التراث الشعبي والحضارة.. محاضرة بقصر الطور

التراث الشعبي والحضارة.. محاضرة بقصر الطور

اخر تحديث في 4/18/2019 3:21:00 PM

 

محمد إبراهيم

ماهية المأثور الشعبي ومجالات التراث المادي وطرق جمعه وحمايته والتراث غير المادي كانت أهم محاور المحاضرة التي نظمتها الهيئة العامة لقصور الثقافة بمدرسة السيدة خديجة بالطور احتفالا باليوم العالمي للتراث وألقتها الباحثة منى الأنور، الباحثة بأطلس المأثورات الشعبية.

بدأت الباحثة بتعريف ماهية المأثور الشعبي ومجالات التراث المادي وطرق جمعه وحمايته في المتاحف، وأيضا مجالات التراث الثقافي غير المادي مثل العادات والتقاليد وأشكال التعبير الشفاهي من (شعر وامثال وأغاني شعبية وحكايات وسير شعبية وألغاز وأيضا الممارسات الاجتماعية والطقوس والاحتفالات وغيرها من المهارات المرتبطة بالفنون والحرف التقليدية).

 وأوضحت أنه إذا كنا نسلم بأن حضارة أي أمة من الأمم من صنع شعبها فإن التراث الشعبي هو القاعدة الأصلية لصنع الحضارة المشتركة بين الأمة العربية، وأن التراث الشعبي ما هو إلا ذاكرة للشعوب، وأن سيناء منطقة ثرية بموروثاتها الشعبية التي تتميز بها عن باقي المحافظات الاخرى.

حيث حدث اندماج بين أبناء البادية وأبناء الحضر الوافدين للعمل في سيناء والمشاركة في التعمير وتنمية سيناء ورغم التغيرات الاجتماعية والاقتصادية والتعليمية والسياسية التي طرأت على المواطن السيناوي إلا أنه ظل محافظا على انتمائه وطابعه التقليدي وتراثه الثقافي العربي.

وأشارت الباحثة إلى أن هذه المأثورات الشعبية بما تتضمنه من قيم ومعارف مختلفة وما تعبر عنه من أنماط سلوك موروثة تنتقل بين الأفراد والجماعات من جيل إلى جيل، وأن هذا الانتقال الذى يعتمد على الاتصال والتواصل هو ما يعطيها صفة البقاء والاستمرارية، وذلك من خلال ما تردده الجماعة من خلال الفنون القولية أو الممارسات الاعتقادية أو المعارف الشعبية بذلك يساعد على ترسيخ الافكار والمعتقدات والقيم.

فالأمثال الشعبية نجدها خلاصة تجارب الجماعة الشعبية يعبروا بها عن أحاسيسهم وهى جزء من شخصيتهم حيث يستخدموها فى حياتهم اليومية وأحاديثهم في المناسبات كافة، فهي تعبير خلاصة خبرة وتجارب للظروف الاجتماعية والتاريخية خلال تطورها عبر العصور، وهى انعكاس للبيئة التي نشأوا فيها.

ومن خلالها يمكننا التعرف على كثير من سمات الشخصية البدوية التي نحن بصددها مثل "دور على اسليمه في سوق الغزل، وأيضا "يأكلها التمساح، ولا يخذها الفلاح"، وكذلك "راس بلا كيف تنقطع بالسيف"، "صيام بلا صلاة، راعى بلا عصاه".

كذلك يعمل هذا التراث الثقافي في التنشئة والتعليم خاصة بالنسبة للأطفال من خلال الحكاية الشعبية التي تجلب المتعة والترفيه إلا أنها تلقنهم بمبادئ إنسانية عامة تسهم في ترسيخ القيم الإيجابية التي يحرص عليها المجتمع مثل الصدق والأمانة والشجاعة والكرم، وتسهم في انتقاد قيم سلبية يرى المجتمع أن ينفيها ويتخلص منها مثل الكذب والخيانة والكسل والجبن والبخل؛ ليتجسد دور رئيسي للتراث الشعبي فهو البوصلة التي توجه سلوك المجتمع.

واختتمت الباحثة المحاضرة بالإشارة إلى اهمية إبراز تراثنا وتعليمه للأجيال الشابة حتى نتمكن من المحافظة عليه، والالتفات لما تركه الأجداد من تراث متنوع ونؤكد على أهمية غربلة هذا التراث بما يتماشى والأخلاق السامية ومنع نشر القصص والسلوكيات التي تخدش الحياء العام، وتعود بالسلب على التراث الشعبي لتحل محله بشيء لا نعرفه ولا نرتضيه.

شاهد بالصور


محمد ابراهيم

محمد ابراهيم

راسل المحرر @