العدد 623 صدر بتاريخ 5أغسطس2019
تنظم وزارة الثقافة مهرجانًا قوميًا سنويًا لعروض المسرح المصري بكافة أنواعه، ويستهدف المهرجان القومي للمسرح في دورته الـ12، عرض نماذج متميزة مما قدم في فضاءات العرض المسرحي في مصر.
وأقيم المؤتمر الصحفي الخاص بالدورة الثانية عشر للمهرجان القومي للمسرح المصري الذي يحمل اسم المخرج الراحل كرم مطاوع، وتنطلق فعالياتها في الفترة 17 حتى 30 أغسطس المقبل، بجميع مسارح الدولة، برئاسة النجم أحمد عبد العزيز، وبحضور أعضاء اللجنة العليا، والدكتور هشام عزمي رئيس المجلس الأعلي للثقافة.
وخلال المؤتمر الصحفي، قال الدكتور هشام عزمي، الأمين العام للمجلس الأعلى للثقافة، اليوم أسعد لاستضافة مؤتمر الدورة الثانية عشرة من مهرجان المسرح القومي المصري، أنا متحيزًا للمسرح وذلك لأسباب عديدة، لكنني اعرف قدر وثقل وتأثير المسرح على المجتمع.
وأضاف عزمي، أن مصر قدمت مسرحًا عظيمًا في فترة الستينيات، ولكن ينقصنا الإرادة نحو تقديم عرضا مسرحي جيد، مشيرا إلى أن فيلم “الممر” استطاع أن يقدم أعظم درس لفئات الشباب، مؤكدا أن مصر قادرة بمبدعيها وكتابها وفنانيها على نهضة المسرح المصري.
ولفت عزمي، إلى أن هذه الدورة متميزة، لأنها لا تستهدف المؤسسات المنوط بها تقديم الأنشطة المسرحية فقط، بل جميع الموسسات التي تهتم بفن المسرح، مثل مسارح النوادي والشركات والهيئات ومراكز الشباب وغيرها.
وأشاد عزمي، بتشكيل لجنة التحكيم لهذه الدورة، قائلًا: “لجنة متنوعة، وتضم في تشكيلها مناحي وعناصر العمل المكونة للعمل الإبداعي”، مقدمًا الشكر للقائمين على الدورة الحالية لما بذلوه من وقت وجهد في سبيل الأعداد لها.
وأجاب عزمي، على سؤال حول عدم تسجيل العروض المسرحية وتوثيقها؟، قائلًا: “ينقصنا التوثيق في مناحي كثيرة، ولو لم يكن التلفزيون سجل المسرحيات العظيمة بفترة الستينيات لما كانت الناس عرفتها، ولذلك فقد بدأنا بقناة على موقع الفيديوهات “يوتيوب”، بهدف توثيق ما يتم من فعاليات داخل المجلس الأعلى للثقافة، وقد وقعت وزارتى الثقافة والاتصالات قبل ثلاثة أشهر بروتوكول لإنشاء منصة إلكترونية بهدف نشر كل الانتاج الثقافي في هذه البوابة الإليكترونية، فضلًا عن أنها ستتيح كل المواد التسجيلية الخاصة بفنانينا ومبدعيننا، ولكن المسرح يختلف عن كل الأشكال الفنية الأخرى، وسنعمل في المستقبل على توثيقه”.
ومن جانبه، قال الفنان أحمد عبد العزيز، رئيس المهرجان القومي للمسرح المصري، إن العروض المشاركة في هذه الدورة تصل إلى 72 عرضا مسرحيا، على أن يضم المهرجان ثلاثة أقسام تشمل ثلاث مسابقات الأولى تضم مجموعة من العروض المسرحية التي تنتجها المؤسسات المتخصصة في المسرح للقطاعي العام والخاص تصل 25 عرضا مسرحيا متمثلة في البيت الفني للمسرح، والهيئة العامة لقصور الثقافة، وصندوق التنمية الثقافية، والمعهد العالي للفنون المسرحية، والبيت الفني للفنون الشعبية والاستعراضية، ومركز الهناجر للفنون، ودار الأوبرا المصرية، والنقابات الفنية، وفرق القطاع الخاص.
