ورشة العرائس للمدرب السويسري ماريوس كوب ضمن ورش اليوبيل الفضى للمعاصر والتجريبى

ورشة العرائس للمدرب السويسري ماريوس كوب ضمن ورش اليوبيل الفضى للمعاصر والتجريبى

العدد 570 صدر بتاريخ 30يوليو2018

قدم المدرب والمخرج السويسري “ماريوس كوب” ورشة العرائس بسينما الهناجر للفنون، التي تقام ضمن الورش السابقة لانطلاق اليوبيل الفضي لمهرجان القاهرة الدولي للمسرح التجريبي والمعاصر وبالتعاون مع صندوق التمنية الثقافية، والتي أقيمت في الفترة من 16 وحتى 20 يوليو الحالي.
وتضمنت الورشة خلال أولى أيامها جلسة تعارف بين المتدربين والمخرج السويسري ماريوس كوب، وكانت عبارة عن تدريب بطرق مبتكرة لتذكر أسماء الملتحقين بالورشة، من خلال ورشة حركية للجسم.
وبدأت الورشة بعمل فرضيات حركة بين كل متدرب وآخر، عبارة عن ورشة ارتجال حركي بين الفعل ورد الفعل بين كل متدرب دون إصدار أي كلمات تعبيرية، وبدأ كوب يحث المتدربين على كيفية استخدام «الأشياء» the objects وكيفية تطويعها لتحكي قصصًا مختلفة.
وبدأ التعامل مع الـobject أولا بشكل منفرد حيث يقوم كل متدرب بأخذ قطة من الأدوات التي يختارها ويقوم بحكاية قصة حولها ولماذا اختار هذه القطعة وليس شيئًا آخر، وبدأ كل متدرب بالتعامل مع القطعة أو object مع الطاولة لتقوم بحكي إحدى القصص التي تأتي في مخيلة المتدرب.
وكانت النتائح في المرحلة الأولى رائعة من حيث القصص المتخلية وكيفية تطويع objects لحكي القصة المراد حكايتها.
ثم تطور التدريب بأن قام المخرج ماريوس كوب بحث المتدربين على استخدام أكثر من object لتكوين مشهد مسرحي بينهم مستخدمين بعض الأصوات المصاحبة لتوضيح الحكي، ثم بعدها قام بحث المتدربين على الاشتراك في عمل مشهد تمثيلي بين كل اثنين مستخدمين قطعة واحدة وأن تبدأ القصة بلقاء وتعارف ثم صراع ثم حب لتنتهي القصة وهو جعل التدريب مبهجا إلى حد كبير كما ظهر عدد كبير من الفرضيات التي أثارت الضحك عن طريق الارتجال والابتكار في كيفية تطويع الـobject للحكاية المعروضة عبر الطاولة التي استخدمت كساحة مسرح.
وفي نهاية اليوم الأول طلب ماريوس من كل المتدربين عمل قصة متخلية مستخدمين بعض الـobject الموجودة بالتدريب على أن يؤدي كل متدرب هذه القصة في ثاني أيام التدريب.

اليوم الثاني.. عرض فيديوهات وثائقية عن كيفية استخدام الـobject لبعض العروض المسرحية العالمية
في بداية اليوم الثاني للورشة تحريك العرائس للمدرب السويسري ماريوس كوب قام بعرض بعض الفيديوهات لبعض المخرجين والفنانين العالميين الذين قاموا باستخدام الـobject في عمل عروض مسرحية على الطاولة وكيفيه استخدام أكثر من object في هذا النوع من الفن، الذي كان له وقع كبير على المتدربين عن كيفية استخدام الأشياء مهما كانت نوعيتها لعمل عروض مسرحية رائعة وبسيطة في الوقت نفسه.
وأكد ماريوس أنه يمكن استخدام أي نوع من الأشياء أو object والأدوات البسيطة الموجودة حولنا يمكن نقوم بعمل اختراع لحكايات يكون بطلها هذه الأشياء وكيفية تحريكها بسهولة على الطاولة لتكون بطلاً أسطوريًا أو أنه يمكنها استخدامها بشكل آخر غير الهدف التي صنعت من أجله كاستخدام الملعقة أو الشوكة أو الفنجان، أو بعض الأدوات المنزلية مثل المنفضة أو الحبل.. إلخ.
وأشار إلى أن الأشياء يمكنها أن تلعب دور الراوي ببراعة، وأن لديها قدرة كبيرة على السرد، كما قام المتدربون بإحضار بعض الأشياء التي يودون استخدامها واللعب بها سواء كانت كبيرة أو صغيرة حادة أو ناعمة من الخشب أو المعدن، والتي يمكن استخدامها في أثناء حكي قصصهم، كما قام بعض المتدربين بدمج أكثر من object لعمل شكل أو ابتكار شخصية تقوم بأداء الدور المراد تمثيله على الطاولة لحكيها أمام زملائهم المتدربين.
وبدأ بعدها عمل أشكال كثيرة قام بها المتدربون وحكي بعض القصص عن طريق إدماج أكثر من object معًا وهو ما حاز على إعجاب المدرب السويسري ماريوس كوب بسرعة البديهة وقدرة المتدربين على استيعاب الورشة وكيفية استخدام الأدوات البسيطة الذين قاموا بجلبها، كما أشاد بمدى التناغم مع المتدربين وسرعة البديهة بتغيير الأدوات وتكملة التدريب.

