أفضل مخرج في «مواسم المسرح الجامعي»

أفضل مخرج في «مواسم المسرح الجامعي»

العدد 558 صدر بتاريخ 6مايو2018

نور محمد: «كلهم أبنائي» يناقش قضية
 لا يهتم بها كثيرون وهي أولى تجاربي
حصل عرض “كلهم أبنائي” للمخرج نور محمد عبد الله على جائزة أفضل عرض مسرحي في مهرجان “مواسم نجوم المسرح الجامعي”، كما حصل العرض على جائزة أول ديكور، والجائزة الأولى في الملابس، وفي الإخراج، بالإضافة إلى جائزتي لجنة التحكيم الخاصة. مخرج العرض نور محمد خريج كلية الهندسة جامعة عين شمس، قدم الكثير من التجارب المسرحية على مستوى التمثيل والتنفيد ومنها عرض “آخر رايات الأندلس” الذي شارك في عدة مهرجانات منها المهرجان القومي، وإبداع, والمهرجان العربي، وعرض «النقطة الزرقاءالباهتة» الذي شارك في مهرجان الجامعة ومهرجان ساقية الصاوي، وعرض “هانبيال” الذي شارك في المهرجان القومي, وعرض «القاع» الذي شارك في مهرجان القومي، ومهرجان الجامعة، وعرض “شبح هريدي” في مهرجان الجامعة، وعرض “جرارين السواقي” في مسرح الفلكي، كما عمل مخرجا مساعدا في عرض «بانجيا» وعرض “2ط ما شعورك بعد حصولك على هذا العدد من الجوائز عن عرض «كلهم أبنائي» خصوصا أنها التجربة الأولى لك؟
سعادة غامرة للغاية، وخصوصا أن العرض كسر الكثير من القواعد المسرحية، وهو شيء صعب ومن المفترض أن العرض الذي يحصل على جائزة أول إخراج سيلتحق بورشة الفنان خالد جلال، وهو ما سيجعلني أتعلم الكثير عن الإخراج وهو شيء في غاية الأهمية بالنسبة لي، فتجربتي في عرض «كلهم أبنائي» أفادتني كثيرا وهو ما جعلني أكثر من قراءاتي.
 - حدثنا عن العرض..
في العام الماضي شارك أحد من أعضاء الفريق في مهرجان «مواسم نجوم المسرح الجامعي» وأشاد به كثيرا، وهو ما دفعنا للمشاركة هذا العام وقد وقع اختياري على نص “كلهم أبنائي”، قرأت النص وبعدها قمت باختيار فريق العمل الذي سيقدم العرض وقمت باختيار الممثلين وبالفعل قدمنا مشاهدة في المهرجان وبعدها تم قبولنا.
 - ما الذي جذبك في النص ولماذا النص في هذا التوقيت؟
يعد النص من النصوص الهادئة، فهو نص واقعي أمريكي، رشح لي أصدقائي أكثر من نص، منها نصوص أرثر ميلر، وقرأت أكثر من نص لأرثر ميلر ووجدت الأنسب هو نص كلهم أبنائي، فهو يناقش قضية اجتماعية هامة لا يهتم بها أحد، أن نوعية النص كان أكثر جاذبية لي، فهو نص واقعي وطبيعي بشكل كبير.
يعتمد على تكنيك مختلف وهو نص هادئ الأجواء وتدور أحداثه حول شخص يعمل بأحد المصانع ويقوم ببيع 21 غطاء سلندر للطائرات بها شروخ كبيرة، ما تسبب في سقوط الطائرات أثناء الحرب، وقد كان هدفه أن يبيع أكبر عدد من أغطية السلندرات حتى تعيش أسرته حياة جيدة، وفي النهاية نكتشف أن ابنه طيار، ولكنه لم يكن ضمن المجموعة التي سقطت وعندما يكتشف الحقيقة ينتحر، وعندما يعلم الأب يقرر الانتحار.
 - هل هناك تكنينك أو مدرسة إخراجية اعتمدت عليها في إخراج العرض؟
مدرسة كاتب النص “الواقعية الأمريكية البحتة”، وهو المدرسة فالشخصيات في العرض تتعامل بشكل طبيعي للغاية وحتى طريقة الإخراج أيضا طبيعية، فالشخصيات تجلس في حديقة المنزل وتتحرك بتلقائية وطبيعية كبيرة، والعرض يهتم بشكل كبير بالتفاصيل الحياتية, وليس بخطوط الحركة «والإيفيكتات» الإخراجية، والعرض يكسر الكثير من قواعد المسرح.
 - ما الرؤية التي أردت طرحها خلال «كلهم أبنائي»؟
عندما يريد الإنسان تحقيق المجد لذاته، أو لأسرته فهذا لا يعني أن يقضي على الآخرين، ففي النهاية ما يريد تحقيقه لأسرته أو لنفسه هو جزء بسيط من مجتمع كامل لا يصح أن يلحق به الضرر.
 - ما أبرز الصعوبات التي واجهتك في تقديم العرض؟
