فى ندوة عرض «تسجيل دخول» محمد بهجت: فكرة العرض ذكية ولا تحمل أى تعقيدات

فى ندوة عرض «تسجيل دخول» محمد بهجت: فكرة العرض ذكية ولا تحمل أى تعقيدات

العدد 586 صدر بتاريخ 19نوفمبر2018

فى إطار الندوات التطبيقية الشهرية التى ينظمها المركز القومى للمسرح والموسيقى والفنون الشعبية تحت رعاية قطاع شئون الإنتاج الثقافي برئاسة الفنان خالد جلال، أقام المركز القومى للمسرح والموسيقى الأسبوع الماضي ندوة لمناقشة العرض المسرحى”تسجيل دخول” الذي يقدمه مركز الهناجر للفنون. تحدث بالندوة الكاتب الصحفي محمد بهجت والناقد المسرحى أحمد زيدان وأدارها الباحث المسرحى على داوود.
استهل الندوة الفنان محمد دسوقي مدير مركز الهناجر للفنون الذى وجه الشكر والتحية للحضور الكاتب الصحفي محمد بهجت مدير تحرير جريدة الأهرام وللشاعر أحمد زيدان مدير قسم المتابعات والأخبار بجريدة مسرحنا ورئيس تحرير موقع المهرجان التجريبي والمركز القومى للمسرح، معبرا عن سعادته وفخره الشديد بإنتاج هذا العمل وبأبطال العمل المشاركين واصفا مخرج العرض هانى عفيفى بأنه صاحب توجه فني وإبداعي رائع.
بينما أوضح الباحث على داوود أن المركز القومى للمسرح يقوم بعمل ندوات منذ عام بشكل متواصل، وتابع عرض “تسجيل دخول” حقق منذ تقديمه على خشبة مسرح مركز الهناجر للفنون نجاحا وصدى واسعا وكان من الضروري تناول هذا العرض المسرحى وتقديم ندوة حوله، حيث يتحدث في موضوع هام وهو “السوشيال ميديا” وتأثيرها على واقعنا الحالي.
الكاتب الصحفى محمد بهجت أشار إلى أنها المرة الثانية التي يشاهد بها عرض تسجيل دخول وأنه استمتع به كثيرا،
و أوضح محمد بهجت أن العرض يحمل جوانب جديدة منها الفكرة الرئيسية وهى “ السوشيال ميديا” وأننا نخلق لأنفسنا عالما افتراضيا وننسى أن نعيش عالمنا الواقعي ونتبادل الأدوار متناسين شخوصنا الحقيقة فيتحول كلا منا إلى “مسخ” .
موضحا أن فكرة العمل ذكية وواضحة لا تحمل أية تعقيدات و استطاع المخرج هاني عفيفى أن يعبر عنها بوضوح وبلغة فنية مميزة.
و أعرب بهجت عن اندهاشه من قدرات أبطال العمل، مشيرا إلى أنه من أكثر الصعوبات على الممثل أن يقوم بأداء شخصية” باهته” تتعامل بتفاصيل أخرى مخالفة لتفاصيلها وتؤدى أدوارا أخرى فيتحول كل ممثل من الممثلين إلى الآخر، محتفظا بتفاصيله الرئيسية وهى مسألة شاقة وتحتاج لممثل لديه فهم عميقة للشخصية التى يقدمها وللعرض بشكل عام وأيضا لديه قدرة على الخروج بشكل غير كامل من الشخصية.
وأضاف: استطاع كل ممثل فى العرض تقمص شخصيته بشكل مميز للغاية ومعبر بشكل ساخر عن نمط حاضر فى حياتنا، مؤكدا أن كل ممثل في العرض إستطاع التعمق فى الشخصية التى يؤديها والانتقال منها إلى شخصية أخرى.
فيما عدا شخصيتان لا تتغيران خلال العرض وهما شخصية عامل توصيل الطلبات الى المنازل وشخصية الساحر التي تعبر عن عالم السوشيال مبديا التي قدمها الفنان أحمد السلكاوى بذكاء وخفه ظل، وقد أوضح أنه ساحر ولكنه لا يفعل أي سحر بشكل حقيقي وهو ما يعبر عن تأثير السوشيال ميديا الذى يبدو براقا وساحرا
واختتم الكاتب الصحفي محمد بهجت حديثه بتوجيه التحية للمخرج هانى عفيفى وذلك لاختياره المرحلة التى تبدأ عقب ثورة يناير والتي شهدت حضورا مكثفا للسوشيال ميديا، قال : انشغلنا بالسوشيال ميديا بشكل كبير وإستبدلنا حياتنا بها، كما وجه التحية الى فريق العمل .
