في وداع فاروق الفيشاوى غيابه خسارة للإنسانية والوسط الفني

في وداع  فاروق الفيشاوى  غيابه خسارة للإنسانية والوسط الفني

العدد 623 صدر بتاريخ 5أغسطس2019

استيقظ الوسط الفني وجمهور الفن  الخميس الماضي على خبر رحيل الفنان فاروق الفيشاوي بعد صراع مع المرض، اعتبره هو كالصداع لم ينشغل به كثيرا، لم يجعل أحدا يشعر به أو بآلامه، ظل صامتا لفترة طويلة، ظل شامخا على خشبة المسرح يقدم دوره في «الملك لير» بجانب الفنان يحيى الفخراني،حتى أنهكه التعب وذهب في غيبوبة لينتقل  بعدها إلى الرفيق الأعلى، استقبل محبيه الخبر بصدمة وحزن شديدين فرثاه البعض منهم عبر صفحاتهم على مواقع التواصل الإجتماعي بكلمات يملؤها الشجن والحزن الكبير، وهذه بعض كلماتهم..

كتب المخرج سمير العصفوري : انا في حالة حزن شديدة،أولا هو صديق عزيز وفنان جيد ومحترم،علاقتنا قديمة جدا، بدأت منذ أن كان طالبا وعضوا بمنتخب كلية الأداب جامعة عين شمس،وأول علاقتي به من خلال إخراجي مسرحية لفريق أداب حينذاك وكان الفيشاوي عنصرا هاما في العمل،وبدأت علاقتنا تترابط على المستوى الشخصي والعائلي،ثم كانت العلاقة قوية وحميمية حين أصبح عضوا في مسرح الطليعة،شارك معي  في «مولد الملك معروف» بمسرح الطليعة،ثم تخلصت منه ليذهب للمسرح القومي لعمل أكبر وأوسع من نشاطه في مسرح الطليعة، فكان بطلا لمسرحية»طائر البحر»للمخرج عبدالرحيم الزرقاني الذي كان متمسكا به تمسكا حادا،وانا كنت متمسكا به،ولكن كنت أرى أن فرصته في المسرح القومي ستكون أكبر،وبدأت بعد ذلك علاقتنا وصداقتنا وجلساتنا معا في جميع المناسبات .
وأضاف العصفوري : هذا النموذج من البشر غريب، إنسان يبدو أنه غير مبال للأمور بشكل عام،لايخاف عند أي مواجهة، يواجه بقوه ويحصل على حقه بشكل قانوني للغاية،وفي مواقفه السياسية جرئ وصوته مرعب جدا وليس لديه مانع أن يتحمل أي نتائج أيا كانت،هذه الجرأة الشديدة جعلته يغامر ليدخل في تجارب فنية جيدة،وقد يرفض تجارب فنية افضل لانه لايرى فيها إشباعا، فترة عظيمة جدا قضينا معظمها معا،لا استطع القول أن هناك إنتاج كثير بيننا مشترك ولكنه كان نموذج مخلص، فلم يستعرض لنا يوما نفسه، هناك ممثل أسميه الممثل الزجاجي الذي لايعكس إلا صورته ولايمكنه التخلص من شخصيته والدخول في شخصية أخرى،لكن فاروق كان لديه قدرة عظيمه جدا ألا يصبح فاروق الفيشاوي في كل دور،يلعب أدوار متعدده فتختفي شخصية فاروق ولكن روحه الجميلة تظهر في أي دور حتى وإن كان الدور متقاربا مع طبيعته كإنسان طيب وبسيط أو  ليس طيبا،كان يخضع خضوعا كاملا لتصوير الشخصية طبقا لقناعاته ووفقا لمقاسات الشخصية ووفقا للنص المكتوب أو لمناقشته وحواره مع المخرج،نموذج محترم لممثل جيد ومثقف وجاد ولديه قدرة أن يكون خفيف الظل لدرجة مدهشة،وأن يكون جادا  وغضوبا جدا في بعض الأدوار الأخرى وهذا هام جدا حيث يمكنه إخفاء مظاهره الفطرية ويبرزها في مواقع أخرى،هو نموذج لممثل حقيقي ونجم كبير فقدناه «وربنا يعوضنا» بأبنه أحمد الذي أثق أنه سيكون وريثا قيما وشرعيا للراحل فاروق الفيشاوي .
