المؤتمر الوطنى لتطوير المسرح المدرسى.. خطوة على الطريق أم نقطة انطلاق؟

المؤتمر الوطنى لتطوير المسرح المدرسى..   خطوة على الطريق أم نقطة انطلاق؟

العدد 943 صدر بتاريخ 22سبتمبر2025

فى خطوة تعكس إيمان الدولة بدور الفنون فى بناء الأجيال، شهد المجلس الأعلى للثقافة بدار الأوبرا المصرية فعاليات مؤتمر «نحو سياسة وطنية لتطوير المسرح المدرسى»، الذى نظمته وزارة الثقافة ممثلة فى المركز القومى للمسرح والموسيقى والفنون الشعبية، بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم. على مدى يومين، ناقش باحثون ومسرحيون وتربويون سبل إعادة المسرح المدرسى إلى موقعه الطبيعى داخل العملية التعليمية، بوصفه ركيزة فى صياغة وجدان النشء وتعزيز قيم الهوية والانتماء.
اعتمد المؤتمر توصيات عملية تمثل خريطة طريق للمرحلة المقبلة، فى مقدمتها: صياغة سياسة وطنية متكاملة، تأهيل الكوادر المسرحية، إطلاق منصة رقمية لتوثيق وإدارة الأنشطة، وفتح أبواب مسارح الدولة أمام العروض المدرسية المتميزة. كما أعلن الإعداد لإطلاق المهرجان القومى المصرى للمسرح المدرسى كأحد ثمار هذه الجهود.
ولأن المؤتمر لم يكن مجرد جلسات نقاشية، بل مساحة لتبادل الرؤى والخبرات، فإن الآراء التى أبداها المشاركون من مبدعين وباحثين ومعلمين شكلت جانبًا محوريًا فى بلورة التوصيات النهائية. وفى هذا التحقيق، نعرض أبرز هذه الشهادات التى تكشف التحديات والآمال، وتضع ملامح الطريق نحو مسرح مدرسى يليق بالإنسان المصرى.
هذا التحقيق الذى حاول تسليط الضوء على تجربة المشاركين، آراء الخبراء، ومقترحات الباحثين لإعادة الحياة للمسرح المدرسى وجعله جزءًا أصيلًا من العملية التعليمية.

عزت زين: إرادة التنفيذ هى الضمانة الحقيقية لانطلاقة المسرح المدرسى
أكد الفنان عزت زين أن كل مؤتمر هو بمثابة حلقة نقاشية موسعة تهدف إلى الوصول إلى توصيات تعبّر عن رغبة جماعية من المشاركين. وقد شهد المؤتمر الأخير مشاركة فاعلة من أقطاب وزارة الثقافة، وموجهى التربية المسرحية، ومسؤولى الإدارة العامة للأنشطة بوزارة التربية والتعليم، إلى جانب مسئولين تنفيذيين، وهم المنوط بهم تحويل التوصيات إلى برامج عملية قابلة للتنفيذ. ولفت إلى أن ما لمسَه خلال فعاليات المؤتمر هو وجود رغبة قوية وجامعة لدى الجميع فى تحقيق ملف المسرح المدرسى ليكون أكثر تأثيرًا فى المجتمع التعليمى والثقافى.
وأوضح زين أن المسرح المدرسى يساهم بشكل مباشر فى بناء شخصية الطالب وتنمية وعيه، ليس بالضرورة لتخريج فنان محترف، وإنما لفتح آفاق فكرية ومهارات أدائية تساعد الطالب على مواجهة الجمهور، وتعزز ثقته بنفسه، وتكسبه وعيًا نفسيًا واجتماعيًا بطريقة غير مباشرة. وأكد أن التجارب أثبتت أن كثيرين ممن مارسوا المسرح المدرسى، حتى وإن لم يستمروا فى المجال الفنى، أصبحوا مؤثرين ومتميزين فى مجالاتهم المختلفة بفضل تلك التجربة التأسيسية.
وحول الاستفادة من تجارب الدول الأخرى، شدد زين على أن لمصر تاريخًا رائدًا وعريقًا فى المسرح المدرسى، بدأ مع عبد الله نديم وتطور على يد الرائد زكى طليمات منذ عام 1936، وهو ما يجعل التجربة المصرية متفردة ولا يوازيها أحد. غير أن الفارق يكمن فى أن الدول الأخرى توفر الإمكانيات وتمنح المسرح المدرسى المساحة والاهتمام والاحتفاء بالعروض، بينما لا ينقص مصر سوى إرادة التنفيذ الحقيقية على أرض الواقع.
وأشار إلى أن الطريق ليس مفروشًا بالورود، إذ توجد عقبات واقعية أبرزها النظرة الرافضة للفن فى بعض البيئات، خاصة الريفية. لكنّه شدد على أن البداية مطلوبة مهما كانت التحديات، فطريق الألف ميل يبدأ بخطوة، وما يملكه المسرح المدرسى من خبرة تراكمية كفيل بدعم الانطلاقة الجديدة إذا وُجد الإصرار.
واعتبر أن الضمانة الوحيدة لعدم بقاء التوصيات مجرد حبر على ورق هى الإرادة الصادقة، مشيرًا إلى ما أعلنه المخرج عادل حسان، رئيس المركز القومى للمسرح والموسيقى والفنون الشعبية، عن خطوات عملية تشمل تقديم مذكرة لوزير الثقافة لإقرار خطة إطلاق المهرجان القومى للمسرح المدرسى، بموافقة و دعم الفنان الكبير خالد جلال رئيس قطاع المسرح بوزارة الثقافة.
ويرى زين أن هذا المهرجان سيخلق حراكًا وتنافسية حقيقية بين مدارس مصر كافة، وهو ما يمثل نقلة نوعية للمسرح المدرسى.
وختم قائلً إن المستهدف الأول من المؤتمر والمسرح المدرسى هو الطالب، الذى يُعد غاية أى سياسة ووسيلة تنفيذها فى الوقت ذاته. ورغم أن الطالب ليس فى موقع صياغة السياسات، إلا أن توافر الإمكانيات والظروف له هو ما يجعله شريكًا فاعلً فى مسرحه المدرسى، وعندما تبدأ الفعاليات بشكل أقوى وأعمق، سيصبح الطلاب بالضرورة شركاء فى رسم ملامح هذا المسرح وصناعة أثره.

