فنون الأداء الحركى.. قصة فى 3 أسئلة و 5 توصيات

 فنون الأداء الحركى.. قصة فى 3 أسئلة و 5 توصيات

اخر تحديث في 9/17/2019 6:49:00 AM

يعد المأثور الشعبى المصدر الأساسى والرئيسي الذي يستوجب علينا كجهة معنية أن نستلهم من خلاله تصاميم كل ما هو منتج فنى، ولا يقتصر القول على الرقص أو الموسيقى الشعبية، فتتويج الثقافة الشعبية بخبرات وحكمة الجماعة الشعبية يأتى من الاهتمام بالتأكيد على الهوية من خلال إبراز المأثور الشعبى وإدخاله على كل الأنشطة الثقافية التى تتم داخل أروقة بيوت وقصور الثقافة.

الحرف البيئية تستمد خاماتها من خلال المنطقة الثقافية وما تشتهر به من نشاط حرفى أو  زراعي ليعد مؤثرًا تتفرد من خلاله تلك المنطقة، والفنون التشكيلية وما بها من مفردات تشكيلية ورمزية تعود على المعتقد الشعبي والوجدان الجمعى والفكر السائد عن الطبيعة فى إطار المنطقة الثقافية، والتى من الممكن أن تتفرد بالكثير طبقًا لمؤثرات عناصر الثقافة ومدى تباينها عن ثقافات أخرى، وعادات دورة الحياة والتى تأتى كقطاع كبير يجمع ما يخص الإنسان من الحفاظ على نوعه والمتعة الذاتية والوجدانية فى الزواج والأبوة والأمومة والحياة بتفاصيلها ومن ثم الموت وما يؤثر فيهم من عادات ومعتقدات متوارثة وأفكار الجماعة الشعبية والمؤثرات الطبيعية والبيئية المؤثر الأساسى على كثير من العادات، والثقافة المادية التى ترتبط ارتباطًا وثيقًا وتراتبيًا على شكل البيئة وطبيعتها، والتى من خلالها تستمد الجماعة الشعبية الفكرة والوسيلة والخامة التى تقوم على إثرها الأزياء والأبنية والمساكن الشعبية والأدوات الحرفية والمنزلية والشخصية، وفنون الموسيقى الشعبية التى تحكى لنا عن نشاط الجماعات الشعبية والإمكانية المتاحة لإنتاج الآلة الموسيقية الشعبية من خامات بسيطة تخص تلك المنطقة الثقافية، وأخيرًا فنون الأداء الشعبى الذى أحببت أن يأتى فى نهاية تلك العناصر لإبراز هذا العنصر محل ومحور البحث، والذى يعد من أكبر الإشكاليات التى تودى بالثقافة فى مقتل، وعليه وجب أن نسأل فى البداية أنفسنا عدة أسئلة ونبرز إجاباتها:

 

س) كيف نحافظ على الهوية الثقافية والموروث الشعبى الممثل فى  الأداء الحركى؟

عندما تقوم الثقافة الجماهيرية بتأهيل كوادر حقيقية قادرة على تحقيق تلك المعادلة (مدراء قصور، مدراء فرق، مدربون، مصممو رقصات) وعليه وجب أن يتم تدريب وتعليم وتأهيل كل من هو معني بالمسئولية والعمل مع الفرق الفنية للفنون الشعبية على النسق التالى:

 مديرو القصور: بما يتوافق مع الأنشطة، وأن تزخر سيرته الذاتية بالأعمال الإبداعية وحسن الإدارة والدراية بكل الجوانب الثقافية لتحقيق تنمية ثقافية تنفع المجتمع.

مدراء الفرق الفنية: يجب أن يتم اختيار الموظف القائم بتلك الأعمال طبقًا لميوله الفنية وخبراته الثقافية وبناءً على تدريبه تدريبًا تحويليًّا إن كان بعيدًا عن التخصص، أو التدريب بناء على حاجة العمل بالإلحاق للمعاهد الفنية المختصة، كمعهد النقد الفنى أو الفنون الشعبية أو الباليه أو الكونسرفتوار في إطار تأهيل العاملين فى المجال الفنى لتدريب وتعليم الهواة.

