لماذا ربط الأمريكان الماسونية بالهرم الأكبر؟

لماذا ربط الأمريكان الماسونية بالهرم الأكبر؟

اخر تحديث في 11/5/2019 4:45:00 PM

 

برز أول ظهور للفكر العلمانى فى مصر من خلال الحملة الفرنسية التى اتخذت موقفاً معادياً لكل ما هو دينى  وأصولى بل أنها سعت نحو اقتحام الفكر المصرى بمضامين جديدة مثل الماسونية.

أتي مصطلح الماسونية من الفرنسية (Macon) المشتقة من الأصل اللاتينى (Matio) بمعنى البناء الحر، والجماعة الماسونية هم البناة الصادقون أو البناءون الأحرار .

والتعريف الأكثر شيوعاً فى العالم الإسلامى هو أن الماسونية مؤسسة يهودية سرية انتشرت فى معظم أنحاء العالم لخدمة أهداف صهيونية.

ويمكن تكوين صورة عن الفكر الماسونى من خلال عدة مبادئ:

1- عقائد ورموز وإشارات ودرجات الماسونية هى مصرية فرعونية، وانتقلت إلينا بواسطة بنى إسرائيل.

2- الماسونية مذهب سرى لم تدون معالمها جميعها وأكثر أمورها تجرى على نهج شفهى.

3- الثورة الفرنسية ما هى إلا وليدة الماسونية.

4- يجب ألا تقتصر الماسونية على شعب دون غيره ولتحقيق الماسونية العالمية لابد من سحق عدوها الأول، وهو الدين مع إزالة رجاله.

5- إن رجال الدين يحاولون السيطرة على أمور الدنيا وعلى الماسونية التمسك بفكرة حرية العقيدة وشن الحرب على كل الأديان لأنها العدو الحقيقى للبشرية وسبب الصراع بين الأفراد والأمم عبر التاريخ.

6- الماسونية هى اتفاقية تفوق كل الأفكار والفرق والأديان.

7- إن الماسونية التى لعبت أهم الأدوار فى إشعال الثورة الفرنسية يجب أن تكون على أهبة الاستعداد للقيام بأية ثورة منتظرة فى المستقبل؛ لتجعل الماسونية من الدين عائقاً يحول دون تقدم البشرية، وتعلى كلمة المطالبة بالحقوق المشروعة عن طريق الثورات، وقد جسدت مبادئها الفكرية فى الثورة الفرنسية.

وقد انقسم تاريخ الماسونية فى مصر إلى ثلاث مراحل:

- مرحلة التأسيس ويمتد بداية الغزو الفرنسى على يد نابوليون بونابرت عام 1798 حتى الغزو الإنجليزى عام 1882.

  - مرحلة الاستقرار وتمتد من الاحتلال الإنجليزى حتى قيام الحرب بين العرب واليهود 1948.

-   مرحلة الانقراض وتمتد من حرب فلسطين حتى صدور قرار منع الماسونية وإلغاء محافلها عام 1964.حيث أمر الرئيس جمال عبدالناصر بإلغاء ما يقرب من 26 محفلًا للماسونية فى مصر والذى كان من بين أعضاءها كبار ومشاهير الفنانين والصحفيين والإعلاميين فى هذا الوقت.

يتضح بذلك أن تأسيس الماسونية فى مصر يرجع للحملة الفرنسية، حيث اتفق بونابرت وكليبر وبعض قادة الحملة وضباطها من الماسونيين الفرنسيين على تأسيس محفل ماسونى فى القاهرة، فأسسوه فى اغسطس من عام 1798 باسم) محفل إيزيس ( على طريقة ممفيس. وقد أدخلوا فيه الكثير من عمد البلاد ورجالها لدعم المحفل سياسياً.

نستخلص من ذلك أن ليس كل غزو أو احتلال الهدف منه المال والأرض فقط وإنما المخططات تشتمل على ما هو أكبر من النفوذ والمال والسلطة وما هو إلى الزوال، ربما تكمن بين تلك الأهداف ما يجهله البشر وما هو خاضع لقوى علوية أو سُفلية أو لإحياء كرامة تعود إلى خبيئات التاريخ.

