في ورشة الإضاءة عرض لمشكلات الأبنية المسرحية بالصين والدول النامية

في ورشة الإضاءة عرض لمشكلات الأبنية المسرحية بالصين والدول النامية

العدد 595 صدر بتاريخ 21يناير2019

ضمن برنامج ورشة السينوغرافيا والإضاءة المقدمة من الفريق الصيني التي نظمت وأقيمت ضمن فعاليات الدورة الحادية عشرة لمهرجان المسرح العربي الذي تنظمه الهئية العربية للمسرح بالتعاون مع وزارة الثقافة المصرية، انتهت ورشة الإضاءة المقدمة للمحترفين في السينوغرافيا المسرحية للمستفدين من 12 متدربا من مختلف الدول العربية وقدم بها المدرب والإحصائي زاهو جنهاي Zhou Jianhui محاضرته الخاصة بإحصائيات للمسرح وبدأ بوصف لما سيقدمه من خلالها للمتدربين حيث يحاول أن يقدم الكثير من الدراسات التطبيقية والبيانات والإحصائيات الخاصة بالأبنية المسرحية والعملية المسرحية من بناء المسارح، كما أنه تعرض لتقديم بيان عن المنظومة المسرحية وتجاربها بعددهم للقطاع الحكومي والخاص وكذلك المعدات الخاصة بالمنظومة للمعدات الضوئية.
ووضح في بداية حديثه أنه توجد مصطلحات خاصة بالمسرح بالصين حيث يسمى كل مكان يقدم مسرحا هو “مكان العرض” ويعني به كل أماكن تقديم العروض المسرحية، بكل هذه الأنماط المتعددة من الثيمات المختلفة للمسرح، فهناك مسرح الأوبرا الصينية التقليدية القديمة ومسرح العروض الموسيقية، ويوجد أيضا نماذج لمسرح الوظائف المتعددة ومسرح الحكاوي وكذلك مسرح للسيرك ومسرح آخر للسيرك الدرامي.
وتابع زاهو جنهاي من خلال الدراسات التي أجريت وقدمت الكثير من الإحصائيات التي تابعت الحركة المسرحية بالصين، والتي قدمتها وزارة الثقافة الصينية وكل الأرقام صادرة عنها لدراسة كل المؤسسات المعنية بالمسرح، وكذلك قد قدمت الإحصائيات دراسة لعدد الموظفين والفنيين والمسرحيين الذين يعملون بالمسرح وكذلك عدد الكراسي بالمسارح وعدد مرات العرض، وإحصائيات المسرح الثقافية والفنية وإحصائيات لعدد الجماهير، وكذلك عمل إحصائي للأرباح والدخل المكتسب للمسرح. وبيّن زاهو جنهاي تلك الأرقام المقدمة قد بدأ من الانخفاض للارتفاع منذ عام 2005 إلى 2017 تبعا للداسات المقدمة. كما أشار المحاضر أن عدد المسارح بالصين قد وصل حتى عام 2017 إلى 2455 مسرحا وكان هناك انخفاض حتى عام 2015 حتى بدأ بالارتفاع بعد ذلك.
ذكر المحاضر أن عدد عروض المسرح وصل إلى مليون وأربعمائة وعشرين، وهذا يبين عدد المكاسب من قبل التجارب المسرحية التي وصل في عام 2017 إلى 1240 مليون يوان صيني لتجارب المسرح بالصين للقطاعات العامة والقطاعات خاصة، أما عن إحصائية أنواع المسارح فكان النسبة الكبيرة والعدد الأكبر لمسارح الوظائف المتعددة التي تصلح لتقديم أي عرض مسرحي.
وعن المسرحيات التي تنفذها الأجهزة الإدارية وضح بالخريطة للمتدربين عدد 24 مقاطعة بالصين ولكل مقاطعة الكثير من المسارح، وذكر أنه منذ 2003 إلى 2014 قدمت إحصائية للكشف عن أعداد المسارح التي تم ترميمها واتضح أن أكثر عددا هو مسرح الوظائف المتعددة التي بلغ 57% من عدد المسارح المرممة كلها نحو 256 مسرحا، وقد أظهرت الصور المعروضة من قبل المحاضر بعض آليات بناء المسارح الجديدة وما حل من ترميم المسارح القديمة وإحصائيات لكل هذه الأعداد للمسارح، كما أشار المحاضر إلى حجم الاستنثمار في بناء المسارح بالصين لمختلف القطاعات الذي بين لنا أنه قد وصل إلى مائة مليون يوان صيني، وبالنسبة للحجم الأكبر للاستثمار في المسرح عامة وصل إلى 3 مليار يوان صيني، كما أن إحصائية مساحات بناء المسارح وصل إلى كم كبير جدا.