بينما أعرب الناقد أحمد زيدان عن سعادته بوجوده على خشبة مسرح الهناجر وبقاعة الدكتورة هدى وصفى مستعيدا العديد من الذكريات فى المسرح الهناجر،
موضحا دور مركز الهناجر للفنون فى احتواء العديد من الفنانين و اكتشاف الطاقات الفنية والمواهب وإتاحة الفرصة أمامهم للتعبير عن طاقتهم الإبداعية، واعتبره بمثابة الملاذ .
وأشار زيدان الى دور الفنان محمد دسوقي مدير مركز الهناجر للفنون وعده امتدادا لدوره في مسرح الطليعة، مشيرا إلى أن فترة إداراته لمسرح الطليعة شهدت تقديم مجموعة من الأعمال الهامة لمخرجين شباب استطاعت أعمالهم أن تنافس وبقوة فى العديد من المهرجانات داخل وخارج مصر. وأشاد الناقد أحمد زيدان بالمخرج هانى عفيفى وقال أنه يعد من المخرجين المتميزين.
وتابع : كنت محظوظا بمشاهدتي أولى تجارب المخرج هاني عفيفي عام 2004 وهو عرض “القاعدة والاستثناء” مشيرا إلى أن عفيفي من المخرجين المهمومين بتقديم تجارب جديدة دائما ولديه هاجس: ماذا سيقدم لنا؟ وقد قدم لنا اليوم عرضا يناقش قضية هامة وجعلنا نتورط معه بشكل ما. أضاف: منذ بداية العرض وهو يؤكد على فكرة تسجيل الدخول إلى العالم الافتراضي و يطرح مجموعة الأسئلة ليتعرف عليك ويعرف من أنت وماذا تفعل؟ هذا العالم الذي يدعى طوال الوقت أنه صديقك الصدوق فتدخل إلى هذا العالم ولكنك تظل منفردا رغم وجود الكثيرين حولك، ومشاركتك فى هذا العالم برأيك أو تعليقك. هذا التورط الذي يحدث لنا كأفراد أمام جهاز الكمبيوتر والعالم الافتراضى، ومن خلال هذا العالم نعبر عن أرائنا بطرق مختلفة فنتورط جميعا ونرى أنفسنا على الخشبة، الذي يهتم بالقضايا الاجتماعية والذي لديه هواية والذي يستعرض موهبته أو يهتم بقضية معينة.
تابع زيدان : هذا النوع من العروض يحتاج عند تقديمه على خشبة المسرح إلى تلخيص وهذه هى الصنعة الفنية التي قدمها العرض.
تابع : يبدأ العرض بموسيقى لطيفة مع ظهور ما يشبه الساحر الذي نتعرف عليه منذ علاقته بأول شخص يقوم بسؤاله ويبدأ فى ملء البيانات الخاصة به، هذا العالم به شخصيات قد تكون متنافرة، أو أنها تحاول أن تماثل نماذج أخرى، والمكان الذى يحدث به التداعي وخصص له المخرج ومصمم الديكور قاعدة مرحاض، كما تظهر صورة الشخص مبكرة للعالم على سطح ثلاجة، وهى الشيء الوحيد الذي له علاقة بالواقع أو بالغريزة “ النهم “ الذي يحدث حول هذه المنطقة، والتى يخرج منها الكثير من الأشياء. فنحن طوال الوقت فى حالة جدل حول الأشياء غير الحقيقية، بينما تظل الشخصيات تبحث في الواقع عن عامل توصيل الطعام طوال العرض والذى لا يأتى بحجج مكررة .
 وتابع زيدان : هناك مجموعة من الطاقات التمثيلية المبدعة التي استطاعت أن تسيطر علينا في هذا المساحة الزمنية مع ذكاء المخرج هاني عفيفي حيث قام بكثير من الحذف أكثر من الإضافة حتى يستطيع أن يصل بنا إلى هذه المساحة الزمنية لتقديم الوجبة الدسمة الممتعة خلال الساعة وربع من الزمن.
هذا بالإضافة إلى طاقة الممثلين المتميزة، واختتم حديثه موجها التحية لفريق العمل وما قدموه، مشيرا إلى أن هناك حالة تدريب كبيرة وتحضير وهناك مساحة من الارتجال تم تقنينها موجها الشكر الى الفنان محمد دسوقى مدير مركز الهناجر للفنون على تبنيه لهذا النوع من التجارب والتى تثبت وجود فنانين لديهم تجارب غير تقليدية.
