العدد 950 صدر بتاريخ 10نوفمبر2025
هذه الأيام يمر عام على تجربة مسرحية فريدة من نوعها يشهدها عالم المسرح الأمريكى وبالتحديد فى لوس انجلوس كبرى مدن ولاية كاليفورنيا.
التجربة هى مسرح هوليوود الجديد New Theater Hollywood الذى يمكن اعتباره أصغر مسرح فى العالم حيث يضم 49 مقعدًا فقط تم تصميمها بحيث تكون جميعها قريبة من خشبة المسرح. وتم شراء المسرح من فرقة مسرحية أغلقت أبوابها. ولهذا المسرح تقاليد غريبة منها أن العرض يقدم على خشبته ليلة واحدة فقط وربما كانت البطولة لممثل واحد فقط.
وفى الليلة التى كتبت فيها الناقدة المسرحية لصحيفة لوس أنجلوس تايمز عن هذا المسرح كانت المسرحية المعروضة هى المسرحية الغنائية المثيرة «قصة جونى لايتنج» التى يصنفها البعض أحيانًا تحت فئة المسرح التجريبى.
أسس هذا المسرح عدد من الفنانين من عشاق المسرح. ويحقق هذا المسرح إيراداته من ثمن التذاكر (الذى يكون مرتفعًا بكل تأكيد) ومن جهود أو محاولات جانبية يقوم بها مؤسسوه لجلب تبرعات. كما أن الممثلين يتنازلون عن أجورهم فى معظم الأحوال.
وبسبب هذا الأسلوب المبتكر وغرابة الأفكار التى تتناولها المسرحيات مثل عرض يتناول جهود ثلاثة أشخاص عثروا على ساق صناعية ويبحثون عن صاحبها، استطاع مؤسسو الفرقة جذب المزيد من الفنانين والمبدعين إلى عروضها.
ومن المفارقات الغريبة والطريفة أن تصميم مقاعد المسرح يجعل أيا من المشاهدين إذا أراد دخول الحمام فانه لابد أن يمر بخشبة المسرح. وتسمح إدارة المسرح بذلك حتى أثناء العرض. كما أنها تسمح للممثلين انفسهم بالتوجه إلى الحمام حتى أثناء العرض. والأفضل كما تقول كالا هينكل أحد مؤسسى المسرح، وهى كاتبة مسرحية ومخرجة ألا يحدث ذلك. لكن طالما كانت الحاجة ملحة.. فلا مانع. فهى تثبت على الأقل أنه لا توجد حدود بين المسرح والحياة على حد تعبيرها!
متنوعة
ومن تقاليد الفرقة اختيار أعمال فنية متنوعة وفى معظم الأحيان تكون اسماؤها غريبة مثل “المومياء تتسرب إلى الأرض» و«الثقب ثقب». كما تجمع العروض بين ممثلن مبتدئين وأخرين من اصحاب الخبرة. ويتم بيع قمصان تى شيرت تحمل اسم المسرحية على الصدر ومشهد منها أوصورة لاحد ابطاله. ويحضر مؤسسا المسرح العروض كل ليلة ليكونا فى انتظار الجمهور والاجابة على اسئلته.
وبفضل نجاح هذه التجربة المسرحية ضم متحف هامر الثقافى فى لوس انجلوس جناحا عن هذا المسرح وانتاجه رغم حداثة انشائه.
ومن النادر أن نجد مقعدا خاليا فى عروض هذا المسرح حتى أن تذاكر كل عروضه مباعة حتى الصيف القادم.
وتعد إدارة المسرح حاليا مسرحية عن نشأته.. وسوف تعرض المسرحية بنفس الشروط وهى العرض لليلة واحدة فقط.
وسوف يكون العرض القادم إحدى مسرحيات الأديب والشاعر الألماني برتولد بريخت (1898-1956) الذى قدم المسرح له عدة مسرحيات. وهذا الاديب عاش لبعض الوقت فى الولايات المتحدة قبل أن يعود إلى المانيا الشرقية سابقا ويتوفى بها. وسوف تعرض له مسرحية بال، التى كتبها وهو فى العشرين من عمره وتدور حول شاب تورط فى علاقات جنسية غير مشروعة وفى جريمة قتل.
وهناك مسرحية الكاتب والمخرج المسرحى الإيطالي الشهير باولو باسولينى “الإنجيل وفقا للقديس ماتيوز” التى أعدتها الممثلة الإيطالية الأمريكية ستيفانى لاكافا.
مقتل كاتبة مسرحية.. رصاصات مجهولة تقضى على أستاذة الفن المسرحى
التفجير أفضل من الخضوع للعصابات!
