عمرو قابيل: سعيد أن أشارك فى أول احتفال باليوم المصرى للموسيقى فى ذكرى فنان الشعب سيد درويش

عمرو قابيل: سعيد أن أشارك فى أول احتفال باليوم المصرى للموسيقى فى ذكرى فنان الشعب سيد درويش

العدد 945 صدر بتاريخ 6أكتوبر2025


فى إطار احتفالية اليوم المصرى للموسيقى وذكرى ميلاد سيد درويش، قدّم المخرج عمرو قابيل أمسية مسرحية متنوعة جمعت بين العرض الغنائى الكوميدى «كأنه الهوى» والمونودراما الفلسفية «عفوًا أرسطو».
مسرحنا التقت المخرج عمرو قابيل للتعرف على كواليس التجربتين، والفرق بينهم ولماذا اختار اتجاهات مختلفة، وللحديث أيضًا عن الملتقى الدولى للمسرح الجامعى بصفته رئيس ومؤسس الملتقى.

بداية.. ما الذى مثّلته لك المشاركة فى احتفالية اليوم المصرى للموسيقى وذكرى سيد درويش؟
كانت مشاركة مفرحة جدًا بالنسبة لى، أولًا لأن مصر لأول مرة تحتفل باليوم المصرى للموسيقى، وثانيًا لأن مشاركتى جاءت من خلال مسرحية «كأنه الهوى» كعمل غنائى. وأنا من عشاق الموسيقى وسيد درويش تحديدًا، ومؤمن دائمًا بضرورة دعم المسرح الغنائى وتهيئة المناخ لعودته. لذلك أن أكون جزءًا من هذه المناسبة فى عامها الأول وفى ذكرى فنان الشعب العظيم سيد درويش كان شعورًا غامرًا بالسعادة.
كيف ترى العلاقة بين المسرح والموسيقى.. وهل المسرح الغنائى قادر على استعادة بريقه؟
العلاقة وثيقة جدًا، فالمسرح يُسمى «أبو الفنون» لأنه يحتضن كل الفنون الأخرى ومنها الموسيقى. حتى فى مناهج التمثيل نقول دائمًا إن الممثل يجب أن يمتلك إحساسًا بالإيقاع، وهو جوهر الموسيقى.