وكتب الفنان أحمد وفيق معبرا عن حزنه الشديد: ألتقيت استاذي «أبو قلب حلو بزيادة» فاروق الفيشاوي في اخر مسلسل لنا «قصر العشاق»،وحدث ان وصلت مكان التصوير في موعدي وكنا نعمل حينذاك تحت ظروف سيئة،وانتظرت كثيرا، حتى أرتفع صوتي مطالبا اياهم بإحترام المواعيد لأننا لانجد الوقت الكاف للنوم،وكان الفنان فاروق الفيشاوي يصور دوره، فخرج وأخذني تحت يده وأقسم لي أنه ليس السبب وأعد لي كوبا من الشاي بنفسه،وأخبرته أني لا أقصده فقال لي «أنا بحبك ويعز عليا تزعل مني»خاصة وأنك من الممثلين المفضلين لدي من أبناء جيلكم،وبالمناسبة فأخر يوم تصوير في المسلسل كان على حساب فاروق الفيشاوي لأن الإنتاج لم يكن يملك المال ذلك اليوم .. فاروق الفيشاوي ليس هناك من عرفك ولم يحبك، هتوحشنا وبحبك ياغالي.
فيما نعاه الفنان عمرو محمود يس أيضا عبر صفحته قائلا : كان يظهر فجأه في المواقف الصعبه والإنسانية لينهي كل شيء بالشكل الصحيح والسليم، الناس والجمهور لايعرفون فاروق الفيشاوي جيدا، هذه حقيقته الجميله الله يرحمه،مع السلامه يا «أبو الرجوله والجدعنة» الوداع ياكبير وسند وظهر لأشخاص كثيرين،سوف يبحث الناس عنك في جنازتك بين الوجوه،اعتدنا أن نراك موجودا في كل موقف صعب،لكن للأسف اليوم أنت من سبقنا وودعنا لن ننسى لك كل جميل فعلته،وإنا لله وإنا إليه راجعون.
وعبر الفنان هاني رمزي بقوله: مع السلامة يا «روقة» رحلت سريعا جدا ربنا يرحمك ياغالي وربنا يعزي كل محبيك في كل الدنيا .
كذلك رثاه محمد نشأت بعباراته قائلا: إن هذا الرجل منح الفن المصري شرفا أرجو أن نستحقه،شكرا لأني شرفت بالوقوف أمامك في مسلسل بعد البداية، فقد مات فاروق الفيشاوي ليبقى .
فيما عبر المخرج تامر كرم عن حزنه قائلا : وداعا إلى مثواك الأخير يا أعز وأغلى الناس وأطيبهم، كنت فناناً بحق، مثقفاً، واعياً، كنت أنتظر لحظات إبداعك في أخر عمل لك في حياتك الفنية، وكان لي شرف أن اكون معك  في الملك لير، كنت تأتي إلي البرو?ات كعاشق يلتقي حبيبته، تحب جميع من حولك، متشبثاً بالحياة لأخر رمق،  تقاوم رغم الآلم والمرض دون أن يشعر أحد، سأفتقدك كثيراً جداً انت تعلم ذلك وداعا فاروق الفيشاوي.
