«خيوط» نموذج للمسرح التفاعلي

«خيوط» نموذج للمسرح التفاعلي

العدد 537 صدر بتاريخ 11ديسمبر2017

مسرح البلاي باك نوع من المسرح المستخدم في أكثر من 50 دولة كأداة لبناء المجتمع ويقوم على إعادة التمثيل (التجسيد) لحكايات حقيقية من الواقع بفريق من الممثلين والموسيقيين، يقومون بتحويل هذه القصص لقطع مسرحية مرتجلة. يؤمن البلاي باك بحاجة الإنسان الأساسية لمشاركة قصته وجعلها مسموعة مرئية والاعتراف بها بمصاحبة الموسيقى الارتجالية المناسبة لهذه الحكايات، ويتم هذا كله وفق تنسيق عفوي وتناغم كلي من الممثلين.
تأسست فرقة خيوط للمسرح التفاعلي في أكتوبر العام الماضي من شباب متنوعي الدراسة والهوية، أنشئت الفرقة خصيصا لتقديم المسرح التفاعلي وعروض البلاي باك.
قدمت فرقة خيوط عدة قراءات مسرحية من العالم، تتناول قضايا التغير المناخي باللغة الإنجليزية، وذلك بالهيئة الألمانية للتبادل العلمي بالزمالك، 3 ديسمبر الحالي تلاها تقديم مسرح إعادة التمثيل التفاعلي، كما قدمت الفرقة عرض جديد لمسرح البلاي باك 8 ديسمبر، بمشاركة مؤسسة كيان بالإسكندرية، وتستعد الفرقة لتقديم عرضها القادم منتصف ديسمبر بالقاهرة في مركز مجنوليا الثقافي بالزمالك.
تضم فرقة خيوط منذ تأسيسها 8 أعضاء، والعرض القادم أداء وتمثيل رشا أبو حجر، سارة رفعت، نادين الكاشف، خالد العقاد، هبة الله خالد محيي الدين، عمرو نصر الدين، قدمت الفرقة أكثر من ستة عروض للبلاي باك بالقاهرة الكبرى في مراكز ثقافية وفنية مختلفة منها مركز دوار ومجنوليا وجرامافون.
تقول سارة رفعت عضو مؤسس بفرقة خيوط: شاركت بالمسرح الجامعي في تجارب كثيرة ومتنوعة واستمتعت كثيرا بهذه التجارب، وبعد دراستي بالجامعة شغفت بالمسرح أكثر فحصلت على ورش كثيرة وخصوصا في المسرح التفاعلي منذ أكثر من ثلاث سنوات وكثيرا ما كنت أنوي تأسيس فرقة لأقدم على خشبة المسرح كل ما تعلمته لكنني وجدتني أذهب كثيرا بمخيلتي وفكري لاتجاه البلاي باك كنوع جديد ومختلف ينتمي للمسرح التفاعلي فتشاركت أنا ونادين الكاشف في فكرة تأسيس فرقة خيوط لتحقيق ذلك، إيمانا بهدفه ولأنه يسير بفلسفته إلى إعادة بناء المجتمع من خلال الفن، وأراه أكثر اتصالا بأفراد المجتمع ووصولا لهم وبه متسع لتقديم وإثارة أية قضايا أو موضوعات يتعثر الحديث عنها ويقدمها في وسائل فنية أخرى.
أضافت سارة رفعت: قدمنا بخيوط لمسرح البلاي باك موضوعات فريدة ومتباينة، مثال ذلك عرض عن تغير المناخ والمشكلات البيئية، ووجدنا تفاعلا من الجمهور معنا، كما تناولنا في أحد العروض قضية الهوية والعنصرية من قصص الجمهور.
ويقول خالد العقاد: في البداية نشأ مسرح البلاي باك (إعادة التمثيل) تحقيقا لهدفه الأول والرئيسي، أن يتعرف ويتواصل أفراد المجتمع ببعضهم مع بعض، ويدركوا ما يجمع بينهم، ويعتمد هذا النوع من المسرح على فن الارتجال وقد حصلت على الكثير من الورش الفنية المتنوعة في المسرح، والتقيت ببقية أعضاء الفرقة من قبل، خلال هذه الورش للمسرح التفاعلي كمسرح المقهورين ومسرح البلاي باك، وكانت سارة رفعت ونادين الكاشف قد استقرتا على فكرة تأسيس فرقة لتقديم عروض للمسرح على منهج وطريقة المسرح التفاعلي، وانضممت للفرقة فقمنا بتكوين كيان حقيقي لفرقة خيوط لمسرح البلاي باك، وشاركت في مجموعة من العروض مراكز فنية كدوار ومجنوليا بالزمالك وجرامافون بالمعادي، وممتن لهذه الفرصة.
تابع العقاد: في حالة عدم معرفة الجمهور بمسرح إعادة التمثيل نقوم بتعريفه بهوية هذا النوع من المسرح في البداية قبل العرض، وأفضل استخدام المسرح الجسدي أثناء الأداء.
وتقول رشا أبو حجر: أؤمن أن الفن والثقافة هم الأجدر أن يصنعوا جسورا لتواصل الأفراد بعضهم مع بعض؛ لذا أرى أن مسرح البلاك بعد أن يقوم الجمهور بحكي ما بداخله ويخصه بجدية وصدق، يؤدي إلى اختلاف في طريقة ومسيرة خطواته بعد ذلك، كما أنه يمتاز بمشاركة وجدانية حقيقية من الممثلين أثناء ارتجالهم لحكايات وقصص غيرهم من الجمهور.
أضافت: شاركت مع خيوط في عروضها السابقة منذ تأسيسها لكنني أتمنى أن نقدم عروضا في مجتمعات مغايرة وأن نذهب بها إلى أماكن لا يذهب أصحابها إلى المسرح، مثال أهالي مصر القديمة وقرية الزبالين بالمقطم وأهالي درب 1718 لنقدم قصصا من حياة البسطاء الذين يكافحون يوميا من أجل الاستمرار في الحياة.

 


همت مصطفى