«بس حكاية» في مسرح الطليعة قريبا

«بس حكاية» في مسرح الطليعة قريبا

العدد 580 صدر بتاريخ 8أكتوبر2018

بدأ المخرج أكرم مصطفى بروفات العرض المسرح «بس حكاية» إنتاج مسرح الطليعة ومن تأليفه وإخراجه بطولة سوسن ربيع، ياسر عزت، نشوى إسماعيل، إيناس المصري، أحمد عبد الرازق، تامر القاضي، أكرم مصطفى، ديكور فادي فوكيه، إضاءة عمرو عبد الله، أزياء شيماء إسماعيل ومخرج منفذ كمال خضر، وائل حامد موسيقى محمد حمدي رؤوف.
تدور أحداث العرض في الصعيد حول شخصية «وطني» القاتل الهارب والخارج عن القانون منذ عدة سنوات والجميع يترقب عودته مرة أخرى.

شخصيات بانتظار وطني
قال المخرج أكرم مصطفى “بس حكاية” هي حكاية من الصعيد. بطل القصة شخصية «وطني» وهو اسم شهير في الصعيد، لا يعني أي إسقاط على الجانب السياسي ولكنه يحمل ما يحمله من معانٍ وهو شخصية منتظرة من قبل 6 شخصيات أساسية ينتظرون عودته، فهو غائب لمدة خمس سنوات وهو قاتل وحكم عليه بالإعدام وله زوجة وأم في انتظاره وله عشيقة وينتظره الضابط علاء الذي قام وطني بإنقاذه، أيضا ينتظره سلام لأن وطني قام بقتل أخيه وعمه وذلك حتى يأخذ بالثأر.
وتابع أكرم مصطفى: الدراما في عرض «بس حكاية» تسير بشكل مستعرض فليس هناك الشكل الطبيعي للدراما كبداية ووسط ونهاية، ولكن الموضوع يتحدث عن علاقة الشخصيات بالسيد «وطني» المنتظر فكل شخصية من الشخصيات الستة تنتظره حتى تحقق من وجوده شيئا ما، فالأم تنتظر وطني الذي يمثل لها الأسطورة، والعشيقة تنتظر رجلها الذي يمثل أيقونة الرجولة، والزوجة تنتظر زوجها وحبيبها، بينما ينتظره الضابط علاء لأنه يلاحقه منذ 6 سنوات.
واستطرد: هي مجرد حكاية عن فكرة ألم الانتظار والصبر.
وعن التكنيك الذي يستعين به في عرض «بس حكاية»، أوضح قائلا: اعتمد على تكنيك ما بعد الواقعية فالشخوص واقعية ولها ملمح أسطوري فهي تقع ما بين الواقع والأسطورة، فالعرض على مستوى الصورة والدراما والشخوص يتجاوز الواقع بأكثر من درجة، وذلك ليضفي لمسة سحرية، فالشخصيات تشبهنا ولكنها تحمل سحرها الأسطوري الخاص. وعلى مستوى السينوغرافيا، فهناك ثلاث رؤى مختلفة فمصمم الديكور فادي فوكية ومصمم الإضاءة عمرو عبد الله ومصمم الأزياء شيماء إسماعيل.
وعن عروض القاعات، أضاف: أنجذب لعروض القاعات وحميميتها والتمثيل الدافئ إذا جاز التعريف، فتكون أدوات المخرج في عروض القاعة أقرب للمتلقي، ولذلك أفضل هذا النوع من العروض على الرغم من أنني قدمت الكثير من العروض التي تقدم على خشبة المسرح «العلبة الإيطالية».

الأم القوية
تلعب الفنانة سوسن ربيع شخصية الأم الصعيدية القوية، وعن هذه الشخصية قالت الفنانة سوسن ربيع: أقدم شخصية السيدة الصعيدية القوية ابنها القاتل «وطني» رغم ما هو عليه وما ارتكبه من جرائم فهي تفتخر به، فهو يمثل لها «الحاضر الغائب» فهو قاتل وهارب من الكثير من الجرائم، إلا أن لديها أملا في عودته مرة أخرى، وهي سيدة صعيدية يهابها الجميع سواء كانت الزوجة أو العشيقة، تؤمن أن الموت مكتوب علينا وأن ولدها “وطني” لا يهاب الموت.
وعن أسباب انجذابها للشخصية، قالت: هذه الشخصية تمثل تركيبة جديدة لم أقدمها ولم يسبق لي أن قدمت اللهجة الصعيدية من أقاصي الصعيد، بالإضافة إلى أن النص كتب بشكل جيد للغاية والمخرج أكرم مصطفى هو مخرج متميز ومالك لأدواته، فالعمل سيكون إضافة لي.
 