وأضاف عبدالعزيز، أن عروض المسابقة الثانية تضم 27 عرضا مسرحيا، التي تنتجها المؤسسات والأفراد كنشاط فني مثل عروض الجامعات والمعاهد العليا، ووزارة الشباب والرياضة، مسرح الشركات والبنوك والفنادق، الفرق المستقلة والحرة بكافة أنواعها، أما عروض المسابقة الثالثة تضم 20 عرضا مسرحيا موجها للطفل من الأطفال والكبار وذوي الهمم، من بينها الهيئة العامة لقصور الثقافة، المسرح المدرسي، البيت الفني للمسرح، مسرح الطفل بالنوادي، وزارة الشباب والرياضة، ومسرح الطفل بالقطاع الخاص، البيت الفني للفنون الشعبية، المركز القومي للطفل بالمجلس الأعلى للثقافة، وصندوق التنمية الثقافية.
وأشار عبد العزيز، إلى أن قيمة جوائز المهرجان زادت هذا العام، لتصل إلى 600 ألف جنيه، بعدما كانت قيمة الجوائز أقل من 400 ألف جنيه، موضحًا أن المهرجان يبحث عن عروض مسرحية ذات هوية مصرية، وذات ملامح للشخصية المصرية.
وعن التكريم، قال: مسألة التكريم صعبة جدا، فنحتاج أن نكرم أكثر من 1000 شخصية، فهناك أسماء تستحق التكريم، وهذا العام تم تكريم 12 شخصية في الدورة الثانية عشر، قائلًا: “أنا محتاج أكرم 1000 حد، ومسألة التكريم مسألة صعبة جدًا، فهناك من الراحلين والأحياء من يستحقون التكريم، ففي الافتتاح نكرم الآباء، بينما نكرم في الختام الأبناء”.
وأضاف عبد العزيز، أن البعض يتحدث عن التغيير، والتعبير الأدق هو التطوير وليس التغيير، مشيرًا إلى إنهم حرصوا على التطوير والاستفادة من الدورات الماضية.
وردًا على سؤال عن الشكل العام للكتيب الخاص بالمهرجان، أكد رئيس المهرجان، أنه حتى الآن لم تخرج ميزانية المهرجان والعمل يتم بجهود ذاتية، وثمن “الورق” دفعه البعض من ماله الخاص، من أجل توفير المعلومات عن المؤتمر، وهذا ليس الملف النهائي للمهرجان، كما أن الميزانية لم تخرج بعد، مشيرًا إلى إن الاهتمام بشكل أكبر بالمحتوى.
وفي سؤال عن سبب غياب تكريم شخصيات موسيقية في المهرجان، أوضح عبد العزيز، أن هناك المئات من الفنانين والمبدعين الحاليين والراحلين الذين يستحقون التكريم، مشيرًا إلى أن الاختيار لم يتم على أساس فئة فنية بعينيها، بقدر ما كان الحرص على اختيار الفنانين الأكثر تاثير على فن المسرح، خاصة من تجاوزت أعمارهم الستون عامًا.
وعن صورة الفنان الراحل “كرم مطاوع” الخاصة بالمهرجان، وكونها ملتصقة في ذاكرة الجمهور بصورة “سيد درويش”، قال: “فكرنا في تذكير الجمهور بفنان الشعب سيد درويش، أهم مسرحي مصري، الذي كانت أعماله بمثابة وقفة ضد الإحتلال، وأشعر أنني بهذه الصورة كرمت اثنين”.
وفيما يخص كثرة عدد العروض المسرحية في اليوم الواحد، مما يمنع على الإعلاميين متابعتها بشكل كامل، قال رئيس المهرجان القومي للمسرح: “لن يستطيع صحفي متابعة كل العروض لأنها 70 عرض، والإعلامي الشاطر هيتابع 40 عرض على الأكثر، ولتلافي ذلك كنا سنحتاج إلى شهر كامل، وهذا صعب بخاصة مع دخولنا بفترة العيد، والمهرجان التجريبي، ويمكن أن نتفادى ذلك فيما هو قادم”، متابعًا: “لا ندعي أن عملنا كامل، ولكننا تعاملنا بمبدأ ما لا يدرك كله لا يترك كله، ومشوار الألف ميل يبدأ بخطوة”.
وأشار عبد العزيز، إلى أن مسرح الطفل مسابقة مستحدثة لتشجيع الطفل، لافتًا النظر لأهمية أن يمارس الطفل العمل المسرحي، متابعًا: “المسرح هيعلمهمم الذائقة الجمالية، والموسيقى، وأتمنى الاتجاه لتعليم كل أطفالنا المسرح”، مطالبًا بمهرجان متكامل لمسرح الطفل.