محمد النجار: المسرح المدرسى معلم الأخلاق وحارس الهوية الثقافية
أكد الناقد والمخرج المسرحى محمد النجار أنّ إعلان المركز القومى للمسرح والموسيقى والفنون الشعبية عن تلقى الأوراق البحثية الخاصة بمحاور المؤتمر الأول من نوعه حول المسرح المدرسى شكّل بالنسبة له فرصة حقيقية للانتصار للمسرح المدرسى الذى ينتمى إليه وظيفيًا؛ بصفته أخصائيًا خبيرًا للتربية المسرحية بمحافظة الشرقية وموجّهًا أول للمسرح بإدارة أبو كبير التعليمية، إلى جانب كونه ناقدًا ومخرجًا مسرحيًا.
وأشار النجار إلى أنّ مشاركته جاءت من خلال ورقة بحثية بعنوان «المسرح المدرسى والهوية الثقافية.. أطروحة للصقل والتطوير»، تناول فيها أهمية المسرح المدرسى ودوره فى رأب الصدع بين أسلوب التعليم ومتطلبات الحياة، والحفاظ على الإرث الثقافى المصرى. واعتبر أن التفاعل مع الورقة كان مميزًا وذا أثر فارق، لافتًا إلى أن التجربة تعد خطوة تأسيسية مهمة، ونجاحها يتطلب متابعة جادة لضمان استثماره وتحويله إلى فعل متجدد.
وأضاف أن الواقع الثقافى والتاريخى يؤكد أنّ المسرح المدرسى هو «أقوى معلم للأخلاق وخير دافع للسلوك الجيد» على حد تعبير الفيلسوف الأمريكى مارك توين، إذ يسهم فى صناعة مبدع ومتلقى مثالى متى خلصت النوايا. واستعاد النجار بدايات المسرح المدرسى عام 1936 على يد رائد المسرح ذكى طليمات، مؤكدً أن تأثيره بدأ كبيرًا ثم تراجع تدريجيًا بسبب ابتعاد الفنانين الحقيقيين عن دعمه، إلى جانب غياب الميزانيات الخاصة بالعروض المدرسية، وارتباك القرارات المنظمة، فضلًا عن العجز الذى يتجاوز 70% فى أعداد أخصائيين المسرح المدرسى بالمدارس الحكومية، وهو ما أدى إلى الاستعانة بغير المتخصصين من معلمى اللغة العربية ومشرفى النشاط.
وشدد النجار على أنّ غياب التدريب العملى لأخصائيين المسرح المدرسى جعل الوضع الراهن فى أمسّ الحاجة إلى تدخل جاد من المدركين لأهمية المسرح المدرسى، معتبرًا أن المؤتمر وما خرج به من توصيات، إذا ما جرى تنفيذها، سيكون بداية حقيقية لارتقاء المسرح المدرسى إلى المكانة التى يستحقها.

د. هبة سامي: نحو سياسة وطنية للنهوض بالمسرح المدرسى
أكدت الدكتورة هبة سامى أن مشاركتها فى المؤتمر جاءت من خلال عضويتها باللجنة العلمية، إلى جانب د. محمد أمين عبدالصمد ود. أسماء يحيى، حيث سعدت بقراءة عدد كبير من الأبحاث المتميزة التى تعكس جدية الباحثين وتسهم فى تطوير المسرح المدرسى.
وأوضحت أن أهم أهداف المؤتمر يتجسد فيما طرحه عنوانه، وهو وضع سياسة وطنية شاملة للنهوض بالمسرح المدرسى فى مصر، مع تضافر جهود الوزارات المختلفة لتحقيق هذا الهدف. وأشارت إلى أنها لمست بالفعل استعدادًا مبشرًا من وزيرى الثقافة والتربية والتعليم، فضلًا عن القائمين على الحركة المسرحية فى مصر، لترجمة أهداف المؤتمر إلى خطوات عملية.
وأضافت أن المؤتمر يمثل نقطة أمل يمكن أن تتحول إلى انطلاقة جديدة لتطوير المسرح المدرسى فى المرحلة المقبلة، مؤكدة أن تفاعل المشاركين من باحثين ومهتمين جاء إيجابيًا ومليئًا بالحماس والرغبة فى التغيير. وختمت بتأكيد ثقتها فى أن الأستاذ عادل حسان، مدير المركز القومى للمسرح والموسيقى والفنون الشعبية، سيبذل كل جهده بالتعاون مع الجهات المعنية لتحويل توصيات المؤتمر إلى واقع ملموس، لما عهدته فيه من إصرار ودأب.

