محمد صبحي يفوز بجائزة الشارقة للإبداع المسرحي العربي

محمد صبحي يفوز بجائزة الشارقة للإبداع المسرحي العربي

العدد 545 صدر بتاريخ 1فبراير2018


فاز الفنان المصري محمد صبحي بجائزة الشارقة للإبداع المسرحي العربي في دورتها الثانية عشرة 2018، تقديرًا لتجربته الإبداعية الثرية وتثمينًا لدوره المشهود في تطوير وإغناء الحركة المسرحية العربيّة، خلال أكثر من أربعة عقود، وعبر الكثير من العروض المبدعة والراسخة في ذاكرة جمهور المسرح.
تأسّست جائزة الشارقة للإبداع المسرحي العربي بتوجيهات من صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، سنة 2007، استكمالاً لجهود الشارقة الداعمة والمحفزة لمبدعي المسرح العربي المميزين في اختصاصاتهم المتعددة.
وقال عبد الله العويس رئيس دائرة الثقافة في الشارقة، إن محمد صبحي رمز للفنان المسرحي المثقف والمستنير والجدير بالتقدير والاحترام، ولقد أثرى الوجدان العربي بروائعه المسرحية، ممثلاً ومخرجًا ومؤلفًا، وعزز موقع الفن المسرحي ومكانة مبدعيه في المجتمع، برؤاه الفنية والفكرية المبتكرة والملهمة والهادفة إلى نشر وتعزيز القيم السامية وصون كرامة الإنسان وحريته. وأضاف العويس: آمن صبحي بالدور التربوي والتعليمي للفن المسرحي وبمسئولية الفنان تجاه مجتمعه؛ فلم يقصر جهوده على مجاله المهني ووظف إمكانياته ورصيده الثقافي لطرح الكثير من المبادرات والمشاريع الاجتماعية والإنسانية البناءة والهادفة، والمشهودة والمشكورة.
وتعكس السيرة الذاتية للفنان المصري المولود سنة 1948، مسارًا حياتيًا وفنيًا ملحميًا؛ فمن عامل في شباك تذاكر في إحدى الصالات بالقاهرة، حين كان طالبًا، بات صبحي، في غضون سنوات قليلة، أحد أبرز أعلام الثقافة المصرية المعاصرة؛ ومن ممثل في دور صغير حين ظهر للمرة الأولى بمسرحية «كومبارس الموسم» التي عرضت عام 1968، صار خلال فترة زمنية ليست بالطويلة، من أشهر فناني المسرح في العالم العربي.
درس صبحي التمثيل والإخراج في المعهد العالي للفنون المسرحية قبل أن يعمل معيدًا به عقب تخرجه سنة 1970، ولكنه عُرف لاحقًا ممثلا ومخرجا وكاتبا، في المسرح والتلفزيون والسينما.
منذ بداياته الأولى شُغل صبحي، الذي استقال عن المعهد العالي للفنون المسرحية بحثًا عن فضاء إبداعي وثقافي يسع طموحاته الفنية والفكرية، لتأسيس فرقة أو مؤسسة، تكون بمثابة مختبر لمنهجه المسرحي ومنصة لتدريب وصقل طلابه، فتوجه سنة 1971 إلى إنشاء «استوديو الممثل» وبعد نحو عشر سنوات أسس مع زميله لينين الرملي «استوديو 80»، الذي سرعان ما تحول إلى أكاديمية فنية، قدمت الكثير من الوجوه التمثيلية التي أثرت حركة الفن في القاهرة بحضورها المميز لاحقًا، مثل هاني رمزي ومنى زكي وسواهما.
ومن حلم صغير يتمثل في إقامة فرقة مسرحية في بداياته الفنية، توجه الفنان الملقب بـ”بابا ونيس” مطلع تسعينات القرن الماضي إلى إنشاء مدينة كاملة للفنون.. في الصحراء!
وتعكس قصة إنشاء هذه المدينة جانبًا من صلابة صبحي في التمسك بأحلامه وتحقيقها؛ فبعد تقديمه لمسلسل «سنبل بعد المليون» 1987، الذي نادى عبره بالتوجه إلى إعمار الصحراء المصرية، عمد إلى أن يكون القدوة والرائد فاشترى قطعة أرض في الصحراء وشرع في تشييدها لتغدو في فترة وجيزة مدينة «سنبل للفنون والزهور»!
شكل صبحي، الممثل والمخرج، مع الكاتب لينين الرملي ثنائيًا مسرحيًا خصبًا، منذ تأسيسهما «استديو 80»، ومن أبرز العروض المسرحية التي جمعتهما «انتهى الدرس يا غبي» 1975، و”انت حر” 1982 و«الهمجي» 1985، و«تخاريف» 1988 و«وجهة نظر» 1989، و”المهزوز”، وغيرها.
وخلال العقود الأربعة الماضية قدم صبحي نحو ثلاثين عملاً مسرحيًا، من بينها «أوديب ملكًا» و«هاملت» و”روميو وجولييت” و”زيارة السيدة العجوز”، إضافة إلى العشرات من المسلسلات والبرامج التلفزيونية والأفلام السينمائية، متناولاً الكثير من القضايا الاجتماعية والسياسية، بحس نقدي رصين، منوعًا في أساليبه وطرائقه الفنية، ومعبرًا عن منظور فكري شغله وشاغله حرية الإنسان وحقه في العيش الكريم.
وبعد توقف استمر لأكثر من عقد من الزمان عاد صبحي إلى المسرح سنة 2015 عبر أربع مسرحيات، دفعة واحدة، طارحًا مبادرة جديدة تحت عنوان «المسرح للجميع»، داعيًا إلى خفض أسعار بطاقات الدخول إلى المسارح.
يتسلم صبحي جائزة الشارقة للإبداع المسرحي العربي، في حفل افتتاح الدورة «28» من «أيام الشارقة المسرحية» التي ستنظم هذه السنة خلال الفترة من 13 وإلى 22 مارس المقبل.
 

 


سمية أحمد