متناقضات محيرة
وقال الفنان ياسر عزت: أقدم شخصية الضابط علاء وهي شخصية تحمل عدة متناقضات ولديها منطقها الخاص فيما تفعله، فكما نعلم أن كل شخصية تحوي الجانب الخيري والجانب السيء، ومن الممكن أن يرى البعض أن الجانب السيء هو جانب خيري والعكس، فنحن نتعامل مع مشاعر إنسانية مليئة بالنسبية، فالذي يراه شخص جيدا من الممكن أن يراه شخص آخر سيئا، وهذه إشكالية الممثل وهو أن يضع يده على منطق الشخصية ويجد لها منطقها سواء كان لها منطق خير أو منطق شر، وهو مفتاح الشخصية بالنسبة للممثل أن يكون لديه تحليل لمنطق الشخصية التي يقدمها على سبيل المثال شخص متسلط ما الأسباب التي جعلته شخصية متسلطة؟ وهل يرى أن هذا التسلط جيد؟ فمن الممكن أن يكون هذا التسلط محققا لرغباته.
وما جعلني متحمسا لأداء هذا الدور أن “علاء” شخصية ضابط مليئة بالتناقضات ومنطقها الرئيسي يرى أن شخصية “وطني” شخصية آثمة، قاتل وخارج على القانون ولكنه أنقذه عندما أطلق عليه الرصاص، وهو ما جعله يقع في حيرة: هل يقوم بالقبض عليه أم يتركه لأنه أنقذ حياته، وتلك هي مشكلة “علاء” وهو دور مغرٍ لأي ممثل، فالشخصية تقع ما بين الخير والشر.
وأضاف: المميز في كتابة المخرج أكرم مصطفى هو أن الشخصيات تحمل الجانبين الخير والشر، وبالتالي يصبح المشاهدون في حيرة: هل يتعاطفون مع هذه الشخصيات أم لا؟!
وتابع: هذه المرة الأولى لي في تقديم شخصية الضابط وفي أي شخصية يقدمها الممثل سواء كانت ضابطا أو محاميا فهو مسمى الوظيفة، فالفارق الحقيقي للممثل هو تأثير الوظيفة على البعد الإنساني للشخصية، وشخصية “علاء” هي نمط من الضباط، فعلى سبيل المثال عندما قدم الفنان أحمد ذكي شخصية الضابط في السينما قدم نمطا لا يجب أن نحتذي به، فعندما نقدم شخصية عليها تحفظات هذا يعطي مثالا لعدم الاحتذاء بها، وهذا هو المورال الأخلاقي لشخصية “علاء”، وما جعلني متحمسا لأداء هذا الدور.

العشيقة بتركيبة مختلفة  
بينما تقدم الفنانة إيناس المصري دور «صفية» عشيقة “وطني” التي لم تختر أن تكون عشيقته، كان “وطني” في الماضي يحب عمتها «صافية» وصفية تشبه عمتها كثيرا، وهو ما جعل “وطني” يقتنصها رغما عن إرادتها، فهو أول رجل في حياتها فتعلقت به كثيرا وهو يمثل لها الرجولة رغم أنها متزوجة ولكنها لا تشعر بزوجها.
وأضافت: صعوبات الشخصية تتمثل في صعوبة اللهجة الصعيدية، بالإضافة إلى كم المتناقضات التي تحملها الشخصية فهي بسيطة وهادئة ومجنونة أحيانا، شخصية تحمل في طياتها البساطة والتعقيد.
 
النموذج المشرق للمحب
تقدم شخصية «وديدة» الفنانة نشوى إسماعيل، هي زوجة “وطني”، تحمل الكثير من المعاني الجميلة لزوجة تحب زوجها وتتفانى في حبه ولا تصدق علاقاته المتعددة وإن صدقت فهي تسامحه وتكمل حياتها، قالت: ما جذبني للعمل هو أن أحداثه تدور في الصعيد ويلقي الضوء على معانٍ هامة، بالإضافة إلى أن المخرج أكرم مصطفى هو مخرج ومؤلف وممثل متميز ويقوم بتوجيه الممثل في الاتجاه الصحيح ويخرج منه أشياء مختلفة فكل ممثل لديه منطقة يبرز من خلالها وهو ينير هذه المناطق التي قد لا يشعر بها الممثل.