مجدى محفوظ: مؤتمر المسرح المدرسى نقطة تحول حقيقية وتجربة تستحق البناء عليها
أكد الكاتب المسرحى مجدى محفوظ أن المؤتمر استطاع بالفعل أن يحقق أهدافه؛ حيث انعكس ذلك بوضوح على الحضور الذين خرجوا بفوائد عديدة من المناقشات، وما أفرزته من رؤى إيجابية أثرت مسار المؤتمر.
وأوضح أنه شارك بورقة بحثية تناول فيها الخلافات القائمة بين التربويين والمسرحيين، وسبل التوافق بينهما من أجل خدمة المسرح المدرسى. كما توقف عند المعوقات التى يواجهها الكثير من المعلمين أثناء الممارسة المسرحية، مقترحًا حلولًا للتغلب عليها، قبل أن يستعرض نموذجًا ناجحًا هو مهرجان الشارقة للمسرح المدرسى، الذى تمكن خلال ثلاث عشرة دورة من رسم خريطة متميزة على الساحة المسرحية، وأسهم فى تقديم عروض نوعية أثرت التجربة المدرسية.
وأشار محفوظ إلى أن التفاعل والنقاش بين المشاركين كان مميزًا، حيث أثرت أوراق العمل المطروحة الجلسات، وأنتجت قدرًا كبيرًا من الاستفادة المشتركة. واعتبر أن المؤتمر يمثل خطوة جريئة لم تتطرق إليها أى مؤسسة فى الماضى، وهو ما يُحسب للمركز القومى للمسرح والموسيقى والفنون الشعبية.
وأضاف أن الاستفادة من تجارب الدول الأخرى فى هذا المجال أمر إيجابى وضرورى، يمكن أن يسهم فى دعم وتطوير التجربة المصرية. ويرى أن المؤتمر يشكل بالفعل نقطة تحول هامة فى تاريخ المسرح المدرسى، شريطة أن تُترجم توصياته إلى خطوات عملية من خلال تعاون حقيقى بين وزارتى الثقافة والتربية والتعليم.
وختم محفوظ بالتأكيد على أن إشراك الطلاب أنفسهم فى صياغة سياسة المسرح المدرسى أمر بالغ الأهمية، إذ يمكن أن يقدموا إضافات ورؤى ثرية تدعم المسار وتفتح آفاقًا جديدة أمام التجربة.

مجدى مرعى: المسرح المدرسى صمام أمان الحركة المسرحية المصرية
أكد المؤلف والمخرج المسرحى للطفل، وموجه عام التربية المسرحية، مجدى مرعى، أن المسرح المدرسى يمثل اللبنة الأولى لصناعة مسرح جيد، ويُعد صمام الأمان للحركة المسرحية المصرية.
وأوضح فى ورقته البحثية أن مسرحة الدروس أثبتت فاعلية كبيرة فى دعم العملية التعليمية، مشيرًا إلى أن تاريخ المسرح المدرسى حافل بالأصالة منذ أن وضع دعائمه كبار الفنانين مثل زكى طليمات، عدلى كاسب، وصلاح منصور.
ورصد مرعى عددًا من المعوقات التى تحد من تطور المسرح المدرسى، أبرزها: غياب القيادات الفنية المتخصصة، الاعتماد على عناصر مستعارة من مجالات أخرى دون فهم لطبيعة رسالته، النقص الحاد فى أخصائيين التربية المسرحية، وقصور الفهم المسرحى لدى القائمين عليه فى المدارس. كما أشار إلى غياب النصوص المسرحية المناسبة، وعدم صلاحية بعض المسارح المدرسية، إلى جانب غياب الحوافز القوية للطلاب والمعلمين، وخلو الكتب الدراسية من دروس مصاغة بالأسلوب المسرحى.
وأكد أن المسرح المدرسى قادر على بناء شخصية الطالب وتنمية وعيه من خلال الكشف عن المواهب، وتنمية القدرات الفكرية والابتكارية، وتعميق قيم الحق والخير والجمال، بما يسهم فى تكوين شخصية متكاملة قادرة على استيعاب متطلبات العصر.
وعن خطط التطوير، دعا مرعى إلى إسناد توجيه التربية المسرحية إلى العناصر المتخصصة، وزيادة أعداد الخريجين من الكليات والمعاهد، وتفرغ الأخصائى للعمل المسرحى داخل المدرسة، مع إقامة ورش فى التمثيل، الديكور، العرائس، والكتابة المسرحية. كما طالب بإتاحة دخول الأطفال لمسارح الدولة بأسعار رمزية أو مجانية، ومنح الطلاب الموهوبين درجات إضافية فى الشهادات العامة، مع زيادة ميزانية التربية المسرحية وإقامة مهرجانات ومسابقات، وتحريك العروض المسرحية بين المدارس مع بثها إلكترونيًا.
وأشار إلى أهمية تحويل التربية المسرحية من نشاط إلى مادة دراسية شاملة لكل المراحل، بدءًا من رياض الأطفال وحتى المرحلة الثانوية.
أما عن التحديات الراهنة، فحددها فى ضعف التمويل، قلة التدريب لأخصائى التربية المسرحية، وتراجع عدد المساحات المخصصة للعروض المسرحية المدرسية.
وختم مرعى بالتأكيد على أن المؤتمر يمثل «نقطة انطلاق حقيقية» إذا ما تم تفعيل توصياته عبر إنشاء لجنة متابعة وتنفيذ، وضمان تكامل وتعاون حقيقى بين وزارتى الثقافة والتعليم، مع إشراك الطلاب فى صياغة المسرح المدرسى وتبنى التقنيات الحديثة مثل المسرح التفاعلى والدراما الإبداعية.

