الحرف الشعبية..الطريق الى الهاوية.. 5 أسباب

الحرف الشعبية..الطريق الى الهاوية.. 5 أسباب

اخر تحديث في 9/20/2019 4:07:00 AM

د.عماد فؤاد

بعراقته و أصالته و تفرده يمثل الفولكلور المصري وجدان الشعب المصري الذي تشكل عبر العصور مترسخا في نفوسهم ؛ مفرزا لنا عناصره و مفرداته المميزة التي نراها في حياتنا وربما نتوقف أمامها ؛أو تمر علينا مرور الكرام وهو الغالب الآن بفعل المؤثرات و المتغيرات الراهنة . ولطالما قاومت الشعوب الغزو و الاستعمار المباشر و جابهته بكل قوتها علي مر التاريخ ولكن مع ظهور التكنولوجيا الحديثة و تقدم وسائل الانتقال و الاتصال أصبحت المقاومة أصعب و وأصبحنا نواجه الطوفان الذي يسمى العولمة التي تمحى أو تتغير أو تتشتت بها الهوية و تضيع معها عناصر الفولكلور المميزة لنا كمصريين و تصبغنا بصبغة جديدة فنصبح أسرى لأفكار و عادات و ملابس و مأكولات و جميع مناحي حياة شعوب أخرى لتضيع هويتنا رويدا رويدا.

و تمثل الحرف الشعبية المصرية أحد تلك العناصر المميزة لنا كمصريين من صناعة منتجات البوص- الجريد - الفخار - الحصير - المنخل و الغربال – الأرابيسك - التطعيم بالصدف - السجاد اليدوي – البرادع و غيرها الكثير من حرفنا المصرية العريقة.

والحرف لغوياً جمع حرفة و الحرفة هي المهنة أو الصنعة أو وسيلة الكسب من صناعة و زراعة و تجارة و غيرها . أما اصطلاحا هي المهارة في القيام أو صنع شيء ما. أما كلمة الشعبية فهي صفة تعود على شعب معين تكتسبها الحرفة لكونها منسوبة إلى الشعب فهي من جوانب السلوك الشعبي المنظورة لكونها متوارثة عبر الأجيال و منتشرة بين الناس في بقعة جغرافية معينة

تتمثل أهمية الحرف الشعبية فى كونها تسهم في عديد من مناحي الحياة فهي تحافظ على الهوية من الضياع أو التشتت و تحافظ على قوام المجتمع و أمنه اقتصاديا و من ثم الأمان الاجتماعي كما أنها مصدر للدخل القومي ويمكنها أن تشكل نواة لعملية التنمية.

 

 وتتداخل الحرف الشعبية مع كثير من عناصر الفولكلور المصري في مناحي الحياة فهي تستخدم في كثير من الأوقات و المناسبات و تترابط مع أدبنا الشعبي والعادات و التقاليد و المعتقدات الشعبية المصرية الأصيلة. و في أثناء الجمع الميداني للحرف الشعبية وجد أن لديها بعض من المشكلات و الملاحظات المتشابهة منها:

1- انخفاض عدد الورش في معظم الحرف قياساً بالفترات السابقة.

2- يواجه معظم الحرفيين مشاكل عديدة معيشية نظرا لانخفاض الدخل؛ و صحية نتيجة لعملهم بالحرف كما أنهم يفتقرون للتأمين الاجتماعي و الصحي.

3- يواجه الحرفيين مشاكل تتعلق بالخامات و في تسويق منتجاتهم.

4- يفتقر الحرفيين إلى مساندة الدولة بأجهزتها المختلفة كما يفتقرون لوجود نقابة ترعاهم.

5- حلت منتجات جديدة بطبيعة التطور الحادث في الحياة أو لاستيراد منتجات مشابهة مما أدى لانخفاض الطلب على منتجات الحرف الشعبية

يتضح مما سبق أن معظم الحرف الشعبية المصرية إن لم يكن كلها تواجه ضغوطات شديدة من كافة النواحي من خامات و منتجات و أسطوات و حرفيين وعدم القدرة علي التصدير و إغراق السوق بمنتجات مشابهه أو بديلة ؛و تغير الفكر و الذوق العام إضافة الى كثرة الجهد و الصبر و المثابرة و قلة العائد و المشاكلات الاجتماعية و الصحية و التأمينية و تخاذل أو تقصير أجهزة الدولة عن مساعدتها ..لذا يجب الانتباه  قبل أن تندثر وتتهاوى معها هويتنا.

صور المقال:

  1. الحاج محمد قوطة الحرفى مع إحدي مراحل صناعة المسجد الصدفى.

  2. جامع خشبى كامل مطعم بالصدف، له باب وقبة ومئذنتين ومزود بإضاءة داخلية.

  3. اجتماع الحرفيين بديوان عام محافظة المنوفية لمناقشة مشكلاتهم.

محرر عام

محرر عام

راسل المحرر @