الخزف والفخار من الفن التطبيقي إلى الإبداع اليدوي

الخزف والفخار من الفن التطبيقي إلى الإبداع اليدوي

اخر تحديث في 9/3/2019 7:49:00 PM

نورا حمدي

تعد صناعة الفخار من الحرف التقليدية التي أتقنتها الأجيال من عصر الدولة الفرعونية القديمة، وأطلقوا على العاملين فيها اسم "الفخرانية"، وأدى احتياج السكان إلى الأدوات الفخارية قديما في طهي الطعام وحفظ المياه مثل الأزيار والقلل ومحامص القهوة وأنابيب الفخار التى تستعمل المباخر إلى أنها أصبحت من الصناعات المهمة فى العالم.
والطين الذى يصنع منه الفخار منه الأحمر أو الأبيض يأتى من أحد الصخور الجبلية تحتوي على نسبه أكسيد الحديد الأحمر، وتوجد في مصر تحت اسم الطين الأسواني، وتمر بمراحل عده لتكون جاهزة للتشكيل، ومن أهم مميزاتها اللزوجة والليونة، كما أنها بعد التشكيل تجف في الهواء والشمس ويستخدم في الأفران الخاصة المصنوعة من الكهرباء التى تعطى درجات حرارة عالية، ويلون بأكاسيد المعادن مثال النحاس والكروم والقصدير والحديد، ويسمي بذلك عملية التزجيج "الطلاء الزجاجى"، ويتميز ملمسها بالنعومة والمظهر الجمالي الملون.
ولم تعد التقنية ثابتة معروفة، فتوجيهات الفن الحديث ربطت بين التقنية ونوع الإبداع، فيتخذ كل فنان طريقته، ويشتهر بإضافته المميزة، وقد ظهر في بعض أعمال كبار الفنانين مثل فان جوخ ، سيزان، بيسارو، سيسيلي، وبذلك تطور مفهوم فن الخزف الحديث بعد أن كان فنا تطبيقيا يتبع الوظيفة النفعية لأشكاله فأصبح فنا ذا طلاقة وحرية في الأشكال والجماليات.
ومع دخول الميكنة والأجهزة الحديثة لصناعة الخزف فإن الأسلوب اليدوي والشخصي مازال يتمتع بخصوصية، وللخزف مكانته الواضحة في الحركة التشكيلية المعاصرة التى لا تقل أهمية عن بقية الفنون التشكيلية.
وبما أن الهيئة العامة لقصور الثقافة تعمل من خلال مؤسساتها المختلفة على تنمية القدرات الإبداعية بغض النظر عن ثقافاتهم وأعمارهم وأماكن وجودهم وتجمعاتهم، مستهدفة بذلك كله بناء الإنسان، والفنان هو الطرف الأساسي الذى يسهم في خلق التجربة الفنية الجمالية الثقافية، ففن الخزف من الفنون التي تتعدد منتجاته وتتنوع أشكاله وتكثر استخداماته الحياتية اليومية النفعية والجمالية، كما يعد أهم مجالات الإبداع الإنتاجى، ومن المهام الأساسية التى تقوم بها المؤسسات الثقافية في تطوير أدائها الثقافي كإسهام وطنى في التنمية الثقافية والحفاظ على التراث.
 ويعد قصر ثقافة الشرفا من أهم القصور الحرفية التى تقوم علي صناعة الخزف والفخار، وذلك لتوفير وحدات التجهيز للطينة والأفران الخزفية ذات الضغط العالي، لتحمل درجات الحرارة العالية والعمالة المتقنة لصنع الحرفة الفنية اليدوية، وقد شارك قصر الشرفا بالأعمال اليدوية الخزفية في أهم الاحتفاليات والمعارض السنوية التى تقوم بها الهيئة العامة لقصور الثقافة وتمثيل الحرفة في بعض المؤتمرات والملتقيات التراثية مثل ملتقى الفنون التطبيقية والمؤتمر العلمى الدولي للقصور المتخصصة بدورتيه الأولى والثانية، وغيرها من المشاركات الخارجية والداخلية.

شاهد بالصور


نورا حمدى

نورا حمدى

راسل المحرر @