دور مستفز لأي ممثل
بينما يقدم شخصية الأخرس أو الصامت الفنان أحمد عبد الرازق الذي قال: شخصية الأخرس شخصية مستفزة لأي ممثل، فهناك عنصر من عناصر التعبير مفقود، يعتمد على التعبير الجسدي والوجه وهو ما يمثل مجهودا أكبر، والمخرج إزاء هذه الشخصية لديه دور كبير في توجيه الممثل لبواطن وتفاصيل الشخصية، وشخصية الأخرس تعد مرآة لشخصية “وطني”، وهو بمثابة القرين له.
وتابع: يمثل هذا الدور بالنسبة لي التحدي الأكبر ويجب التركيز في تفاصيل كثيرة منها تعبيرات الوجه وحركة الجسد.
 
شخصية ممتعة وبها ثراء كبير
بينما أوضح الفنان تامر القاضي أن شخصية “خلف” لها خطان أساسيان وهما علاقته بالضابط علاء وعلاقته بشخصية وطني التي يتعاطف معها، وهو خط ثري وممتع ويحوي صراعا نفسيا يقع به، يقدم معلومات حول “وطني” أم يتعاطف معه؟ قال: سبق وأن قدمت شخصية الصعيدي من قبل في مسلسل «ابن ليل» مع المخرج إسماعيل عبد الحافظ، ولكن دور “خلف” هنا مختلف، فهي المرة الأولى التي أتعرض لهذه الشخصية بمتناقضاتها، فهو صعيدي يعمل في حانة وكما نعلم أن الصعيد من الأماكن التي تلتزم بمبادئ ومعايير أخلاقية معينة، وهو ما يعد دورا مستفزا.

 هو العمل الأول لي في مسرح الدولة.
بينما قال مهندس الديكور فادي فوكيه: تعاونت مع المخرج أكرم مصطفى وهناك كيمياء فنية تجمعني به، والنص مشابه لمنهج نص «واحدة حلوة» فالشكل واقعي ولكن دلالاته غير واقعية يجعل الجميع يتساءلون هل هو واقعي أم لا؟ وهو ما يطلق عليه الواقعية السحرية.
تابع: ومن خلال تقديمي 90 عملا مسرحيا، أرى أن العروض المسرحية التي تقوم بالتركيز على فكرة أو موضوع يتم تبسيط الديكور بها، وذلك لإعطاء مساحة للمتفرج ليذهب لمنطقة التفكير التي يلعب عليها المؤلف أو المخرج، والعروض التي يقدمها المخرج أكرم مصطفى بها فكرة وحكاية تحتاج من المتفرج أن يفكر وهو ما يتطلب ديكورات بسيطة حتى يتم التفكير في العرض المسرحي.

مخرج متميز له رؤية خاصة
قال مدير مسرح الطليعة المخرج شادي سرور: أكرم مصطفى من المخرجين الهامين وعندما أسند له مهمة عمل أشعر بالاطمئنان وذلك لخبرته الواسعة بالدراما فهو دراماتورج ومؤلف وسيناريست ومخرج متميز وله رؤيته الخاصة، لذا أرى بودار النجاح، وهو يتناول موضوعه بذكاء شديد، فهذه البلاد تحمل في طياتها الجيد والسيء وهو يناقش ذلك بذكاء وحنكة شديدة في العرض.
وعن الورش التي سيقيمها بمسرح الطليعة، قال: هي فكرة ستكون مختلفة خاصة وأن لمسرح الطليعة هويته القائمة على التجريب والابتكار، لذلك يجب اختيار مجموعة من الشباب يتسقون مع طبيعة المسرح، وقد وقع الاختيار مع الفنان محمد الصغير على مجموعة الشباب البارزين الذين تخطوا منطقة التدريب لوضهم في منطقة الابتكار.
وتابع: ورشة الطليعة تضم 6 مدربين وهم المخرج محمد الصغير “ارتجال وخيال”، وليد الشهاوي “موسيقى”، والمخرج ومصمم التعبير الحركي مناضل عنتر “تعبير حركي”، والفنانة سما إبراهيم “سينوغرافيا ومايم”، والدكتور مصطفى سليم “دراما”، أما أنا فسأقوم بتدريبهم على “حرفية الممثل” وسيبدأ المخرج محمد الصغير العمل على فرضية المهمشين في مصر وهي الفرضية الأولى التي سيعمل عليها.


رنا رأفت