بالنسبة للمسرح الغنائى فهو قادر على استعادة بريقه، لكنه يواجه تحديات إنتاجية كبيرة لأنه مسرح مكلف. أيضًا، غالبًا ما تكون الحبكة الدرامية بسيطة، وهذا يقلل من إقبال المخرجين عليه. ومع ذلك، يظل المسرح الغنائى فنًا مهمًا يمنح الجمهور متعة وفرجة خاصة.
ما الذى دفعك لاختيار فكرة تقديم عرض غنائى مثل «كأنه الهوى»؟
اهتمامى بالموسيقى والمسرح الغنائى مستمر منذ سنوات، وأشعر بأن هذا اللون الفنى يستحق أن يعود بقوة. «كأنه الهوى»، كان أول عرض أقدمه يلمس الشباب بشكل مباشر، وسعدت جدًا برد فعلهم وإقبالهم الكبير، خاصة أنهم وجدوا أنفسهم فى موضوع العرض المتعلق بالعلاقات العاطفية والزواج فى بدايات العمر.
إلى أى مدى ساهمت ألحان الفنان حازم الكفراوى فى صياغة الحالة الدرامية داخل العرض؟
بشكل كبير جدًا. حازم الكفراوى فنان عبقرى وابن المسرح، يعرف كيف يوظف الألحان لخدمة الدراما، ويختار الآلات والموسيقى المناسبة لطبيعة كل مشهد. إحساسه المسرحى عالٍ جدًا، وموهبته كموسيقى مبدع فى التلحين والتوزيع جعلت الموسيقى جزءًا أصيلًا من نجاح العرض.
قدّمت فى الأمسية نفسها مونودراما «عفوًا أرسطو». لماذا اخترت المزج بين عرض غنائى جماعى وآخر فلسفى فردى؟
أنا أحب التنوع. لدى أكثر من ست تجارب مونودراما سابقة، و»عفوًا أرسطو» ربما هى السابعة. لكنى لا أحب أن أحصر نفسى فى نوع واحد، لذلك اخترت أن أقدّم عرضين مختلفين تمامًا فى أمسية واحدة، لأجمع بين الغنائى الكوميدى الخفيف والفلسفى العميق.
كيف استطعت أن تحافظ على جاذبية عرض مونودراما دون أن يفقد توازنه أمام الجمهور؟
التحدى فى المونودراما دائمًا هو كيف تحافظ على انتباه الجمهور مع ممثل واحد فقط. اعتمدت على المزج بين الفلسفة والكوميديا والدراما، بحيث يخرج الجمهور وهو يشعر أن الحياة ليست على وتيرة واحدة، بل هى خليط من الفرح والحزن والفكر والمتعة.
بصفتك شاركت أيضًا بالتمثيل، كيف وفّقت بين وجودك على الخشبة كممثل وكونك المخرج فى الوقت نفسه؟
الأمر ليس سهلًا، خاصة أثناء البروفات. كنت مضطرًا أن أعيش المعايشة الكاملة كمخرج، ثم أتحول إلى ممثل فى عمل آخر. لذلك فصلت أيام البروفات بين «عفوًا أرسطو» و»كأنه الهوى»، حتى أستطيع الدخول فى أجواء كل عمل بشكل منفصل.
ما أصعب التحديات التى واجهتك أثناء تحضير عرضين مختلفين فى برنامج واحد؟
أصعب شىء كان الانتقال الذهنى والوجدانى بين عرضين مختلفين فى الأفكار والفلسفة والأسلوب. لكن الحمد لله التجربة نجحت، والجمهور استمتع بالتنوع.
هل ترى أن هذه العروض قادرة على جذب الشباب نحو المسرح؟
بالتأكيد. رد فعل الشباب فى «كأنه الهوا» كان مذهلًا. وكانوا يتفاعلون مع الأغانى، بل يغنونها بعد العرض ويرسلونها لنا على صفحاتنا. هذا دليل على أن المسرح ما زال قادرًا على جذبهم إذا قدّم لهم ما يلمس حياتهم وقضاياهم.
ما الذى تتمنى أن يخرج به الجمهور من هذه التجربة؟
أتمنى أن تصل لهم رسالة أن الحياة ليست لونًا واحدًا، بل مزيج من الكوميديا والدراما والفلسفة. وأن يعيشوا اللحظة بحلوها ومرها وفكرها وعمقها.
ما مشاريعك المقبلة بعد هذه التجربة؟
أحب التنوع دائمًا، لذلك مشروعى القادم لن يكون لا مونودراما ولا مسرحًا غنائيًا. أبحث عن صيغة جديدة ومختلفة لأعمالى القادمة.
من وجهة نظرك.. ما الدور الذى يجب أن تلعبه الدولة لدعم هذه التجارب المسرحية؟
الدولة بدأت بالفعل فى فتح المجال أمام تجارب شبابية من خلال مبادرات وزارة الثقافة، لكن ما زلنا بحاجة إلى المزيد من الدعم والخبرة. أهم شىء هو فتح المسارح أمام التجارب الجادة وتشجيع التنوع.
كرئيس لملتقى القاهرة الدولى للمسرح الجامعى.. كيف تقيّم أثر الدورات السابقة؟
أشعر بالفخر بأننا استطعنا أن نخلق واقعًا جديدًا للمسرح الجامعى فى مصر. الملتقى منذ 2018 حتى الآن أثبت أنه مشروع قومى مهم. الاحتكاك بالتجارب الدولية غيّر شكل المسرح الجامعى وطور أداء الشباب، حتى صار منافسًا فى المهرجانات الكبرى.
ما الذى يميز الملتقى عن غيره من المهرجانات المسرحية؟
الملتقى ليس مجرد عروض مسرحية، بل مساحة لاكتشاف المواهب من خلال مسابقات متنوعة مثل «نجم الجامعة»، التى قدّمت بالفعل وجوهًا جديدة للوسط الفنى. إلى جانب الندوات والورش التى تركز على الكيف أكثر من الكم.
ما أبرز ملامح الدورة المقبلة؟
الدورة السابعة فى أكتوبر ستشهد مشاركة من 30 دولة، مع عروض قوية من العراق والجزائر والأردن وتونس وسلطنة عمان. وهذا يعكس تأثير الملتقى فى العالم العربى.
وما أبرز التحديات التى تواجهكم؟
التحدى الأكبر هو ضيق الوقت، فالملتقى لا يتجاوز سبعة أيام، بينها الافتتاح والختام. لكننا نحرص على أن تكون الورش والندوات مركزة وذات جودة عالية.
ما حلمك للملتقى فى المستقبل؟
حلمى أن تصبح القاهرة أكبر منصة دولية للمسرح الجامعى فى العالم. نحن فى الطريق لتحقيق ذلك، بفضل التعاون بين مؤسسات الدولة والجامعات والمجتمع المدنى. نحتاج فقط إلى دعم إعلامى أكبر لإبراز هذا النموذج الناجح.
أخيرًا.. كيف ترى مستقبل المسرح الجامعى فى مصر؟
المسرح الجامعى كان وما زال أهم رافد للمسرح المصرى. كبار نجومنا بدأوا من هنا: عادل إمام، يحيى الفخرانى، محمود عبد العزيز، وغيرهم وصولًا إلى الأجيال الحديثة مثل هنيدى وبيومى فؤاد. لذلك أنا مؤمن أنه قادر على تقديم جيل جديد يقود الحركة المسرحية فى المستقبل.


صوفيا إسماعيل