هل يمكن أن تكون كاتبة مسرحية هدفا للقتل؟ نعم وهذا ماحدث قبل أيام فى ولاية جورجيا الأمريكية حيث قتلت الكاتبة المسرحية وأستاذة الفن المسرحى فى جامعة كولمبوس الأمريكية ايريكا اندرسون (41 سنة) أمام منزلها برصاصات طائشة مجهولة أو هكذا تقول الشرطة فى تحقيقاتها. وتركت الأستاذة الراحلة خلفها ثلاثة أبناء منهم طفلان فى التاسعة والعاشرة من العمر وابنة فى السادسة عشرة من زواج سابق.
لكن هناك من يقول إنها قتلت بسبب كتاباتها المسرحية التى كانت تتناول فيها مشاكل المجتمع الامريكى. ولم تكن هناك مشكلة فى ذلك. إلا أنها بدأت وفق بعض التكهنات فى تجاوز خطوط حمراء فكان لا بد من أن يسكت هذا الصوت كما تقول بعض الصحف والمواقع الأمريكية.
وحسب بعض المواقع كانت إحدى الفرق المسرحية فى المراحل الأولى من دور الإعداد لمسرحية لها تتناول العلاقات الغامضة بين أجهزة الأمن الأمريكية وعصابات الجريمة المنظمة والتى أدت بدورها إلى انتشار الجريمة فى الولايات المتحدة التى يعانى منها المواطن الأمريكي بل وتؤثر على الاقتصاد الأمريكي والحياة فى الولايات المتحدة.
ومن المفارقات أنها عالجت الموضوع بأسلوب كوميدى فى مسرحيتها التى لم يتم اختيار اسم لها بعد.
فندق
وتدور الأحداث حول رجل يقوم بإنشاء فندق على احد الشواطئ. وعند افتتاحه تتصل به عصابات الجريمة المنظمة وتطلب منه مبالغ مقابل حمايته ويقوم بإبلاغ الشرطة التى لاتفعل شيئا وتنصحه بالخضوع لهذه العصابات حتى لا يدفع ثمن هذا الرفض. وعندما يرفض تبدأ العصابات فى مضايقته وتخويفه مع نزلاء الفندق حتى يجد الفندق وقد خلا من النزلاء فيقرر تفجيره بدلًا من الخضوع للعصابات.
ويجرى البحث عن إجابة لتساؤلات عديدة حول مقتل هذه الام والكاتبة المسرحية التى تصفها الصحف بالفنانة المبدعة والضوء الباهر.
ومن المفارقات أنها لقيت مصرعها بعد شهور قليلة من تعيينها فى هذا المنصب فى قسم المسرح والرقص بالكلية. ونقلا إليها من جامعة جنوب يوتا حيث كانت متخصصة فى الأزياء. وإلى جانب عملها الجامعى كات تعمل مع العديد من الفرق الاوبرالية والمسرحية فى تصميم الأزياء فضلا عن مسرحياتها التى تكتبها. وكانت عائدة لتوها من زيارة لأسرتها فى ولاية انديانا المجاورة لرعاية زوجها الذى أجرى عملية جراحية مفاجئة.
ويقول عنها أحد جيرانها إنها لم تحقق ثروة من المسرحيات التى كتبتها، وكانت فى معظم الأحوال تقدم مسرحياتها بأجر منخفض للفرق الإقليمية وغير الربحية وأحيانًا ما تقدمها مجانًا.
ويضيف أن جيران الأسرة إصابتهم صدمة من جراء وفاتها المأساوية والغامضة وقرروا جمع تبرعات لأسرتها عن طريق موقع GOFUNDME فجمعوا 16 ألف دولار فى غضون عدة أيام.
ويضيف جار آخر أنه لا يستبعد أن يكون تعرضها فى مسرحيتها لعصابات الجريمة المنظمة. صحيح أن هناك أفلامًا ومسلسلات وحتى قصصًا مطبوعة تعرضت لمشكلة علاقة أجهزة الأمن بعصابات الجريمة المنظمة ولم تعرض أصحابها للقتل أو حتى التهديد. أما عندما يتم ذلك عن طريق المسرح حيث يتفاعل الجمهور مع الممثلين فيصبح للأمر وجه آخر ولا بد من التحرك.
وتأمل أسرتها وأصدقاؤها وجيرانها أن تقدم التحقيقات إجابة مقنعة عن ظروف مقتلها حتى تستريح أسرتها ترقد هى نفسها مستريحة فى قبرها بعد أن يلقى الجانى ما يستحقه من عقاب بعد أن قدمت الكثير لأسرتها وأصدقائها وجيرانها ولطلبتها وقبل هذا وذاك لعالم المسرح.