كما سبق وذكرت أنها أول تجربة إخراجية لي، ثانيا توقيت المهرجان فقد تم تأجيله أكثر من مرة، وفريق العمل من الممثلين كان لهم عروض أخرى يقدمونها في الجامعة, ما شكل صعوبة في الوقت، أما الصعوبة الأهم فتتمثل في كون العرض يهتم بالتفاصيل الحياتية بشكل كبير أكثر من التفاصيل المسرحية، ولكن تم تخطي هذه الصعوبات بوجود مخرجين منفذين جيدين.
 - إلى أي مدى أفادتك المشاركة في مهرجان «مواسم نجوم المسرح الجامعي»؟
المشاركة أفادتني كثيرا على الجانبين الإدراي، والفني وعلى مستوى الإخراج والتنفيذ.
 - ما رأيك في المهرجانات الجامعية وماذا ينقصها؟
مهرجانات الجامعة علمتنا الكثير، ولولا وجود هذه المهرجانات، لم أكن لأتعرف على المسرح، وفريق المسرح وهي فرصة في غاية الأهمية ليتعرف الطلاب على المسرح وعلى فن التمثيل، والفنون الأخرى، فالجامعة توفر لنا أشياء كثيرة حتى نمارس هذا النشاط، وهو ما يجعلنا نلتفت إلى عناصر العمل المسرحي، ونهتم بها وبالنسبة لمهرجان الجامعة هو أيضا من الأشياء المهمة.
 - في الفترة الأخيرة منعت بعض العروض من المشاركة في المهرجانات الجامعية ما تعليقك؟
أرى أن الجهة الوحيدة المنوط بها منع العروض هي الرقابة على المصنفات الفنية, وأرى أنها المسئولة عن ذلك فقط، يقوم المسئولون بها بالاطلاع على النصوص، وهم من يقررون الإجازة أو المنع ولا يفترض أن يقوم أي أحد بخلاف هذه الجهة بمنع أي عرض، وكما نعلم فإن أي نص مسرحي يضم إسقاطا سياسيا, ويختلف مخرج عن آخر في إبراز هذا الإسقاط، ومن وجهة نظري هناك ضرورة لأن يكون هناك بروتوكولات بين الجامعات في مصر وبين الرقابة على المصنفات الفنية، وذلك لقراءة النصوص, وإعطاء فرق الجامعة فترة كافية للانتهاء من النصوص وتسليمها للرقابة على المصنفات، وأرى أن فكرة وجود مسئول من الرقابة على المصنفات الفنية في «البروفة الجينرل» للعرض شيء مهم، وهو ما يتيح له التعرف على النص بشكل كبير.
 - من خلال متابعتك ما رأيك في المهرجانات المسرحية التي تقام في مصر؟
شاركنا مرتين متتاليتين في المهرجان القومي للمسرح وأعتقد أن الحس التنافسي في المهرجانات شيء جيد للغاية، فالمنافسة تساهم بشكل كبير في إبراز الإبداعات المختلفة, بالإضافة إلى التعرف على الرؤى الإخراجية المتعددة من مختلف المخرجين ومن مختلف قطاعات المسرح، أيضا تجعل فريق العمل روحا واحدة.
 - ما الشروط التي يجب أن يتبعها المخرج المبتدئ ليقدم عرضا يتوافر فيه الحد الأدنى من الجودة الفنية؟
«كلهم أبنائي» هي أول تجربة إخراج ولكنها ليست أول علاقة لي بالمسرح، فقد سبق وشاركت في الكثير من التجارب المسرحية داخل الجامعة، لذا أقول يجب عند الإقبال على تجربة الإخراج أن يعي المخرج أن تكون لديه تجارب مسرحية وإلا سيكون الأمر في غاية الصعوبة، فمن واقع خبرتي وبعد اكتشافي لعدة مهارات فهناك شقان في العرض المسرحي: شق إداري وشق فني، و80% من العرض المسرحي يختص بالجزء الإداري الذي يؤثر بشكل كبير على انضباط العمل.
فالمخرج يقوم بتجميع فريق العمل، وإدارة البروفات وتوقيتاتها بالإضافة لاختيار الملابس والديكور، أما الناحية الفنية فهي إخراجه للعرض ورؤيته له، وكلما كان المخرج ناجحا في الجزء الإداري بالتبعية سيحقق نجاحا.
الى أي مدى تفيد الدراسة الأكاديمية في صقل المخرج الموهوب؟
هي شيء ضروري وهام للغاية، فهي تساهم في إكساب الفنان الكثير من المهارات النظرية، والعملية وتصقل الموهبة لذا فإن التحاقي بورشة الفنان خالد جلال يعد فرصة كبيرة وهامة بالنسبة لي، خاصة بعد أن تخطيت تجربتي الأولى في الإخراج واستفدت منها، وأعتقد أنني سأستفيد كثيرا بالورشة وسيكسبني هذا خبرة كبيرة.
”.

 


رنا رأفت