واستطرد المحاضر: أن آليات المنظومة الضوئية وصل بها حجم التكليفات إلى 20%.. وقمنا بكل هذه الإحصائيات لنحاول الكشف عن حجم الاستثمار وصولا بالنتائج إلى وعي الموقف في الدول الأخرى الموازية كالدول العربية حتى يكون وسيلة لمواجهة التحديات والمشكلات التي تواجه تصميم وتنفيذ الأبنية المسرحية في الدول العربية ولحل هذه المشكلات، وخصوصا مشكلة تحديد أماكن بناء المسرح من قبل هذه العملية للوصول إلى الأماكن الصحيحة والمناسبة تماما والأكثر ملاءمة.
كما أوضح المحاضر أن المشكلة الثانية والواضحة هي التكليفات الباهظة لتوافر المكان الذي سيتم فيه بناء المسرح، حيث دائما في السابق كنا لا نقوم بالاهتمام بالنظر لطبيعة الجماهير عند بناء المسرح ليكون مناسبا من الناحية الثقافية والاجتماعية للجمهور، وكما أوضح المحاضر أن أبرز مشكلات المسرح الصيني هي اهتمام مصممي المسارح بالشكل الخارجي ولا يلتفتون أبدا عند التصميم والتنفيذ لتأدية وظيفة العروض التي ستقدم بالمسرح حيث لم يكن في الوعي الاهتمام الكافي، لذلك ظهر في الصين لفترة طويلة بعض المباني المسرحية بهيئات غريبة وغير مقبولة.. إضافة إلى أنه عند بناء المسارح كمبنى معماري بعيدا عن تكوين المسرح ذاته ثم تم القيام بالتنسيق الكبير اللازم لإعادة هيكلة المسرح حتى يمكن الاستفادة الحقيقية منه.
وأضاف المحاضر أنه قد أنتج إصلاح الحيز الداخلي للمسارح المرممة الكثير والكثير من المصروفات والتكاليف الأمر الذي يعد إسرافا من قبل الموكولين ببناء المسرح. وبالنسبة للأبنية المعمارية الحديثة تم استخدام المواد المعدنية لتغطية المسارح ذات الفضاءات المتغيرة التي تحتوي على ساحات مكشوفة بتكلفة كبيرة. وباهظة كما أنه ستزداد التكليفات أكثر عند الصيانة فمن الممكن أن تصل في واحد منها إلى أنه سيكلف 20 ألف يوان صيني.
كما بين المحاضر أنه مع مرور السنوات أصبح مبدعو الصين لهم طموحات لبناء مسارح شامخة وكبيرة مناسبة لعدد السكان الهائل بالصين، لكن مصممي المسارح من قبل والمنفذين غير المسرحيين لم يفكروا بما هو المطلوب للمسارح لسكان المدينة التي توافقهم وتناسب هويتهم واختياراتهم، مما أوضح أنه كان هناك إهمالا كبيرا لمستوى الثقافة للجماهير المتفرجين ولعاداتهم الثقافية حتى يناسبهم عند تقديم مسرحيات خاصة.
ومن الملاحظ أن المشكلة عند الإداريين في بناء المسارح مصممي المسرح عند التفكير في البناء يفكرون به كبيرا واسعا فقط ويتناسون ملاءمته للعروض مثال أن تبنى مسارح لمساحة 18 مترا ووفقا لهذا التكبير يكون الجانبان ووراءه الخلفية وواسعة لا تناسب كيفية رؤية العرض المسرحي من الجمهور بوضوح، فيجب أن يتناسق البناء مع بعضه ومع وظيفته وكذلك توفر الغرف الخلفية يتماشى مع التوسيع.
وقدم المدرب لمجموعة من الصور التي تقدم مسارح تتعرض للمشكلات التقنية في بناء المسارح من مقاطعات مختلفة بالصين، حيث أوضح أن من المشكلات أنه عند بناء بعض المسرح عند تقديمها للعروض قد حجبت جزءا من الرؤية للجمهور، وهذا يعود لسوء التصميم غير المتخصص للمسرح، وعرض صورا لمشكلات متعددة في التصميم للمتدربين، كالإضاءة السيئة داخل غرف الماكياج أو عدم وجود أعمدة لتزن ارتفاعات المسرح وأجهزته.
في نهاية المحاضرة، تتاقل المحاضر الكثير من المشكلات التقنية للمسارح المصرية ودول العالم الثالث، ومحاولة معالجة هذه المشكلات في تبادل الآراء حول إيجاد حلول موضوعية لتلك المشكلات. كتوافر استشاري مسرح متخصص وعلى وعي كبير بطبيعة العمل المسرحي عند التصميم، والإكثار من بناء المسارح ذات الوظائف المتعددة.. كما أشار إلى أنه عند تصميم وتنفيذ الإضاءة في غرف الملابس والماكياج أن تتوفر إضاءتها مماثلة للعرض المسرحي حيال تنفيذه ورؤية الجمهور له كما أننا يجب أن نهتم بترميم المسارح القديمة وإصلاح شأنها لتكون معدة للعروض المسرحية بكل تياراتها وثيماتها.
 

 


همت مصطفى