعبة أدب الطفل بالنقابة العامة لاتحاد كتاب مصر، الأسبوع الماضي، مؤتمرا حمل عنوان (مسرح الطفل والتنمية فى عالم متغير) حمل اسم  الكاتب الراحل نادر أبو الفتوح. ناقش المؤتمر عدة موضوعات في أربعة محاور هي (المسرح المدرسي- آفاقه واشكالياته)، (القضايا التوعوية فى مسرح الطفل)، (مستقبل المسرح وتحدياته)، و(التجارب المسرحية للطفل)، وأقيم المؤتمر برئاسة الكاتبة فاطمة المعدول ، وتكونت أمانته من  الدكتور أشرف قادوس، والباحث أحمد توفيق، والكاتب مصطفى غنايم، والكاتبة ياسمين مجدي، وسكرتير الشعبة الأستاذ محمد السيد.  
قالت الكاتبة فاطمة المعدول، رئيس المؤتمر إن تتعدد وتنوع الوسائل الفنية الحديثة، والبرامج التليفزيونية وعالم الانترنت الفسيح الذي يقدم لأطفال العالم كل يوم كل جديد من اختراعات وأقمار صناعية وروبوتات،  لا يمكنه أن يسحب البساط من تحت أقدام مسرح الطفل، حيث   يظل فن المسرح هو الراسخ علي الأرض، مغريا ومبهجا ومطلوبا، يستطيع وهو الساكن في مساحة صغيرة أن يطير مع الأطفال بالفن والأحلام والسحر بالممثل والإضاءة والعروسة .
وأضافت “المعدول”: سوف يظل المسرح بكل أشكاله أيقونة العمل مع الأطفال علي الرغم من كل الوسائل الحديثة اللامعة والتقنيات الحديثة، مهما بدت هذه الوسائل ألمع وأكثر إغراء وجذبا للأجيال الجديدة، ولكن لا يوجد أكثر ولا أعظم من سحر أن يعيش الأطفال متراصين في مقاعدهم ، يعيشون مع الأبطال حوادث العرض المسرحي، فتتولد لديهم وتسري فيما بينهم  مشاعر الحب والشغف والمغامرة والفرح والحزن والدهشة، حتي تحدث الانفراجة الأخيرة، ويحدث التوحد الكامل لجموع الأطفال وهم يصيحون من الانفعال والسعادة، حيث يجد الأميرة سندريلا بجمالها البادي، و يتم القبض علي العصابة، وينتصر الخير علي الشر.
وأشارت المعدول، إلى إن المسرح هو أهم فن تفاعلي حقيقي ومؤثر عرفته البشرية ، وأن كلمة مسرح الطفل تعني المسرح الكلاسيكي الذي يقدم على مسارح العلبة الايطالية فى الكيانات المسرحية للمحترفين، مثل: البيت الفني للمسرح و في بعض قصور الثقافة،  وبالرغم من أنه رافد هام وضروري، بل هو المكون الأساسي الذي تنبثق منه كل الأشكال المسرحية الأخرى التى تمارس مع الأطفال، و التى نعمل على انتشارها وترسيخها مثل المسرح البسيط أو المسرح كنوع من اللعب، أو التجارب والورش المسرحية، و المسرح المدرسي أو مسرحة المناهج إلا أن هذه الأشكال في جوهرها لا تقل أهمية عن المسرح الكلاسيكي الذي يقدمه فنانون محترفون، و هي صيغ  موازية وليست بديلة، و من أنجح الوسائل للعمل في المدارس والنوادي وقصور الثقافة ومراكز الشباب، وكذلك  مع الأطفال المهمشين والأطفال ذو الإعاقات المختلفة ومع الفئات المتضررة و المهمشة والفقيرة ، كما أنها هامة  للدمج فى المجتمع الواحد بين المختلفين في الدين أو الجنس أو المستوي الاجتماعي أو اللون حيث إن المسرح وسيلة ناجحة وعظيمة من وسائل المشاركة في المجتمع الواحد أو المجتمعات المختلفة.
وأكدت “المعدول” إن المسرح هو الفن الجامع لأنواع عدة من الأدب الواقعي والخيالي والعلمي، وينصهر فيه في نسيج متكامل ومتجانس كل أنواع الفنون التعبيرية مثل: التمثيل والغناء والرقص والموسيقي والفنون التشكيلية حتي الفنون الرقمية الحديثة.