د. هبة الكيلانى: المسرح المدرسى رافعة لبناء وعى الطلاب وتنمية شخصياتهم
أكدت د. هبة الكيلانى، بإدارة التربية المسرحية بديوان عام وزارة التربية والتعليم، أن المسرح المدرسى يشكل أداة تربوية فعّالة فى تنمية وعى طلاب التعليم الأساسى، من خلال أنشطة «التوكاتسو» وتقنيات المسرح الورقى والتفاعلى، التى أثبتت الدراسات قدرتها على إكساب الطلاب قيمًا حياتية، ومهارات اجتماعية، وسلوكيات إيجابية تسهم فى بناء شخصيات متكاملة.
وأوضحت الكيلانى أن المسرح يسهم فى تنمية القيم الوطنية والانتماء عبر القصص المسرحية، ويُكسب الطلاب مهارات حياتية مثل التواصل والعمل الجماعى والقيادة، كما يشجع على الإبداع والتفكير النقدى عبر العصف الذهنى والمناقشة، فضلًا عن تعزيز الوعى المجتمعى بالقضايا البيئية والاجتماعية والثقافية.
لكنها لفتت إلى أن المسرح المدرسى يواجه عدة تحديات حالية، أبرزها محدودية التمويل اللازم للإنتاج والتجهيز، ونقص الكفاءات المتخصصة فى الإخراج والتربية المسرحية، إلى جانب ندرة المساحات المسرحية المجهزة داخل المدارس.
ورأت الكيلانى أن المؤتمر الأخير للمسرح المدرسى قد يمثل نقطة تحول إذا جرى تحويله من مجرد منصة للحوار إلى منصة تنفيذية، من خلال خطة عمل واضحة بزمن محدد، وإشراك وزارتى التعليم والثقافة والمجتمع المدنى، مع وضع آلية متابعة وتقييم دورى لقياس الأثر الفعلى.
وشددت الكيلانى على أن الضمان الحقيقى لتحويل التوصيات إلى واقع يتمثل فى الإرادة المؤسسية والحوكمة الرشيدة، عبر إصدار قرارات وزارية ملزمة، وتشكيل لجنة وزارية مشتركة بين وزارتى التربية والتعليم والثقافة، وتخصيص موازنات مستقلة، إلى جانب إشراك المجتمع المدنى والقطاع الخاص، وإصدار تقارير شفافة دورية تتيح المتابعة والمساءلة المجتمعية.
كما دعت إلى إشراك الطلاب أنفسهم فى صياغة سياسة المسرح المدرسى، من خلال تمثيل اتحاداتهم الفنية فى اللجان الاستشارية، وإتاحة منصات للحوار وتبنى مبادراتهم المسرحية، بما يضمن واقعية التجربة واعتماد منهج «من الطالب وللطالب».
وفى ختام كلمتها، استعرضت الكيلانى أبرز توصيات المؤتمر، وفى مقدمتها:
تفعيل بروتوكولات التعاون بين وزارتى التعليم والثقافة لتدريب الكوادر على الكتابة ومسرحة المناهج. التدريب على تصنيع وتحريك العرائس، وإشراك طلاب الكليات الفنية فى تقديم العروض. إدراج مسابقات فى النقد والتأليف المسرحى للطلاب، وإنشاء منصة رقمية للمسرح المدرسى. فتح مسارح البيت الفنى وقصور الثقافة أمام العروض الفائزة. إعادة إحياء مشروع “مسرح الجرن” لطلاب الإعدادية. تنظيم مسابقات سنوية للكتاب المسرحيين، وإقامة مهرجان سنوى لأفضل العروض. تخصيص موارد مالية مستقلة وإضافة درجات للتفوق المسرحى أسوة بالرياضة. تطوير المسارح المدرسية وتجهيزها، وإنشاء مكتبة مسرحية بكل مدرسة. توثيق العروض وإتاحتها للبحث، وعقد مائدة مستديرة لمسرح مدارس التربية الخاصة وتوظيفه تربويًا وعلاجيًا.
وأكدت أن هذه التوصيات، إذا ما جرى تفعيلها بجدية، ستضع المسرح المدرسى على خريطة التنمية التربوية، ليصبح جزءًا أصيلًا من العملية التعليمية وصناعة وعى الأجيال.