أما المخرج مراد منير فكتب: بعثت له نص مسرحي وخلال ساعتين تواصل معي هاتفيا وصوته يغرد فرحا «إيه النص البديع ده» واستمرت المكالمة ساعتين نتحدث خلالهم ونضحك وطلب مني الذهاب إليه واصطحاب فايزة ويوسف وليلى،قلت «ايه الراجل الحلو ده» وفي منزله خطف مني يوسف وليلى ونزلهم حمام السباحة وتبادلوا الضحكات معا فما هذا الحنان،وأعد لنا وليمة مذهلة ووجدت اشخاصا حضروا على شرف وجودنا،وطوال الوقت يطعم ابنائي بيده الطيبة،النجم الكبير كان يمر على كل فرد للإطمئنان أننا سعداء،ثم أخذ ليلى ليغسل يداها بنفسه،فما هذا التواضع والكرم،أربعة أشهر من البروفات كان وجوده أشبه بالحلم «الرايق»،وقبل العرض بيوم أعطاني كثير من المال وطلب مني توزيعها على المجاميع لأنهم تعبوا معنا كثيرا،وذهب للنجوم لطفي لبيب ومحمود الجندي وفايزة كمال ووجدتهم يعطوني الكثير من المال لأعطيه للابناء وفرحوا جميعا ونال من الدعوات الطيبة مايستحقه.  أنه فاورق الفيشاوي الذي أدمى قلبي رحيله،فاروق الذي لايقارن ولن يعوض.. في الجنة يافارس الفن الجميل .
و كتب الفنان أحمد رفعت: وكأن الله أراد ان يطهره ويرحمه قبل وفاته بمرضه ومواقفه،البقاء لله وإنا لله وإنا إليه راجعون
و قالت الفنانة رانيا محمود يس:  مع السلامه ياغالي،الله يرحمك ويجعل مثواك الجنة،لم نرى أجمل وأطيب منك،لم يرد الله أن يطيل عليك عذاب المرض اللعين أكثر من ذلك،وليجعله الله في ميزان حسناتك وإنا لله وإنا إليه راجعون.
فيما نعته الفنانة الكبيرة شهيرة معبرة عن صدمتها بالقول: «فاروق انت مشيت هو كده خلاص»؟ يا أجدع واحب خلق الله؟ منذ الأمس وأنا غير مصدقة،فقبل اليوم ذهبت لزيارته في المستشفى وكانت الزيارة ممنوعه وحين علم بوجودي طلب السماح بدخولي،وقضيت معه أكثر من نصف ساعة من المرح والضحك وكأنه ليس مريضا أو في حالة خطرة،كان قويا ومتجاهلا ماهو عليه،حكى قصصا من هنا وهناك وكأنه يعاني من نزلة برد،وتركته وأنا راضية بروحه المعنوية المرتفعة، لذلك كانت صدمتي كبيرة حين سألت عنك اليوم التالي ليخبروني أنني اخر صديقة رأتك  قبل غيبوبة،كيف وكان بالامس يضحك وروحه المعنوية مرتفعة جدا ويقص عليا نوادره مع صديقه الفنان محمود الجندي وغيره..  كيف؟  بهذه السرعه،بين طرفة عين وأنتباهتها يغير الله من حال إلى حال.. دموعي تتسابق مع نفسها ولاتريد ان تهدأ،كيف وهو أعز الأصدقاء للعائلة: أضافت عمرو انهار بالبكاء حين شاهد نعشه وشريط من الذكريات معه  مر من أمامه: الشهامة والرجولة والجدعنة هي فاروق،صاحب المواقف الصعبة مع الجميع ترك بصمته لكل من عرفه،مع السلامه ياحبيبي.. اللهم تقبله بقبول حسن واغفر له فليس هناك من  هو أحن عليه منك .
وقال المخرج عبدالوهاب شوقي بأسى: لايوجد من الكلام مايصف خسارة نجم سينما كبير بحضوره المبهج وإبتسامته التي تجري في دمائنا منذ أن تفتحت أعيينا على الدنيا،من المحزن أن نحيا وداع جيل عظيم من الممثلين أعطونا كل شئ أحمد ذكي ونور الشريف ومحمود عبدالعزيز،وأخيرا الفنان فاروق الفيشاوي رحمه الله.