    ولفتت الكاتبة الكبيرة فاطمة المعدول، إن فن المسرح عاش آلاف السنين، وسيبقي أبد الدهر لأنه  الفن الجامع الشامل، لذلك جاء المؤتمر الذي تقيمه شعبة أدب الطفل باتحاد كتاب مصر، من أهم الفعاليات الثقافية ، والتي أرى أن من أهم مهامها، وضع المعايير الصحيحة لهذا الفن حتى ننير الطريق لكل العاملين في مسرح الطفل سواء كانوا كتابا أو مخرجين أو فنانين.
ودعت  المعدول إلى إنشاء مسرح للأطفال في كل قرية مصرية، حتي نستطيع أن نحارب كل الضلالات التي انتشرت في حياتنا، فليس هناك أنجح من الفن المسرحي، والذي يحتمل المناقشة والمشاركة ومراجعة الحجة بالحجة، ودحض وتفنيد كل الأفكار الظلامية والرجعية من حياتنا وحياة وطننا الحبيب مصر.
كما توجهت بالشكر إلى رئيس الاتحاد الدكتور علاء عبد الهادي، وإلى الشاعر عبده الزراع رئيس شعبة أدب الطفل التى خططت لإقامة المؤتمر .
فيما قال الكاتب عبده الزراع، رئيس شعبة أدب الطفل، بالنقابة العامة لاتحاد كتاب مصر، إن مسرح الطفل يعد من أهم انجازات القرن العشرين ، لما يحدثه من تأثير مباشر على عقل ومخيلة الطفل ، من خلال عناصر العرض المختلفة .
وأضاف “الزراع” خلال كلمته أن مسرح الطفل هو محاولة مضنية لزرع فكرة المسرح في نفوس الصغار، فالمتفرجون الصغار هم رواد المسرح البالغون في قابل الأيام، وتعويدهم على تلقي العمل الفني الجيد هو تربية لأرواحهم وعقولهم، و ضمان لاستمرار ارتيادهم للمسارح فى مراحل العمر المختلفة. و أشار الزراع إلى أن مسرح الطفل – رغم أهميته- يعانى معاناة شديدة فى مصرنا الحبيبة، إذ يمر بأزمات يلمسها كل متخصص ومهتم بالمسرح، متمثلة فى ندرة النصوص الجيدة، وقلة الميزانيات المرصودة لتلك العروض، وعدد ليالي العرض القليلة، وندرة المخرجين الموهوبين فى الاخراج لمسرح الطفل، وعدم اهتمام مؤسسات الدولة الثقافية بمسرح الطفل كما يجب أن يكون.
أضاف:  فى هذا الإطار ياتى إيماننا بأهمية إقامة هذا المؤتمر (مسرح الطفل والتنمية فى عالم متغير ليكون بقعة ضوء تبدد سحائب الظلام التى تلوح فى الأفق، فى تلك الفترة الملتبسة من عمر هذا الوطن، وما يحيط به من مكائد وأفكار مشوهة ومغلوطة.
تابع الزراع: اجتهدنا قدر الطاقة فى أن نقدم محاورا جادة وبحوثا متميزة كي تكون عونا للمهتمين والباحثين الجدد فى مجال ثقافة ومسرح الطفل.
فيما هنأ رئيس نقابة كتاب مصر و الأمين العام لاتحاد الكتاب والأدباء العرب الدكتور علاء عبد الهادي أعضاء المؤتمر على انعقاد الدورة متمنيا نجاح المؤتمر في تحقيق أهدافه،  و وأشار إلى  إن النقابة رفعت حد الرعاية في المشروع الصحي الجديد إلى 20 ألف جنيه لكل المستحقين، كما انتهت من مشروع الذاكرة البصرية، وهو الوحيد في مصر، حيث تم إنتاج 100 فيلم بنحو 300 ساعة عرض لـ100 من كبار الكتاب والمبدعين المصريين.
كما أشار الدكتور علاء عبد الهادي إلى أن موارد اتحاد كتاب مصر، زادت في آخر 4 سنوات إلى نحو 15 مليون جنيه، فضلا عن مبلغ الـ20 مليون الذي كان تبرع بهم الشيخ الدكتور سلطان القاسمي، حاكم الشارقة إلى الاتحاد قبل سنوات.
ولفت عبد الهادي إلى أن النقابة شهدت وضع تشريعات جديدة، و عمل لوائح جديدة للجوائز وللجان والشعب، ولصندوق المعاشات، فضلا عن قانون الاتحاد المقدم إلى مجلس النواب والذي يلبى رغبات الأعضاء، موضحا أن عدد أفرع النقابة وصل إلى 10 أفرع، وأنه تم إنشاء موقع جديد للاتحاد.
 

 


سمية أحمد