رجاء محمود: المسرح المدرسى لبنة أساسية لإعداد جيل مسرحى جديد
أكدت الموجهة المسرحية والمخرجة المتخصصة فى مسرح الطفل رجاء محمود أن المسرح المدرسى يمثل أحد أهم أشكال النشاط التربوى والإبداعى داخل المدارس، وهو فى جوهره جزء من مسرح الطفل، لكنه يتميز بفلسفة وأهداف خاصة تتناسب مع طبيعته التعليمية والتربوية.
وأوضحت أن المسرح المدرسى يسهم فى تكوين رؤية إبداعية لدى الطلاب، وينمى لديهم مهارات الجمال والتذوق الفنى، إلى جانب دوره فى تشكيل شخصية الطفل وعقليته من خلال تنمية روح الإبداع والابتكار، وتقديم خبرات حياتية بطريقة درامية تجعل الطالب فاعلًا ومتفاعلًا ومنتميًا لمجتمعه. كما أشارت إلى أن المسرح المدرسى له قدرة علاجية واضحة، إذ يساعد فى معالجة العيوب النطقية مثل الثأثأة والتأتأة، ويدمج ذوى الإعاقات البسيطة فى المجتمع المدرسى، فضلًا عن مساهمته فى تخفيف بعض الاضطرابات النفسية لدى الطلاب الانعزاليين.
وفى حديثها عن العقبات التى تواجه هذا النشاط، شددت على أن ضعف الإمكانات المادية والبشرية يشكل التحدى الأكبر، فالمسرح يحتاج إلى تمويل لتوفير عناصر أساسية مثل الديكور والملابس والموسيقى، بينما تفتقر أغلب المدارس إلى مسارح مجهّزة وأخصائيين متخصصين فى المجال. وأضافت أن بعض المفاهيم الخاطئة، خصوصًا فى الأقاليم، ما زالت تنظر إلى المسرح المدرسى باعتباره مضيعة للوقت أو نشاطًا غير جاد.
واختتمت رجاء محمود بالتأكيد على أن هذا المؤتمر يمكن أن يكون نقطة تحول حقيقية فى مسار المسرح المدرسى، إذا ما جرى التعامل بجدية مع توصياته وتطبيقها على أرض الواقع، معتبرة أن المسرح المدرسى هو اللبنة الأولى لإعداد جيل مسرحى جديد، جمهورًا ومواهب، بما يعيد للمسرح مكانته ويقضى على ظاهرة عزوف الجمهور عن ارتياد خشباته.

د. محمد عبدالمنعم: المسرح المدرسى استثمار فى الإنسان ومستقبل الوطن
أكد المخرج المسرحى وأستاذ التمثيل والإخراج بجامعة الإسكندرية، أ.د محمد عبد المنعم، الأهمية البالغة لانعقاد المؤتمر، فى توقيت يشهد تراجعًا للقيم الاجتماعية والأخلاقية، وتشتتًا فى فكر الشباب، وانغماسًا للأطفال فى وسائل التكنولوجيا بما يترتب عليه من أمراض اجتماعية تهدد جيلًا كاملًا. ورأى أن المؤتمر جاء كطوق نجاة يقرع ناقوس الخطر، ويعيد الانتباه إلى قيمة المسرح المدرسى كأحد أهم روافد المسرح المصرى.
وأشاد عبدالمنعم بدور المخرج المبدع عادل حسان، رئيس المركز القومى للمسرح فى تحويل الفكرة إلى واقع ملموس وإعادة المركز إلى مكانته الريادية، كما نوّه بإسهام الفنان التربوى عزت زين أمين عام المؤتمر، والكاتب والباحث د. محمد أمين عبدالصمد، منسق المؤتمر ولجنته العلمية، الذين صاغوا محاور ثرية ومتنوعة.
وأوضح أن المؤتمر نجح فى تحقيق أهدافه عبر جلساته الممتدة على مدى يومين، حيث ناقش 27 باحثًا و7 شهادات علمية أوضاع المسرح المدرسى الراهنة وقدموا رؤى متعددة لتطويره بما يتماشى مع السياسات الوطنية.
وأشار إلى أن مشاركته جاءت ضمن محور «الشهادات»، حيث قدّم خبرته الطويلة فى المسرح المدرسى من خلال التمثيل والإخراج وتحكيم العروض فى مختلف المحافظات، إضافة إلى تجربته فى عقد ورش تدريبية لرفع كفاءة أخصائى المسرح المدرسى وتأهيلهم لتدريب الطلاب على الإلقاء الشعرى السليم والأداء التمثيلى الجيد، بما يضمن تقديم عروض متميزة.
ولفت إلى دقة عنوان المؤتمر وعمق دلالاته، معتبرًا أن قضايا التعليم تمثل قضايا أمن قومى، وأن الأنشطة الطلابية، وعلى رأسها المسرح، لا بد أن تُدرج فى إطار سياسة وطنية واضحة، لما لها من ارتباط مباشر بمستقبل الوطن.
كما تناول عبد المنعم فى شهادته فلسفة التربية المسرحية القائمة على التنافس فى سبع مسابقات، منها الإلقاء الشعرى، مسرحة المناهج، التربية الخاصة، مسرح العرائس، وغيرها، داعيًا إلى ضرورة حسم الجدل حول المصطلحات المختلفة مثل “المسرح المدرسي” و”المسرح التعليمى» و»مسرحة المناهج»، مرجحًا استخدام «المسرح التربوى» لما يحمله من أهداف أكثر وضوحًا.
وتطرق إلى التحديات الراهنة التى تواجه المسرح المدرسى، مثل التمويل، التدريب، المناهج، ومساحات العرض، مشيرًا إلى إمكانية الاستفادة من تجارب دولية ناجحة، وفى مقدمتها التجربة الفنلندية فى مشروع Drama in Education.
واختتم عبدالمنعم شهادته بالتأكيد على أن الاستثمار فى المسرح المدرسى هو استثمار فى الإنسان، وبالتالى فى مستقبل الوطن، موصيًا بضرورة تشكيل لجنة متخصصة لإقرار صلاحية الأخصائيين عند الترقى، ومناشدًا المركز القومى بتوثيق جلسات المؤتمر وإتاحتها كمرجع تطبيقى عند تنفيذ آليات التطوير.