أما المذيعة شيرين محمود فودعته قائلة:  سلام يا أجدع فاروق، فنان وإنسان فريد، شعاع بهجة في كل مكان تذهب إليه،لم أرى في حياتي أكرم منه أو مثله مضياف و»صاحب صاحبه « ويساند الجميع،أحب الحياة ولكنها غدرت به فحارب مرضه لآخر نفس،فسلاما على روحك الجميلة
أما الفنان أحمد إبراهيم فعبر عن حبه للفنان فاروق الفيشاوي ووداعه قائلا : جنازتك تدل عل مكانتك في قلوب الناس وليس فقط بين  الفنانين،حين نذكر الفيشاوي نذكر الرجولة والمبدأ،فهو الوحيد في الوسط الفني الذي اتصل بي  هاتفيا وقال لي إن الحق لايضيع وأنه يثق اني سأحقق حلمي،الوحيد الذي منحني الأمل في أن الوسط الفني به أشخاص حقيقيين لايسعون لمصلحتهم،عملت معه في مسرحية «وداعا يابكوات»للمخرج عصام السيد وكنت طالبا في المعهد،فكان يدعمني وزملائي،مصر أفتقدت فاروق الفيشاوي وليس الوسط الفني فقط، ستظل مثل أعلى لي ولكثير من الأجيال.
وبحزن عبر المخرج عمرو قابيل قائلا : رحيل يدمي القلب لفنان يحمل رائحة جيل وهب لمصر قوتها الناعمة،برحيله نستدعي ألم فراق الكثير من النجوم ممن وهبونا الوعي والفن والبهجة والسعادة والرقي وأثروا في وجدان كل الشعوب العربية بلا أستثناء،إلى اللقاء وسلاما للأحباب.
فيما نعاه الدكتور حاتم حافظ قائلا: لم نلتقي سوى مرة واحدة في لقاء سياسي فني، وحين عرضت عليه دور د.شهاب في مسلسل «الشارع اللي ورانا»طلبني وسألني بشكل مباشر جدا «إنتوا عايزني عشان يكون عندكم فاروق الفيشاوي ولاعايزني عشان هبقى مفيد للعمل؟» شرحت له المعنى المقصود من الشخصية وحينها أخذني جانبا وقال لي «أي حاجة عايزني أعملها عشان أبقى زي اللي في دماغك قولي أعملها»،قليل جدا أن تلتقي شخصا بهذا الوضوح والثقة والتواضع بالرغم من هالة النجومية التي تشع من عينيه،وخفة دمه والكاريزما التي لايمكنك تجاهلها في وجوده،وثقافة إنسانية عظيمة تتجاوز فكرة ثقافة الكتب،وأخر مرة تحدثنا كان يرشح لي رواية قرأها لأكتبها دراميا،رحم الله الأستاذ فاروق الفيشاوي الفنان والإنسان العظيم وأحد مجانين برج الدلو
وقال المخرج اميل شوقي: إلتقينا أول مرة عام 1975 في جامعة عين شمس،ثم التقينا في تونس ورشحني للعمل في مسلسل غوايش،وألتقينا عدة مرات في أكثر من مكان،وكان أخر لقاء لنا في عزاء محمد النجار بمسجد عمر مكرم،وقال لي «أنا متابعك كويس على الفيس بوك ومعجب بما تكتب»فرد عليه الصديق أشرف طلبه «أنت ليك في الفيس بوك» وأجاب وهو يضحك: أميل نجم على الفيس بوك. من يعرف الفيشاوي عن قرب يكتشف أنه أمام أحد أقاربه،شخص محب للحياة والبشر،رحمك الله ياصديقي.
فيما قال الفنان محمد عبدالحافظ : كنت دائما تقول لي «يا ابن الغالي» وأنت غالي كثيرا والتاريخ لن ينسى أعمالك مع إسماعيل عبدالحافظ «أبناء العطش،شجرة الحرمان،الأصدقاء،كناريا وشركاه،وأكتوبر الأخر» رحمك الله يا «عم فاروق» هتوحشنا.
وفي حزن شديد قال الفنان حجاج عبدالعظيم: منذ خمس وعشرون عاما عرفت إنسان بمعنى الكلمة هو فاروق الفيشاوي،جدعنة وطيبة ورجولة وتواضع وخفة دم،كل ذلك رأيته وأنا «لسه بقول ياهادي في الفن» وجدته يعاملني كما لو كنت نجم معروف،وبعدها توالت الأعمال معه من سينما ومسرح وتليفزيون،وهو نفس الإنسان لم ولن يتغير بمرور الزمن،وأخر لقاءبيننا كان في عزاء والدتي،رحم الله الأستاذ الجدع أبن البلد.