اليوم الثالث من الورشة التدريبية «قصص وأبطال بأدوات بسيطة»
«قصص وأبطال بأدوات بسيطة» يمكن أن نطلقه على عنوان ورشة المدرب السويسري ماريوس كوب في يومها الثالث بسينما مركز الهناجر بدار الأوبرا المصرية، ضمن ورش مهرجان القاهرة الدولي للمسرح المعاصر والتجريبي «دورة اليوبيل الفضي».
استكمل كوب في اليوم الثالث من الورشة دمج المتدربين والتحفيز على استخدام الخيال والتمازج مع العرائس التي يخلقها المتدرب من أدوات عادية “فناجين، جدع شجرة، حبل، وأي أداة عادية يمكن أن تتوفر أمام المتدرب”.
وعبر تلك الأدوات البسيطة تم صناعة نموذج عروسة ليبدأ المتدربون فرادى في التعامل معها عبر هذه الأدوات باعتبارها شخصا له حكاية ويمكن التعامل معه، وهو ما فتح الباب أمام حكايات ومواقف وأحداث كثيرة خرجت من مخيلة المتدربين.
واستمرت التدريبات التي وجدت شغفا لدى المتدربين استكمالا لليومين السابقين من تدريبات خيال وصنع الشخصية والحكاية والتعامل مع الأشياء وصنع ثنائيات بين المتدربين للتعاون على خلق القصة والشخصية.
كما تضمن التدريب أيضا عمل حركة صامتة بين كل متدرب وآخر ليبدأوا حكاية متخيلة ومرتجلة وفي كل مرحلة يقوم المدرب بتثبيت المشهد عند نقطة معينة، ويقوم بتغيير أحد المتدربين ويظل متدرب واحد على خشبة المسرح ليحل محله شخص آخر يكمل ما بدأه زملاؤه، وهكذا، حتى قام كل المتدربين بعمل هذا التدريب لنجد أننا في النهاية أمام عمل مسرحي له بداية ووسط ونهاية، كما قام المتدربون بعمل ارتجالات حازت على إعجاب الجميع، من سرعة بديهة وابتكار في الأفكار.
وبعدها بدأ الجزء الثاني من الورشة حيث قام كل متدرب بحكي القصة التي قام بتحضيرها في اليوم الأول مستخدمين الأدوات أو object ليكونوا أبطال قصص لهذه الحكايات، فمنهم من قام بحكي قصة كرسي في أحد الحدائق الذي شهد على قصص حب وهجر، ومنهم من قام بحكي قصة خيالية، ومنهم من قام بالارتجال بقصص خرافية مستخدمين بعض الحكايات القديمة.

اليوم الرابع وانتهاء الورشة.. استخدام الأكياس البلاستيكية وكيف للمادة أن تتحول لأشكال رائعة
في آخر أيام التدريب قام المدرب السويسري ماريوس كوب باستخدام نوع آخر من الـobject وهي الأكياس البلاستيكية التي تنتمي لعدة أنواع حسب السمك والليونة، وأن كل نوع يمكن أن يُخلق منه شكل مختلف ويقوم بحكاية قصة مختلفة.
وقام بدفع المتدربين على استخدام الأكياس لحثهم على سرد قصص من خلال استخدام تلك الأكياس.
وفي ختام الورشة خرج المتدربون ببعض المفاهيم الجيدة، ومنها بعض التمارين التي تساعد على زيادة التركيز والوعي والتوافق العصبي العضلي وسرعة البديهة لدى المشتركين.
كما ساعد التدريب في تنمية خيال المتدربين من حيث طريقة استخدام وتحريك الأدوات أو object، وكيفية إيجاد علاقة تربط بين الأشياء بعضها البعض حتى لو كانوا مختلفين من حيث نوع المادة، وأن المتدرب يجب أن يحاول إيجاد أي قاسم مشترك بين كل هذه الأشياء لخلق قصة أو حكاية يمكن سردها وتطويرها.
كما ساهم التدريب في تنمية قدرات المتدرب في إيجاد علاقة بينه والأدوات المستخدمة وكيفية استخدامها على نحو جيد لتكون بطلة الحكاية والقصة ولها شخصية حقيقية يمكن أن يتم تجسيدها على خشبة المسرح ولها روح حقيقية.
كما قام المدرب ماريوس كوب بشرح بعض التقنيات في كيفية تقديم العرائس وجعلها تمتلك حضورا وطاقة أكثر على المسرح أمام الجمهور، مما عزز قدرة كل متدرب على خلق فرص جديدة لاكتشاف الآخر وفهم أفكاره وكيفية التعامل مع هذه الأدوات أو الـobject.
 

 


سمية أحمد