أحمد زيدان: المسرح المدرسى فعل ديمقراطى ومختبر لصناعة الوعى
أكد الشاعر والناقد أحمد زيدان أن أى مسرحى مرّ بتجربة المسرح المدرسى يدرك تمامًا محوريته ودوره الفعّال فى رفع مستوى الوعى والتثقيف لدى الطلاب، إذ يُخرج العملية التعليمية من إطار التلقين التقليدى إلى فضاء أرحب من التعلم بالفن. وأوضح أن المسرح المدرسى – حتى فى حدوده الدنيا – يسهم فى تكوين أجيال تمارس وتشاهد المسرح، بما ينعكس على تذوقها الفنى وتنمية جانبها الثقافى بالتوازى مع الجانب التعليمى.
وأشار زيدان إلى أن المسرح فى جوهره فعل ديمقراطى، يعلّم الطلاب كيف تتكامل الفنون والجهود الأدبية والإبداعية فى صناعة عرض مسرحى، من خلال الحوار والتعاون وتوزيع الأدوار، وهو ما يغرس فيهم قيمة العمل الجماعى الخلّاق.
لكن، بحسب زيدان، فإن المسرح المدرسى لا يخلو من مشكلات عميقة، أبرزها تهالك البنية التحتية للمسارح، ضعف الصيانة، مشاركة الأنشطة التعليمية الفنية فى القاعات المخصصة للتدريب أو العروض، إضافة إلى قلة عدد المتخصصين مقارنة بأعداد الطلاب. ويرى أن مواجهة هذه التحديات تتطلب قاعدة بيانات دقيقة توضح الاحتياجات الملحّة للتطوير على مختلف المستويات.
وحول مشاركته فى المؤتمر قال زيدان إنه شارك بإدارة إحدى الندوات، مؤكدًا أن معظم الأبحاث والمداخلات كانت بمثابة محاولة لإلقاء حجر فى مياه راكدة، بهدف فتح الطريق أمام خطط تطوير جادة. وأضاف أن المؤتمر حدّد مسارًا أوليًا يبدأ بتأسيس قاعدة بيانات، مرورًا بإحياء مشروعات توقفت مثل “مسرح الجرن”.
واختتم زيدان بالتأكيد على أن نجاح هذه المساعى مرهون بالتعاون الفعلى بين وزارتى الثقافة والتربية والتعليم، مع متابعة سنوية لنتائج ما تم تنفيذه من توصيات فى المؤتمر الثانى، مشددًا على أن أى بناء حقيقى يحتاج إلى علم وتأسيس سليم، يسبقهما إصرار جاد على التطوير.