 أما الفنان صلاح عبد الله فقد رثاه  بكلمات شعرية فقال: «إسمع ياحزن إسمع يا حزن،يا مسيطر عليا،عارف إنك كمان شويه،حتزهق منى وتسيبني، وتروح وتقول عليا: دا شخص ممل جداً،وزهقت منه فعلاً،بس برضو مش حسيبه، وبكره حتصرف وأجيبه،وأغرق قلبه فيا وأنا فى إنتظارك ياحزن،مانا متعود عليك، بس برضو مش حتقدر تغرق قلبي فيك»
وأضاف «هقابلك في العزا ياروقة» مثل كل مرة إذا لم تراني سأنادي مثل أخر مرة وأقولك واحشني يا أخي ونفسي احضنك،ستقول كالمعتاد «مش هتجيب الشلة وتيجوا تقعدوا شوية «،سوف نأتي يافاروق سناتي،إلى اللقاء للجدع والقلب الأبيض حبيب الكل.
فيما رثاه المخرج مجدي الهواري قائلا: «صباح الخير من روقا»رسالة كانت ترسم على وجهي إبتسامة جميلة،استيقظت اليوم لأجد الصباح ليس مثل أي صباح،صباح صحابي نقصوا واحد وليس أي شخص،هذا الشجاع النبيل،صباح ليس به فارق الفيشاوي،لن يرسل لي احد رسالة من هاتفه الخاص ليسألني أين رسالتك الجميلة يامخرج ويامنتج بطريقته الجميلة،وأين الاخبار التي تمرر اليوم وتملأه طاقة إيجابية،هذا لأني كنت ارسل له دائما أخبار نجاح المسرحية والتعليقات وردود أفعال الناس على دوره «جلوستر»  في الملك لير أو شهاب في الشارع اللي ورانا،»مفيش كده خالص» لن يكون هناك احاديث اخرى بيننا لن نتحدث عن كواليس أفلامه التي تربينا عليها : المشبوه أو ليه يابنفسج . لايوجد من سيصر على تسليمي الجائزة بنفسه. ليس هناك فاروق الفيشاوي أخر، جعلنا نسافر دون أن يخبرنا أنه يتألم حتى لانتألم معه،أخر شوت للفارس النبيل .
ولم تنتهي مسيرة الحب على مواقع التواصل الإجتماعي عند الفنانين بل أمتدت لجمهوره فروت إحدى الفتيات عن موقفه معها حين كانت تسير في الشارع وتساقطت الأمطار بغزاره،ولم تستطع هي وصديقتها الوصول للمنزل،وحين رأهم الفنان الراحل توقف وطلب منهم إستقلال سيارته و توصيلهم لمكان سكنهم. أيضا روى أحد الشباب عن موقفه معه في القطار المتجه من مدينة اسوان للقاهرة فقال:  فاروق الفيشاوي طوال الوقت بالنسبة لي مجرد ممثل وخلاص، لست من كبار عشاقه، لكن حين أجد له فيلما أشاهده، ومنذ عامين في رحلة في القطار خرجنا لعربة المطعم،وكان يجلس الفيشاوي وعماد محرم وبعض من أصدقاءهم بجانبنا،يضحكون وكنا نضحك على أحاديثهم وضحكاتهم،وقبل الأقصر سمعنا الفنان فاروق الفيشاوي يطلب صديق له ويطلب منه أن يرسل طعاما، وحين توقفنا بالأقصر قبل استكمال الرحله دخل علينا باكياس محملة بالطعام، وبدا بفتح المغلفات وتوزيعها على الموجودين،وحين انتهينا من طعامنا أعطانا غيره وقال لنا «أحنا عاملينلكم إزعاج من الصبح لازم تاكلوا معانا»،واكمل الشاب حديثه قائلا :  كثير من الفنانين حين وضعتنا الظروف معهم في مواقف شخصية إما كرهناهم أو أحببناهم،رحمك الله وسخر لك من يتذكر مواقف كرمك وحبك للحياة ويدعو لك.


شيماء منصور - روفيدة خليفة