مدربو الفرق: بدايةً يتم اختيار الخبرات التدريبية طبقًا لسياسة التعاقدات بالهيئة، وكذلك تفعيل الدور التدريبي والتأهيلى والزيارات الميدانية الممولة من الهيئة للفرق الأخرى المميزة لمحاكاة الخبرات الفنية بالمحافظات المختلفة والاقتداء وأداء العروض التبادلية.

مصمم الرقصات: فى اعتقادى أن تصميم الرقصة تقع مسئوليته على المصمم المُتعاقد معه، وكذلك المدرب الخاص بالفرقة والباحث المختص بالمنطقة وتكليفه بالتواصل مع مدير الفرقة، ومصمم رقصات الفرقة بشكل دورى على أن تكون تعليماته ملزمة، طبقًا لما له من خبرات وجب تطبيقها على جميع نشاطات الإدارات المعنية وليس على مستوى الفرق الفنية للفنون الشعبية فحسب، كذلك يجب التعاقد مع المصمم طبقًا لخبراته الفنية وسيرته السابقة ومدى درايته وحرصه ومعرفته بالمأثور الشعبى الممثلة له الفرقة الفنية.

س) ما هى عناصر الجذب التى تعتمد عليها الثقافة الجماهيرية فى استنباط راقصين جدد من الهواة لتدريبهم وإصقال مهاراتهم؟

يعتمد الراقص بفرق الفنون الشعبية على رغبته فى الارتقاء والتعلم والشهرة فى وسط الفنون الشعبية من خلال التدرب على يد أهل التخصص المتعاقدة معهم الهيئة.

- تقوم هيئة قصور الثقافة بصرف 20 جنيهًا للراقص عن البروفة و40 جنيهًا على العرض داخل المقر الثقافى التابع له و50 جنيهًا على العرض خارج المقر الثقافى؛ فيكون مجموع ما يتقاضاه الراقص بحد أقصى 260 جنيهًا شهريًا، والذى لا يعد أجرًا يكفى انتقالاته ذهابًا وعودة لمنزله لأداء تلك الأنشطة والبروفات، ولم نتحدث عن الوجبة أو الأجر المتبقى بعد مصروفاته الخاصة بأداء عمله بالفرقة.

س) ما هى الخطوات التى تتبعها الثقافة الجماهيرية فى إعداد خطط تدريبية وتعليمية للمدرب ومصمم الرقصات؟

من خلال إجراء عدة حوارات مع مدرب فرقة بنها وأعضاء الفرقة رأيت أن الفرقة تعمل فى معزل عن أصحاب القرار، على الرغم من أنه يجب أن يقوم كل مسئول عن النشاط الثقافى بتوجيه ومناقشة الفرقة، وكذلك وجوب تواصل الفرقة مع إدارة اطلس المأثورات الشعبية من خلال باحثي الأطلس بفرع الثقافة للاطلاع على الموروث الثقافى والملامح الثقافية للمنطقة لترسيخ فكرة الاستلهام لدى مصمم الرقصات أو المدرب. 


من خلال ما سبق من طرح لمشكلات الفرق فى شكل مُبسط يستلزم إيجاد حلول عملية ليشرق هذا المجال الهام من جديد والذى يعد حجر الزاوية فى منظومة الثقافة الجماهيرية (الرقص الشعبى).

تأتى هذه الحلول فى إطار عدة نقاط:

1- تشكيل لجان من أساتذة أكاديميين وفنانين وباحثين لمتابعة ومشاهدة عروض الفرق على أرض الواقع والتقييم الأكاديمى لضمان جودة الفرق الفنية وإن كانت على المسار الصحيح.

2- ضرورة تقويم فرق الفنون الشعبية عن طريق عقد دورات خاصة بالجهات الفنية والبحثية والمعاهد (معهد الباليه، ومعهد الفنون الشعبية).

3- فتح باب التعاقد مع الموهوبين من الهواة وتدريبهم بما يتوافق مع أداء وعروض الفرق.

4- ضرورة التشديد على أن يكون مسئولو الفرق من (مدير فرقة أو مدرب أو مصمم رقصات) على دراية بأهمية الدور الثقافى الذى تقوم به الفرقة، وإن لم يكن كذلك وجب تدريبه بشكل جيد في الجهات المعنية بفنون الأداء والفنون الشعبية.

5- ضرورة إعادة النظر فى لائحة أجور وطرق إثابة الراقصين والمدربين بما يضمن رعاية العاملين في هذا المجال.


محمد ابراهيم

محمد ابراهيم

راسل المحرر @