سعدية العادلى: المسرح المدرسى ضرورة تربوية ونقطة انطلاق لنهضة تعليمية
أكدت الكاتبة سعدية العادلى أن أهم أهداف المؤتمر أن يعود المسرح المدرسى إلى ما كان عليه فى السابق، مشيرة إلى أن نشاط المسرح فى المدارس أصبح شبه متوقف، ما يستدعى – على حد قولها – نهضة مسرحية حقيقية تعيد لهذا الفن مكانته داخل العملية التعليمية.
وأوضحت أن للمسرح دورًا محوريًا فى تهيئة الطلاب علميًا ونفسيًا واجتماعيًا، بل يساعد على حل العديد من المشكلات التى يواجهونها، إلى جانب مسرحة المناهج الدراسية التى تسهّل على التلاميذ استيعاب الدروس من الناحية العلمية. وأضافت أن المسرح يسهم فى تنمية مهارات متعددة لدى الطلاب، سواء فى الموسيقى أو الإلقاء أو الحوار أو الدراما أو التأليف وحتى فى الرياضة، ما يجعله وسيلة مثالية لامتصاص طاقات الشباب بدلً من توجيهها فى مسارات غير مرغوبة.
وشددت العادلى على أن المسرح المدرسى يسهم كذلك فى معالجة بعض المشكلات النفسية لدى الطلاب مثل الخجل، إذ إن النصوص المسرحية التى تتناول قضاياهم وتعمل على تقديم حلول لها تنعكس إيجابًا على شخصية الطالب وأسرته. وقالت: “نأمل أن يكون هناك فريق مسرحى فى كل مدرسة، فذلك ليس أمرًا صعبًا، لكن التحديات الإدارية تبقى العائق الأكبر”، مؤكدة أن نجاح التجربة يتطلب إدارة واعية إلى جانب مشرفى التربية المسرحية، مع تخصيص ميزانية واضحة لدعم النشاط.
ولفتت إلى أن الأزمة الكبرى تكمن فى ضعف التمويل الذى أدى إلى غياب التدريب والمناهج والعروض المسرحية داخل المدارس. لكنها عبّرت عن تفاؤلها بما حمله المؤتمر من بشائر، مشيرة إلى تصريح الدكتور محمد أمين الذى أعلن فيه الموافقة على إقامة مهرجان للمسرح المدرسى، معتبرة هذه الخطوة “بشرى سارة من شأنها أن تشجع الطلاب على المشاركة وتفتح الباب أمام نهضة مسرحية مستمرة”.
وختمت العادلى تصريحها بالتأكيد على أن هذا المؤتمر يجب أن يكون نقطة تحول حقيقية نحو مسرح مدرسى فاعل ينهض بالطالب والأسرة والمجتمع، ويسهم فى تطوير العملية التعليمية ككل، عبر شراكة جادة بين وزارتى الثقافة والتربية والتعليم.

د. رضا بكرى: المسرح المدرسى أداة لبناء وعى جديد للأجيال
أكدت د. رضا بكرى، موجه التربية المسرحية وخبير المناهج التعليمية، أن مشاركتها فى المؤتمر جاءت من خلال ورقة بحثية تناولت منهج كتاب التربية المسرحية وما يتضمنه من أنشطة وتطبيقات، موضحةً ما يتيحه من فرص تربوية لتنمية شخصية الطالب وصقل مهاراته الإبداعية. كما استعرضت التحديات التى تواجه المنهج، وطرحت مقترح المنصة الرقمية التى توفر مكتبة نصوص وأنشطة وفرص تدريب وتواصل بين المعلمين، وهو المقترح الذى اعتمده المؤتمر ضمن توصياته الرسمية.
وشددت بكرى على أن المسرح المدرسى ليس مجرد نشاط فنى، بل يمثل مساحة آمنة للتعبير، يعزز الثقة بالنفس، ويغرس قيم العمل الجماعى، وينمى الحس النقدى والقدرة على التواصل، مؤكدةً أنه “أداة لصناعة وعى جديد لدى الأجيال القادمة”.
وعن أهمية المؤتمر، اعتبرت بكرى أنه نقطة تحول حقيقية، إذ جمع أطرافً متعددة من وزارتى الثقافة والتعليم وخبراء المسرح، ونجح فى بلورة رؤية وطنية واضحة، مشيرةً إلى أن اعتماد مقترحات عملية ـ مثل المنصة الرقمية ـ يعكس الانتقال من مرحلة الطرح النظرى إلى التنفيذ.
وأوضحت بكرى أن ضمان عدم بقاء التوصيات حبرً على ورق يكمن فى وجود آليات تنفيذ ومتابعة، مؤكدةً أن المنصة الرقمية تمثل نموذجً عمليً لذلك، إذ تتيح أدوات للتوثيق والتواصل وقياس الأثر، بما يحول التوصيات إلى ممارسة واقعية قابلة للتطوير والمساءلة.
كما لفتت إلى أهمية إشراك الطلاب كشركاء حقيقيين، عبر اختيار النصوص، والمساهمة فى تنظيم العروض، والتعبير عن آرائهم من خلال المنصة الرقمية، بما يجعلهم طرفًا فاعلًا فى صياغة سياسة المسرح المدرسى، لا مجرد متلقين للنشاط.
واختتمت بكرى مؤكدةً أن المؤتمر يمثل خطوة جادة نحو تحويل المسرح المدرسى إلى سياسة وطنية راسخة تضمن استدامة هذا الفن التربوى المؤثر.