وأوضح عبد العزيز، أن المهرجان أصدر 20 كتابًا عن الشخصيات المكرمة في المهرجان بدورته الـ 12، حيث صدر 12 كتابًا عن الشخصيات المكرمة من الأحياء، وأربعة شخصيات آخرى من المبدعين الذين فارقوا الحياة، مشيرًا إلى أن هناك كتابا آخر للفنان الراحل كرم مطاوع “شخصية الدورة”، يتحدث فيه عن دوره الكبير وما قدمه للفن المصري، وكتاب آخر يتحدث عن تاريخ المسرح المصري خلال الـ120 عامًا، مؤكدا بأن الشاعر يسري حسان، هو من يقوم بالإشراف على إعداد وتتفيذ الكتب وإخراجها فنيًا.
واختتم رئيس المهرجان حديثه، قائلًا: “لا ينقصنا سوى التنظيم، ونمتلك كل مقومات النجاح، وأتمنى أن يكون النظام معبرًا عن الشكل والمستوى الحضارى الذي نستحقه، لأنني لم آراه إلا في أعياد الثورة في الستينات عندما كانت تقام في ستاد القاهرة، وبطولة كأس الأمم الإفريقية”.
ويكرم المهرجان عددا من رموز المسرح المصري، حيث تحمل الدورة الحالية اسم المخرج الفنان كرم مطاوع، كما تكرم إدارة المهرجان الفنان يوسف شعبان، الكاتب يسري الجندي، والفنان لطفي لبيب، والمخرج محسن حلمي، والفنانة سوسن بدر، والفنان علي الحجار، والفنان توفيق عبدالحميد، والفنانة هالة فاخر، والكاتب السيد حافظ كما يتم تكريم عاصم البدوي مدير الإدارة المسرحية بالمسرح القومي، ودكتور عبد ربه عبد ربه أستاذ الديكور بالمعهد القومي للفنون المسرحية.
كما تكرم إدارة المهرجان عدد من النجوم الذين رحلوا عن عالمنا مؤخرًا، وهم: فاروق الفيشاوي، محسنة توفيق، محمود الجندي، محمد نجم، وفؤاد السيد المدير المالي للمسرح القومي.
ويضم المهرجان ثلاثة أقسام تشمل 5 مسابقات، فيضم القسم الأول العروض المسرحية التي تشتمل على ثلاث مسابقات.
المسابقة الأولى تضم العروض المسرحية التي تنتجها المؤسسات المتخصصة في المسرح (مسرح الدولة، ومسرح القطاع الخاص)، وتضم لجنة تحكيم المسابقة الأولى فهمي الخولي رئيسا للجنة، عبلة الرويني، هادي شنودة، زوسر مرزوق، سلوى محمد علي، لمياء زايد، محمود زكي، أعضاء اللجنة.
والمسابقة الثانية تضم المسرحيات التي تنتجها المؤسسات والأفراد، مثل عروض الجامعات والمعاهد العليا، ومسارح البنوك والشركات والفنادق وغيرها، وتضم لجنة التحكيم الدكتورة سامية حبيب رئيسا للجنة، جمال ياقوت، إسلام إمام، أيمن سلامة، هيثم الخميسي، محمد الغرباوي أعضاء اللجنة.
المسابقة الثالثة تضم العروض المسرحية الموجهة للطفل من الأطفال والكبار وذوي الهمم، وتضم لجنة تحكيم المسابقة الكاتب يعقوب الشاروني رئيسا للجنة، مي عبدالنبي، محمد عبدالمعطي، منير الوسيمي، طارق الدويري، أعضاء اللجنة.
أما القسم الثاني فيتكون من، مسابقة التأليف المسرحي والتي تحمل هذا العام اسم الكاتب الكبير لينين الرملي، وتضم لجنة التحكيم علاء عبدالعزيز رئيس اللجنة، حاتم حافظ مقرر اللجنة، نادر صلاح الدين، وليليت فهمي أعضاء باللجنة.
أما القسم الثالث يضم مسابقة المقال النقدي، وتحمل الجائزة اسم الدكتور فوزي فهمي، وتضم لجنة تحكيم مسابقة النقد المسرحي الدكتور أسامة أبو طالب رئيس اللجنة، الدكتور ياسر علام مقرر اللجنة، والدكتور سيد الإمام عضو اللجنة.
ويشمل برنامج المهرجان إقامة ملتقى فكري لمناقشة قضايا المسرح من خلال ندوات وموائد مستديرة، إضافة إلى مناقشة الملتقى لموضوعات من بينها: “تعليم الفنون المسرحية في مصر، والنقد التطبيقي المسرحي”.