وأشار فارس عبد المنعم مدير عام المركز القومى للمسرح والموسيقى والفنون الشعبية إلى ثقة المركز فى الفنان محمد الدسوقي وفى انتقائه لتجارب مميزة، مؤكدا على أن هذا هو ما جعل المركز يقرر إقامة هذه الندوة وتسجيلها، و أثنى فارس عبد المنعم على مجموعة العمل المتميزة، مؤكدا على أنها قدمت أفضل ما لديها وحققت متعة كبيرة، وأنهم مجموعة متناسقة ومتكاملة. ثم وجه الشكر للمخرج هاني عفيفى لتقديم عرض ظهر بصورة مشرفة.
و ذكر المخرج هاني عفيفي أن العرض تعاون فريق العمل في انجازه بشكل جماعى. قال : ساهم فريق العمل فى تقديم وطرح أفكار، و شارك كلا من إسماعيل إبراهيم وفادى سمير فى الصياغة النهائية للنص مشيرا إلى انهما مخرجين متميزين فى الارتجال وعلى وعى كبير بالمنهج العبثي، وانهما تناقشا مع فريق العمل في العديد من الأفكار وكان فريق العمل يتبادل الأفكار والبحث أيضا.
وأضاف: فجرت الإطار العام للعرض ووقع إختيارى على فريق عمل متميز فى الإرتجال ومستواهم جيد وقمت بتجمعيهم والتحضير معهم للفكرة ووضعنا عناوين فرعية وكانت الحصيلة عدد كبير من المشاهد والإسكتشات، قمنا بحذف عدد كبير منها وصولا للصورة النهائية للعرض كما قمت بعمل توازن أيضا لباقي المفردات العمل وحرصت على التوزان فى إيقاع الصورة.
كما قال الفنان أحمد السلكاوى: عندما بدأت العمل مع المخرج هاني عفيفى كنا نقوم بالعمل على نص “المغنية الصلعاء” ليوجين يونسكو وهو نص عبثي ولكن سرعان ما قمنا بتطوير الأمور والخروج عن عباءة النص وقدم المخرج الفكرة العرض التى تدور حول مجتمع السوشيال ميديا والعبث وكم الإدعاء والزيف التى تحدث فى هذا العالم وذلك فى فترة زمنية محددة وتأثير ذلك على الشباب وقد قمت بطرح وتحضير مجموعة من الأفكار مع فريق العمل وقمنا بحذف وإضافة أشياء وقدمت شخصية الساحر ومثلما قال الكاتب محمد بهجت أن شخصية الساحر لا تقدم سحرا، وهو ما يوضح زيف هذه الشخصية، فهي تمثل رابطا يحاول ان يدفعك إلى الدخول في هذا العالم الإفتراضى.
وأوضح الفنان محمد الدسوقي مدير مركز الهناجر للفنون أن فكرة العمل هامة إلى أقسى درجة حيث ان هذا العالم الأفتراضى يحمل كما كبيرا من الزيف والادعاء والقبح على الرغم من أهمية السوشيال ميديا، ولكننا نحتاج الى أن نقنن التعامل معها بوعى شديد.
واستطرد : “لم أقلق من تقديم التجربة فأنا مؤمن إيمانا كبيرا بموهبة هانى عفيفى، مؤكدا أنه بدأ فكرة العمل انطلاقا من نص المغنية الصلعاء و سرعان ما انسلخ من النص مستعينا بتيار مسرح العبث الذى قدمه بشكل معاصر، لأن الحياة التى نعيشها أكثر عبثية من دراما اللامعقول. أضاف: هى تجربة مسرحية هامة تتوجه للجماهير وتجعلهم يفكرون فى هذا العالم الأفتراضى وكيف يتعاملون معه ليكون شىء إيجابي وليس مدمرا.
عرض “تسجيل دخول” فكرة وإخراج هاني عفيفي، كتابة إسماعيل إبراهيم وفادي سمير، تمثيل وارتجالات “أحمد السلكاوي، شادي الدالي،، محمد الشافعي، منة حمدي، ندى نادر، هبة الكومي، عمرو جمال ، ميشيل ميلاد أوسكار نجدي”، ديكور مي كمال، أزياء مروة عودة، موسيقى محمد صلاح، مادة فيلمية أحمد روبي، إضاءة هاني عفيفي ومحمد عبد المحسن، مخرج مساعد فتحي إسماعيل ويسرا أشرف وياسمين أبو عرب، حاتم موسى، تصميم الدعاية علاء الدين طاهر وشهاب الدين طاهر، مساعدو الأزياء مي خالد، سلمى الشيخ، نوران عامر، تنفيذ أزياء السيد حسن، محمد السيد، مساعد ديكور حنان كرم.
 

 


رنا رأفت