عاطف العجمي: بروتوكول مشترك هو الحل لإنقاذ المسرح المدرسي
أكد عاطف العجمى، مدير عام الأنشطة الفنية والثقافية السابق بوزارة التربية والتعليم، أن تجربة المسرح المدرسى بحاجة إلى بروتوكول واضح بين وزارة الثقافة ممثلة فى المركز القومى للمسرح ووزارة التربية والتعليم ممثلة فى الإدارة المركزية للأنشطة الثقافية والفنية، على أن يتم تفعيله مع بداية كل عام دراسى.
وأضاف العجمي: «خلال 36 عامًا من العمل بالوزارة، شهدت مختلف البروتوكولات السابقة، بعضها نجح وبعضها توقف بمغادرة المسئولين، ولهذا يجب أن يكون البروتوكول مؤسسًا ليستمر بغض النظر عن تغيّر الوزراء أو القيادات»، موضحًا أن البداية يمكن أن تكون بمسابقات كبرى مثل احتفالية عيد الطفولة.
وأشار إلى أن التحدى الأكبر الذى يواجه المسرح المدرسى يتمثل فى التمويل؛ حيث نجحت الوزارة سابقًا فى تنظيم أربعة مهرجانات بدعم مجتمعى دون أن تتحمل الدولة أعباء مادية، مضيفًا: «أول عام استضفنا الفنان محمد صبحى، وفى أعوام أخرى صفاء أبو السعود ولبلبة، وتم تكريم رموز من الفنانين والمسئولين، مثل محافظ كفر الشيخ الأسبق سيد نصر الذى خصص أرضًا لبناء مسرح هو الوحيد من نوعه فى المديريات».
وانتقد العجمى غياب الإعلام عن تغطية النشاط المسرحى المدرسى، ما خلق انطباعًا خاطئًا بعدم وجوده، رغم أن هناك 27 محافظة تقدم عروضًا تضاهى ما يُقدم فى قصور الثقافة، بينما تعانى بعض المديريات من غياب المتخصصين وافتقاد المسارح.
كما شدد على ضرورة توفير برامج تدريبية للمعلمين والمهتمين بالمسرح بالتعاون مع رموز من الحركة المسرحية مثل الفنان عادل حسان والفنان عزت زين والدكتور محمد أمين، لافتًا إلى أن المناهج الدراسية نفسها تحتوى على مسرحيات منهجية رفيعة المستوى يمكن توظيفها داخل العملية التعليمية.
واستعاد العجمى بعض التجارب الدولية، مشيرًا إلى مشاركة وفد مصرى فى مهرجان إيطاليا عام 2017، وتجربة التدريب مع الهيئة العربية للمسرح بالشارقة، التى توقفت بعد أربعة أعوام.
وختم بقوله: “قد يكون هذا المؤتمر نقطة تحول فى مسار المسرح المدرسى إذا أصبح إعلاميًا وفعّالًا، وأتمنى أن ينجح التعاون بين وزارتى الثقافة والتعليم لضمان استمرار هذه الأنشطة التى تبنى أجيالًا واعية ومبدعة”.

جيهان نور: المسرح المدرسى يمثل معملًا حقيقيًا لاكتشاف المواهب وبناء الإنسان
صرحت جيهان السيد عبدالله نور، موجه عام تربية مسرحية بالإسكندرية، أن فكرة المؤتمر انطلقت من داخل المركز القومى للمسرح والموسيقى والفنون الشعبية، انطلاقًا من إيمان راسخ بأن المسرح المدرسى يمثل معملًا حقيقيًا لاكتشاف المواهب وبناء الإنسان، وتشكيل الهوية الثقافية والفنية والوطنية، فضلًا عن دعمه المباشر للعملية التعليمية.
وقالت إن المسرح المدرسى يسهم فى إعداد طالب قادر على القيادة، مدرك لأهمية العمل الجماعى، ويملك القدرة على المواجهة، كما يساعده على علاج بعض المشكلات مثل التلعثم أو الانطواء. وأكدت أن من أبرز أدواره أيضًا تبسيط المناهج من خلال تحويلها إلى قوالب درامية ممتعة، فيما يعرف بـ»مسرحة المناهج»، وهو ما يجعل عملية التعلم أكثر سلاسة وجاذبية.
ولفتت نور إلى أن الطالب يظل المحور الأساسى لكل الجهود فى المسرح المدرسى، باعتباره النواة التى تُبنى عليها شخصية محبة لوطنها وفاعلة فى مجتمعها. لكنها أوضحت فى الوقت نفسه أن هناك عدة صعوبات ما زالت تعترض طريقه، منها نقص الأخصائيين داخل المدارس، وعدم إلمام بعض الموجودين بمتطلباته لغياب ارتباط دراستهم الأكاديمية بواقع المسرح المدرسى، إضافة إلى افتقاره للنصوص التربوية، إلى جانب معوقات مالية.
وشددت على أن المؤتمر جاء ليكون خطوة مهمة لتجاوز هذه العقبات، مؤكدة أن تطوير المسرح المدرسى يعد مدخلًا رئيسيًا لتطوير المسرح المصرى ككل.
كما أشارت إلى أن المؤتمر خرج بعدد من التوصيات الجوهرية، أبرزها: تنظيم ورش فى الإخراج والتمثيل والكتابة المسرحية لأخصائيى التربية المسرحية وطلاب المدارس تحت إشراف مبدعى وزارة الثقافة، وإتاحة مسارح الوزارة أمام المدارس لعرض إنتاجها، وتمكين الأخصائيين والطلاب من مشاهدة العروض المسرحية لاكتساب الخبرات، إضافة إلى إقامة مهرجان مشترك بين وزارتى التربية والتعليم الفنى والثقافة لعرض نتاج المسرح المدرسى.
واختتمت نور بتوجيه التحية والتقدير لكل من ساهم فى خروج هذا المؤتمر إلى النور، مؤكدة أنه يمثل خطوة مهمة نحو مستقبل أفضل للمسرح المدرسى.


سامية سيد