رسالة أكاديمية تناقش خصوصية التجربة المسرحية في المنيا

رسالة أكاديمية تناقش  خصوصية التجربة المسرحية في المنيا

العدد 524 صدر بتاريخ 11سبتمبر2017

شهد جمهور غفير -بقاعة الحاسب الآلي بجامعة المنيا- مناقشة رسالة ماجستير عن مسرح مختلف بعنوان “خصوصية التجربة المسرحية عند مبدعي التسعينيات في إقليم المنيا”، للباحثة هبة جمال محروس، وذلك يوم الأربعاء 23 أغسطس الماضي، وقد ترأس لجنة المناقشة أ. د. محمد عبد الله حسين أستاذ الأدب والنقد بكلية دار العلوم، و بمناقشة أ.د. هدى عثمان حسن أستاذ الأدب الحديث المساعد بدار علوم المنيا، وأ.د. عصام محمود محمد أستاذ النقد المساعد بآداب حلوان.

وقالت الباحثة هبة جمال محروس في مقدمة بحثها “إن المحور الرئيس لهذا البحث يدور حول خصوصية التجربة “تجربة الكتابة المسرحية” خصوصاً في التسعينيات، ويقصد بخصوصية التجربة المسرحية خصوصية الموضوعات التي تناولها هؤلاء الكتاب، والرؤية والأشكال الفنية، مما انعكس على البناء الدرامي في أعمالهم، صورة تجعلهم يختلفون ويتميزون عن غيرهم سواء من سبقهم على مستوى الإبداع الدرامي في الإقليم أو في مصر بشكل عام”
وعددت الباحثة في العوامل التي أثرت في تجربة هؤلاء الكتاب على المستوى التاريخي والجغرافي والثقافي لمحافظة المنيا، واستطردت حول المبدعين الكبار من المسرحيين والمخرجين الذين قدموا أعمالاً لمؤلفين محليين، عملوا معهم في اكتشاف الظواهر المسرحية بالمنيا وكذلك أعادوا النبش في تاريخها وعاداتها، وطقوسها التي تأتي من بذور فرعونية وقبطية وإسلامية، ناهيك عن الأحداث التاريخية التي شهدتها المنيا في تلك الحقب التاريخية، ومن بين هؤلاء المخرجين ضياء الميرغني، وبهائي الميرغني، وحسن رشدي، وحمدي طلبة، ومعتصم أبو الليل، وطه عبد الجابر، وأسامة طه، وغيرهم الكثير من المبدعين.
ثم أضافت الباحثة دراسة حول جيل التسعينيات الذي ظهر بقوة وأحيا الحركة المسرحية، وأعاد المنيا على خريطة الإبداع –على حد قول الباحثة- من حيث الكتابة والعروض المسرحية، واسترشدت بنصوص مثل ملك العرب لمحمد سيد عمار والتي فازت بجائز أندلسية للإبداع، وثنائية الحلم والسقوط لنفس الكاتب والتي فازت بجائزة الشارقة، والمجلس الأعلى للثقافة، ومسرحية بعد أن يموت الملك والتي حصلت على جائزة تيمور، كما تحدثت حول الفرق التي ظهرت وأبدعت ووضعت المنيا على خريطة المسرح في مصر ومن بينها فرقة بني مزار والمنيا القومية وأبي قرقاص وملوي ومغاغة.
وقد خصصت الباحثة الجزء الأكبر من رسالتها حول نصوص المبدعين بمحافظة المنيا ومنهم محمد عبد المنعم زهران ومسرحيته “أشياء الليل” والتي تناولت قضايا اجتماعية واقتصادية في قالب بريختي راصدة التغيرات التي حدثت بالمجتمع المصري بعد الانفتاح، ونص محمد سيد عمار “ثنائية الحلم والسقوط” التي اتخذت الشكل التراثي في التقديم من خلال السيرة الهلالية، وتطرقت لنص أشرف عتريس حلقة نار والتي تناولت قضايا الفساد والظلم الاجتماعي، من خلال نماذج في عمق الريف المصري تمثل المجتمع القروي ككل.
وتناولت الرسالة في جزء منها رؤى الكتاب حول القضايا القومية مثل القضية الفلسطينية من خلال كتابتهم المسرحية، مثل الكاتب أشرف عتريس وجلال عابدين ومحمد سيد عمار، ومحمد سيد عمر، حيث تناولها أشرف عتريس عبر التاريخ الإنساني في العصر الحديث، بينما تناولها جلال عابدين عبر الرمز الشعبي ودلالته، وتناول القضية الفلسطينية الكاتب محمد سيد عمار عبر التاريخ القديم منذ الخروج الأول لليهود بمسرحية “هكذا يقول الرب”، وتناولها محمد سيد عمر عبر زاوية أسطورية في صراع قرطاجة وروما.
وأفردت الباحثة في رسالتها قدراً حول سمات الكتابة الإبداعية لجيل التسعينيات، والذي تميز بالتجريب، على مستوى التراث الشعبي والأسطوري والتاريخي والديني، وخصوية بعض التجارب مثل بحر التواه لجلال عابدين، كما تميزت البنية المشهدية لهؤلاء الكتاب بتقسيمات خالفت البنى الدرامية المألوفة، وذلك عند جلال عابدين وأشرف عتريس ومحمد عبد المنعم زهران، ومحمد سيد عمر.
وقد أوصت الباحثة في نهاية رسالتها بمزيد من الاهتمام من قبل الهيئات والمؤسسات التعليمية والثقافية بأعمال هؤلاء الكتاب، ونشرها وتقديم دراسات نقدية متنوعة عنها، وكذلك تبني مسرح الدولة بجميع مستوياتها لهذه الأعمال وتقديمها، بالطريقة التي تليق بها.
وقد حصلت الباحثة هبة جمال محروس على درجة امتياز في بحثها والتوصية بالطبع والنشر على مستوى جامعات مصر، وسط مناقشة بعض الكتاب لرسالتها وهي السابقة الأولى من نوعها في مناقشة الرسائل العلمية، والتي سمح بها رئيس لجنة المناقشة د. محمد عبد الله حسين، وكان من بين المناقشين الكاتب طنطاوي عبد الحميد الذي أثنى على الجهد المبذول في الرسالة، لإظهار هؤلاء الكتاب وأعمالهم الإبداعية، وحصلت الباحثة على امتياز
وصرح د. محمد عبد الله حسين أستاذ الأدب والنقد بكلية دار العلوم ورئيس لجنة المناقشة، بأن الرسالة تعكس الإهتمام الجامعي بالمجتمع المحيط به، إضافة لأن الرسالة ألقت الضوء على إبداع مهم جدا لكتاب الأقاليم المبدعين والذي لا يعرف أحد عنهم الكثير، وذلك نتيجة لاهتمام الحركة النقدية بالمركز، وإغفال الأطراف.
وأكد د. محمد عبد الله حسين على أنه هناك شكل جديد من أشكال الكتابة المسرحية جربه هؤلاء الكتاب في أعمالهم متأثرين بالبيئة المحلية المحيطة بهم.
 


محرر عام