والتى كان من أدواتها قادة الحملة الفرنسية فى مصر الذين شكلوا القاعدة الأساسية لمنظرى الثورة الفرنسية عملوا على نشر الفكر الماسونى فى مصر عن طريق محفل ايزيس.

فى محاولة منهم لإحداث تجديد فى البنيان الفكرى للمجتمع المصرى، والدعوة لحرية الفكر، ورفاهية الشعوب !عن طريق التماس معالم المدنية بأفكارها الحديثة مثل الماسونية أحد أهم منطلقات الفكر العلمانى.

هل لا زال هذا الفكر المُسيطر؟

لو نظرنا بشئ من التعمق فى واقعنا الذى تحول أغلبه إلى الإفتراضي ما يحل محل افتراض أن الله أمامك أنه رقيبك، بل أصبحت المنفعة فى هذا الوليد وليد العولمة أكثر من مثيله فى العقيدة والدين والأصولية ذات النفع فى الحياتين، فقد حلت المنفعة اللحظية أو الآنية محل المنفعة ذات النفع الأكبر.. هذا ما تستهدفه الماسونية كفكر مُغرى أُصولى فى ذاته دُنيوى فى ظاهره وما يدعو له.

الماسونية صهيونية أم فرعونية؟

بين الإدعاءات المتكررة للصهاينة بأنهم بُناة الأهرامات وحلمهم المنشود ذو المرجعية لمرأى العالم الذى يُفسره (العَلمْ الإسرائيلي) أن يمتد نفوذهم بين النيل والفُرات، والطلب بإلحاح بأن تُقام حفلات عند منطقة الهرم الأكبر وهذا لا لغط فيه أو مشكلة حيث أن هناك بالفعل منطقة مخصصة لإقامة الحفلات بمنطقة الأهرامات، ولكن كانت هناك حفلة لجماعة طلبت أن تقيم حفلها حول الهرم الأكبر فى ظل ممارسة بعض الطقوس واستخدام الشموع وهذا ما يتعلق بالمحافل الماسونية التى تم إلغاؤها بقرار من السيد الرئيس جمال عبد الناصر عام 1964.

عن علاقة الماسونية والهرم الأكبر:

 يدعى الصهاينة أن لهم عقيدة مُنبثقة من الماسونية الفرعونية ويَدْعُون لإكمال قمة الهرم لتصبح 148م وإكمال هذا الارتفاع بوضع هرم ذهبى فى قمته ليعد تدشين لعهدٍ جديد يدخل فيه اليهود إلى مصر وهذا ما تصدى له جمال عبد الناصر حين هجَّرهم من مصر لعدم احتمال أن يحدث ما يمس البناء الإجتماعى والعقائدى لدي المصريين، كذلك ما يحول بينهم وبين تزييف التاريخ وإقناع العالم بما يتنافى مع الثوابت التاريخية وما تحكيه جُدران معابدنا...

يُفسر ما سبق من أمال وما تتطلبه العقائد الخفية وما توثقه ورقة الدولار المَرسومة عليها الهرم الأكبر فئة ال (1$)، كما أن الماسونية فى أمريكا يجسد لها متحفًا فى بوسطن، ويُقال أن إبراهام لينكلون وجورج واشنطن لهم علاقة وطيدة بهم.

 

المراجع:

 

-           جواد رفعت آتلخان:  أسرار الماسونية، ترجمة نور الدين رضا الواعظ، مؤسسة دار العلوم للطباعة والنشر والتوزيع، قطر، 1959.

-           محمد السيد عبدالله إبراهيم :  الفكر العلمانى فى مصر (1798-1919) دراسة تاريخية" رسالة ماجيستير جامعة القاهرة.


محمد ابراهيم

محمد ابراهيم

راسل المحرر @